رواية (القلب وما يعشق) كاملة

موقع أيام نيوز

بحرج
شكرا يا عمى أنا مش هطول
لا مينفعش لازم تشربى...
ثم أجرى أتصالا وأمر لها بكأس عصير طازج ثم أجرى أتصالا آخر بأخيه إبراهيم وتحدث معه فى بهجة واضحة
مش هتصدق يا ابراهيم مين عندنا فى الشركة دلوقتى
ثم نظر لها مبتسما فبادلته الأبتسامة فقال
إيمان فى مكتبى دلوقتى
أنهى الاتصال والټفت لها قائلا
عمك مش مصدق قالى اقبض عليها لحد ما آجى أشوفها بنفسى
أبتسمت إيمان وهى تقول بخجل
ربنا يخاليكوا يا عمى انتوا بتعاملونا معاملة مكناش نتوقعها أبدا
دخل الساعى ووضع كأس العصير وقبل أن يخرج دخل إبراهيم متهللا وجهه عندما وقع نظره على إيمان سلم عليها وقال
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
أزيك يا إيمان عامله ايه
الحمد لله يا عمى بخير
حمدلله على السلامة يابنتى نورتى البيت والشركة
منوره بيكم يا عمى
شردت قليلا وهى تنظر إليهما لا تعلم كيف تبدأ حديثها بعد هذا الترحيب الكبير ماذا ستقول هل تبدأ بكلام أمها أم تسأل هى وكأنها لم تعلم ماذا حدث وأخيرا حسمت أمرها قائلة ..
عمى أنا عارفة أن الموضوع اللى أنا جايه فيه مينفعش اتكلم فيه فى الشغل لكن مكنتش عاوزه حد من البيت يسمعنا
تبادل حسين وإبراهيم النظرات المتسائلة فتابعت فى تردد 
بعد أذن حضرتك يا عمى أنا عاوزه أعرف الحقيقة منكم ... أيه اللى حصل زمان خلى أمى تطلق وتهرب بينا وتختفى عنكم وهل فعلا بابا الله يرحمه كان ليه فلوس عندكم ولا لاء
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
تبادلا النظرات مرة أخرى ولكن هذه المرة كانت النظرات لها معنى آخر وساد الصمت لبرهة
قطعته إيمان وهى تنظر إليهما وكأنها قد استشعرت الحرج فى نظراتهما فقالت
وأنا هقبل الحقيقة دى مهما كانت
إبراهيم
هو أنت يا بنتى أمكوا محكتلكوش على حاجة
إيمان 
حكتلنا حاجات كتير وكنا مصدقنها لكن لما عشنا معاكوا وشوفناكوا مبقناش متأكدين من أى حاجة
حسين
قالتكوا أيه يا بنتى
ايمان
ياعمى من فضلك أنا لو كنت واثقة أن اللى اعرفه صح مكنتش جيت النهاردة .. أنا زى ما يكون كان بيتحكيلى على ناس تانية غيركوا .. من فضلك يا عمى ريحنى ولعلم حضرتك مريم عارفة أنى جايالكم النهاردة لأن
هى كمان عاوزه تعرف الحقيقة ومرضتش أقول لإيهاب لإنى لو قلتله كان هيصمم يجى معايا وأنا عارفة إيهاب حمقى ومش هيستحمل كلمة على ماما وأنا لسه مش عارفة االماضى كان شكله أيه
أومأ ابراهيم برأسه موافقا لها وقال
عين العقل يابنتى
تنهد حسين تنهيدة قوية وهو يقول
أنا كنت عارف أن مسيركم تسألوا.. وكنت خاېف من اللحظة دى
ثم نظر إلى إبراهيم وكأنه يستشيره ماذا يقول وماذا يخفى فقرر إبراهيم أن يرفع عنه الحرج فبدأ بالحديث قائلا
شوفى يا بنتى ...
