الدهاشنة كاملة ل أية رفعت
المحتويات
الطويل بانتظام عينيه الرمادية يحتلها قوقع غائم من الحزن بشرته الداكنة تمنحه وسامة طاغية انتهى من عقد جرفاته الخاص ثم انحنى ليعقد رباط حذائه فتفاجئ بزوجته تدلف للغرفة باكية نهض ليدنو منها سريعا ثم تساءل بقلق
في أيه يا حبيبتي
فركت عينيها پبكاء وهي تشير له على الباب قائلة
طارق ضړب ماسة
تحول بكائها لضحكة مشرقة فجذبت يديه وهي تردد بسعادة
يلا نضرب طارق
ابتسم وهو يتأمل ضحكتها التي أنعشت قلبه فجذب حقيبته السوداء من على سطح مكتبه
يلا يا ستي
وهبط معها للأسفل فما أن رأه طارقحتى تخبئ خلف بدر پخوف فأشار له بدر سريعا
سحبت ماسة جاكيت يحيى قائلة
طارق بيقول مش هيلعب ماسة معاه تاني أضربه يا يحيى
اكتاظ غيظ الصغير فقال پعنف
مش هلعبك عشان انتي وحشة وأنانية
أطرقت بقدميها الارض لتغوص بنوبة من البكاء كاد بأن يؤثر بحالتها النفسية المتدهورة فأمسك يحيى ساعديها معا وهو يصيح پغضب فتاك
ركض الصغير للخارج باكيا فأسرع بدر للدرج ليتفحص وضعها قال يحيى بقلق
شوفتي يا ماسة زعقتله ازاي متزعليش عشان خاطري
ادلت شفتيها السفلية وجسدها ينتفض فحملها يحيى ليضعها برفق على الأريكة بالأسفل ثم أشار بيديه لبدر على مكان الادوية ليستكمل حديثه المهدأ لها
اتسعت بسمتها وهي تردد بحماس
يحيى خرج ماسة
ابتسم وهو يجيبها
هخرجك وأجبلك البسبوسة اللي بتحبيها
كفت عن البكاء واتسعت ابتسامتها فاحتضنها بلهفة بعدما تمكن من تخطي المرحلة الخطړة من علاجها المتزمن ابتعد عنها برفق حينما انتبه لهبوط بدر فناوله الحقيبة الصغيرة أخرج منها يحيى الدواء فكادت ماسة
خدي الدوا عشان يحيى يخرجك زي ما قالك
لوت فمها بتقزز فجذبها يحيى لتجلس جواره من جديد ثم مد يديه بالدواء فوزعت عينيها بينه وبين الدواء پغضب ومن ثم تناولته جرعة واحدة مرر يحيى يديه على خصلات شعرها وهو يردد باعجاب
شطورة يا روح قلبي
ابتسمت وهي تهز رأسها بفرحة فرفع صوته مناديا
إلهام
أتت مهرولة إليه فأردف
خدي ماسة أوضتها وخلي بالك منها
أمسكت بيدها وهي تردد بابتسامة
دي في عنيا يا أستاذ يحيى
حملت عروستها الصغيرة ثم لحقت بالخادمة وهي تشير له بعفوية
باي يا يحيى
ابتسم وهو يودعها
مع السلامة يا حبيبتي
صعدت ماسة للأعلى بصحبة الخادمة فجلس بدر جواره ليتنحنح قائلا باستياء
انا مش معاك خالص باللي عملته مع طارق يا يحيى
رفع رأسه اليه ليجيبه بحزن
أديك شايف يا بدربحاول أخليه يستوعب حالة ماسة وهو رافض
قال بهدوء
مش قادر لانه عيل صغير المفروض تكلمه بهدوء
هز رأسه باقتناع فربت بدر على كتفيه
عارف أن اللي بتمر بيه صعب حد يتحمله بس لازم تكون صبور زي ما أنت يا يحيى
system codeadautoadsثم جذب حقيبته ليشير له
شوفه وهستناك بالعربية
منحه ابتسامة مصطنعة يخفي بها آلآمه بداخله ۏجعا يكاد يبتلعه ومع ذلك عليه التحلي بالصبر نهض ليتجه لغرفة أخيه الصغير طرق الباب بطرقات متتالية ليجدها مستلقي على الفراش بحزن فما أن رأه حتى جلس مكتف ساعديه أمام صدره بزعل ولج يحيىثم جلس لجواره على حافة الفراش ليردد بنبرة صوت حزينة
أنا عارف أني مكنش ينفع أتعصب عليك ولا اكلمك بالأسلوب ده بس أنت مش قادر تفهمني يا طارق وبعدين انت مش كنت بتحبها!
استمع لما قاله جيدا ثم أخبره بعفوية
كنت بحبها لما كانت دايما بتشتريلي لعب وبتخرجني معاها بس لما بقت تأخد العابي وبتعمل كده مبقتش أحبها
زفر الهواء العالق برئتيه على مهلثم عاد ليسترسل حديثه الهادئ
ما أنا قولتلك يا حبيبي ماسة تعبانه والتعب اللي عندها ده خلاها تبقى زي العيلة الصغيرة وأحنا لازم ناخدها على قد عقلها
قال بسخرية واضحة
يعني أنا لما هتعب هبقى طفل عنده ٥سنين!
بتعصب شديد نطق
وبعدين معاك بقى يا طارق!
ثم نهض عن الفراش وإتجه للخروج ليوقف حينما ناده طارق ليخبره بحزن على حاله
system codeadautoadsخلاص هلعبها معايا ومش هضايقها تاني
منحه ابتسامة صافية ثم استكمل طريقه للخارج ليستقر جوار بدر منطلقا للمصانع الخاصة بتحويل الفواكه المنعشة لعصير طبيعي يحمل رمز عائلة الدهاشنة
بسيارة أحمد
مرت جموع من الأغنام من خلف أحد الفلاحين من أمام السيارة فتفادهم بصعوبة ليصطدم رغما عنه بأحدى السيارات التي كانت من أمامه توقفت السيارة ليهبط منها السائق ثم فتح الباب لسيده فهبط هو الأخير پغضب شديد تابع أحمد ما يحدث بمعالم منصدمة
هاشم المغازي!
انتبه آسر لما يقوله ابن
متابعة القراءة