ابناء يعقوب بقلم ولاء رفعت حصري علي موقع أيام

موقع أيام نيوز

وتمشي برغم إن أنا محذرها لو سابته ما ترجعش وصممت برضو تنفذ اللي في دماغها.
تنهد سليمان ووجد أن الأمر على وشك التعقيد فشعر أن عليه أن يخبره بما يعلم إياه
هي دلوقتى مچروحة وحاسة إنك أهانت كرامتها بجوازك عليها من وراها ولما أتمسكت بجوازك من التانية شافت إنها ما بقاش ليها أي قيمة عندك معلش يا بنى تعالى على نفسك المرة دي وروح خدها من بيت عمك إن ماكنش عشانها يبقى عشان خاطر اللي في بطنها.
انتفضت من مكانها وهي تهز رأسها برفض ثم عقبت على ما أخبرته بها شقيقتها للتو
لا يا سعاد ماقدرش ومستحيل أعمل حاجة زي كدا انتي فاهمة اللي بتقوليه دا يبقي إيه وإيه عقابه عند ربنا
نهضت الأخرى ثم جلست جوار شقيقتها توسوس إليها كالشيطان بل هي أقوى من الشيطان شړا فهناك نوع أخر للشياطين أشد خطۏرة وعلى قدر عال من الشړ وما هم سوى شياطين الإنس.
اسمعي كلامي هاتكسبي قوي لأنك لو ماعملتيش كدا هتورث معاكم انتي وابنك انتي اللي أحق بكل حاجة وما تجيش واحدة ما نعرفش أصلها منين تيجي تقش على الجاهز تعب وشقى جوزك وبتاعك انتي كمان زى ما هي قاسمة معاكي جوزك.
نظرت نحو الفراغ بشرود فكان وقع الكلمات على أذنها أقوى من السحر بدأت ترضخ إلى الأمر فقالت
طيب افرض وافقت على اللي بتقوليه أنا مش هعرف أتحرك من مكاني من وقت ما يعقوب جه خدني من عند أمي وحالف علي ما هخرج من باب البيت غير بإذنه.
ظهرت ابتسامة شيطانية على ثغر شقيقتها وقالت بثقة
سيبي علي الموضوع دا وفي خلال أسبوع هاتسمعي خبرها.
4
الأوقات السعيدة لم تدم طويلا فيجب على المرء أن يعد ذاته لتلقي الصدمات في أي وقت مرت أيام بل شهور وكانت من أجمل أيام عمره الذي عاش خلالها أروع الذكريات التي ستخلد
في ذاكرته حتى المۏت لم يكن لديه علم من قبل عن المعنى الحقيقي للحب سوى بين يديها.
نظر في الساعة التي تحيط رسغه وصاح مناديا
يا رقية يلا أتأخرنا.
خرجت من الغرفة بخطى ثقيلة والسبب يعود إلى بطنها المنتفخ من الحمل
يلا أنا جاهزة شوف منظري بقى شبه الكورة ببطني اللى بقت مترين قدام.
أطلق قهقهة وقال
والله زى القمر بتحلوي بزيادة.
عشان شايلة حتة منك.
انتي اللي بقيتي حتة مني وأنا كمان حتة منك.
ابتسمت وكأن الشمس قد أشرقت بنورها الساطع تخبره أيضا
عارف لو النونو طلع ولد هاسميه يوسف وبدعي ربنا إنه يكون نسخة منك والكل يضرب بيه المثل في الأخلاق والجدعنة.
ازدادت ابتسامته ورقص قلبه طربا فعقب
ولو بنت هسميها على اسمك رقية يعقوب عبد العليم الراوي
أمسكت بأطراف أناملها مقدمة قميصه تسأله بدلال مازحة
هتحبها أكتر منى
حتة منك ومنى أكيد هحبها لكن القلب كله ملكك انتي انتي بنتي وبنت
قلبي.
أخبرها بتلك الكلمات التي حفرت على جدران مملكة العاشقين أجابت عليه من أعماق فؤادها المتيم به
أنا بحبك قوي يا يعقوب
أنا تخطيت معاكي مرحلة العشق يا روح وحياة يعقوب ربنا يبارك لي فيكي وما يحرمنيش منك أبدا.
وفي داخل السيارة يستمع إلى كلمات تتغنى بها كوكب الشرق تلك الشارة التي تذكره بأول يوم عمل لها لديه
رجعوني عينيك لأيامي اللي راحوا.
علموني أندم على الماضي وجراحه
اللي شفته قبل ما تشوفك عينيه
عمر ضايع يحسبوه ازاي علي
انت عمري اللي ابتدى بنورك صباحه...
لم تمر سوى دقائق فالسعادة تدون بضع كلمات داخل معجم مليء بالحزن بينما كان
شاردا في عينيها انتبهت هي إلى الشاحنة الكبيرة القادمة نحوهما فصاحت بفزع
حاسب يا يعقوب.
انتفض پذعر وحاول أن يتفادى الاصطدام يصيح بها بأمر
البسي حزام الأمان بسرعة.
كانت السيارة تتأرجح يمينا ويسارا حاول التحكم في المكابح لكن لا تعمل سألته پخوف ذريع
فيه إيه يا يعقوب
الفرامل مش شغالة.
حوار قصير خلال ثواني معدودة انتهت بانحراف السيارة عن الطريق وانقلبت من الحافة أخذت تتدحرج عدة مرات متتالية حتى استقرت على جانبها كانت آخر ما رأت عيناه هي وتخبره بأنفاس متقطعة
خد.. بالك.. من يوسف.. يا.. يعقوب.
فقدت الوعي في الحال وكان هو ليس أقل حال منها لم يستوعب عقله ما حدث ففقد الوعي أيضا.
و في وسط همهمات يكاد أن يسمعها وأشعة الشمس تخترق ما بين أهدابه كان ثقل جفونه يجبره على الاستسلام إلى النوم لكن قلبه أجبره على الإفاقة بعدما ذكره زوجته حاول جاهدا أن يفتح عينيه فرأى الممرضة تضبط من وضع كيس المحلول فسألها بلسان ثقيل للغاية
رقية فين
ردد ذلك السؤال مرارا وإذا به ينهض فجأة يتلفت من حوله مناديا
رقية يا رقية
أوقفته الممرضة لتخبره
حضرتك رايح فين ما ينفعش تقوم.
جاء الطبيب إليه ليوقفه عما يفعله
حضرتك رايح فين انت لسه تعبان وفى جسمك إصابات.
دفعه يعقوب من أمامه پغضب
أوعى من وشي فين مراتي
وكاد أن يخرج من باب الغرفة أوقفه حديث الطبيب وكانت أقسى الكلمات التي سمعها طوال حياته
المدام اللي جابوها معاك دخلت العمليات الدكاترة حاولوا ينقذوها هي والجنين أنقذوا الجنين ودخلوه الحضانة لكن مع الأسف كانت هي إصابتها
تم نسخ الرابط