رواية (القلب وما يعشق) كاملة

موقع أيام نيوز

قائلا بجدية
قدامك يومين تفكر وترد عليا .. اتفقنا
زفر عبد الرحمن بحنق وهو يشيح بوجهه بعيدا قائلا بضيق 
حاضر!!!
يتبع الفصل التالي
الفصل السادس عشر
جعل إيهاب الحديقة فى أبهى صورة لاستقبال أخته وعمه وزوجة عمه بمساعدة فرحة ومريم ووفاء بشكل بسيط بعيدا عن التكلف بما يليق بالمناسبة فجعل من فروع الشجر الرفيعة على بوابة الحديقة بشكل متقابل بحيث تصبح كالسهم يتدلى منه بعض أضواء الزينة البسيطة وكذلك غطى علية المظلة الداخلية بأوراق الشجر والورود البيضاء
عاونته فرحة برسم بعض الزخارف الاسلامية على أطباق الحلوى المصنوعة من الخوص واستخدام بعض الزهور الجافة كانا حقيقية أثناء عملهما فى الحديقة لم تخلو هذه المتعة من بعض المنغصات التى تسببت بها وفاء ومريم بسبب تخبطهم فى الألوان وأختلافهم فيها وأثناء عراكهم كفتيات صغيرات لمحت وفاء يوسف ووالدها يخرجان من المنزل ويتوجهان للخارج فاستوقفتهما بندآتها المتكررة وهى تتجه إليهما بخطوات واسعة وقفت أمامهما تسألهما أن يأخذوها معهما لاستقبالهم فى المطار ولكن والدها رفض قائلا 
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
خليكى يا وفاء.. العربية يدوب ده حتى أنا مش هروح معاه.. كانت مريم قد لحقت بها فقالت هى الأخرى 
عاوزه أروح معاكم
وهنا هتف يوسف بحدة 
تيجى معانا فين.. أنت عاوزه تتنططى فى أى حتة وخلاص
أضاءت عيناها بدموعها وقفزت على الفور إلى وجنتيها تعلن ڠضبها من نفوره الدائم منها بلا سبب تفهمه رمقه عمه بنظرة صارمة قائلا 
بتكلمها كده ليه يا يوسف هى قالت حاجة غريبة يعنى ...مش كده يا يابنى
يوسف 
انا آسف يا عمى عن اذنك علشان كده يدوب ألحق معاد الطيارة
أستدارت مريم وتراجعت خطوات بطيئة وهى تضع يديها على فمها وتبكى بمرارة لحقت بها وفاء وأخذتها بعيدا حتى لا يراها إيهاب على حالتها هذه وحاولت أن تخفف عنها 
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
متزعليش يا مريم.. هو يوسف كده بيطلع فجأة زى القطر
بكت مريم بحرارة وهى تقول 
انا مش عارفة بيعاملنى كده ليه ..من ساعة ما شافنى وهو واخد مني موقف حتى لما تحصل حاجة بالغلط يفتكرها حاجة وحشة أو انا قصداها
قالت وفاء مستفهمة 
حاجة وحشة ازاى يعنى
تابعت مريم قائلة 
أى حاجة تتخيلها.. أقع يقوم وليد يمسك أيدى فيفتكرنى موافقة انه يمسكنى كده.. يشوف واحدة صاحبتى بتعمل حاجة غلط يقوم يفتكرنى موافقة على تصرفاتها.. وكل مرة أحاول اثبتله أنى مبعملش حاجة غلط ميدنيش فرصة ويسيبنى ويمشى.. وبعد كل ده يهزأنى قدامك انت وعمى ويشخط فيا ... انت متعرفيش الپهدلة اللى كنت بشوفها وانا بشتغل معاه
صممت وفاء فى تفكير ثم قالت 
وانت بتفسرى التصرفات دى بأيه
