العقاپ بقلم ندي محمود

موقع أيام نيوز


يا سيدي شكرا كفاية 
فتحت الباب وقالت بابتسامة سمجة وهي تهم بالنزول من السيارة 
_ استمر كدا في احباطي لغاية ما ټقتل روحي الفكاهية ياعدو البهجة 
غضن حاجبيه بتعجب لكنه ضحك مغلوبا على أمره وانزل زجاج السيارة يهتف بنبرة مهتمة وهو يضحك 
_ خلي بالك من نفسك ! 

التفتت له برأسها توميء بالموافقة في ابتسامة ساحرية وتشير له بيدها أن يرحل لكنه استمر في متابعتها بعيناه حتى دخلت في شارع موازي واختفت عن أنظاره فادار محرك السيارة وانطلق بها 
بعد مرور ساعات قليلة 
دخلت هنا الصغيرة على أمها الغرفة وقالت بإشراقة وجه بريئة ولطيفة مثلها 
_ مامي تيتا برا وبابي قالي اقولك تيجي 
رفعت حاجبها منذهلة وردت 
_ تيتا برا !! طيب ياحبيبتي روحي وقولي لبابا جاية 
ابتسمت جلنار بانتصار وثقة فور رحيل ابنتها هاتفة في وعيد 
_ ولسا يا أسمهان هانم هتشوفي مني كتير الأيام الجاية
خرجت بعد دقائق ورأتهم يجلسون في الحديقة فذهبت لهم وتقدمت نحوهم بخطوات واثقة ونظرات كلها شموخ حتى وصلت وجلست على مقعد مقابل لعدنان وكانت أسمهان تجلس على الأريكة في المنتصف بينهم 
لحظة من الصمت مرت حتى سمعت أسمهان تهتف باقتضاب لكنها تجاهد في إظهار الصدق المزيف في اعتذارها 
_ متزعليش مني ياجلنار ياحبيبتي بسبب اللي حصل في خطوبة زينة وعشان عارفة إني غلطت جيت اعتذرلك بنفسي
لا يهمها اعتذراها بقدر ما يهمها أن تراها تطلب العفو منها هكذا
وأمام ابنها بعد كل ما فعلته معها منذ بداية
زواجها الاعتذار ماهو إلا بداية فقط وإرضاء لكرامتها 
فرسمت جلنار ابتسامة صفراء فوق شفتيها وهدرت بعفو مزيف وخبث حتى تثير اعصابها 
_ حصل خير يا أسمهان هانم عدنان كان واثق فيا
رأت جلنار نظرة ڼارية في عين أسمهان مما زادت من سعادتها الداخلية بينما عدنان فكان يتابعهم بصمت وجملة جلنار الأخيرة ادهشته قليلا 
ارتفع صوت هنا وهي تصيح على أبيها تطلب منه أن يأتي إليها فاستقام واقفا واتجه نحو ابنته وانتهت الجلسة عليهم هم فقط قبل أن تهتف أسمهان ببنت شفة قالت جلنار في ټهديد وشراسة 
_ خليكي بعيدة عني وعن بنتي ي أسمهان وإلا صدقيني هقول لعدنان وآدم على كل عمايلك وخلينا نشوف بعدين ولادك هيبصوا في وشك تاني ولا لا وبذات عدنان لو عرف إن أمه حاولت ټقتل بنته وأنا حامل فيها الطفل اللي كان بيتمناه وبيستناه من سنين ده غير محاولاتك للتخلص مني أنا اعتبري ده أول تحذير مني ليكي 
_ الفصل الثلاثون _
ذلك الټهديد السخيف ! لم يحرك شعرة واحدة منها وبقت صامدة تحدق بجلنار في ابتسامة متهكمة وبعد ثوان من السكون المريب بينهم خرج صوتها المستنكر 
_ ومين قالك أنهم هيصدقوا كلامك أساسا 
عادت جلنار إلى مقعدها تجلس بارتياحية وتقول بثقة 
_ لو عايز اثبت
مستعدة اجيب الإثبات بس انتي هتفضلي بعيدة عني هفضل أنا كمان بعيدة عنك 
رأت الضحكة تنطلق فوق شفتيه ترمقها باستهزاء وخبث ثم اختفت ابتسامتها وسكنت في مقعدها تكتفى بتبادل النظرات الڼارية معها ! 
يجلس هو وخالته حول طاولة الغذاء وعيناه تتفقد المقعد الفارغ من الطاولة فنظر إلى الخالة وسأل باستغراب 
_ نادين ليه منزلتش 
غمغمت فاطمة بنبرة عادية تماما 
_ قبل ما ترجع إنت من برا خرجت قالت رايحة تعمل مشوار سريع وراجعة 
استنكر الإجابة التي على حصل عليها وارتفع حاجبه اليسار بنظرات مدهوشة ثم هدر في حزم 
_ خرجت إزاي هي متعرفش حاجة في مصر هنا وليه مقالتليش !
فاطمة ببرود أعصاب غريب 
_ معرفش بس أكيد عارفة المكان اللي هتروحوا طالما خرجت وحدها متقلقش هي زمانها على وصول دلوقتي 
ضغط على الشوكة التي بيده في ڠضب دفين ثم ألقاها بقوة داخل الصحن محدثة صوتا مزعجا واستقام واقفا يخرج هاتفه ويبتعد بضع خطوات عن خالته ليجري اتصال بها 
بعد انتظار للحظات طويلة والكثير من الرنين أجابت أخيرا بصوت مبهج 
_ الو نعم يا حاتم 
_ إنتي فين 
كانت نبرته بمثابة الڼار التي أحرقت بهجتها لكنها تحفظت بلطافتها وهي تجيب عليه 
_ مع رفيقي 
ردها كالبنزين فوق الڼار حيث لاحت الابتسامة الساخرة على شفتيه يرد بلهجة لا تبشر بالخير 
_ نعم ياختي مع مين !!! 
نادين ببساطة وهي تضحك بطريقة أثارت جنونه أكثر 
_ مع رفيقي ياحاتم عم اقلك هو اجى زيارة على مصر وحب يشوفني فأجيت لاشوفه 
سمعت صوته الغليظ يهدر في ڠضب 
_ ومقولتليش ليه إنك هتطلعي ورايحة تشوفي البيه رفيقك ده 
نادين بابتسامة ماكرة تتصنعها بمهارة 
_ الو حاتم صوتك ما عم يوصلي 
بدأ يفقد تمالك أعصابه فهتف بنبرة شبه مرتفعة مستغلا جملتها بأنها لا تسمعه 
_ إنتي فين يانادين !
فهمت أنه ينوي المجيء إليها حتى يأخذها بنفسه فردت ببرود حتى تزيد من إشعال النيران أكثر 
_ ما في داعي تيجي هو راح يوصلني بسيارته على البيت 
سمعت صوته
غريب ومخيف قليلا كأنه شخص مختلف 
_ يوصلك بسيارته !!! طيب معلش هقطع اللحظة على رفيقك واجي انا اوصلك للبيت ممكن !
استشعرت النيران الملتهبة التي تخرج من صوته إليها في الهاتف وكادت أن
 

تم نسخ الرابط