قاطعه حسين قائلا 
أستنى يا ابراهيم .. قبل أى كلام لازم نبعت نجيب كل الدفاتر والمستندات علشان يبقى الكلام بالدليل
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
أجرى حسين أتصالا بالموظف المسؤول عن حسابات الشركة بعد دقائق قليلة أتى الموظف بالمستندات المطلوبة ووضعها على الطاولة أمام إيمان كما أمره الحاج حسين وانصرف
أشار لها حسين قائلا
دى كل المستندات ومتأرخه .. بصى على التواريخ وراجعى الحسابات وده العقد اللى أبوكى الله يرحمه مضاه بأنه أخد كل فلوسه وعمل تخارج من الشركة لما كانت لسه صغيرة وأخد نصيبه منها كله.. وده أعلام الوراثة بتاع أملاك جدك الله يرحمه علشان ينورك أكتر.. خدى كل دول معاكى وأعرضيهم على أى محاسب ومحامى تثقى فيه وساعتها هتعرفى الحقيقة
أردف إبراهيم متابعا
مفيش غير حاجة واحدة بس مش موجودة على ورق ... جدك الله يرحمه اشترى الأرض اللى مبنى عليها دلوقتى البيت الكبير لكن ملحقش هو اللى يبنيه بعدها على طول توفاه الله واكتشفنا أن الأرض خرجت من الميراث لأن جدك كتبها بأسمى انا وحسين قبل ما ېموت
أكمل حسين
وأوعى تفتكرى يا بنتى أن جدك ظالم علشان كتب الأرض بأسمى انا وابراهيم بس وأبوكى لاء.. جدك ساعتها كان عنده بعد نظر وكان متأكد ان ابوكى هيسحب ورثه كله ومش هيتبقاله حاجة تعيشه وساعتها وصانى قبل ما ېموت اننا نبنى البيت ويبقى ده بيت العيلة الكبير ويبقى لاخويا علي الله وولاده نصيب فى البيت بنصيبهم فى الأرض .. يعنى انتوا يابنتى عايشين فى ملككوا مش ضيوف عندنا
كانت إيمان تسمع وكأنها تشاهد فيلم أبيض وأسود وترى المشاهد أمامها فقالت بخفوت
بس الأرض باسم حضرتك وعمى بس يعنى قانونا احنا مالناش حاجة فيها
أبتسم حسين قائلا
أديكى قولتى قانونا .. لكن ضميرنا عارف أن جدك كان نيتوا أن الأرض تبقى لينا أحنا التلاتة وجدك مربينا ومتأكد أننا مش هنخالفه حتى بعد ما ېموت ... جدك كان عاوز يجمعنا مع بعض بعد مماته زى ما كان جمعنا فى حياته
قالت ايمان وقد لمعت عينيها بالدموع 
بس ده مخالف للشرع 
أومأ حسين برأسه موافقا 
صح يا بنتى الميراث بالذات لازم يبقى قانونى ومكتوب لأن النفوس والضماير بتتغير
لكن جدك كان ده تفكيره ساعتها علشان يحافظ على الحاجة الوحيدة اللى هتبقى مجمعانا فى بيت واحد ومكان واحد.. وبصراحة هو كان عنده بعد نظر وكلامه اتحقق فعلا ..أبوكى الله يرحمه أخد ورثه كله ودخل فى مشاريع بعيد عننا وكلها خسړت ولو كان عارف أنه ليه حق فى الأرض كان باعه هو كمان
توترت إيمان وشعرت أن عقلها غير قادر على فهم كل هذه المفاجآت فى آن واحد
أنا مش فاهمة يا عمى ... ايه اللى يخلى بابا يبعد عنكم كده وياخد ورثه ويشتغل لوحده
تردد حسين فقال ابراهيم
أمك هى السبب
وقعت الكلمة على أذنيها ثقيلة رغم أنها كانت تتوقع الكثير فقالت
أزاى يا عمى أمى هى السبب
حسين
ده تاريخ طويل يابنتى ملوش لازمة نفتح فيه دلوقتى ...
ثم أردف 
ومعلش يابنتى ليا عندك طلب
إيمان
أتفضل
قال محذرا
مش عاوز حد يعرف دلوقتى بحكاية حقكوا اللى فى الأرض ... أنا هقولهم بنفسى بس مستنى الوقت المناسب..
أومأت برأسها موافقة وقالت 
حاضر يا عمى ... بس حضرتك وعدتنى تجاوبنى على أسألتى لكن جاوبتنى على سؤال الورث والفلوس بس ورافض تجاوبنى على الباقى
وأردفت فى رجاء
أرجوك يا عمى ريحنى .. أنا عاوزه أعرف ليه أمى بتكرهكوا أوى كده.. ايه اللى حصل بينكوا زمان ايه اللى يخلى واحدة تطلق تاخد عيالها وتهرب
ثم أستدارت له بجسدها كله قائلة
