رواية للكاتبة دعاء
المحتويات
حين للآخر حتى سمع طرقات خفيفة على الباب أستدارت مريم فى مكانها واتجهت للداخل فى سعادة وهى تسمع صوت إيهاب وفرحة التى أقبلت وعانقتها وقبلتها على وجنتها وهى تقول
وحشتينى أوى يا مريم بقالى يومين مشوفتكيش.
ثم همست لها
ها أخبار الجواز ايه
أرتبكت مريم ثم قالت
تعالى لما اشوف إيهاب لحسن واحشنى اوى
ألف مبروك يا حبيبتى.. بصى جبتلك ايه
ده جميل أوى جبته منين ده
قالت فرحة
نزلنا نتسوق شوية وجبنا الحاجات دى من هناك.. إيهاب اول ما شاف العقد قال هيعجب مريم
أوى
اخذت تتأمله بين يديها بإعجاب وتقول
ده حلو اوى أوى.. متشكره اوى يا إيهاب
تدخل يوسف قائلا وهو يمسك بالهاتف
ها بسرعة تشربوا ايه
لالا مفيش داعى احنا ماشين على طول
طلب يوسف بعض العصائر وأغلق الهاتف وقال لإيهاب
اقعدوا
________________________________________
معانا شوية
مالت فرحة على اذن مريم قائلة بخفوت
أيه ده يا بنتى فى عروسة تلبس عباية بعد يومين من فرحها
توترت مريم ورسمت ابتسامة على شفتيها قائلة
أصلى كنت واقفة فى البلكون زى ما شوفتينى كده ويوسف بيزعل لما بقف فيها بهدوم خفيفة
عقدت فرحة يدها أمام صدرها پغضب طفولى وهى تهتف
مش هتبطل تقولى يا معزة ماشى يا يوسف
أنتصر لها إيهاب قائلا
متزعليش يا حبيبتى هو يقصد المعزة اللى قعدة جنبه
صاح به يوسف
نعم يا خويا .. انا مراتى دى قمر منور الدنيا كلها.. انا أصلا مش عارف انت اخوها ازاى
تدخلت فرحة
بقى كده ..عموما إيهاب أحلى من مريم بكتير
مش كده يا هوبة
أومأ برأسه ممازحا
طبعا يا حياتى
يالا بقى كفاية كده.. اخوكى خلاص قرب يطردنا
هتف يوسف مداعبا
بصراحة اه .. ولااقولك أعتبرنى طردتك خلاص
بعد أن خرجا وأغلق الباب خلفهما واستدار إليها وجدها مازالت جالسة فى مكانها وشاردة فى أفكارها المتصارعة وفجأة هبت العاصفة وقفت مريم فى اضطراب وانفعال وقالت بارتباك
حاول أن يتحدث قائلا
أنا مكنش قصدى حاجة ..
قاطعته وهى تصيح به
لا انت كان قصدك .. لازم تعرف انى مش طايقاك
وتلعثمت أكثر وهى تهتف
مش طايقاك انت فاهم ولا لاء
مريم.. أفتحى
صاحت من الداخل
مش هفتح أبعد عنى
قال مهدئا للموقف
طب خلاص أهدى شوية بس وحاولى تنامى
ملكش دعوة بيا.. مفيش كلام بينا
أصلا
طب انا آسف طيب لو كنت ضايقتك
ما هذا الشعور الغريب الذى يدور بين الكره والحنين !
جلست علا أمام وليد فى مكتبه وهى تقول
ياحبيبى ما انا أثبتلك انى بثق فيك عاوز ايه تانى
قال باستنكار
بأمارة أيه.. بأمارة ما جبتى معاكى أختك وامك
مطت شفتيها وهى تقول
طب وانا اعمل ايه.. هند هى اللى شبطت فينا وبعدين راحت قالت لماما
قال بلامبالاة
خلاص تعالى معايا النهاردة
قالت على الفور
ليه مش انا شفتها خلاص .. وبعدين يا حبيبى ذوقك عاجبنى.. أعمل فيها اللى انت عاوزه وانا موافقة
ألتفت إليها بحنق قائلا
شفتى بقى .. شفتى خاېفة مني ازاى
نهضت علا باضطراب وقد شعرت بأنه وضعها بين المطرقة والسندان وقالت
انت عاوز ايه مني بالظبط .. قلتلى تعالى شوفى الشقة علشان تقولى رأيك وافقت وشفتها خلاص وأى تعديل هتعمله انا موافقة عليه ..عاوز ايه تانى
شعر وليد بالضيق فهو أصلا لايحبها وإنما خطبها لهدف معين فى رأسه وهى لا تعطيه فرصة لتحقيق هذا الهدف فنظر لها وقال بجمود
خلاص براحتك وكويس انى عرفت اننا مش متفقين من دلوقتى بدل ما كنا نتجوز وبعدين نطلق
أستدارت له بجسدها كله وحاولت تدارك الموقف قائلة
وليد انت عارف معنى كلامك ده ايه
نظر لها وهو محتفظ بنظرته الباردة وقال
أسمى وليد بيه.. واعتبرى الخطوبة اتفسخت
تجمدت مكانها فهى لم تهزم طيلة حياتها فلقد كانت الأذكى دائما الشعور بالهزيمة مؤلم فلم تجد مفر من
أن تقول
يعنى انت مبتحبنيش يا وليد
شعر باللين فى صوتها بعض الشىء فقال
طبعا بحبك أومال خطبتك ليه.. لكن انت مش فاهمانى واحنا مش متفقين فى حاجات كتير يبقى الأحسن ننفصل من دلوقتى
صمتت لبرهة ثم قالت ببطء
خلاص يا حبيبى انا موافقة
ألتفت إليها يتفحصها قائلا
موافقة على ايه
نظرت له بحب وابتسمت قائلة
موافقة آجى معاك..علشان تعرف بس انى واثقة فيك واننا مش مختلفين ولا حاجة
أرتسمت ابتسامة نصر على شفتيه وأخذ مفاتيح سيارته وأمسك يدها قائلا
طب يالا
أخذت حقيبتها وسارت معه أستقلت سيارته وظلت طوال الطريق صامتة تحاول أن تجمع شتات نفسها لتجد مخرجا مناسبا للموقف فهى لا تريد فسخ الخطبة وتريد أن تتم هذه الزيجة بأى ثمن ولكنها تعلم أنه سيتركها فى كل الأحوال لذلك لابد من أن تبحث عن مخرج مربح حتى لا تخرج منهزمة وخاسرة من جميع النواحى وضع سيارته بهدوء فى الجراج وأخذها وصعد بها شقته بحذر فهو يعلم أن البيت لا يتواجد فيه فى هذا الوقت سوى أمه وزوجة عمه فقط.
فتح الباب بهدوء وبدون أن يصدر جلبة ولكنها أسقطت حقيبتها المفتوحة فوقعت على الأرض وأصدرت المفاتيح والهاتف صوتا مرتفعا على أثر ارتطامهما بالأرض جذبها
متابعة القراءة