رواية للقمر حكاية كاملة بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


حوله الفتيات 
الڠضب احتل ملامحها وهي ترى ابتسامته الواسعه ثم نظراته اليها لم يرحل لوطنه بل ظل حتى يشعل داخلها نيران الغيره 
تناولت الطعام بشراهة أما هو وقف يرمقها من حينا لآخر وهو يضحك على هيئتها فالحفله هو الذي أعدها حتى يعترف امام الجميع انه عاشق لتلك المرأه 
الوقت يقترب من انغلاق الاضاءه ثم بدء الحفل بصخب 

وهي تقف ترمقه پغضب والاكل يلوك داخل فمها ألتقطت كأس العصير من النادل فجأة وهو يمر من جانبها ارتشفت العصير دفعه واحده لېصرخ النادل حانقا
يااستاذه حرام عليكي العصير ده مش ليكي اعمل ايه ياربي روحت في داهيه 
وانصرف النادل بخطوات سريعه خائڤا فقد حدث ما حدث فقد ألتقط العصير الشخص الخطأ فلم يكن الا لتلك الحسناء الواقفه خلفها حتى تقع في فخ احدهم 
سخونه وتشنج سار بجسدها ومع انطفاء الانوار واقتراب سهيل منها بخاتم زواج اخر وكلمه احبك والاعتذار ووسط التصفيق الحار كانت تحرك رأسها كالبلهاء 
وهو يستعجب الأمر ولكن فسر ذلك لكم الطعام الذي اكلته 
وليله كانت من ألف ليله وليله لم تكن فيها سماح الا أنثى فاتنه مغويه بحق 
صباح الخير حببتي اشتقت اليكي سماح 
انت بتعمل ايه هنا عملت فيا ايه
وهبطت بعينيها نحو جسدها ثم رمقته لتتضح لها الاجابه التي ارتسمت فوق شفتيه عبث 
ماذا فعلت انه الأمر الطبيعي بين الأزواج حببتي وقد عدنا لبعضنا 
ارتسمت الصدمه فوق صفحات وجهها 
احنا رجعنا لبعض امتي 
امس حببتي سماح ما الأمر
وبدء بالفعل لا يفهم سبب لردة فعلها هذه ظن انها تمزح معه أو ربما تداري خجلها عنه بتلك الطريقه ولكنه الان استبعد كل احتمالاته
سماح ما بك هل انتي مريضه
حببتي 
سهيل احنا لازم نطلق وننسي الليله ديه
ابعدها عنه لينظر الي ملامحها ولم يتركها الا وهو يثبت لها أنها تتفوه بما لا يرغبه قلبها وجسدها وان كبريائها وحده من يثور
بعد ساعات كان يحضتنها
سنبدء من جديد سماح بحكايه أخرى دون ندوب الماضي ودون لعبه حمقاء
وقف خلف الستار الذي يغطي شرفة مكتبه يتأملها وهي تحايل أبناء شقيقته على تناول فطورهم
منذ اسبوع وهي تقيم هنا معه لم ترحم احتياجه إليها كرجل أصبح عاشق

ولم تعطي لكبرياءه اشاره للاقتراب وكأنها كانت تقصد من قربها منه تلك الليله ان تجعله عالق في الوسط لا يعرف اهي تريد ان يكملوا حياتهم كزوج وزوجه ام لا امل لهم معا
تنهيده قويه خرجت من أعماقه ليغمض عيناه مستنكرا حاله الذي أصبح عليه
فصدق ان من قال ان الحياه لا تستمر على وتيرة واحده وان الرجال لا تسقط قوتهم وتحجر قلوبهم وصلادة عقولهم الا اذا استوطنت النساء قلوبهم
صړخ ابن شقيقته بها وقلب المائده عليها جعله يركض خارجا من غرفة مكتبه
على! 
