رواية للقمر حكاية كاملة بقلم سهام صادق
المحتويات
عين مريم بعدما غادرت هديل هديل تلك الصديقه التي لم تعرف معدنها الطيب الا بعد ماحدث لها كل زميلاتها الآخريات قد نسوها الا هي
اقتربت منها ياسمين وقد عادت للتو من الخارج سعيده تحمل باقه الورد التي جلبها إليها هاشم بعد أن علم بموافقتها وأنهم بعد أيام سيسافروا لقريتها لتتم خطبتها في بيت والدها
مالك يامريم
انا وحشه اوي ياياسمين بدل ما اتمنى لصاحبتي السعاده بغير منها
انا فهماكي يامريم ديما لما عينك تروح علي نعم غيرك احمدي ربنا على اللي معاكي هترتاحي صدقيني
وضحكت لتمازحها
ما احنا كمان بنحسدك ده انتي المدلله بتاعت البيت وكفايه ان الكبير وكان مقصدها حمزه معندهوش غير مريم وطلبات مريم وراحه مريم
ابتسمت مريم ومسحت دموعها من مزاح ياسمين تقاربهم في العمر قد زاد القرب بينهم
تسألت مريم وهي تنظر للورد الذي وضعته ياسمين جانبا فلمعت عين ياسمين ب هيام
ده من هاشم جبهولي لما عرف موافقتي من حمزه
وكأن اليوم هو يوم خسارتها هاشم الذي استصغر عمرها احب ياسمين التي تقاربها بالعمر
انتبهت لحالها وتمتمت قبل أن تحرك مقعدها لتتجه نحو غرفتها تنعزل داخلها
نظر الي اسمها في صحيفة الجريده التي تعمل بها يقرء مقالها والحنين يأخذه اليها
اشتقت اليكي سماح
الشوق أخذه ليفتح هاتفه يتأمل الصور التي جمعتهما يحرك يده فوق شاشه هاتفه ليرفع هاتف مكتبه داعيا سكرتيرته
افندم مستر سهيل
كاد ان يخبرها ان تحجز له تذكره ل مصر ولكن الحديث وقف علي طرف شفتيه وهو يتذكر ان وجوده في حياتها ماهو الا اضافه حزن جديد إليها
فرات حقق لها ما ارادت ابتعد عنها رغم ان زواجهم مازال مستمرا
اختفاء فاديه لم يصرح به لاحد وقد اخذ اولاد شقيقته معه للعاصمه
تعلقت عيناها ب حوريه التي وقفت وسط العاملات تشرف عليهم تتذكر حديثها معها تلك الليله التي جمعت بها بعض متعلقاتها وارادت الرحيل ولكن حوريه تلك الليله اخذت يدها نحو المصنع تشير لها
فاقت من شرودها وقد استوقفها حديث احداهن
مافيش حاجه مخلياني مستحمله غير ضحكت ولادي ولمتهم حواليا
والأخرى ترد عليها
عندك حق دول ضحكتهم بالدنيا أمتي الواحد يشوفهم وهما كبار حواليه
سقطت دموعها وهي تتذكر فقدها لطفلها الذي لم تراه وقد انغرز الحديث بقلبها جرت قدميها خارج المصنع الذي بناه فرات لأجلها وسجله بأسمها
يارب انا ماصدقت اقوم من تاني ساعدني يارب
وقفت خلف السور الحديدي تنتظر رؤيه زوجها لآخر مره
كده ياسيد كده تودي روحك في داهيه هعمل ايه في البلد ديه من غيرك
اطرق الآخر رأسه حزينا عليها وعلى نفسه ولكن تلك كانت نهايته المۏت في السچن
كنت ناوي اتوب ياورده
كل مره كنت بتقول كده
رفع عيناه نحوها ينظر إلى انتفاخ بطنها الصغير
خلاص ياورده متعذبنيش انا كنت عارف ان ديه نهايتي
ليه قټلته وضيعت حالك ياسيد
دمعت عيناه وهو يتذكر تفاصيل تلك الليله
ساعه شيطان محستش بنفسي
وألتمعت عيناه وهو ينظر لفارس الصغير الذي اختار له هذا الاسم هو وزوجته
رجعي الواد لأهله
مسحت دموعها بكم عبائتها السوداء
هو انت عارف طريق لأهله ما الراجل اللي ادهولك لحس ولا خبر وخلانا نسيب بلدنا ونيجي اخر الصعيد
اسمعيني ياورده لان معدش في وقت وديه اخر زياره خلاص
نهضت سماح پغضب من أمام رئيس الجريده التي تعمل بها
شوف حد غيري يافندم مش هسافر الاقصر انا
