رواية للكاتبة دعاء

موقع أيام نيوز

عاوزك خمس دقايق بس
توترت إيمان وهى تنظر إلى مريم ثم تنظر إليه معاتبة 
معلش أصل يدوب نلحق ..مفيش وقت
مالت مريم على أذنها قائلة بهمس
روحى شوفيه انا لسه هدخل آخد دوش .. على ما اطلع من الحمام تكونى جيتى
أومأت برأسها موافقة فى اضطراب وذهبت إليه دخلت شقتها ودخل خلفها وأغلق بابها بهدوء نظر إليها نظرة طويلة معاتبة ولكنها مشتاقة نظرة محبة شغوفة ولكن تغلفها الحيرة وأخيرا تكلم قائلا
ممكن اعرف انا عملت أيه علشان تتغيرى كده معايا
أطرقت برأسها وقالت فى خفوت 
مش وقت الكلام ده دلوقتى لازم أروح أجهز مريم
أقترب منها يتفحصها بعمق وقال
يا ايمان متسبينيش كده قوليلى حاجة .. ريحينى.. أنا معرفش غير موضوع كلام مرات عمى لكن أيه علاقة كلامها بيا أنا وأنت
قالت بابتسامة شاحبة
أوعدك بعد الفرح ما يخلص هقعد معاك ونتكلم زى ما انت عايز
قال بحب
طب ينفع اقولك وحشتينى
قالت بدون تفكير
ليه
أبتسم ابتسامة حائرة وقال
ليه .. علشان بحبك
قالت دون أن تنظر إليه
متأكد
أقترب منها ومسح على وجنتها قائلا
طبعا متأكد معقول مش حاسة بيا كل ده
أغمض عينيه مرة أخرى وتنهد تنهيدة طويلة وكأنه يطبع صورتها داخل مقلتيه حتى لا تفارقهما أبدا تناول منها الهاتف وهو يتلمس أطراف أناملها مداعبا وضع الهاتف على أذنه قائلا 
السلام عليكم ..
أستمع إلى والده قليلا بتركيز وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة عابثة ثم قال 
حاضر يا بابا ثوانى واكون عندك
رفع رإسها إليه لتلتقى عينيهما
مرة أخرى قائلا
كنا بنقول أيه
أبتعدت وهى تخطو باتجاه الباب وتفتحه قائلة
يلا انزل شوف عمى وانا رايحة لمريم
ېخرب عقلك يا ايمان رعبتينى
تبادلت الفتاتان الضحكات ولكن نظر إيمان وقع على چرح غائر أعلى ساق مريم فاقتربت منها وهى تنظر إليه فى تفحص وتقول 
أيه الچرح ده يا مريم 
نظرت مريم إلى حيث تنظر إيمان ووضعت أطراف أناملها على الچرح تتحسسه فتذكرت لحظة سقوطها وهى يغشى عليها تذكرت قطع الزجاج التى سقطت على أطرافه المهشمة
قطع ذكرياتها صوت إيمان وهى تقول
أنت وقعتى على أيه ولا اتخبطتى فأيه .. أرتجفت مريم مع تذكرها
________________________________________
الحاډث وشعرت بالألم وكأن الچرح
مازال حديثا
وقالت بارتباك 
مش فاكرة .
قالت ايمان وهى تضغطه قليلا
مش فاكرة ازاى ... مش بيوجعك طيب
حركت مريم رأسها نفيا وقالت
لا ..
ثم لفت المنشفة جيدا لتخفيه وهى تتصنع المرح
يالا بقى الست زمانها جاية أدخلى خدى دش انت كمان
أستسلمت مريم للمزينة تمشط شعرها وتزينها بينما جلست إيمان وفرحة يتجاذبان أطراف الحديث ويتضاحكان .. قالت إيمان بتساؤل
فين وفاء مطلعتش ليه ولا حتى سلمت علينا لما رجعنا
مطت فرحة شفتيها وقالت
مش عارفة بس شكلها محرجة من اللى امها عملته
قالت إيمان بتعجب
سبحان الله وفاء غيرهم خالص
أومأت فرحة موافقة
ده حقيقى.. بس أكيد اللى أمها بتعمله هى مش راضية عنه علشان كده تلاقيها مكسوفة تطلع
تناولت إيمان هاتفها وطلبت رقم وفاء وانتظرت ثوان إلى أن أتاها صوتها بخفوت
السلام عليكم ..ازيك يا إيمان
وعليكم السلام .. أيه يابنتى مطلعتيش ليه.. الكوافيرة هنا
قالت وفاء بخجل
معلش يا إيمان انا هبقى احط حاجة خفيفة كده
قالت إيمان بإصرار
لا مينفعش .. لازم تطلعى حتى لو مش هتعملى حاجة .. كفاية انك تقعدى فى وسطينا
سيطرت وفاء على دموعها وقالت بتماسك
ربنا يخاليكى يا إيمان بس بجد مش هقدر
زاد إصرار إيمان وهى تقول
لو مطلعتيش هنزل اخدك بنفسى ..ها قلتى ايه
أبتسمت وفاء من بين دموعها وهى تقول
لالا خلاص خليكى انا طالعة اهو
أغلقت إيمان الهاتف فى حين قالت لها فرحة
والله انت طيبة أوى يا إيمان.. يابخت عبد الرحمن بيكى
وفى المساء كانت الحديقة تتلألأ فى زينتها الجديدة بلمسات جمالية وضعها إيهاب وفرحة بذوق عالى وأحساس فنان كان الجو العام يبعث على البهجة وشاركت الطبيعة فى تزينه بنسمات عليلة وعبير الورود المتسلل إليها ليجعل النسمات تتحول إلى شذى رائع يأخذ بالألباب ويبعث على الإسترخاء فيحلو استنشاقه ببطء وكأنه سحر.
ومرة أخرى يتكرر نفس المشهد ويوسف يقف أمام مراته يرتدى حلته الأنيقة السوداء ولكن كانت تعلو شفتيه ابتسامة لا يستطيع تفسيرها قطع ابتسامته صوت عبد الرحمن الساخر وهو يقول
اضحك اضحك ما انت مش عارف أيه اللى مستنيك
ألتفت إليه يوسف قائلا
أيه ده انت لحقت تتعقد من الجواز
وقف عبد الرحمن بجواره فى المرآة وهو يهندم سترته وقال
ياعم مش لما اتجوز الأول ابقى اتعقد
نظر له يوسف متعجبا من كلماته وقال
نعم .. اومال إيمان دى تبقى أيه خطيبتك
دفعه عبد الرحمن ليلتفت مرة أخرى إلى المرآة وهو يقول
خليك فى حالك..
خرج يوسف إلى شرفته ينظر إلى الحديقة التى تزينت كالعروس وهو متعجبا من السعادة التى يشعر بها برغم من أنه يعلم أن هذا 
بدأ المدعوين بالحضور وكان أول من حضر هى علا بصحبة والدتها وأختها هند التى وقفت تنظر حولها وهى تقول لأختها 
شايفة اللى اتحرمت منه اختك
قالت علا بصوت هامس
ممكن ترجعيله انت وشطارتك
ألقت مريم النظرة الأخيرة فى مرآتها بينما قالت إيمان
ماشاء الله.. أنت قمر والله يا مريم اللهم بارك
عانقتها فرحة ووفاء ألتفتت إليهم مريم قائلة
أنتوا كمان قمرات
قالت وفاء بمشاكسة وهى تقول
أنتوا
تم نسخ الرابط