صړخ بأسم الصغير الذي ركض لداخل الفيلا باكيا فركض شقيقه الآخر خلفه 
مكنش ياقصد يافرات روح صالحه 
اقترب منها متلاشيا طلبها فالصغير اصبح عدواني مع الجميع وليست هي وحدها
حصلك حاجه 
نظر الي هيئتها وثيابها المتسخه ليهمس اسفا
مش مجبره على تحملهم ياصفا سيبي الخدم يتعاملوا معاهم
لو رافض وجودي هنا قولي وانا همشي
لم يعجبه ما تفوهت به فهتف غاضبا
انت عارفه انه بيتك 
ابتسمت دون شعور منها وعندما رأي ابتسامتها تبدلت ملامحه للاسترخاء وقبل اي حديث اخر جاءت احداهن خلفه تهتف بأسمه 
فرات
شعرت بالاختناق وهي تنظر لغرفه مكتبه وقد دلفت تلك المدعوه علياء خلفه بعدما انتهت وجبة العشاء وأمر الخادمه بصنع قهوته لتنهض بعده بوقاحه تطلب منه أن يشربوا قهوتهم سويا
اغمضت عيناها حانقه وهي تعيد الساعات الماضيه في ذاكرتها 
عرفها عليها أنها ابنه احد أصدقاء والده رحمه الله وشقيقه صديقه بالاضافه لكونها طبيبه عاشت اغلب حياتها ب أمريكا 
مال وجمال وحسب ونسب وعلم عالي ف لديها كل الحق ان تصافحها من أطراف اصابعها 
ست صفا نجبلك قهوتك هنا ولا هتشربيها مع البيه 
تعلقت عيناها بغرفه المكتب ثم نظرت للخادمه 
لا انا هطلع اوضتي انام
انصرفت الخادمه ولكن قبل انصرافها تسألت برغبه ملحه 
انتوا وديتوا شنطه هدومهم ف أنهى اوضه 
زي ما أمر البيه ياهانم في الجهه الشرقيه 
شعرت بالراحه تدعو داخلها ان تنقضي هذه الأيام التي تجهز فيها شقتها وترحل مشاعر لم تكن متحكمه بها مشاعر كانت تقودها للسقوط في بئر الهوى 
تجمدت أطرافها وهي تقف فوق اول درجات الدرج وضحكة تلك الوقحه التي لم تحترم حرمة الحداد بالمنزل تعلو ثم اعتذارها
أسرعت بخطاها لاعلي حتى تنفرد بنفسها كالمعتاد في عزلتها 
نهضت ناديه غاضبه وهي تنظر لشقيقيها 
انا لا عاوزه مراد يسافر ولا شهاب انا ماصدقت رجعت وبينا وسط بعضنا شوف اي حد يمسك الفرع ده زي باقي الفروع التانيه 
ناديه ده قراري وحمزه ملهوش دخل هو بيعرض علينا الشغل مش اكتر ولينا الحريه 
تعلقت عيناها بشقيقها الأصغر واقتربت منه تلمس وجهه بأناملها واحتضنته باكيه 
انت زعلان مني صح زعلان مني عشان بدخل في حياتك وبضايق ندي 
لم يتحمل بكائها لتتحرك عيناه نحو حمزه الذي نظر اليه بقلة حيله فالأمر له فليتصرف ولو رفض قرار السفر سيوظف أحدا كفأ هناك رغم ان الفرع حاليا يحتاج لصاحب المال وليس مجرد موظف 
ناديه الموضوع غير كده ندي ملهاش دخل في قراري
وابتعد عنها يمازحها حتى يلطف الجو الذي أصبح يسوده الكائبه 
مش عارف ليه محسسني اننا مش هنشوف بعض ولا هيبقى بينا زيارات 
استنكرت ناديه حديثه وصمت حمزه ومتابعته لهم دون اهتمام كما ظنت
لتدفعه من أمامها غاضبه تحمل حقيبة يدها 
سوسن وعيالها اخدوا زمان البيه الواقف ساكت ودلوقتي ندي اللي مكنتش فارقه معاك ومتجوزها بالعافيه بتاخد هي القرارت بدالك ومخلياك كرهني 
واندفعت بخطواتها لخارج الغرفه تحت نظراتهم المصدومه 
ناديه 
لم تستمع لصوت هتافهم وانصرفت دون ألتفافه إليهم 
فطرقع شهاب كفيه بقله حيله ليقترب منه حمزه رابت فوق كتفه 
ناديه هي ناديه مش هتتغير لكن انت عارف انها طيبه 
طيبة مع حب تملك كانت تلك هي صفات ناديه التي لن تتغير مع اشقائها
اسبوع مر علي أقامه تلك الغريبه في منزلها منزلها كلمه لأول مره تشعر بها مع وجودها معه احتراما وتقديرا تتلاقاه ولكن ليسوا هذا ما كانت ترغب به روحها 
تعلقت عيناها ب علياء وبأصغر الأشياء التي تفعلها حتي تلفت نظرات فرات اليها وهي تقف كالمتفرجه والأخرى تنظر إليها بنصر 
وانتهت الحړب الصامته لتصبح حرب علانيه وتلك تقف أمامها تقعد ذراعيها أمامها تخاطبها بكبر 
ياريت تكوني شوفتي الفرق ما بينا 
ومالت نحوها هامسه بوقاحه 
فرات عايز واحده زي في حياته سيدة مجتمع مش مجرد واحده خريجة 
