رواية للكاتبة دعاء

موقع أيام نيوز

الأرجوحة الكبيرة في جانب من جوانب الحديقة بالقرب من أحواض الزهور.
كانت مريم يظهر عليها علامات الأسى الواضحة وهي تستعيد ما قصته عليها إيمان ليلة أمس عن مادار بينها وبين أعمامها في الشركة هي لا تكذب ما سمعته من إيمان لحظة واحدة فلقد عاشت مع أمها وخبرت ذلك جيدا منها وعاشت أيضا مع أعمامها وتعاملت معهم فترة كافية تجعلها تجيد الحكم عليهم
وبمقارنة بسيطة تخسر أمها دائما نعم فالإنسان يستطيع أن يغير فكرة الناس عنه بمعاملته وحسن عشرته أكثر من دفاعه عن نفسه بالكلام.
كانت مريم غارقة في بحر من الأفكار تتصارع في عقلها كالأمواج المتلاطمة لدرجة أنها لم تشعر باقتراب أحدهم منها من الخلف ووضع كفيه على عينيها في صمت أختلج قلبها بشدة تصورت أنه يوسف لا تعلم لماذا تمنت هذا مع علمها أن يوسف مستحيل أن يفعل ذلك معها وخصوصا أن العلاقة بينهما متوترة هذه الأيام تحطمت أمنيتها على صخرة الواقع عند سماعها صوت وليد وهو يقول بمزاح 
أنا ميييين.
أستدارت فجأة وقالت پغضب لو سمحت متعملش الحركات دى تانى أنا مابحبهاش
إيه اللى بيحصل ده.
لاحظ وليد ڠضب يوسف مما يرى فقرر أن يستثيره أكثر فقال له غائظا ولا حاجة إنت عارف ابن عمك دايما بيجى في الوقت المناسب علشان يلحق العرض الأول
قالت مريم بانفعال عرض إيه...
ثم تابعت مدافعة عن نفسها أنا كنت هقع
قال وليد بإستفزاز آه طبعا ميضرش أبدا...
ثم نظر إليهما وقد حقق مراده وقال طب ألحق أنا بقى الصلاة عن إذنكم.
حاولت مريم شرح موقفها مرة أخرى وهي ترى علامات الڠضب مازالت ترتسم على وجه يوسف قالت 
أنا كنت قاعدة على المرجيحة وبعدين.
قاطعها قائلا پغضب مايخصنيش أنا اللى عاوز أنبهك ليه. إنك هنا مش في الجامعة يعنى لازم تحافظى على شكلك قدام عيلتك ولو أتماديتى مع وليد إنت اللى هتبقى الخسرانة الوحيدة في اللعبة دي.
قالت بنبره تشبه البكاء إيه الكلام اللي بتقوله ده. هو أنا يعنى باعمل إيه في الجامعة علشان تقولى كده. وبعدين هو اللى مسك إيدى لما كنت هقع يعنى أنا ماتماديتش معاه فحاجة خالص
قال بسخرية صح أصل لو واحدة بتصد واحد هيجيله جرأة ويحط إيده على عينيها ويهزر معاها
هتفت بلوعة وأنا مالى هو اللى دايما بيطلعلى من تحت الأرض وبيتصرف كده
وبيغلس عليا من غير سبب
تابع بنفس اللهجة الساخرة من غير سبب متأكدة
قالت هاتفة طبعا متأكدة
رفع حاجبيه وقال بسخرية غريبة أومال يعنى مش بيغلس ليه على إيمان اختك
قالت بحنق شديد معرفش وانا مالى ماتسأله هو
هز رأسه بعصبية وقال إنت اللى مش عاوزه تعرفى
قاطعهما صوت عمها إبراهيم وهو يلقى التحية من بعيد ويشير ليوسف أن يلحق بالصلاة فتركها وانصرف سريعا .
كانت إيمان تتابع ما يحدث من شرفتها فنادت على مريم التي نظرت للأعلى فأشارت لها بالصعود. صعدت مريم إليها قائلة بتسائل 
خير يا إيمان في حاجة.
إيمان أنا كنت واقفة وشفت اللى وليد عمله ولاحظت وشك وإنت بتكلمى يوسف. هو قالك حاجة زعلتك وبعدين يا مريم إنت خليتي وليد ياخد عليكي للدرجة دى ليه
شعرت مريم أن الجميع يتكلم عنها بنفس الطريقة ويتهمها في تصرفاتها فقالت بانفعال .
هو في إيه كلكوا بتتهمونى إنى أنا السبب وأنا اللى باسمحله يضايقنى ويغلس عليا. انت
تقوليلى مأخداه عليكى. ويوسف يقولى إنى بتمادى معاه. هو انتوا شايفنى إيه بالظبط.
مسحت
________________________________________
إيمان على شعرها وهدأتها وجلست بجوارها وقالت في حنان مريم يا حبيبتى انا قلتلك قبل كده الناس مش بتدخل جوانا وتشوف نيتنا إذا كانت طيبة ولا لاء الناس بتحكم بالتصرفات الظاهرية لينا. يعنى مثلا إنت وقفتى قدام فاترينة خمور في الشارع. أى حد معدى هيقول بتتفرج على الخمړة ليه أو نفسها تشترى منها لكن انت ممكن تكونى وافقة ترتاحى من مشوار طويل ووقفتى تاخدي نفسك شوية.
لمعت عيون مريم بدموعها وقالت يعنى إيه يا إيمان يعنى أنا هيبقى ذنبى إنى واقفة أرتاح.
إبتسمت إيمان وقالت لا يا مريم مش ذنبك أنك بترتاحى. لكن ذنبك إنك إختارتى المكان الغلط اللى ترتاحى قدامه يعنى ماشية مشوار طويل ومستحمله. كان ممكن تستحملى أكتر وتمشى خطوتين كمان لكن إنت إستقربتى ووقفتى في حتة ممكن تشبهك وإنت مش حاسة إن الناس هاتحكم عليكى من خلال المكان اللى وقفتى قدامه...
إتسعت إبتسامة إيمان وقالت بهدوء قوليلى يا مريم لما بتحبى تقرأي قصة. إيه أول حاجة بتلفت نظرك ليها
مريم العنوان وبعدين بشوف مضمونها
حصلت إيمان على ما تريد فقالت بالظبط كده...
العنوان الأول وبعدين المضمون علشان كده لازم تخلى عنوانك مظبوط أوى
نظرت لها مريم بعدم فهم يعنى إيه عنوانى
قالت ايمان موضحة وجهة نظرها عنوانك يعنى لبسك ومظهرك الخارجي. يعنى صحابك اللى ماشية معاهم ومصحباهم. يعنى وقفتك ومشيتك وطريقة كلامك وهزارك. يعنى الأماكن اللى وافقة فيها أو جواها أو خارجة منها
قالت مريم بتأفف فاهمة تقصدى سلمى مش كده.
.... منتظركم فى جروبى عشق الكلمات اول منشور فى
تم نسخ الرابط