رواية للكاتبة دعاء

موقع أيام نيوز

زميلتى في الكلية
قال وليد وهو يتصنع الدهشة لا. بجد. أنا قلت كده برضة
نهض يوسف حانقا وهو ينهى هذا الحوار العقيم قائلا أظن يالا بقى ساعة الراحة خلصت.
أنتهى اليوم وعادت مريم بصحبة عمها في سيارته ولم تستطع أن تتناول العشاء من شدة الأرهاق ودخلت لتنام على الفور.
فى صباح اليوم التالى أستيقظ يوسف مبكرا وخرج بدون تناول طعام فطوره كان يخشى أن يطلب منه والده أن يأخذ مريم معه إلى العمل و ذهبت مريم في ميعاد عملها تماما وطرقت الباب ودخلت وهي مبتسمة قائلة
صباح الخير يا يوسف
يوسف باقتضاب ودون أن ينظر إليها صباح النور
كانت تحمل في يديها صينية عليها فنجان شاى وبعض قطع الكيك
وضعتهم على المكتب وهي تقول أنت نزلت من غير ما تفطر.
نظر إلى الكيك وأبتسم قائلا متشكر أوى يا مريم
أبتسمت وهي تغادر الحجرة ولكنها أصطدمت ب وليد الذي قال مبتسما وأنا ماليش فطار أنا كمان ولا أيه
أبتسمت أبتسامة خفيفة وخرجت دون أن تجبه جلس وليد أمام مكتب يوسف وقال وهو يمسك بأحد قطع الكيك
ناس ليها كيك وناس ليها وش خشب
يوسف عاوز أيه يابنى على الصبح كده سايب شغلك ليه
وليد اه طبعا بقيت تضايق من وجودى منا اللى بحجب عنك الرؤية.
ثم غمز ليوسف وقال بس حلو الجو ده. قهوة مظبوط وفطار وحركات
زفر يوسف وقال بضيق أنا مش فاضى للكلام ده يا وليد.
وانت عارف أنى مش بتاع الحاجات دى
قال وليد بمكر أنت مش بتاع الحاجات دى. لكن هي بتاعتها. وحطاك في دماغها ولا أنت دخلت عليك الافلام دى
وضع يوسف الأوراق التي كانت بيده على المكتب بانفعال وقال عيب كده يا وليد. دى برضة بنت عمنا.
قال وليد ساخرا ونسيت صاحبتها. ونسيت الفيلم اللى اتعمل في المركب. ونسيت رأيك فيهم
هتف يوسف بعصبية لا منستش ومش هنسى. بس انت كمان متنساش أنها بنت عمنا يعنى سمعتها من سمعتنا وقفل بقى على السيرة دى فورت دمى يا أخى.
فوجىء حسين باتصال إيمان به وصوتها كأنها تبكى وهي تقول معلش يا عمى لو ممكن تبعتلى حد ياخدنى أصل. أصل شنطتى أتسرقت مني في المواصلات
أعتدل حسين في جلسته بانفعال قائلا أوصفيلى أنت فين بالظبط وخاليكى عندك
أنتظرت إيمان ما يقرب عن النصف ساعة حتى وجدت سيارة تقف أمامها ويخرج منها عبد الرحمن ويدور حولها بسرعة ليقف أمامها متسائلا بقلق
إيمان أنت بخير
أومأت برأسها بحرج شديد وهي تقول الحمد لله.
أشار لها أن تركب السيارة ولكنها تسمرت مكانها فأعاد كلماته مرة أخرى أركبى يالا
صمتت مرة أخرى وبعد لحظات قالت مش هينفع أركب معاك لوحدى
مينفعش أركب معاك لوحدى
أبتسم وقال بتفحص هو أنت لما بتركبى تاكسى مش بتبقى أنت والسواق
لوحدكم خلاص يا ستى أعتبرينى السواق
هزت رأسها نفيا وهي تقول أنا مش بركب تاكسى علشان كده. أنا بركب مواصلات عادية.
ثم تابعت بأحراج لو سمحت ممكن تدفع لصاحب الكشك ده تمن المكالمة.
أعطاها عبد الرحمن هاتفه لتتصل بأخيها وذهب ليدفع ثمن المكالمة وعاد سريعا فوجدها واضعة الهاتف على أذنها وتنقر على السيارة بتوتر بالغ وبعد لحظات قالت
شوية يدى مشغول وشوية يقول خارج الخدمة
قال وهو مازال محتفظا بابتسامته المتعجبة والعمل.
أشارت إلى المقعد الخلفى قائلا بخجل من موقفها طب ممكن أركب هنا
أبتسم وفتح لها الباب الخلفى وفي الطريق نظر لها في المرآة قائلا أنا مكنتش أعرف أنك بتتكسفى أوى كده. لو كنت أعرف كنت جبت هند معايا
قالت إيمان بصوت يشبه الهمس من شدة خجلها مش موضوع بتكسف. بس مينفعش أركب عربية مع راجل مش محرم ليا
ثم أكملت و
حتى خطيبتك مينفعش تركب معاك لوحدها
أومأ برأسه وهو يقول في نفسه مينفعش تركب معايا لوحدها! دى بتقولى كلام بيخلى وشى يحمر.
وفى المساء جلس عبد الرحمن يقص على الجميع ما حدث وهم يضحكون ماعدا إيهاب الذي كان ينظر إلى أخته بأعجاب لأنها أحسنت التصرف نظرت عفاف إلى إيمان بحب وقالت
والله يا إيمان لو البنات كلها زيك كان الشباب حالهم أتصلح
ألتقت الحاج حسين طرف الخيط من كلام زوجته ونظر إلى عبد الرحمن وقال صحيح يا عبده أخبار هند معاك ايه
أنتبه عبد الرحمن على سؤال والده وقال هند. اه الحمد لله كويسين.
كان عبد الرحمن
________________________________________
في داخله يتمنى أن تتصرف هند مثل إيمان وتتعامل بنفس طريقتها
ولكن عزاؤه أنه يعلم أنها لا تفعل ذلك إلا معه لأنها تحبه وهو أيضا يحبها ولكنه بداخله صراع. وضع رأسه على الوسادة وقد اشټعل الصراع داخله طبيعته الشرقية وطبيعة تربيته تجعله يريد أن تكون خطيبته متحفظة معه أكثر من هذا فهذه ستكون أم أولاده ومن تحمل أسمه في المستقبل لقد لفتت إيمان انتباهه دون قصد منها أنه توجد حدود بين الخاطب والمخطوبة حتى أنها لا تحل له أن تركب معه سيارته وحدها لم يكن أمام عبد الرحمن بعد هذا الصراع إلا شىء واحد. هو أن يتكلم مع هند ويشرح لها طبيعة مشاعره ويضع
تم نسخ الرابط