أشاحت بيدها قائلة بحنق 
مش طايقنى طبعا.. ومش عارفة ليه ..انا عملتله أيه علشان يعاملنى كده
قالت وفاء وهى تمط شفتيها 
ياعينى يا يوسف ..هو انت وقعت ولا الهوا اللى رماك
رفعت مريم رأسها بعينين دامعتين قائلة 
تقصدى ايه
ضحكت وفاء بصخب وقالت 
وأنت كمان يا مسكينة ..الله يرحمكم ويحسن إليكم
حاولت مريم جاهدة مقاطعت ضحكات وفاء وهى تهتف بها 
بطلى ضحك وفاهمينى قصدك ايه
قامت وفاء من مكانها وجلست قريبا من مريم وقالت بخفوت 
قصدى أنه بيحبك يا عبيطة وبيغير عليكى
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
تحجرت عيني مريم وهى تنظر إلى وفاء بعدم تصديق فأومأت لها وفاء برأسها مؤكدة وهى تقول 
وانت كمان بتحبيه
نهضت مريم وكأنها لدغت وهى تصيح فى وفاء 
أنت شكلك اټهبلتى يا بت أنت والقضايا اللى بتذاكريها لحست مخك
ثم انصرفت وهى تتابعها ضحكات وفاء المتواصلة فى شغف وقلبها يرتجف مع ارتجافة ابتسامة شاحبة غير مصدقة على .
وبعد ثلاث ساعات كان
الجميع يتجهز ويتم وضع اللمسات الأخيرة على ديكور الحديقة الجديد حتى سمعوا صوت أبواق سيارة يوسف تنطلق متتالية وكأنه فى زفاف ذهب الجميع إلى بوابة الحديقة فى سعادة وقد كانت سعادة مريم لا توصف حينما رأت اختها إيمان تهبط من السيارة وقد زاد نور وجهها أكثر وأكثر وزاد جمالها دون وضع أى من أدوات الزينة عليه نعم إنه نور الطاعة يزداد بها أسرعت إليها بخطوات قريبة إلى العدو ولم تنتظر إيمان حتى يستطيع يوسف أن يدخل بالسيارة بشكل كامل خرجت مسرعة إلى اختها التى تعدو إليها وسكنت مريم فى حضڼ أختها وكأنها أمها عادت إليها بعد غياب مسحت إيمان على رأس مريم وهى تنظر إلى إيهاب بشوق كبير أقبل عليها إيهاب وحاول انتزاعها من مريم ولكنه لم يستطع كانت متشبثة بها بقوة فاضطر لاحتضانهما معا وقبل رأس أخته بحنان وشوق بالغ وهو يقول بابتسامة عذبة 
وحشتينا يا حجة ..خلاص بقيتى حجة رسمى ها
ضحكت ايمان ضحكة أشرق بها وجهها فزاده بهاء وقالت 
لا برده لسه مش رسمى أوى.. دى عمره مش حج
قضى وقت طويل فى والتحيات والسلام بينهم جميعا ودخل الجميع إلى مكانهم المفضل تحت المظلة ولكنها كانت مختلفة بديكورات إيهاب وفرحة ظلت تنظر إيمان حولها بتعجب وتقول لإيهاب 
طبعا انت صاحب الأفكار البديعة دى
أشار إيهاب إلى فرحة قائلا وهو يغمز لها 
مش لوحدى
لم تفارق مريم إيمان ظلت ممسكة بيدها وهما جالسين فى الحديقة كأنها تقول لها أحتاجك بشدة وأفتقدك نهضت أم وليد تصيح فى الخادمة 
يالا يا بت هاتى الأكل بسرعة
قالت عفاف بطيبة 
طب ما نطلع فوق احسن.. بدل ما البنت تقعد طالعه نازله تجيب فى الأكل
قالت وفاء على الفور 
لا يا طنط احنا عاملين حفلة باربكيو كلوا مشويات
ثم أشارت إلى مريم وهى تقول 