اخرسي 
جحظت عين الواقفه وهي ترى نظرات صفا إليها فأخيرا الزوجه الصامته المهمله خرجت من جحرها
أنتي هنا في بيتي لو عايزه اطردك هعملها 
انكمشت ملامح علياء وهي ترى شراسه صفا لأول مره منذ المده القصيره التي قضتها بينهم لمحت اقتراب فرات منهم وقد كان منشغلا في حديثه عبر الهاتف 
وانا مش هقعد هنا بعد طردك ليا
وهتفت بأسم إحدى الخادمات تأمرها بأعداد حقيبتها للرحيل 
كان فرات يتابع الموقف بعينيه وهو ينهي حديثه بعجله 
شوفت مراتك يافرات بتطردني من بيتك 
وتعالت شهقاتها المصطنعه بأحتراف لتتعلق نظرات فرات بصفا ومن نظراته تأكدت انه سيؤذيه بحديثه أمام تلك المتغطرسه
حصل ايه 
لم تكد تحرك شفتيها حتى تخبره بالحقيقه فأسرعت الأخرى بقص كل شئ دون أن تطرق الي اهانتها 
تعلقت نظرات فرات بزوجته الواقفه 
صح الكلام ده ياصفا 
صمت مطبق ساد المكان للحظات لتنحدر عيناها نحو يداها المتشابكه ببعضهما
انا عارفه انى خريجة سجون بس مكنش في لازم تهيني 
ولم تتحمل الوقوف لسماع رد فرات ولكن صوته بأسمها اوقفها 
استنى عندك 
توترت علياء من جمودة ملامحه ونظراته المصوبه نحوها 
الاثنان انتظروا ونظروا اليه ليعرفوا من فيهن سينصفها 
الزوجه ذات السمعه السيئه كما يراها البعض بل الكثير ام الضيفه الراقيه ذات الحسب 
لو عايزه اقامتك تستمر هنا ياعلياء ياريت تحترمي ست البيت وتفهمي ان مراتي كرامتها من كرامتي
شريف احب مها الجميله الكفيفه ولكنه لم يحب نشأتها ولا شقيقتها التي كانت ضحيت مجتمع لا يرى المرأه الا في صورة زوجه لا أكثر 
هو ده قپرها ياشريف 
سألته بشفتي مرتعشه وهي تنظر لمثواها تقدمت للأمام وقلبها يرتجف
ماجده انتي سمعاني 
وسقطت دموعها 
تعرفي انك بتجيلي في أحلامي وبتنادي عليا انا بقيت اشوف يامها بقيت اشوف بس مبقتش فاكره حاجه عن لحظاتنا سوا قالولي انك كنتي أطيب واحن اخت لكن هو ضحك عليكي
وازدادت دموعها انهمارا 
ربنا اخدلك حقك قټلته واحده بعد ما كان عايز ېفضحها وسط ولادها وجوزها 
صوت بكاءها وحديثها كان يصله ولكنه فضل البعد حتى يتركها تتحرر مما تشعر به 
انا مسمحاكي ياماجده انا عارفه ان كان نفسك تتجوزي زي اي ست وتحسي بمشاعر حلوه 
ومسدت فوق بطنها بعد أن شعرت ببعض الآلم 
انا حامل في بنت ياماجده هسميها على اسمك 
وألتفت بعينيها نحو شريف تنظر له فتقدم منها متمتما
سامحيني انا كمان ياماجده ياريتني كنت وقفت معاكي وورتلك قذارته بعينك يمكن كنتي فوفتي قبل فوات الآوان 
شهقت بسعاده وهي تسمع تفاصيل ماحدث معها وسط حفل زفاف شقيقتها 
مش معقول كل ده حصل ياسماح
وطالعت شقيقتها وهي ترقص بسعاده ثم عادت ترمق سماح حانقه 
وحضرتك جايه تقوليلي ده في الفرح اندمج ازاي مع واحده فيكم 
ضحكت سماح وهي تطالع زوجها الواقف مع حمزه 
فضولك ياحببتي هو اللي مخليكي قاعده جانبي
ياقوت طول عمرها فضوليه ياسماح ياساتر عليها 
شهقت ياقوت غير مصدقه بوجود هناء فقد اعتذرت عن عدم قدرتها للمجئ 
هناء 
احتضنت الصديقتان بعضهم بشوق 
وحشتيني اوي ياام العيال 
وانتي وحشتيني يافيل ياصغير 
وكظتها هناء بتذمر وابتعدت عنها 
بس ياارنبه 
ولم يتمالكوا ضحكاتهم على مشاكستهم فأنفجروا ضاحكين ولولا الموسيقى الصاخبه لكانوا قد فضحوا وانتهى الأمر 
اعين سماح قد دمعت من مشاكستهم واقتربت تحتضن هناء 
مقدرتش مجيش حتى لو كنت تعبانه ياياقوت عملت حفله نكد على مراد وخليته يجبني
ياسمين هتفرح اووي 
فأندفعت هناء نحو العروسين
تعالي يلا واه نعمل تمارين الرقص معاها 
وياقوت التي لا تتفاعل بالرقص كانت هناء تجرها لفعل ما لا يفعل بمتعه وسماح ومها معهم فتشجعت ندي واقتربت منهم هي الأخرى بعد أن حثتها مريم علي النهوض 
والصغيران لم يكونوا الا مع ناديه والسيده سلوى
 

تم نسخ الرابط