رواية للكاتبة دعاء

موقع أيام نيوز

خطيبتى ايه بس. انا يا بابا مبفكرش في الموضوع ده خالص دلوقتى
شرد حسين وقال بخفوت أول مرة تعارضنى يا عبد الرحمن
قال عبد الرحمن مسرعا أعوذ بالله أنا مقدرش اعارضك يا بابا بس ده جواز وحياة يعنى مينفعش أتجوز واحدة بحبها زى أختى.
قال والده بحزن أول مرة تاخد قرار من غير تفكير يا عبد الرحمن. انت شكلك كده لسه قلبك مشغول باللى خانتك
أعتصر كلام أبيه قلبه فقال پألم لا يا بابا حضرتك فهمتنى غلط أنا مبفكرش فيها خالص بالعكس
قال حسين متسائلا أومال ليه رفضت من غير تفكير بنت زى دى. مؤدبة ومحترمة ومتدينة وبنت عمك يعنى دمك ولحمك
شعر عبد الرحمن أن أباه يكاد يكون يحاصره ويضغط عليه فقال محاولا التخلص من هذا المأزق .
خلاص يا بابا أوعدك هفكر في الموضوع ده وأرد على حضرتك قريب
مال حسين بجسده قليلا تجاهه قائلا بخفوت أسمع يا عبد الرحمن انا عمرى ما ضغطت عليك فحاجة. لكن اعرف يابنى ان الموضوع ده مهم عندى فوق ما تتصور. قدامك يومين وترد عليا علشان افاتح البنت في الموضوع
كاد أن ينفعل من وقع كلمات أبيه ولكنه تذكر أنها وأمه يجلسان خلفهما فحاول ضبط أعصابه وأخفض صوته قائلا .
بس حضرتك يا بابا نسيت أنا سبت هند ليه. لو اللى حضرتك عاوزه ده حصل يبقى كده هنفذ لامها اللى هي عايزاه
أبتسم حسين قائلا ومين قالك انى مش هنفذلها اللى هي عايزاه
قال عبد الرحمن بتعجب أول مرة مفهمش حضرتك بتفكر ازاى.
أبتسم والده في هدوء وثقة قائلا شوف يابنى. أنا وأحلام واقفين على أول طريق. والطريق ده آخره اتجاهين. أنا عاوز آخر الطريق أحود يمين
وهي عاوزه تحود شمال. يعنى انا وهي لازم نمشى في الطريق نفسه مع بعض لكن العبرة في آخر الطريق يابنى فهمتنى
عبد الرحمن طب هي عارفة هي عاوزه أيه. عاوزه فلوسنا وخلاص. لكن حضرتك بقى عاوزنى اتجوزها ليه
شعر عبد الرحمن بالحرج من والده بشدة وهو يقول طب ليه حضرتك معرضتش الموضوع ده على يوسف اشمعنى انا
أبتسم مرة أخرى قائلا علشان مينفعش أعرض عليه واحدة هو بيحب اختها
تفاجأ عبد الرحمن بكلمات أبيه وقال باندهاش يوسف بيحب لالا مش معقول هما الاتنين غير بعض خالص يا بابا
قال والده بثقة معاك حق. انا كمان مستغرب بس انت عارف أبوك مبيقولش حاجة غير لما يكون متاكد منها.
ثم أردف قائلا بجدية قدامك يومين تفكر وترد عليا. اتفقنا
زفر عبد الرحمن بحنق وهو يشيح بوجهه بعيدا قائلا بضيق حاضر
16الفصل السادس عشر
عل إيهاب الحديقة في أبهى صورة لاستقبال أخته وعمه وزوجة عمه بمساعدة فرحة ومريم ووفاء بشكل بسيط بعيدا عن التكلف بما يليق بالمناسبة فجعل من فروع الشجر الرفيعة على بوابة الحديقة بشكل متقابل بحيث تصبح كالسهم يتدلى منه بعض أضواء الزينة البسيطة وكذلك غطى علية المظلة الداخلية بأوراق الشجر والورود البيضاء.
عاونته فرحة برسم بعض الزخارف الاسلامية على أطباق الحلوى المصنوعة من الخوص واستخدام بعض الزهور الجافة كانا يشعران بمتعة حقيقية أثناء عملهما
في الحديقة لم تخلو هذه المتعة من بعض المنغصات التي تسببت بها وفاء ومريم بسبب تخبطهم في الألوان وأختلافهم فيها وأثناء عراكهم كفتيات صغيرات لمحت
________________________________________
وفاء يوسف ووالدها يخرجان
من المنزل ويتوجهان للخارج فاستوقفتهما بندآتها المتكررة وهي تتجه إليهما بخطوات واسعة وقفت أمامهما تسألهما أن يأخذوها معهما لاستقبالهم في المطار ولكن والدها رفض قائلا .
خليكى يا وفاء. العربية يدوب ده حتى أنا مش هروح معاه. كانت مريم قد لحقت بها فقالت هي الأخرى 
عاوزه أروح معاكم
وهنا هتف يوسف بحدة تيجى معانا فين. أنت عاوزه تتنططى في أى حتة وخلاص
أضاءت عيناها بدموعها وقفزت على الفور إلى وجنتيها تعلن ڠضبها من نفوره الدائم منها بلا سبب تفهمه رمقه عمه بنظرة صارمة قائلا 
بتكلمها كده ليه يا يوسف هي قالت حاجة غريبة يعنى مش كده يا يابنى.
يوسف انا آسف يا عمى عن اذنك علشان كده يدوب ألحق معاد الطيارة
أستدارت مريم وتراجعت خطوات بطيئة وهي تضع يديها على فمها وتبكى بمرارة لحقت بها وفاء وأخذتها بعيدا حتى لا يراها إيهاب على حالتها هذه وحاولت أن تخفف عنها 
متزعليش يا مريم. هو يوسف كده بيطلع فجأة زى القطر.
بكت مريم بحرارة وهي تقول انا مش عارفة بيعاملنى كده ليه. من ساعة ما شافنى وهو واخد مني موقف حتى لما تحصل حاجة بالغلط يفتكرها حاجة وحشة أو انا قصداها
قالت وفاء مستفهمة حاجة وحشة ازاى يعنى
تابعت مريم قائلة أى حاجة تتخيلها. أقع يقوم وليد يمسك أيدى فيفتكرنى موافقة انه يمسكنى كده. يشوف واحدة صاحبتى بتعمل حاجة غلط يقوم يفتكرنى موافقة على تصرفاتها. وكل مرة أحاول اثبتله أنى مبعملش حاجة غلط ميدنيش فرصة ويسيبنى ويمشى. وبعد كل ده يهزأنى قدامك انت وعمى ويشخط فيا انت متعرفيش الپهدلة اللى كنت بشوفها وانا بشتغل معاه
صممت وفاء في تفكير ثم قالت وانت بتفسرى
تم نسخ الرابط