رواية فتاة ذوبتني عشقا بقلم امينة محمد
بعمق واخذت نفسا عميقا تخرج به ما بداخلها .. عندما شمت رائحته تقترب منها جلست علي الكرسي الموجود في المطبخ ووضعت امامها الشطائر علي الطاولة وامسكت شطيرة تأكل بها بلا اهتمام .. رفعت بصرها تنظر له فوجدته يقف وينظر لها بتهكم فأتسعت ابتسامتها الصفراء بملئ فمها بالطعام .. فرفع حاجبيه ثم اخذ نفسا عميقا قائلا صباح الخير ! ردت باختصار صباح النور ثم اضافت بطريقة غير مهتمة انا معنتش هروح الشغل .. هفضل قاعدة هنا ارتاح عشان الدكتور كاتبلي ان انا متحركش رفع حاجبيه بثقة وهو يقترب منها ثم قال بخفوت خبيث طب منا عارف .. ولا انتي بتحبي تضيفي ال touch بتاعك .. ولا ثم مال علي اذنيها يقول مداعبا اياها بانفاسه تحبي اقعد معاكي انا كمان ! ابتعدت قليلا للوراء وهي تتنحنح قائلة بتلبك ل لا مقصدش كدا ولو سمحت ..يعني بطل قلة ادب شوية ! عاد بوجهه امام وجهها وهو ينظر اليها باندهاش ساخر .. نظرت لعينيه المفتوحتين وفمه المبتسم ابتسامة جانبية لعوبة .. لتقول بتهكم عابس اه لو سمحت .. وو وابعد كدا شوية عشان الهوا .. انت واقف في وش الهوا ابعدت نظرها عنه بتلبك ثم رفعت يديها امام فمها وهي تقضم في اصابعها بتلبك . وتعبث في هاتفها الجديد .. ذلك الهاتف الذي قدمه لها سليم بالأمس منتظرا منها ردا علي زواجهم .. تركت الهاتف جانبا ثم قامت من مكانها لجوار والدتها قائلة ماما .. عايزة اكلمك في حاجة مهمة نظرت لها سارة باهتمام لتقول بنبرة تشبه ملامحها المهتمة اي يابنتي في اي اخذت فرح نفسا عميقا ثم قالت بشرود سليم .. سليم منتظر مني رد النهاردة علي موضوع جوازنا .. وانا خاېفة اوي يا ماما .. مش عايزة اسيبكم وفي نفس الوقت خاېفة حاجة تحصل ومكنش معاكم فيها .. وسليم .. سليم شخص كويس اوي يا أمي وانا بحترمه جدا ومش هلاقي حد زيه كدا لو لفيت الدنيا كلها تنهدت والدتها ثم رفعت يديها تمسد علي شعر ابنتها بحنان قائلة انا عارفة يابنتي انك مش هتلاقي زي سليم .. وانا يافرح مش عايزة احرمك من انك تعيشي زي اي بنت اتعلمت واتجوزت وفتحت بيت وجابت عيال .. انتي تستحقي تكوني كدا يابنتي .. وسليم بيفكرني بابوكي الله يرحمه في طيبته وجدعته .. مش هتلاقي زيه وهو باين عليه معجب بيكي هزت فرح رأسها مؤيدة كلام والدتها بتنهيدة عميقة ثم اكملت دا كفاية انه دخل كمان كريم وحور المدرسة .. عمل الي معملوش اهلنا و .. صمتت قليلا وهي تنظر لوالدتها بترقب ثم احتل الخۏف ملامحها قائلة بنبرة خاڤتة ماما .. انا .. انا شوفت احمد امبارح وانا مع سليم .. مظنش انه شافني بس انا شوفته وش لوش فتحت سارة عينيها پصدمة ثم وضعت يديها علي فمها پخوف وهي تقول هو بيعمل اي هنا طيب داحنا ما صدقنا هربنا منهم دول مكنوش سايبينا في حالنا واحنا في القاهرة ... جه ورانا اسكندرية هزت فرح رأسها بحيرة وهي تقول باين جاي شغل .. بس يارب منشوفوش تاني ولا ياخد باله مننا ! ظلت جالسة بجانب والدتها تفكر كل منهما في ما سيحدث بحياتهم .. تلك العائلة الصغيرة التي تشردت في الشوارع بدون رجل .. قطع حبل تفكيرهم قدوم كريم وحور من المدرسة ..
وأخيرا بعد تحايلات منه لموافقتها ليجلسا في كافية .. نظر له بتهكم منك لله ياشيخة بقى انا ليث اتحايل علي بنت من امبارح للنهاردة عشان نتقابل دي محصلتش في تاريخ البشرية نظرت له بټهديد وكادت ان تقوم من مكانها قائلة بقولك اي والله همشي امسك يديها سريعا قائلا بتلبك متصنع وبعض القرف علي وجهه .. وأيضا يضيق عينيه بعبوس خلاص انا اسف اقعدي بقا رفعت رأسها بتفاخر وهي تقول انا مش اي حد برضو .. المهم انجز عايز تقولي اي نظر لها قليلا بازدراء وهو يضيق عينيه وانا الي بقول عليكي راقية وكانت عايشة في بلاد خواجات .. طلعتي اكتر شرشوحة شوفتها كادت ان تتحدث ولكنه قاطعة بنبرة لعوبة بس ميضرش يعجبني القطط الي زيك ! ابتلعت ريقها وابعدت نظرها عنه تتحاشى النظر له حتي لا يرى خجلها ..فأبتسم هو بحب لصغيرته المشاكسة تلك .. ثم قال بجدية حنين انا بجد عايز اتكلم معاكي في موضوع مهم .. قولت أبدأ معاكي قبل ما اخطو الخطوة دي مع فارس واهلك ! نظرت له باستغراب وهي تقوص حاجبيها .. ليبدأ هو بالحديث بصي يا حنين انا يتيم الاب والام وعشت مع اخويا الكبير وهو الي اسس الشركة الي انا ماسكها دلوقتي .. هو الي رباني وكبرني وعلمني .. كان ابويا التاني في الحياة .. اتجوز وخلف ومراته كانت اكتر من اخت ليا .. كانت معايا في مشاكلي وبتساعدني اكتر