رواية للكاتبة دعاء

موقع أيام نيوز

لم تتفوه بكلمة وإنما دخلت غرفتها بدلت ملابسها وخرجت بعد ثوانى وفي عينيها صرامة غريبة عليها
قالت إيمان بصوت لم يخلو من البكاء رايحة فين يا طنط.
لم ترد عليها وهي في طريقها للخارج وقفت فرحة مكانها وهي تنظر إلى أمها بدهشة وهي تقول بخفوت
رايحة فين يا ماما دلوقتى
لم ترد أيضا وأنما تابعت طريقها خرجت وأغلقت الباب خلفها.
نهضت مريم فزعة عندما فتحت عينيها ببطء ووجدته يجلس على طرف فراشها وقف في سرعة وابتعد خطوات عندما رآها تلف ذراعيها حول قدماها وتنظر له في خوف وفزع وقال
مټخافيش. أنا مكنتش لسه نزلت لما مامتك اتصلت بيكى وسمعتك وانت بتصرخى وبعدين وقعتى على الأرض مكانش ينفع اسيبك وامشى
نهضت پخوف وهي تهرول نحو باب الغرفة ومنه إلى باب الشقة التي وقفت عنده وقالت باضطراب
أتفضل أطلع بره.
أقترب منها ووقف ينظر إليها في صمت فقالت مرة أخرى بقولك اطلع بره
ظل ينظر إليها بصمت وأخيرا تكلم وكأن صوته يأتى من بعيد قائلا مروحتيش ليه توصلى اختك واخوكى المطار يوم فرحهم
قالت بحنق وتوتر ملكش دعوة بيا مفيش بينى وبينك كلام
أعاد سؤاله بنفس الطريقة وقال أتكلمى. كنت طالعة الشقة المفروشة ليه.
تملصت منه وخرجت خارج الشقة وقالت بصوت مكتوم من البكاء علشان تعرف انك كداب وبتفترى عليا.
نظر إليها نظرة باردة وتركها وذهب.
وقفت فاطمة في ذهول أمام عفاف التي يطل الڠضب من عينيها وتتحدث وكأنها امرأة أخرى امرأة غير التي كانت تتعامل بطيبة وصبر وكأنها قطة برية تدافع عن صغارها في شراسة
أنا صبرت عليكى كتير يا فاطمة وكنت بقول معلش دى عشرة عمر. معلش دى سلفتى قبل ما تكون جارتى وليها حق عليا. لكن يوصل كرهك ليا ولولادى انك عاوزه تخربى عليهم كلهم كده مرة واحدة لا انا مش هسكتلك تانى يا فاطمة وهوقفك عند حدك.
لأول مرة تشعر فاطمة بالقلق من كلمات عفاف وقالت بتوتر أنا مكنش قصدى يا عفاف انا كنت بكلم فرحة والكلام جاب بعضه.
ضحكت عفاف بسخرية لازعة وقالت بصرامة أنا عارفاكى كويس وعارفة أنك عمرك ماكنتى هتزورى بنتى إلا لما
تكونى عاوزه حاجة أوعى تكونى فاكرة أنى ساكتة عليكى ضعف. لا. أنا ساكتة رأفة بحالك علشان عارفة الغل اللى جواكى واللى مخليكى تاكلى في نفسك. طلعتى الغل ده زمان وخليتى أحلام تاخد عيالها وتهرب ودلوقتى جاية تكملى في ولادى يا فاطمة لا أنا مش هقف ساكتة تانى واسيبك تهدى بيوتهم زى ما هديتى زمان.
صړخت فيها فاطمة أومال كنت عاوزانى اعمل أيه. كنت عاوزانى اعمل أيه وانا شايفة جوزى بيحب مرات أخوه وعنيه هتطلع عليها. كنت عاوزانى اعمل أيه وانا شايفة نظراتها كلها احتقار ليا وتريقة عليا في الرايحة والجاية. طبعا منا مش مالية عين جوزى
هتفت بها عفاف وعلشان انت حاسة بالنقص من ناحية جوزك تقومى تدمرى عيلة بحالها وجاية دلوقتى تكملى يا فاطمة على ولادى.
قالت فاطمة باڼهيار مفاجىء ولادك. ولادك اللى طول عمرهم بيتعاملوا أحسن معاملة. حتى إبراهيم كان حاططهم فوق ولادوا وبيقدمهم على ولادوا. أنا حقى مش هيفضل طول عمره مهضوم بينك شوية وبين أحلام شوية.
هوت إلى
________________________________________
المقعد وقالت وكأنها مغيبة عن الواقع طول عمرى بسمع جوزى بيشكر فيكى وبيقولى اتعلمى من عفاف طول عمرى حاسة انى أقل منك. أطلع عندك اشوف جوزك بيدلعك ولحد ما كبر في السن وهو بيحبك وطلباتك أوامر وعيالك مدلعين على الآخر وواخدين
حقهم تالت ومتلت. أبص على نفسى الاقينى مش عاجبة جوزى ابدا مهما عملت. وحتى ولادوا مش عاجبينوا وعلى طول يقولهم عاوزكوا تبقوا زى ولاد حسين. ليه انتوا أحسن مننا فأيه لاء انا وولادى مش هنفضل ملطشة ليكى انت وولاد أحلام. ولو جوزى حطنى تحت رجيلكم ابنى هيحطنى فوق رأسكم وبكره تشوفوا.
قالت عفاف بحسم وكأنها لم تسمعها أنا مش هعيد كلامى يا فاطمة. أياكى تقربى من ولادى ولا من حياتهم. ولو حصل ده ساعتها متلوميش غير نفسك.
خرجت عفاف وصفعت الباب خلفها بقوة أسندت فاطمة ظهرها للمقعد وهي تغمض عينيها بقوة وتتنفس بصعوبة و لم تكن هي الوحيدة التي تتنفس بصعوبة بل كانت وفاء أيضا التي استمعت إلى الحوار بكاملة وهي تقف خلف باب غرفتها جلست على فراشها وبدأت دموعها بالإنهمار.
أنت أيه اللى خلاكى تحكيلوا يا غبية
هتفت علا بهذه العبارة وهي تجلس بجوار هند مؤنبة لها فقالت هند في ارتباك معرفش بقى. أنا لما ملقتكيش وهو عزمنى على حاجة في مكتبه قعد يجرجرنى في الكلام واتكلم بطريقة كأنه عارف كل حاجة. وبعدين يعنى أيه المشكلة انه يعرف
زفرت علا في ضيق وقالت أنت هتفضلى طول عمرك كده. ماتشغلى عقلك شوية. دلوقتى أحنا استفدنا أيه لما هو عرف
هو احنا لازم نستفيد يعنى.
زفرت مجددا بنفاذ صبر قائلة هفضل أفهم فيكى لحد أمتى. لما تكونى عارفة معلومة تخليكى محتفظة بيها. متطلعيهاش إلا اذا كنت هتستفيدى. لو مش هتستفيدى يبقى تخاليها
تم نسخ الرابط