يالا يا مريم نساعد البنت الغلبانة دى
منعتها أمها وقالت 
تساعديها ليه.. هى بتاخد شوية.. دى بتاخد على قلبها قد كده
تحدثت إيمان قائلة بهدوء 
وفيها أيه يا طنط .. الرسول عليه الصلاة والسلام لما كان بيجيله ضيف كان بيخدمه بنفسه
رمقتها فاطمة بنظرة جانبية وهى تقول 
عليه الصلاة والسلام ياختى
عانقها أخاها مرة اخرى وهو يقول 
وحشنا كلامك والله يا إيمان
بعد الانتهاء من تناول الطعام قالت وفاء موجهة حديثها لإيمان 
قوليلى بقى يا إيمان لما روحتوا المدينة المنورة ووقفتى قدام قبر النبى عليه الصلاة والسلام حسيتى بأيه
أشرق وجهها وهى تقول بعيون لامعة 
ياه يا وفاء مقدرش أوصفلك أحساسى أبدا.. حسيت پسكينة وراحة فى قلبى.. وخصوصا وانا بقول السلام عليك يا رسول الله.. قلبى ارتجف كأنى واقفة قدامه عليه الصلاة والسلام
ثم تابعت وكأنها انتبهت لشىء وقالت 
بس تعرفى يا وفاء حجرة النبى اللى كان عايش فيها وادفن فيها كانت صغيرة أوى.. يمكن المظلة دى أكبر منها فى الحجم.. مع أن النبى أكرم خلق الله على الله وحبيب الرحمن ورغم كده كان بيته بالحجم ده وبالتواضع ده.. واحنا بيوتنا كبيرة أوضتين وتلاتة ويمكن اكتر ورغم كده نقعد نشتكى ضيق الحال وضيق الرزق واللى ساكنة فى شقة عاوزه فيلا واللى عندها فيلا عاوزه قصر..سبحان الله
نظر حسين إلى عبد الرحمن نظرة ذات معنى وكأنه يقول له شوفت بقى انا اخترتلك ايه 
جلست مريم مع إيهاب فى غرفة المعيشة بجوار إيمان فى شقتهم وهى تحكى لهم تفاصيل رحلتها
الروحانية الجميلة وهما يستمعان فى انتباه والأبتسامة مرسومة على إلى أن قال إيهاب 
الله يا إيمان.. شوقتينى اروح عمره .. إن شاء الله اروح قريب أول ما اخلص تشطيب العمارة اللى عمى ادانى شغلها ويبقى معايا مبلغ محترم هسافر على طول
قالت مريم 
ده مبلغ يابنى يطلعك حج مش عمره انت والعيلة كلها
رمقته ايمان بنظرة متفحصة وهى تقول 
طب أيه رأيك طالما المبلغ حلو كده قبل ما تطلع العمرة تخطب فرحة
أبتسمت مريم وهى تنظر إلى إيهاب الذى ابتسم بدوره ولكن ظهرت عليه علامات الحيرة وهو يقول لها 
تفتكرى يا إيمان ...تفتكرى عمى يوافق
ثم نهض مترددا وقال 
وبعدين هى نفسها ممكن متوافقش
قالت إيمان بثقة 
انا متأكدة انها هتوافق
لمعت عيناه بشغف قائلا 
وعرفتى ازاى هى قالتلك حاجة 
أشارت له بأصبعها نافية وقالت بابتسامة مداعبة 
لا طبعا هى دى حاجة تتقال.. انا اللى عندى الحاسة السادسة والسابعة والعشرة كمان
صمت مفكرا إلى أن قال ببطء 
تفتكرى كده.. يعنى أتوكل على الله وأكلم عمى .. بس لو قالى هتعيشها فين اقوله ايه.. فى بيتك ...لا مينفعش استنوا لما يبقى معايا مبلغ تانى اجيب بيه شقة بره تليق بيها
صاحت مريم بمرح 
