رواية للقمر حكاية كاملة بقلم سهام صادق
المحتويات
تخصني انا ومراتى ممكن
هتف بها شهاب وهو يشعر بمشاعر زوجته ونهض يسحب يدها يتمتم بسعاده
انا وندى مقررين نستمتع بحياتنا شويه...
مش عارفه يارؤي اخرج... قوليلي اجي ازاي بس
براحتك يامريم... البارتي يجنن هتضيعي من ايدك
تسألت مريم بحماس
هو البارتي بدء
لا لسا بس انا قاعده مع فارس... بيته يجنن
شكلي مش هعرف اجي يارؤي
اتاها صړاخ رؤى بحماس عن جمال الحفل.. ولكن أسرعت في غلق هاتفها وهي تسمع طرقات ندي فوق باب غرفتها
وكانت كالمعتاد تجلس ندي معها لدقائق تثرثر معها ثم تذهب لغرفتها سريعا وكأنها تقضي واجب ثقيل عليها ولم يكن الا شيطانها يفسر لها هذا
عقبال اللي في بالي ما تمشي خالص من البيت
ولم تكن تقصد الا ياقوت
دلفوا لغرفتهما واتجهت لالتقاط منامتها حتى تبدل ثيابها ولكن اقتراحه الذي سمعته للتو صدمها... ألتفت نحوه ببطئ تنتظر سماعه ثانيه
ايه رأيك ياياقوت
رأي في ايه
تمتمت بغباء ليقترب منها ضاحكا
نخرج نسهر بره
تسألت وقد اجتاز الغباء معها مراحله
شغلي وانا عارف هصحاله ازاي... وحتى لو مصحتش ليه انا اشتغلت كتير ومن حقي اسهر.. هتسهري معايا ولا اشوف واحده غيرك
اردف عبارته الاخيره يرمقها بمشاكسه الي ان استوعبت حديثه بأعين متسعه... ركضت من أمامه نحو الخزانه تلتقط ثيابها
وفي دقائق كانوا يهبطون الدرج ناسيه كل همومها مع عائلته
اضاءت سيارته شرفه مريم فأقتربت من شرفتها تبعد ستائرها قليلا وعيناها عالقه ب ياقوت التي تصعد السياره والسعاده ترتسم فوق ملامحها
فرفعت هاتفها نحو اذنها تخبر صديقتها
ابعتيلي العنوان انا جايه الحفله
وقف فرات أمام باب الشقه يسند جسده فوق الحائط... فوقفت خلف الباب تسأل پخوف
افتحي ياصفا
صوته جعلها تبتعد عن الباب ثم عادت تقترب لفتحه غير مصدقه انها تسمع صوته
متسبيناش تاني
هتفت بها پضياع وقهر وضعته فاديه في قلبها وهي تتذكر جرها خارج المنزل تحت أعين الخدم والقاءها وكأنها ك القمامه
تعلقت عيناها بذلك الوافد نحوهم بهيام وكأنه آسرها من اول نظره
رمقهم هاشم ساخطا فلولا إلحاح فارس عليه وتوسله بأن يقيم حفل عيد ميلاده هنا لكان الان عائد لمنزله حتى ينعم بالراحه
عينك هتطلع على الراجل
مين ده يارؤي
ألتمعت عين رؤى وهي تنظر
لملامح مريم المبهوره بجسد ذلك الواقف
الفصل الرابع والخمسون
_رواية للقدر حكاية.
_بقلم سهام صادق.
مالت صفا نحوه تضع الوساده خلف رأسه حتى يتمكن بأن يستلقي براحه فوق الاريكه... كانت أنفاسها قريبه منه للغايه فأغمض عيناه وهو يتذكر كل كلمه سمعها منها في أحلامه وهو غائب وكيف كانت ترجوه بأن يستيقظ والا يتركها
مشيتي ليه ياصفا
تمتم عبارته بعدما اعتدلت في وقفتها ثم انحدرت عيناها نحو يده القابضه فوق معصمها.. طالعته فأعاد سؤاله مره اخرى وتلك المره كان يحدق بها ينتظر تفسيرا لرحيلها
المفروض كنت اصحى الاقيكي جانبي حتى لو بينا مليون خلاف حتى لو بتكرهيني
ألقي عبارته وهو يتفرس ملامحها تبدلت نظرة عيناها وألتمع القهر بداخلهما فماذا ستقول له انها طردت كالحشره من منزله لم يسمح لها بزيارته وكانت تذهب لرؤياه متخفيه وكل هذا واتهام شقيقته بأنها من قټلته رغم ان هي من كانت هدف القاټل
لو السچن كان قاسې عليها الا انه كان ارحم
من حياتها معهم وفي النهايه يخبرها بواجبها نحوه... فنعم هي تكرهه ولكن ستجعل كرهها خفي لټنتقم
من فاديه
انا ممشيتش انا اتطردت من بيتك اسأل حرسك اللي جروني ورموني في الشارع
تجمدت ملامحه وهو يسمع الحقيقه التي اخفاها عنه عامر.. تذكر فاديه وثورتها عندما ذكرى اسمها فور افاقته فتأكد ان شقيقته هي الفاعله
ومدفعتيش عن نفسك ليه وحقك ياصفا
عشان انا خريجة سجون وعار عليكم
نطقت بها ولم يعد بقلبها الا الجمود الذي غللته قسۏة الناس عليها وكأنها ليست بشړ تخطئ يوما وتهتدي
اشاحت عيناها بعيدا عنه حتى تستمد قواها فآلم قلبها عاد ينغزها مجددا
صفا..
