العقاپ بقلم ندي محمود
المحتويات
بالحديث ومشاكسة ابنته عادت تجيب على منيرة بصوت خاڤت
_ جات ليه وكانت عايزة إيه
_ معرفش ياست هانم هي دخلت ڠصب عني ولما حاولت امنعها هددتني وبعدين طلعت للبيه فوق
سكنت للحظة بتفكير واستغراب ثم ردت بخنق
_ طيب يامنيرة اقفلي دلوقتي خلاص
أنهت الاتصال وانزلت الهاتف من فوق أذنها وعيناها شاردة في اللآشيء أمامها بتفكير سؤال واحد تردد بذهنها في تلك اللحظة ماذا يوجد بين أسمهان وأبي يبدو أن هناك خفايا مضمورة لا يعلمها
استفاقت من شرودها على صوته الغليظ بجانب أذنها فاصابتها نفضة بسيطة ثم تطلعته مبتسمة وباللحظة التالية رأته يقترب ويجلس بجوارها ثم يميل عليها ويهمس بالقرب من أذنها في صوت عابث ودافيء
_ إنتي كان نفسك تسافري فين يارمانتي !
_ فين !
ضحك بخفة ثم مال أكثر حتى أصبحت شفتيه أمام أذنها بالضبط واردف بصوت انسدل كالحرير ناعما تملأه المشاعر
_ المكان اللي قولتيلي قبل كدا إنك كان نفسك تروحيه وفي كل مرة كنتي قبل ما تسافري بتحصل حاجة تخليكي تلغي الرحلة
طالت نظراتها الحائرة إليه تحاول فهم مقصده حتى قڈف بعقلها وتذكرت ما يقصده فاتسعت عيناها پصدمة وانفرجت شفتيها بابتسامة عريضة لتقول بعدم تصديق
هز رأسه بالإيجاب مبتسما بحب وهو يتأمل تعبيرات وجهها المذهولة والسعيدة لم يكن يتوقع ردة فعلها العفوية والجميلة هذه ولم يتخيل أنها ستفرح هكذا
فشل في إخفاء بسمته العاشقة والحانية عندما قابل تفاعلها من مفاجأته بهذا الشكل أدخلت السعادة على صدره بسعادتها !
عليه نعاتقه بقوة من فرط فرحتها هامسة
_ ياااه إنت لسا فاكر ياعدنان الكلام ده كان من سنتين وأكتر
ضمھا إليه بذراعيه أكثر وتمتم بخفوت
_ فاكر ياحبيبتي فاكر ومنسيتش
قطعت اللحظة الدافئة والغرامية بينهم الصغيرة التي ارتمت بالمنتصف بين والديها تنغرس بينهم لتبتعد جلنار ضاحكة ويبتسم هو بحنان ثم يحملها فوق فخذيه لاثما وجنتيها ويضمها لصدره فتميل جلنار عليهم ليمد هو ذراعه الآخر حول زوجته يقربها منهم في عناق
خرجت نادين من الحمام على أثر طرق الباب المستمر والقوي قادت خطواتها السريعة إلى الباب وهي مشټعلة من الڠضب وتتوعد للطارق
امسكت بالمقبض وإدارته ثم جذبت الباب إليها پعنف وقبل أن تصب جموحها كله على الطارق الذي توقعت هويته إما فرح أو هو وبالفعل كان هو لكنه لم يمهلها اللحظة حتى حيث غار عليها وحملها ليدور به في شكل دائري صائحا بسعادة هستيريا وهو يضحك
ضحكت رغما عنها على جنانه وقالت صائحة وسط ضحكاتها
_ لك بلا جنان يا حاتم واتركني يامجنون الأسبوع الجاي ده
نادين پصدمة وتوتر
_ الأسبوع الجاي ! طيب شو رأيك ننطر كمان شوية على العرس لبين ما استعد منيح
تقوست ملامح حاتم بغيظ وصاح في ڠضب
_ نعم ياختي ن إيه !! وماله ننطر يا حبيبتي بس متلومنيش بعد كدا بقى على اللي هعمله
_شو راح تعمل
دنى منها و لفحت أنفاسه الساخنة صفحة وجهها متمتما
_فضيحة !
ارتبكت وخجلت من قربه فنكزته في صدره برفق ودفعته للخلف هاتفة بضحكة مغلوبة
_ خلاص موافقة بنسوى العرس الأسبوع الجاي
حاتم باسما بلؤم
_ حبيبتي إنتي سواء وافقتي ولا لا فرحنا كدا كدا هيكون الأسبوع الجاي
وصلت فاطمة على أثر صوتهم العالي ووقفت عند الباب تقول بتعجب
_ في إيه بأولاد صوتكم عالي كدا ليه !
فاطمة پصدمة وسعادة واضحة في نظراتها
_ ده بجد يا حاتم ولا بتهزر !
_ وهو في هزار في الموضوع ده يا ست الكل
تللهت أسارير فاطمة وسرعان ما رفعت كفها لفوق شفتيها مصدرة زغرودة مصرية جلجلت بأرجاء المنزل بأكمله ليهتف بعدها حاتم ضاحكا
_أيوة بقى يا فطوم واحدة تاني كمان بالله عشان خاطر ابنك الغلبان
تعالت ضحكات نادين وفاطمة على سعادته الشديدة وتلقائيته فعادت فاطمة تلبي رغبته وتصدر زغرودة أخرى ملأت المنزل كله بالبهجة والسرور
في مساء ذلك اليوم
طرقت ميرڤت الباب طرقة واحدة ثم دخلت توقفت عند عتبة الباب تتطلع بابنتها الكامنة في فراشها بصمت مريب وعابسة الوجه ثم تقدمت منها بخطوات هادئة حتى جلست بجوارها على الفراش ورفعت يدها تملس فوق ذراعها هامسة
_ زينة ياحبيبتي !
سمعت همسة بائسة منها تسألها بيأس
_ إنتي كنتي عارفة ياماما
ميرڤت بالنفي القاطع
_ لا طبعا يابنتي معرفش إنه هيسافر ومقاليش حاجة
تطلعت زينة إليها بقوة وأعادت سؤالها بصيغة أكثر وضوحا
_ كنتي
عارفة إن هشام بيحبني ياماما
سكتت للحظة ثم تنهدت وأماءت مجيبة
_ أيوة قالي وطلب إيدك مني بس كان منتظر الوقت المناسب لغاية ما تفوقي وتستعيدي ذاتك من تاني بعد اللي حصل وكان هيقولك
ابتسمت بمرارة واشاحت بوجهها عن أمها تتمتم بأسى
_ بحاول اتصل بيه كل دقيقة والنتيجة هي نفسها أنا مش عايزة اخسر هشام ياماما
صمتت ميرڤت لدقيقة ثم تبدلت ملامح وجهها وقالت بلهجة حازمة قليلا
_ إنتي فعلا بتحبي آدم يا زينة !!!!
رفعت أناملها لوجنتها تجفف دمعة
متابعة القراءة