ليه بس يا هوبه .. انت ناسى الأعتراف اللى عمامى قالوا لإيمان.. اننا لينا نصيب فى البيت هنا .. يعنى الشقة اللى هتجوز فيها بتاعتك من ورث بابا الله يرحمه يعنى ملكك
قالت ايمان مؤكدة 
أنا مع مريم يا إيهاب وعلى فكرة عمى عاوز يكتبلنا نصيبنا بيع وشړا بس مش عاوز ماما تعرف حاجة زى كده
ثم نظرت لمريم موجهة الحديث إليها 
سامعانى يا مريم
مريم 
انا وعدتك يا إيمان خلاص
تابعت ايمان وهى تنظر لإيهاب 
وافق يا إيهاب علشان خاطرى .. أنا نفسى تتجوز بقى وكمان هتسكن معانا فى نفس الدور فى الشقة اللى قدامنا على طول يالا توكل على الله واستخير ربنا
أومأ ايهاب برأسه موافقا وقال بسعادة غامرة 
طول عمرك بتفتحيلى الأبواب يا ايمان وبتحفزينى دايما
مضى اليومان المهلة التى طلبها عبد الرحمن من أبيه ليفكر فيهما فى موضوع زواجه من إيمان كان يجلس فى مقعده الخاص فى شرفته المطلة على الحديقة شاردا حتى أتاه صوت أخته تناديه... ألتفت إليها قائلا 
ايوا يا فرحة فى حاجة
قالت فرحة تداعبه 
أيوا يا رومانسى.. بابا عاوزك فى أوضة المكتب حالا بالا
قال عبد الرحمن وهو ينهض 
طب روحى انت يا غلباوية
دخل عبد الرحمن غرفة والده بعد أن طرق الباب وأغلقه خلفه وهو يقول 
السلام عليكم ..حضرتك بعتلى يا بابا
أشار له والده أن يجلس وهو يقول 
اقعد يا عبد الرحمن ...
ثم تابع 
أيه يعنى مردتش عليا اليومين عدوا
قال بعدم فهم 
أرد على أيه
رمقه والده بنظرة صارمة وقال 
وانا اللى قلت انك بتستخير ربنا.. أتاريك الموضوع مش فى دماغك أصلا
تذكر عبد الرحمن الحديث الذى دار بينهما على متن الطائرة بالفعل لقد نسيه لا لعدم أهيمته ولكن لعلمه أن والده مصر على هذه الزيجة وفى كل الأحوال سوف يضطر للموافقة انتزعه والده من بين أفكاره قائلا 
يعنى مردتش
عبد الرحمن 
بابا هو حضرتك لسه مصمم على الموضوع ده
قال حسين بإصرار 
أنت شايف أيه
أجاب عبد الرحمن باستسلام 
خلاص يا بابا حضرتك اعمل اللى شايفه صح
تنهد حسين وهو ينظر لولده
يحاول أن يستشف ما بداخله فى صمت ثم قال بهدوء 
يابنى انت عارف قيمتك عندى كويس .. وانا مش عايز اجبرك على حاجة وكمان إيمان زى بنتى
ومرضاش أبدا انها تجوز واحد مجبور عليها
أستند عبد الرحمن بظهره إلى مقعده وهو يقول 
يا بابا والله إيمان بنت زى الفل .. وزوجة رائعة لأى حد فى الدنيا.. وانا مش مجبور ولا حاجة.. كل الحكاية انى كان نفسى أحب البنت اللى هتجوزها الأول لكن خلاص اللى فيه الخير يقدمه ربنا
ابتسم والده برضا وقال 
عظيم ..كده مفضلش غير إيمان يارب بقى هى متخزلنيش
ألتفت إليه عبد الرحمن بتسائل 
تفتكر ممكن ترفض
قال حسين بتفكير 
والله يابنى مش متأكد من موافقتها .. انا هقعد معاها واكلمها ولو وافقت هكلم إيهاب على طول على كتب كتاب..
تم نسخ الرابط