نهض رئيس الجريده والذي يدعي بالسيد نشأت
هو ايه اللي اشوف غيرك ياسماح انتي هتغطي الملتقي الثقافي المعمول في الاقصر والتذكره اتحجزت خلاص
ضاقت أنفاس سماح وقد عادت إليها الذكريات
اغمضت عيناها بقوه تلتقط أنفاسها تلك المدينه كانت سبب في لقاءها ب سهيل وسبب عڈابها
رغم أنها تقضي اغلب وقتها بالمصنع الا ان الوحده ليلا ټقتلها
تقلبت في فراشها الي ان غفت لتنهض قبل أذان الفجر تلتقط أنفاسها وهي تدور بعينيها تبحث عن الطفل الذي كان يحمله فرات بين ذراعيه
انت روحت فين
بكت وهي تضم
جسدها بذراعيها تهتف بأسم فرات
ذلك اليوم كان أصعب ما مرت به من مشاعر وهي ترى إحدى العاملات ترضع طفلها
غصه ابتلعتها بصعوبه وهي تتخيل حالها مكان تلك السيده وطفلها بين ذراعيها تطعمه
مضى اليوم عليها بصعوبه الي ان اتي الليل الذي تتواري فيه داخل قوقعة احزانها ولكنها الليله حسمت امرها
نورت المزرعه ياباشا
تمتم بها عنتر الذي يسير بجانب فرات
شكرا ياعنتر اخبار المزرعه ايه سلمت المحاصيل
ايوه يابيه كل حاجه مشيت زي ما امرت
اضاءه نور غرفتها جعله يرفع عيناه نحو شرفتها بشوق ېقتله عاد الي فرات القديم ولكن بقلب يخشى الرحمن
أصبح يتعمد يأتي ليلا ولا يراها حتى لا يضعف
أنهى حديثه مع عنتر واتجه بعدها للمسجد القريب كي يصلي صلاة الفجر ثم اتجه نحو المنزل ليصعد لغرفته كي يرتاح قليلا
القى بثقل جسده فوق الفراش بعد أن ازال حذائه وفك ازرار قميصه العلويه اغمض عيناه حتى يغفو ولكن دلوفها لغرفته جعله يعتدل من رقدته متعجبا من قدومها
صفا
عايزه اجيب طفل يافرات زي ما كنت السبب في حرماني من ابني خليني اجيب طفل تاني
لم يستعب حديثها كما لم يستعب قدومها ولكن مع اقترابها منه كان يتلقى الرساله بوضوح
الفصل الأخير 2
رواية للقدر حكاية
بقلم سهام صادق
نطقت عبارتها بمشاعر مضطربه مشاعر يملئها الضياع والوحده
كل شئ كان داخلها غير مترابط ولكنها كانت مصره تلك الليله ان تنال ما ترغبه فالنظره التي أصبحت تراها في أعين الأمهات لاولادهم وهرموناتها المتغيره جعلتها ضائعه لا تفكر الا ان تصير ام ثانية ولكن تلك المره لن تكره وجوده فيضيع منها كالاخر
نيران كالصعيق كانت تسري بجسده وهو في النهايه رجلا عاشق لها يحارب عشقه
صفا كتله فاتنه رغم انطفاء بريقها الا انها كانت تمتلك جمالا يبهر العين وكان احد حظوظها من الدنيا هذا الجمال
صفا اخرجي من هنا انتي مش في وعيك
طالعته بذهن ضائع ولكنها كانت مسلوبة الاراده فهى تريد تلك المشاعر تريد طفلا اخر وثبت من فوق الفراش بهيئتها العابثه التي لم تكن تعلمها واقتربت منه مجددا
استيقظت صباحا تنظر إلى سقف الغرفه بشرود ويداها تقبض فوق شرشف الفراش
برودة الفراش جانبها أكدت لها انه رحل منذ وقت طويل اغمضت عيناها بقوه تتذكر تفاصيل الليله تتذكر اخر عباره سمعتها منه قبل أن تسقط غافيه بين ذراعيه
حبك بقى لعڼة في حياتي ياصفا
كان يدلف مكتبه بخطوات جامده خطوات وملامح اعتاد عليها كل من حوله فرات النويري الرجل الذي لا يهزه شئ مهما كانت ضخامته ولكن في الحقيقه هو كان في عالم آخر مشتت في كل ما يعيشه
ليله امس رغم انه يعلم انها كانت تحت تأثير ضعف منها وانه لم يشئ استغلالها لكنه لم يستطع ان يقاوم
تنهد وهو يرخي رأسه نحو الملفات الموضوعه فوق سطح مكتبه
وبعدهالك ياصفا اعمل ايه عشان اريحك وارتاح