لم يكد يكمل عبارته فتعالا رنين جرس الباب ليرمقها متسائلا
مين جايلك دلوقتي
طالعت الوقت نحو الساعه المعلقه وقبل ان تجيب عليه كان ينهض من رقدته يخطو نحو الباب بملامح قاتمه
فتح الباب يرمق الطارق لتتجلجل السيده الواقفه أمامه
مكرم بيه بعتني بالحاجه ديه لست صفا
طالعت صفا السيده الواقفه وقد ارهبها فرات بجسده العسكري فرغم خروجه من عباءة ضباط الجيش الا انه مازال وكأنه رجلا عسكريا
شكرا يافهيمه
هتفت بها وأسرعت نحوها تحمل الأكياس منها ثم انصرفت نحو الاسفل
ليرمقها فرات بنظرات فاحصه ولم تعد ملامحه مرئية بالنسبه لها
جهزي نفسك عشان هنمشي من هنا
مش هرجع البيت اللي اتطردت منه تاني... انا مش ذليله تحت رجليكم
لم يمهلها عقلها التفكير إنما قلبها هو من هتف بمرارة الذل... تعجب من نبرتها الجديده ولأول مره منذ أن رأها أصبح يرى في عينيها نظرة عجيبه لم يفهمها
تركها ليتجه نحو الغرفة القابعة بها يبحث عن متعلقاتها يجمعها في حقيبتها... ألتف إليها وقد وقفت على اعتاب الغرفه تطالعه
عشر دقايق وتكوني جاهزه.. قدامنا لسه سفر للمزرعه
بتدوري على ايه
ألتفت مريم نحوها تدراي شعورها عنها
ولا حاجه بس زهقت يارؤي
هو انا شكلي وحش
شكلك شكل عيالي يامريم... سوري اني بقولك كده بس انتي صاحبتي ولازم انبهك
ومالت نحوها تنظر نحو نظرات وليد العالقه بهم
أنتي كده مش هتلفتي نظر وليد ليكي
عند ذكر اسم وليد تجهم وجهها فمن وليد هذا الذي سيقارن بفارسها الجديد الذي يشبه حمزه بكل تفاصيله
وليد مين ده اللي ألفت نظره
وابتعدت عن رؤى التي وقفت تنظر صوبها ولكن عينها تجمدت وهي تجد فارس يقترب من مريم مبتسما يناولها كأس من العصير
ضحكت وابتسمت وتمايلت مع غنوة ام كلثوم بسعاده وهي سارحه وقد نست كل تعاستها.. كان يتأملها وهي سعيده بتلك السهره التي نساها منذ زمن مضى... فلا يتذكر اخر مره اتي الي شارع المعز وجلس في احد مقاهيه... فقد اعتاد على قضاء امسياته مع سوسن في الأماكن الراقيه
سمعها وهي تدندن مع النغمه
طول عمري بخاف من الحب... وسيرة الحب وظلم الحب لكل أصحابه... واعرف حكايات مليانه آهات ودموع وآنين
مكنتش اعرف انك بتحبي ام كلثوم اوي كده
ارتبكت بخجل وقد فاقت من هيامها مع الغنوة التي كانت تصف حالها مع الحب
عمتي هي اللي حببتني فيها
وشردت في ذكرياتها مع عمتها
كنا بنشغل الراديو ونقعد نسمعها سوا
انا شايف ان كل حاجه اتعلمتيها من عمتك الطبخ والشغل اليدوي والخياطه... باين انها كانت ست عظيمه
ابتسمت وهي تتذكرها فرغم شعورها في البدايه ان عمتها ظلمتها في معاملتها ولم تجعلها تعش سنوات عمرها ك باقي الفتيات الا ان كل هذا افادها في حياتها
الخياطه اتعلمتها من واحده جارتنا بعد ما خلصت الجامعه مكنش في حاجه اعملها فأتعلمت
مال بجسده وهو يسمع تفاصيل أكثر عن حياتها
وليه معملتيش زي باقي البنات اللي في سنك
ألتفت بعينيها نحو الجالسين تنظر للفتيات حولها
ابتسم بأتساع منبهرا بها... مما جعلها تسألها
ابتسمت ليه
عشان انا طلعت محظوظ يا ياقوت
واردف وهو يضم يداها بيديه
مش معقول اكون انا كويس اوي كده عشان اتجوز انسانه زيك الدنيا ملوثتهاش
تخضبت وجنتاها بحمرة الخجل... فكلامه اشبع جزء ناقص داخلها وها هو بدء يهدم النقص ويرمم التشوه الذي ملئ قلبها من ألسن أقرب ما لها
انا كمان محظوظه بيك
هتفت بها بعفويه محرره مشاعرها... عفويتها التي لم تعد تدرك تأثيرها كانت تحرر داخله مشاعر كبتها الزمن والمسئوليه.. وكانت عفويتها نصح من ناديه قالتها دون قصد منها بعدما وبختها على عدم نجاحها في جعل شقيقها يبدو سعيدا
