ابناء يعقوب بقلم ولاء رفعت حصري علي موقع أيام

موقع أيام نيوز

حل أحسن أنا محتاج هنا في المحل آنسة عشان فيه ستات بتيجى بتبقى محروجة تتعامل مع الصبيان اللي عندي فأنا بعرض عليكي تشتغلي هنا وكل قبض هخصم منك جزء وبكدا يبقى سددتي الفلوس و في نفس الوقت يبقى ليكي مصدر رزق تقدري تعيشي منه ها قولتي إيه
شعرت بالسعادة العارمة كم حالفها الحظ بأن باب من أبواب الرزق فتح إليها على مصراعيه لكن هناك شعور آخر لا تعلم ما هو كما يخبرها حدسها كلما تنظر صوب عينيه ذات اللون البني القاتم والأهداب الكثيفة ونظرة تخترق القلب والروح لذا دون أن تتحكم في لسانها أجابت على الفور
موافقة
توقفت سيارة أجرة ذات اللون الأسود في الأبيض ترجلت منها شابة في منتصف العشرينات ترتدي ثوب فضفاض أسود اللون ووشاحا مثلثا تنظر إلى البناء الذي ولدت فيه وعاشت طفولتها حتى انتهت من دراستها الجامعية وتزوجت من أحد زملائها الذي أحبته رغم رفض والدها له قبل مماته وكذلك شقيقها الذي حذرها منه ومن إنه شخص سيئ الطباع وبالرغم من ذلك تخطت كل الآراء وركضت خلف قلبها وألقت بنفسها داخل براثن رجل أذاقها الويل والمر بجميع ألوانه حتى فاض بها وتركته لتعود إلى منزل والدها والذي قد تزوج فيه شقيقها.
ضغطت على زر الجرس فتح إليها الباب فظهر لها الصغير ووصل
إليها صوت والدته الجهوري تسأله بحدة كالعادة
مين يا واد يا محمود
سألها الصغير
انتي مين
وضعت يدها على رأسه وبطيف ابتسامة أخبرته
أنت نسيتني يا محمود أنا عمتو ليلى.
خرجت والدته من المطبخ عندما لم يجب على سؤالها رأت هذه الزائرة فسألتها بتعجب
ليلى! ادخلي اتفضلي.
ولجت ليلى إلى الداخل وتجول عينيها المكان من حولها توقفت لدى المقعد ثم جلست وفى يدها حقيبة ثياب صغيرة لم تغفل عن عيون هويدا التي قاتلها الفضول فسألتها
أنتم رجعتوا من ليبيا إمتى
أجابت باقتضاب
أنا اللي رجعت بس.
جاية أجازة يعنى
سؤال آخر حتى يخيب ظنها وخۏفها إنها تريد المكوث معهم.
لا أن...
قاطعها رنين الجرس فقالت الأخرى
أهو أخوكي جه روح يا محمود افتح لأبوك.
ذهب الصغير وفعل كما أمرته والدته دخل والده يحمل كيسا ورقيا مليء بالموز اختطفه ابنه من يده وهلل بفرح
شوف الواد بدل ما تسلم على أبوك يا ابن هويدا.
عرفة
صاحت به زوجته وهي تزجره وتشير إليه بعينيها نحو هذه الجالسة ولا يراها سوى من الظهر فألقى التحية
السلام عليكم.
استدارت برأسها ثم نهضت نظرت إليه والندم يغمرها من أخمص قدميها حتى أعلى رأسها تفوه وقلبه ينفطر عندما رآها في تلك الحالة المزرية فقال
حمد لله على السلامة يا ليلى.
نور الشمس يشبه ابتسامتها التي تأسر قلوب كل من ابتسمت إليه تتجول هنا وهناك داخل المتجر وعينيه تراقبها عن كثب ضغط احد العمال على زر المذياع فأطلقت تلك الكلمات مع أعذب الألحان بصوت كوكب الشرق
رجعوني عينيك لأيامي اللي راحوا
علموني أندم على الماضي وجراحه
اللي شفته قبل ما تشوفك عينيه
عمر ضايع يحسبوه ازاي علي
انت عمري اللي ابتدى بنورك صباحه... 
قاطع تلك اللحظات الرومانسية الحالمة مجيء عرفة الذي
كان على وجهه علامات الحزن حاملا على كاهله هما ثقيلا ألقى التحية على رب عمله فبادله الأخر التحية ثم سأله
مالك يا عرفة شايل هم الدنيا كدا ليه حماتك كانت عندك
جلس على الكرسي أمام المكتب وأجاب بحزن دفين
ليلى أختي رجعت من السفر وحالها متبدل على الأخر كانت زى البدر المنور بقت مطفية وفي عينيها نظرة حزن تقطع القلب.
سأله يعقوب باهتمام
لا حول و لا قوة إلا بالله هي متخانقة مع جوزها
أجاب والشعور بالعجز يتملك من قواه
زى ما ساعدتك عارف سافرت معاه ليبيا بعد ما أتجوزوا من سنة بيشتغلوا مع بعض في شركة واحدة كانوا بيقبضوا وبتشيل قبضها معاه لحد ما اشتغلت معاهم واحدة إيطالية والست كانت عينيها منه وهو ما صدق و يا حبيبتي لما شكت وواجهته اټخانق معاها وضربها لولا جيرانهم أنقذوها من إيديه كان ممكن ېموتها وولاد الحلال ساعدوها ترجع على هنا.
أطلق زفرة پقهر وحنق شديد فأردف
يا مين يدلني عليه كنت مسكته قطعته بسناني.
تنهد يعقوب وعاد بظهره إلى الوراء قائلا
بص يا عرفة أنا عارف كلامي ممكن يضايقك بس هي عملت في نفسها كدا اتجوزته برغم رفضكم ليه و أبوك الله يرحمه مېت وهو زعلان عليها باعتكم واشترته فشيء طبيعي هيعمل فيها اللي عايزه وهو واثق إنها هاتستحمله عشان بتحبه.
أنا هخليها ترفع عليه قضية طلاق وأنا هاقف معاها.
سأله يعقوب بفطنة
وتفتكر هي هتوافق
رفع كتفيه ولا يعلم الإجابة فأردف يعقوب
سيبها هي بنفسها اللي تطلب الطلاق وأراهنك عمرها ما هتقدر تبعد عنه أو تطلق منه.
يبقى هي اللي اختارت زى زمان.
مال يعقوب بجذعه إلى الأمام وأخبره
تبقى غلطان أختك دلوقتى في حالة تقدر تقنعها إن اختيارها كان غلط من الأول.
أومأ
إليه بالموافقة ثم قال
ربنا يسهل.
نهض قائلا
عن إذنك لما نشوف أكل عيشنا.
استني يا عرفة كنت عايز أخذ رأيك في حاجة.
أجاب بحفاوة
عينيا ليك يا معلم.
تسلم اقعد بس الأول.
جلس مرة أخرى فأردف الأخر بصوت خاڤت إلى
تم نسخ الرابط