رواية للكاتبة دعاء

موقع أيام نيوز

باستياء أومال أنا أعمل أيه ده عذبنى من الصبح وانا قاعدة لوحدى ومش راضى يقوم.
أرتدى عبد الرحمن ملابسه وخرج إليهم معتذرا توجه الجميع إلى ردهة الفندق ومنه إلى الشاطىء كانت فرحة تمشى على الشاطىء بجوار إيهاب وهو ممسك بيدها وتتشابك أصابعهما في حب بينما كان عبد الرحمن يمشى وهو واضع يديه في جيبه وايمان بجواره تنظر للبحر في وجوم فقال وهو ينظر للمياة 
الميه هنا صافية أوى...
لم ترد عليه فالټفت إليها فوجدها شاردة فقال الشط هنا فاضى تحبى تقفى في المية شوية.
أشارت برأسها نفيا وقالت لا مش هينفع هدومى لو اتبلت هتبقى لازقة على جسمى وهتفصله.
لفت نظره فرحة وإيهاب وهما يمزحان أمامهما على الشاطىء يتقاذفان الرمال وبعض المياة التي تأتى إليهم مسرعة على الشاطىء وكأنها تشاركهما سعادتهما ومرحهما وشاهد إيهاب وهو ممسك بعصاة ويكتب بها على الرمال بحبك يا فرحة ويرسم حولها قلب كبير أبتسم ونظر إلى ايمان التي مرت بجوار القلب الذي رسمه أخيها ولمعت عيناها بالدموع وأسرعت الخطى أسرع إليها عبد الرحمن بخطوات واسعة قائلا 
في حاجة يا ايمان
قالت بتحفظ لا أبدا بس بردت شوية
عبد الرحمن تحبى نرجع الفندق
ايمان لا مش هينفع ايهاب قال هنتغدى مع بعض
قال موافقا زى ما تحبى...
19 الفصل التاسع عشر
صعدت الفتاتان كل منهما إلى حجرتها في الفندق بينما ذهب عبد الرحمن وايهاب لصلاة العشاء دخلت ايمان غرفتها توضأت لصلاة العشاء واختارت جانبا بعيدا نسبيا في غرفتها ووقفت للصلاة وعند أول سجدة انهار تماسكها بشكل كامل ظلت تبكى وتبكى وتدعو الله عزوجل أن يصرف عنها الهم والحزن وأن يقذف حبها في قلب زوجها كانت تبكى وتدعو بمرارة كبيرة حتى انتهت من صلاتها وقامت لتصلى النوافل وأصابها ما أصابها مرة أخرى عند السجود البكاء والألم.
________________________________________
بل كان الأمر وكأنه استغل حيائها ليبيت ليلته بعيدا عنها.
تذكرت كيف استيقظت باكرا لتوقظه بحجة الخروج مع ايهاب وفرحة كانت تتصور أنه فعل ذلك بالأمس لإجهاده بسبب السفر وحفل الزفاف وسيتغير بمجرد أن ينام ويرتاح ولكنها وجدت
شيئا آخر لم يستجيب لها ورد عليها قائلا 
لما يجوا خارجين ابقى صحينى.
أخذتها أفكارها وغفيت وهي ساجدة دخل عبد الرحمن الحجرة بهدوء ووقع عليها نظره وهي ساجدة في سكون بدل ملابسه ودخل إلى فراشه انتظرها ترفع من سجودها ولكنها لم تفعل توقع أنها أخذتها غفوة في سجودها أقترب منها ليوقظها قائلا 
إيمان. إيمان أنت نايمة
أنتبهت من غفوتها ونهضت مستنده إلى ذراعه وقالت أظاهر أنى نمت وانا ساجدة
عبد الرحمن شكلك تعبان. تعالى نامى في سريرك.
خلعت أسدال الصلاة واستلقت على الفراش ولم تغمض عينيها نظر إليها قائلا منمتيش ليه
نظرت إليه بانتباه وقالت مش جايلى نوم
قال بجدية لا لازم تنامى بدرى عندنا بكرة فسحة من أول اليوم وايهاب هيصحينا من الفجر. تصبحى على خير...
وأغمض عينيه لينام نظرت إليه بذهول لم تكن تتوقع ردا كهذا ألهذه الدرجة لديه عزوفا عنها ألهذه الدرجة لا يحبها ولا يشعر أنها زوجته لم يكن هناك إلا تفسيرا واحدا لتصرفاته لقد تزوجها رغما عنه لقد أرغمه والده على الزواج منها هو لا يريدها عندما وصلت لهذه النتيجة أغمضت عينيها پألم وقررت أن تزيل عنه الإحراج الذي وقع فيه ستكون هي الرافضة له وليس العكس حفاظا على كرامتها.
كان يتظاهر بالنوم يغمض عينيه ليهرب من نظراتها المتسائلة لا يعلم إلى متى الهروب لقد كان يتصور أنه بمجرد أن تكون زوجته سيعتاد على وضعها الجديد في حياته وسيشعر تجاهها بالحب بل حتى أضعف الإيمان أنه كان سيتصرف بشكل طبيعى فلقد أصبحت زوجته ومن المفترض أن يبدأ حياته معها وهل كل رجل يتزوج امرأة لا يحبها يبتعد عنها هكذا تدور الكلمات في عقله لا يجد لها تفسيرا واضحا قرر انه في الغد وبعد عودتهم من الرحلة البحرية أن يحاول اذابة الحواجز الجليلدية التي تفصله عنها.
وفى الصباح ذهبوا جميعا إلى رحلتهم البحرية كانت فرصة جيدة لإيمان أن تستنشق هواء البحر وتسرح في جمال ألوانه الصافية كانت تحتاج إلى مثل هذا التغيير أنشغلت في عبادة التفكر في خلق الله وهي ترى هذه المناظر الجميلة لأول مرة لم تفارق شفتاها كلمة سبحان الله من جمال ما ترى جلست فرحة بجوارها في سعادة وهي تقول 
أيه يا جميل قاعد لوحدك ليه
قالت ايمان بمزاح أنا ياختى مش قاعدة لوحدى السمك قاعد معايا.
ضحكت
فرحة وجاء إيهاب يلف ذراعيه حول كتفيها قائلا وحشتينى الثوانى دول
نظرت لهما إيمان بحنان وقالت ربنا يخليكوا لبعض...
رسمت أبتسامة مصطنعة على شفتيها وهي تقول اه طبعا هيزعل كويس انه مش سامعك
قال إيهاب مازحا أنت بتخوفيني بالحوت بتاعك ماشى يا ايمان.
ثم نادى على عبد الرحمن بصوت مرتفع انت ياعم الحوت. سايب الحوته بتاعتك لوحدها ليه
أقترب عبد الرحمن ضاحكا وهو يقول حوته لغتك العربية فوق الوصف يا إيهاب
ظل عبد الرحمن يمازحها في حين اقترب إيهاب من إيمان وهمس في أذنها
تم نسخ الرابط