الدهاشنة كاملة ل أية رفعت
المحتويات
يا واد عمي
احتضنته وهو يشاكسه بكلماته
الكلام الحلو ده مش بيريحني واصل
قال الاخير بمكر
بقيت بترطم صعيدي اهو
تعالت ضحكات كلا منهما والكبير يتابعهما بابتسامة حب تشع من حدقتي عينيه الحنونة خلف حاجز الهيبة الذي صنعه لنفسه حافظ على بعض الخصال التي تنتمي لشخصه فحينما يستلم منصب الكبير يلغى الخصال الطيبة بداخله فأن صدر عنه تصرف يدل على نبله وكرم أخلاقه قد يظنه البعض ضعف منه وبالرغم من ذلك ظل يحتفظ بداخله بما يبقيه على إتصال قوي بالفهد!
جلسآسر على المقعد المقابل لأحمد المنغمس بتناول الجبن القديم والفطير الشهي فناده بصوت منخفض وهو يتفحص المكان من حوله
متجبش سيرة للكبير باللي حصل على الطريق فاهم
أكمل تناول طعامه وهو يجيبه ببسمة خبيثة
متقلقش هو هيعرف بس مش مني أبوك حبايبه كتير
ذم شفتيه بضيق لصدق عباراته الصريحة انتبهت حواسه لمن اقتربت منه قائلة بابتسامة أشرقت وجهها المعجد
نهض عن المقعد ثم أسرع لينحني طابعا قبلة عميقة على يدها وهو يردد بابتسامة صافية
الله يسلمك يا ستي ليه تتعبي نفسك وتقومي من سريرك أنا شويه وكنت طالعلك
انصاعت ليديه التي تعاونها على الجلوس فجلست وهي تمرر يدها المرتعشة
لا لزمن أشوفك واضمك لصدري قبل امك
مفيش حد أغلى عندي منك يا نبع الحنان
احتضنته هنية بحب شديد وهي تردد برضا
ربنا يحميك لشبابك يا ولدي
ضحك أحمد ثم قال
واكل بعقلك حلاوة الواد ده
system codeadautoadsأشارت له بالاقتراب فانحنى على مقعدها لتحتضته بحنان ثم مررت يدها على خصلات شعره لتخبره بصوت منخفض
ابتسم أحمد ثم طبع قبلة على كف يدها
ربنا يرحمه ويباركلنا في عمرك يارب
هبطت راوية سريعا منهما ليعلو صوتها المنادي بحماس
آسر
تقدم ليصبح مقابلها فاحتضنته بفرحة
وحشتني اوي غيبت علينا المرادي كدليه
أجابها هامسا بمرح
جوزك طحنا بشغل المصانع!
بتقولها أيه!
أخشونت نبرة صوته بثبات
ولا حاجة ده أنا بقولها هطلع أريح شوية لحسن أنا تعبان اوي من السفر
وغمز بعنينه لراوية التي ابتسمت وهي تشير له بيديها على الهاتف فهمس بصوت شبه مسموع
هكلمك يا كبيرة
تعالت ضحكاتها وهي تتأمله يستكمل طريقه لغرفته بالطابق العلوي فجلست هي الأخرى على المقعد المقابل لأحمد لتسأله باهتمام
رد عليها وهو يرتشف الشاي الساخن
كلهم بخير يا مرات عمي وان شاء الله هينزلوا الصعيد في اجازتهم
قالت بارتياح
الحمد لله
ثم اردفت
اطلع يا ابني شوف والدتك كانت قلقانه عليك من الصبح خد الشاي وأطلع طمنها عليك
ابتسم لرقة قلبها فابعد المقعد للخلف قليلا ثم كاد بالصعود ليجد نادين من أمامه تشير بيدها بمشاكسة
يا مراحب بالحبايب
ومن ثم اندفعت بحديثها
قولي يابن ريم الواد بدر ابني مدورها في مصر ولا لسه بلوكه زي ما هو
كبت ضحكاته ليجيبها بصعوبة
مهو انا مش فاهم حضرتك عايزاه يدورها فانفي الوضع ده ولا هتتفاجئ وتنصدمي لو عرفتي فأشعلل الدنيا بينكم
حكت رأسها بتفكير ثم قالت بلهجة صعيدية
والله يا ولدي ماني خابرة
تعالت ضحكات أحمد فقالتهنية بضيق
وبعدهالك يا نادين هملي الواد يطلع يشوف امه
ثم قالت
اطلع يا ولدي وسيبك من المخبولة دي
كبت ضحكاته وهي يستكمل طريقه للأعلى اما نادين فجلست جوار راوية وهي تردد پغضب
كده يا خالة أنا مخبولة!
اكدت لها حينما قالت
مخبولة من يوم يومك ايه قولك
ضحكت راوية وهي تتأملها تستشاط غيظا كالطفل الصغير متناسية مرور الأيام عليهما ليشيب الشعر ويطغو الشيب على اجسادهم
لافتة ضخمة تلمع على أبواب المصانع العملاقة تضم إسم مصانع عائلة الدهاشنة بخط موثوق العمالة تدب بالداخل كخلية النحل النشطة التي تحوم باجتهاد آلاف من المعدات الحديثة يشملها عدد من العمال وأخرون يغسلون الفاكهة جيدا قبل أن يحضرونها للمرحلة التالية وهناك من يرص الأكياس بعناية بداخل الكرتون ومن وسط هؤلاء كان يمر بينهما يتفحص الفاكهة باهتمام يحرص حرصا شديد على العمل الجاد فيما بينهما ليسرع بتلبية الطلبيات بموعدها حرصا على سمعتهم المرهونة فمشط بيديه خصلات شعره الطويل التي تزعج عينيه لينتبه لمن يناديه لاهثا
بشمهندس بدر
استدار بدر إليه وهو يتساءل بثبات طاغي
في أيه
أجابه بتوتر مما يحمله من أخبار غير سارة
الحج مدحت عامل مشاكل في الحسابات يا بشمهندس عايز يخصم أكتر من ٨٠٠٠ج
ضيق عينيه باستغراب
ليه هو أول مرة يشتري مننا ولا أيه
ثم أشار له بحزم
روح أنت شوف شغلك وأنا هشوف الموضوع ده
أومأ برأسه ثم غادر ليتجه بدر سريعا لمكتب المحاسبة فما أن رأه المحاسب حتى نهض سريعا عن مقعده ليجلس محله ثم ضم يديه على سطح المكتب متسائلا بصرامة
خير يا حاج
رفع حاجبيه باستغراب
حضرتك محاسب هنا! اقصد يعني بتشتغل أيه انا عايز حد من أصحاب المصنع عشان أتكلم معاه
قال بثبات
معاك إتفضل
ردد بدهشة
أنت ابن فهد بيه
أجابه بضيق من أسئلته المبالغ بها
حضرتك بتضيع وقتك ووقتي طلبت تشوف حد من الملاك وجيتلك بنفسي هتقضيها جلسة تعارف بقا!
لعق شفتيه بارتباك من صرامته المخيفة ثم قال
أنا بصراحة كنت مستغلي الاسعار اللي حطينها وعايز
متابعة القراءة