سبرت لها حقيقه شقيقها انه ليس إلا رجلا بسيطا رغم على مايبدو عليه وهاهي لأول مره تجيد النصح
ياريت نفضل كده ياياقوت وننسي كل حاجه... عايز اعيش في هدوء تعبت من الصراع والتفكير
اغمضت عيناها وهي تسمعه ثم فتحت عيناها وهي تشم رائحة مره بجانبها
ريحتها حلوه ايه
ليقطب حاجبيه متعجبا ثم سألها
انهي ريحه ماهو مش معقول لسا اللي شامه ريحة البرفان
تعلقت عيناها بمصدر الرائحة التي تقصدها كما تعلقت عيناه هو أيضا مذهولا
ريحه الشيشه ياياقوت اللي عجبتك يعني
هامت مع الرائحه بأستمتاع وكأن وحمها أتى بعدما مضى وقته
هو ينفع اروح اقعد جانبهم اشم براحتي
ولم تشعر الا وهو يجرها خلفه بعد أن أمتلئ المكان بالدخان
وصلوا الي المنزل والي ان دلفوا للغرفه وكان مقتها انه حرمها من تلك المتعه
يعنى يوم ما تتوحمي تتوحمي على ريحة الدخان
وضړب كفوفه ببعضهم فرمقته بتذمر
هو بأيدي... ولادك اللي عايزين
لم ينتبه لخطأها فيما تفوت به حتى هي لم تدرك حديثها الا فيما بعد ولكنها تمنت لو كان ألتقط من حديثها ماقالته
دخان ياياقوت ابني عايز يشم دخان
اعمل فيكي ايه قوليلي
حبيني ياحمزه... الحب جميل اوي
مراد
بجرب اسمك بس... اصل متعرفش انا حبيتك من اسمك
تعجب من عبارتها فرفع وجهها اليه
افهم من كده انك بتحبي اسمي مش صاحب الاسم
أماءت برأسها فقطب حاجبيه ماقتا... ضحكت وهي تراه هكذا
بهزر يارمضان انت مبتهزرش
استنكر الاسم الذي تمتمت به فرفع أنفه بترفع بطريقه يجيدها
رمضان
لا متعملش نفسك تربية بلاد بره...
اظاهر اننا مش هنعرف نروح
شغلنا بكره وهنقضيها كده وانا بحب كده
تعلقت عين ندي ب ياقوت وقد وقفت تتهامس مع حمزه قليلا قبل أن يذهب لعمله... لم تكن ندي تشعر بالنقص من تلك المشاعر ف شهاب يغمرها بعاطفة حبه التي تحسد نفسها عليها ولكن السعاده والتناغم الذي تراه بين ياقوت وحمزه وكيف عاد حمزه مشرق الوجه ويمزح دون هموم جعلتها تدرك انه وجد سعادته مثلما هم وجدوها
اقتربت منها ياقوت لتبتسم ندي مشيرة إليها
تعالي كملي فطارك
جلسوا ليكملوا فطورهم سويا لتهتف ياقوت
ياسمين اختي جايه من البلد تقعد معايا شويه
طب وفيها ايه تشرف ياياقوت... اه حتي تغير جو عشان اللي هي في
يعنى انتى معندكيش مشكله تيجي الفيلا هنا
ربتت ندي بيدها فوق فوق كفها مبتسمه
حاولي تنسى تصرفاتي معاكي القديمه.. كان ڠصب عني سوسن اختي فمكنتش قادره اتقبل واحده تاخد مكانها... بس حمزه عمل عشانا كتير من حقه يعيش من غير قيود
أنتي طيبه اوي ياندي
أنتي جميله اوي
اندهشت سمر من تصريحه المفاجئ... ولكن كان هذا اساس السحر الذي فعلته لشهاب ووقع الأمر على صديقه
هتفضلي كده مش حاسه بيا
اردف بتلك العباره وسمر جامده في مكانها تنظر إلى ملامحه
تقارن بينه وبين شهاب...فالاثنان على قدر عالي من الوسامه ولكن شهاب يوفقه بالمال
ظل معتصم يتغزل بها وهو لا يشعر بنفسه فلم يكن يوما الا دنجوان عصره تركض النساء خلفه
تشنج جسده وهو يراها تمد يده لتطعمه... فصړخت جين بوجهه مما جعله يشيح عيناه بعيدا عنها كطفل صغير..
سأطعمه انا جين
ألتفت نحوه جين ساخطه ودفعت لها صنيه الإفطار
افعلي... أصبحت امقت ذلك الجو
ووضعت
يدها على بطنها متمتمه
انا بحاجه للراحه وليس التمريض
نطقت عبارتها بدلال ورحلت... كان نور الدين يسمعها ولكنها لا يستطيع الكلام
متابعة القراءة