تذكر إجراءات الطلاق التي يقوم بها مع تنازله عن المزرعه التي تعيش فيها ولكن بعد ما حدث بينهم أعطاه الأمل حتى لو كان ضعيفا
طرقات سكرتيرته الخافته ثم دلوف احد رجاله جعله ينهض مستبشرا
عرفته حاجه عن مكانه يا شوقي
ابتسم رجله واماء برأسه فجعل قلب فرات ينبض بلهفه
ايوه يافندم ورجالتنا راحه المكان
لم يتمهل فرات في سماع المزيد منه غادر مكتبه مشيرا لرجله بالتحرك معه
اتسعت أعين حوريه ذهولا وهي تستمع لما تقصه صفا عليها نظرات حوريه جعلتها تطرق عيناها نحو سطح مكتبها تفرك يداها ببعضها
انا مش عارفه عملت كده ازاي ياحوريه
بكت عاجزه علي فهم حالها لتربت حوريه فوق يديها
اللي عملتيه مش حرام ولا عيب ياصفا انتي كنتي محتاجه لجوزك محتاجه لعيله تبقى منها وليها
كانت بالفعل ما تقوله حوريه هي تلك الحقيقه هي تحتاج لعائله تحتاج ان تشعر ان حياتها تمضي وسط أناس وليست وحيده بين جدران غرفتها خرجت من جدران زنزانه لتدخل لزنزانه اخري
رفعت عيناها نحو نظرات حوريه التي تسبرها
حوريه ان حبيت لمسات فرات ليا منفرتش منه
هتفت عبارتها الاخيره پضياع پضياع لا تعرف سببه
عندما ابتعد فرات عنها كما كانت ترغب أصبحت تشعر بأحتياجها إليه بالأمان الذي يشعرها به بالحب الذي قديما اضاعته من ايديها
فرات أصبح أمامها اليوم امان
يالها من سخريه كم مره كرهنا اشياء وأشخاص لنجد بعدها حياتنا بهم ومعهم لنجدنا نفعل ما استهزءناه يوما
هوني على نفسك ياصفا
وصمتت حوريه للحظات وهي لا تعرف كيف تجيبها ودون شعور منها كانت تنطق الاجابه
لو بقيتي حامل منه ياصفا كملي حياتك معاه لأن فرات قدرك ياصفا قدرك اللي ربنا كتبهولك
لا تعرف كيف نطقت تلك العبارات ولكن قالت ما اباح به عقلها نظرات صفا الباهته تحولت لسكون وسؤال كان يتردد داخلها هل ستحمل من فرات من ليله اختارتها هي دون شعور هي ندمت على فعلتها امس ولكن حدث ما حدث
وقفت سماح أمام موظف الاستقبال بالفندق الذي تقيم فيه الي ان تنتهي مده المؤتمر التي لن تتجاوز الثلاث ايام ثم تعود
سكنت آلام ذكرياتها واقنعت قلبها بأنها أقوى مما مرت وستظل صامده كما فعلت في تجربتها السابقه ولكن في الحقيقه كانت تعلم انها كاذبه
ألتقطت مفتاح غرفتها من الموظف ولم تكن بحاجه لاحد يحمل حقيبتها الصغيره فسارت وحدها للمصعد وقلبها يشعر بشعور عجيب
فتحت غرفتها ودلفت
اغمضت عيناها ثم فتحتهما وهي تشم رائحة عطر لن تنساه في حياتها
اكملت بخطواتها لداخل الغرفه لتقف متجمده وهي ترى الغرفه والفراش الان انتبهت لنظرات الموظف الغامضه
رائحة عطره تخنق رئتيها بالحنين وعيناها ظلت عالقه بالفراش المزين بالورود وكلمه احبك المرسومه
خطوات كانت خلفها ولكنها لم تلتف
سماح
صوته تغلل في اعمقها سقطت دموعها وهي تتذكر كيف انتهت حياتهم معا كيف تركها ببساطه وسمح لها بالرحيل عندما لم يجد منها استجابه كرر اسمها
سماح ارجوكي انظري لي
دقائق مرت وهي على هذا السكون سمحت لأنفاسها بأن تلتقطها ببطئ ثم بدأت بأقناع عقلها بأنها قويه دون الحب وقد جنت مايكفي من الرجال
وببطئ ألتفت نحوه ببتسامه ساخره فوق شفتيها حرصت على اظهارها
نهيت كلامك سيد سهيل ممكن تتفضل بره اوضتي
تجمدت ملامحه من برودة حديثها ليلغي المسافات بينهم قابضا على كتفيها
لم أنهى حديثي بعد سماح وستسمعيني
مش عايزه اسمعك كفايه بقى مبررات كل واحد عنده عقده وكلاكيع في حياته
متابعة القراءة