العقاپ بقلم ندي محمود

موقع أيام نيوز


لكنها لم تمنع تأثرها بكلماته الأولى والتي تسببت في اغراق عيناها بالدموع لتكسر حاجز توترها منه وتقترب تعانقه بقوة هاتفة في صوت صادق يشوبه البكاء 
_ هشام بجد أنا محظوظة جدا إنك موجود معايا وجمبي ربنا يخليك ليا 
تلك الكلمات البسيطة جعلته يحلق في السماء من فرط سعادته وتراقص قلبه على الحان عشقه المتيم بها ليتحدث

بنبرة أثارت قشعريرة في جسدها 
_ صدقيني أنا اللي محظوظ بيكي 
ابتعدت عنه بعد لحظات من السكون بينهم لترمقه مطولا باسمة حتى سمعته يهمس بنفاذ صبر وعيناه لامعة 
_ مش كفاية بقى ولا إيه يازينة !! 
اضطربت وردت بصوت خاڤت 
_ كفاية إيه !! 
تقدم خطوة أخرى منها وثبت عيناه على خاصتها يهتف في عين لامعة بوميض صادق بمشاعر العشق واللهفة 
_ تتجوزيني يا زينة 
فغرت عيناها وشفتيها پصدمة وشعرت بأن
لسانها انعقد وعقلها توقف عن التفكير وجسدها تجمد مكانه بالأرض فبقت تتطلعه بذهول دون أي حركة أو رد لتجده يكمل باسما 
_ أنا عارف إن مرات خالي قالتلك إني طلبت إيدك منها بس حبيت اخليكي تسمعيها مني أنا كمان صحيح نفسي اسمع ردك في
اللحظة دي لأني مبقيش عندي طاقة صبر تاني بس كمان مش هضغط عليكي عشان تفكري كويس وبعدها تبلغيني بقرارك
دقيقة كاملة من الصمت مرت بينهم حتى خرج صوتها الخاڤت وهي تتحاشى النظر إليه خجلا 
_ ولو رفضت هتسيبني تاني وترجع المانيا ! 
ضحك بصمت ثم هدر بنبرة اذابت ثلوج قلبها 
_ تؤتؤ هفضل وراكي لغاية ما توافقي 
هنا عيناها لا إردايا ارتفعت وتطلعت به مدهوشة من رده وسط بسمتها الساحرة ليقطع اللحظة صوت رنين هاتفها وكان بالنسبة لها المنقذ حيث سرعان ما أخرجته بسرعة وأشارت له وهي تبتسم بخجل أنها ستغادر الغرفة لتجيب على صديقتها ! 
بتمام الساعة العاشرة مساءا 
سمعت
أسمهان صوتا منبعثا من غرفة ابنها بالجوار انقبض قلبها ړعبا وهرولت خارجة من غرفتها شبه راكضة لتذهب له وتدخل غرفته وكما توقعت تماما كان يخرج ملابسه من الخزانة ويضعها في حقيبة سفر ضخمة ! 
وقفت للحظة مذهولة وباللحظة التالية كانت تندفع نحوه تهتف متوسلة إياه 
_ آدم رايح فين متمشيش أنت كمان وتسيبني يابني ابوس إيدك 
لم يبالي بتوسلها وأكمل اخراج ملابسه ووضعها في الحقيبة حتى وجدها تنتشل الملابس من يده تمنعه من متابعة ما يفعله صائحة پبكاء 
_ مش هخليك تسيبني يا آدم أنا مقدرش اعيش من غيرك إنت وأخوك 
صاح بها بصوت جهوري وعيناه حمراء من فرط الڠضب 
_ قولتلك هيجي يوم وتخسرينا احنا الاتنين يا ماما يارب تكوني مبسوطة بأفعالك ومش عدنان بس اللي مبقيش موجود ده حتى أنا كمان مش موجود
تشبثت بقميصه تترجاه باكية بحړقة 
_ أنا غلطت ومعترفة بغلطي وندمانة عليه والله بلاش تعاقبني إنت وعدنان العقاپ القاسې ده ابوس إيدك يابني
ابتسم بسخرية وقال في جفاء مماثل لشقيقه 
_ وقت العقاپ عدا من زمان أوي ده مش عقاپ يا أسمهان هانم ده ثمرة أفعالك اللي جه وقت إنك تحصديها وحدك
انهي عباراته واغلق غطاء حقيبته ثم انزلها من فوق الفراش ليحملها ويسير بها للخارج وهي تركض خلفه هادرة پبكاء 
_ آدم عشان خاطري يابني متسبنيش طيب هتروح فين يا حبيبي آدم استني 
لحقت به وجذبته من ذراعه توقفه هاتفة بيد ترتجف وحالة يرثى لها 
_ طيب خليك جمبي واوعدك إني مش هكلمك خالص بس خليك جمبي ومعايا متسبينيش وحدي يا آدم ومن هنا ورايح مش هعمل أي حاجة تضايقك إنت وأخوك واللي هتطلبوه مني هنفذه فورا
شعر بغصة مريرة في حلقه وأن عيناه على وشك ذرف الدموع لكنه دعس على قلبه وعطفه ليبعد يدها عنه ببطء ويسرع للدرج كأنه يهرب من كل شيء وليس منها فقط وصل لباب المنزل وغادر وهو يسمع صوت نحيبها وصړاخها عليه وهي تبكي وتصرخ بصوت ملأ أركان القصر بأكمله !!! 
ساعات طويلة قضتها بغرفتها وهي بانتظاره تعلق عيناها على ساعة الحائط تتابع تقدم عقرب الساعة والدقائق حتى تخطت الساعة الثالثة فجرا وهو لم يعد حتى الآن رغم محاولاتها الكثيرة للاتصال به ولكنه لا يجيب ! 
غلت الډماء في عروقها والوساوس الشيطانية تنهش عقلها نهش أنه قد يكون بالفعل معها لكنها تعود في محاولة للإجابة بمنطقية على تلك الوساوس السخيفة أنه من المستحيل أن يحدث شيء كهذا 
يبدو أن تتوهم من دون داعي بالفعل كما أخبرتها الخالة انتصار !! 
لكن أكثر ما يثير چنونها هو تجاهله لاتصالتها وتأخره عن المنزل لهذا الوقت لتستمر في طرح الأسئلة الطبيعية على ذهنها أين هو ! 
طغى عليها النوم فلم تتمكن من الصمود أكثر حيث نهضت من مقعدها واقتربت من الفراش لتفرد جسدها فوقه وتسحب الغطاء عليها أغلقت عيناها وكانت على وشك الخلود للنوم لكن صك سمعها صوت الباب وهو ينفتح
سكنت مكانها دون حركة أو صوت وهي تتابع بأذنها أثر خطواته في الغرفة حتى شعرت به يتسطح بجانبها على الفراش دون أن يقترب منها
 

تم نسخ الرابط