رواية للكاتبة دعاء
المحتويات
يا إيمان في حاجة
قالت إيمان ببشاشة أزيك يا طنط أخبارك ايه. ممكن لو سمحتى أدخل لطنط عفاف.
أشارت لها فاطمة بالدخول دخلت ايمان ولكنها تفاجأت بوجود هند التي تعرفت عليها ببساطة و ساد جو من البهجة في المطبخ وخصوصا بعد تواجد وفاء وأصبحت تتجاذب المداعبات مع إيمان التي تتمتع بشخصية مرحة عكس ماكان يوقع الجميع بعد ساعة أنصرفت سلمى وكانت معها مريم التي أوصلتها إلى باب الحديقة الخارجى وودعتها وهي تستقل سيارتها الصغيرة وتنطلق بها ثم عادت مريم وقطعت الحديقة وهي تشاهدهم وهم يجمعون أحبال حلبة الملاكمة نظرت إلى يوسف وهو يجمع الأحبال بصحبة إيهاب ويتمازحان وكأنهم أصدقاء منذ زمن ظلت واقفة لبرهة تنظر إليهم في حيرة وضيق لا تعلم لماذا يتعامل معها هكذا إذا كان غير مرحب بوجودهم فلماذا إذن يحب إيهاب ويصادقه ويتعامل مع إيمان باحترام أما هي فدائما يعاملها باقتضاب ونادرا ما ينظر إليها وهي تحدثه نفضت أفكارها جانبا وأكملت طريقها للداخل.
منوره يا هند بقالك كتير مجتيش عندنا
قالت هند بابتسامة كبيرة ربنا يخاليك لينا يا حاج.
ثم التفتت إلى عبد الرحمن وقالت أصل عبد الرحمن بقاله فترة مشغول عنى
أكمل حسين طعامه وهو يقول معلش أنت عارفة بقى مشغولياته هو أنا اللى هقولك.
قال يوسف بنزق بصراحة يا بابا هو متعب وعاوز حد يبقى على دماغه دايما. مبيجيش غير بالدق على دماغه
نظرت له مريم وفي نفسها مندهشة من تصرفاته فهو أحيانا رقيق ومهذب وأحيانا أخرى لا يحتمل بل لا يطاق!
تابع حسين وهو ينظر إلى إيهاب قائلا بقولك أيه يا إيهاب يابنى. ايه رأيك تاخد الشغلانة دى.
قال حسين بعملية طبعا في مهندس مدنى مسؤل بس طبعا قلبه مش هيبقى على الشغل. ده مجرد موظف عامل الوقت ميفرقش معاه. بالعكس الوقت لصالحه وزى ما أنت شايف عبد الرحمن ووليد ويوسف مش فاضين. أيه رأيك انا محتاجلك بجد وبعد العمارة ما
تخلص تمسك انت تشطيبها ها قولت أيه
طيب وشغلى يا عمى
أبتهج الحاج حسين وقال يا سيدى خد أجازة. ولو الشغل معانا تعبك أرجعله تانى
صمت إيهاب لبرهة ثم أبتسم وقال لعمه خلاص يا عمى هرد عليك بكرة بأذن الله
وهنا نظر الحاج إبراهيم إلى يوسف وقال ها يا يوسف مريم عامله معاك ايه في الشغل
تابع إبراهيم وهو يوجه حديثه إلى مريم وأنت يا مريم مستريحة في شغلك ولا معطلك. أنا أصلى عارف يوسف طلباته كتيرة ومتعب في شغله
ألقت مريم نظرة سريعة إلى يوسف وهي تقول هو أصلا مبيكلمنيش كتير علشان تبقى طلباته كتير
أرتفع حاجبي إبراهيم وهو يتابع قائلا أزاى الكلام ده. ده انتوا ولاد عم
لمعت عيناها وكادت أن تبكى من حدته.
فقال إيهاب بعصبية أيه يا يوسف بتكلمها كده ليه
تدخل حسين على الفور قائلا پغضب يحسبه بتكلموا بعض كده وانا قاعد. والله عال
ثم نظر إلى يوسف بحدة وقال بعد الأكل نقعد في المكتب نشوف ايه الحكاية.
حاولت وفاء كعادتها تغير مسار الحديث المحتقن فقالت بشغف تعرف يا بابا أمبارح كان عندنا محاضرة والدكتور كان بيشرحلنا في قانون العقوبات وجابلنا قضية حقيقية من قضايا الژنا. بس القضية كانت صعبة أوى تقريبا محدش فينا عرف يكتب فيها مرافعة تمام زى ما الدكتور عاوز. تخيل الراجل لبس مراته قضية ژنا وكمان ساومها يا أما تتنازل عن كل حاجة يا أما يحرك دعوى الژنا ضدها وتتحبس ويتعملها ملف كمان.
قطب إبراهيم حاجبيه قائلا أعوذ بالله. معقول في راجل يعمل كده. وازاى اصلا يبقى حاجة زى كده في القانون
كانت إيمان هي الأخرى ترغب في تغير مجرى الحديث فقالت
________________________________________
طبعا يا عمى هو ده القانون الوضعى. چريمة الژنا الزوج هو بس
اللى يقدر في أى وقت يوقف الحكم عليها ويتنازل وساعتها بتطلع براءة
قالت عفاف متسائلة وده حلال بقى ولا أيه.
قالت إيمان بأريحية لا يا طنط الأحكام الشرعية في الموضوع ده لو في أربع شهداء كلهم أقروا بالچريمة دى وكلهم عدول وموثوق فيهم بيتنفذ فيها الحكم حتى لو الزوج اتنازل. أما لو كان الزوج هو اللى أدعى على مراته الژنا ومعندوش شهود يبقى ساعتها القاضى بيطبق عليهم آية اللعان
قالت عفاف متعجبة ياه أربعة. بس دى لو أربعة بحالهم شهدوا عليها وهي كده تبقى لامؤاخذة بقى.
أومأت إيمان برأسها مؤكدة وهي تقول ماهو ده علشان أحكام الدين في الأصل بتدعو للستر.
متابعة القراءة