ياعمى احنا اتعذبنا أوى .. أحنا عشنا فى بلدنا زى الغرب بنخاف نقول أسمنها بالكامل بنخاف نجيب أسم عيلة جاسر على لسانا ... ماما كانت محسسانا أنكوا لو عرفتوا طريقنا هتقتلونا.. وكانت مفهمانا أن أنتوا السبب فى طلاقها من بابا الله يرحمه وكل ده علشان الورث اللى هو مالوش وجود أصلا .. كنا عايشين مع جوز أم بنكرهه ومكنش لينا مكان تانى نروحه علشان كده أنا وأخواتى مكنش لنا غير بعض .. كنا بنتحاما فى بعض لحد ما ربنا من علينا وأحنا فى ثانوى وجالهم شغل بره ومحدش فينا رضى يسافر معاهم وقعدنا هنا مع بعض نذاكر ونعتمد على نفسنا ونشتغل كمان علشان مكناش عاوزين قرش من جوز أمنا.. ليه يا عمى أمى تشوفنا كده وتفضل تكرهنا فيكوا وتبعدنا عنكوا إلا اذا كان فى سبب قوى .. فهمنى يا عمى يمكن قلبى يهدى شوية
ثم بدأت فى البكاء وقد عادت إليها آلام السنين والذكريات السيئة نهض إليها حسين وبدأ فى تهدئتها فأشار له إبراهيم أشاره وكأن يقول دع الأمر لى جلس إبراهيم أمامها مباشرة وقال 
أنا هريحك يابنتى
رفعت إيمان رأسها وقالت برجاء
ياريت ياعمى
ابراهيم
يابنتى الحكاية قديمة اوى .. من ساعة ما كانت جدتك فى مشاكل بينها وبين اختها سميحة أم أمك لدرجة أنهم قطعوا بعض .. المشاكل دى كانت بتكبر لدرجة أنها وصت أن محدش من ولادها يتجوز بنتها أحلام ..أمك يعنى
لكن بقى أبوكى حبها وصمم يتجوزها بدون رغبة جدك .. جدك ساعتها ڠضب عليه وقاطعه لانه خالف وصية أمه الله يرحمها
وفضلت العلاقات مقطوعة بين أبوكى وجدك لكن احنا كنا بنسأل عنه وبنعرف أخباره وبعد جدك ما ماټ دخلنا شركة مع بعض .. أبوكى فضل معانا لحد ما أمك فضلت وراه لحد ما سحب نصيبه من الشركة وكانت بتفهمه اننا بنسرقه ومع الأسف كان بيصدقها من كتر ما كان بيحبها.. بعد ما خد نصيبه ابتدت أمك تدخله فى مشاريع خسرانه وهو ماشى وراها لحد ما خسر كل فلوسه وأبوكى كان مريض من وهو صغير كان عنده مشكله كده فى القلب
طبعا مستحملش الخسارة الكبيرة دى ودخل المستشفى وساعتها أمك مكنتش بتزوره خالص لأننا كنا موجودين دايما معاه .. وهى كانت پتخاف تواجهنا لأنها عارفة أنها السبب وأنها هى اللى وقعت بينا وبينه .. فى الوقت ده أبوكى وصانا عليكوا وأننا لازم نراعيكوا ونضمكوا لحضننا ونربيكوا وسط ولادنا وأحنا عاهدناه على كده.. بعدها أمك راحتله المستشفى وهو قالها بوصيتوا لينا اتخانقت معاه وصممت أنه يطلقها وهو تعبان كده.. أبوكى كان مضايق منها حاسس أنها دمرتله حياته فراح مطلقها.. وماټ فى نفس اليوم الله يرحمه .. وأمك خاڤت أننا ناخدكوا منها هربت وأخدتكوا معاها وضحكت علينا عن
طريق البواب وفهمتنا أنها هربت على المطار.. طبعا أحنا عرفنا بعدها أنها كانت حجزه تذاكر فعلا لكن ساعتها اللبخة اللى كنا فيها مخلتناش نتأكد هى ركبت الطيارة فعلا ولا لاء.. وطبعا خدتكوا بعيد عننا وأحنا كل ده بندور عليكوا بره مصر وعن طريق المطار والكشوفات بتاعة المسافرين
قالت ايمان وهى مازالت مشدوهة مما تسمع 
ايوا بس ماما مسافرتش طيران خالص حتى لما سافرت مع جوزها سافرت برى
ابراهيم
وهى دى غلطتنا يابنتى أننا كنا بندور فى الاتجاه اللى هى رسمته لينا ومدورناش فى اتجاه تانى لحد ما وفاء بنتى لفتت انتباهنا لأنكم ممكن تكونوا فى مصر من الأساس وان كل ده كان وهم امك عيشتنا فيه.. بس طبعا ده جه متأخر أوى لأن أمك كانت قررت تعرفنا طريقكوا وبعتتلنا الجواب
نظرت ايمان الى عمها حسين فوجدت فى عينيه نظرة امتنان لأخيه ابراهيم تفرست فى ملامحه جيدا فشعرت أن عمها ابراهيم لم يقل كل الحقيقة قالت موجهة حديثها إلى حسين 
عمى ... هى دى كل الحقيقة هو ده كل اللى حصل 
نظر لها فى ارتياح قائلا
ايوا يا بنتى عمك قالك كل حاجة
شعرت أنهما لن يبوحا بأكثر مما قالا لها وتأكدت
بأن هناك شىء ما ولكن مع الأسف سكوتهما عنه يؤكد أنه شىء مخجل نهضت لتنصرف ولكن حسين قال مسرعا
أستنى يا ايمان نسيتى الملفات والورق ده
هزت رأسها نفيا وقالت بابتسامة مکسورة
ملهمش لازمة يا عمى أنا مصدقة كل كلمة قلتها
قال بتصميم
مفيش حاجه أسمها ملهمش لازمة
وأمسكها من يدها وأدخلها غرفة الأجتماعات الملحقة بمكتبه وقال لإبراهيم
لو سمحت يا ابراهيم اتصل بالمحامى والمحاسب وخاليهم يجوا حالا
حاولت إيمان أن تذهب ولكنه كان أشد تصميما من ذى قبل على
تم نسخ الرابط