لحن الزعفران بقلم شامه الشعراوي
المحتويات
الداخل
وصعدت إلى غرفتها بعد دقائق من التفكير الذى أرهقها جلست على فراشها وهى تمسك مذكراتها تدون بعض الكلمات العالقة بداخلها
كانت جدتى دوما تحدثنى بتلك النصيحة إذا أحببت شخصا ما لا تجعليه محور حياتك ياعزيزتي لا تقدمى حياتك هدية له أنتى أولى بها الله وهبك إياها فلا تهبيها لاحد وان فعلتى فنادى فى ظلماتك لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين وأسترجعى أغلى ما تملكين
لا تحكمى على نفسك بالمۏت حيا لاجله وان فعلتى فاستغفرى لذنبك وظلمك لنفسك وافيقى لازلتى تتنفسى إذا هناك حياة فى انتظارك
لا تحكمى على نفسك بالعيش فى ظلمات داخل ظلمات لاجل رحيله
أرقصى وتميالى على أنغام حزنك وأركضى عليها برجلك وانظرى الى جسدك واخبريه كم هو فاتن
أنتى أيتها الرائعة الفاتنة الرقيقة الجميلة القووووية أعرفى انك غالية غالية غالية عند مليك مقتدر
قامت بأغلاق المذكرة ووضعت القلم جانبا بعد أن أخذت قرارا وعزمت على فعل تلك الخطوة التى كانت تخشاها هبت واقفة من مكانها وأتجهت إلى خزانتها وأخرجت ثوبا من اللون الأسود الطويل والمحتشم بعد أرتدئها الفستان قامت بتصفيف شعرها وجمعته بهيئة بسيطة ووضعت ميكاب خفيف مع أحمر شفاه قاتم جعلها أكثر أنجذابا ثم أخذت تنظر إلى نفسها فى المرآه بتمعن فأرتسمت أبتسامة رضا تزين ثغرها مما زادها جمالا فوق جمالها
اقتربت منهما بخجل وقالت بجد يعني شكلى حلو ياطروقة
دا أنتى صاروخ مش حلوة وبس
يابنى دى أختى
ولو متبصش عليها بدل مازعلك
تحدثت فيروزة بتوتر وهى تنظر إلى أخيها مقولتش ياعمر أيه رأيك فى شكلى حلو ولا وحش
نظر إليها بابتسامة قائلا والله العظيم أنتى قمر ياقلب أخوكى
أردف عمها أحمد بأبتسامة طول عمرك حلوة وجميلة يافيروزة ومفيش فى حلاوتك أتنين
أحمد راحة فين كدا
هخرج أتمشى شوية مش أكتر
ماشى ياحبيبتى بس عايزك ضروري تروحى الشركة هناك ملفات فى الحسابات محتاجة تتظبط أبقى هاتيهم معاكى واشتغلى عليهم لان مفيش حد عارف يعدل فيهم أى حاجة وطبعا مفيش أشطر منك فى شغل الحسابات مش عارف أنا ايه اللى خلاكى تسيبى الشغل
حاضر هبقى اشوفهم هعدى على الشركة الأول أجيبهم وبعدها هكلمك ياعمر تقابلنى ونخرج سوا
أومأ رأسه إليها بالموافقة
بعد مده وصلت للشركة وأخذ الكل يرحب بها بحب شديد فهى لها مكانه كبيرة بينهما بعد مرور بضع من الوقت أقترب منها ذلك الموظف وأردف قائلا فى ملف واحد ناقص وهو دلوقتى موجود عند الأستاذ وليد تحبى أجيبه ليكى
لا خليك هاخده وأنا ماشية
ذهبت إلى مكتبة ووجدت السكرتيرة جالسة على مكتبها منشغله ببعض الأوراق اقتربت من الباب بحرص شديد وقامت بفتحه لتقف متصنمه مكانها وهى تشعر بالصدمة مما رأت فجعل ما بيديها يسقط أرضا
الفصل الخامس
أقتربت من باب المكتب ودفعته على أخره ليتصنم جسدها سقطت من يديها تلك الملفات الذى صدرت صوت أرتطاما قويا جعلتهما من أثرها ينتفضوا من فعلتهما هذة نظر إلى فيروزة الذى شحب وجهها وأنهمرت دموعها على خديها جاء أن يقترب منها ففرت هاربه من أمامه إلى الخارج استوقفته تلك الفتاة قائلة
أنت هتخرج كدا خد البس قميصك الأول
أخذه منها وأرتداه سريعا وقام باللحاق بها قبل أن تفعل شيئا يدمره
فى القصر
دخل وليد مهرولا وهو ينهج فأخذ ينادى عليها بصوت عال ثم نظر حوله فى أركان المنزل ثم أقترب من جدته بتوتر متسائلا تيتا هى فين فيروزة
الجدة باستغراب فيروزة خرجت من بدرى ولسه مجتش
وضع يديه على شعره يشده بضيق ليقول عامر فى ايه ياوليد شكلك مش مطمنى هو حصل حاجة
ابتلع ريقه پخوف وقال بتوتر أبدا مفيش حاجة
عامر أومال مالك مش على بعضك ليه
وليد بنفاذ صبر ياعمى قولتلك مفيش
تحدث والده خالد قائلا ماهو واضح أنه مفيش
أمسك وليد هاتفه ليرن عليها ولكن هاتفها مغلق
الهانم تليفونها مقفول
نظر إليه عامر بقلق رن عليها تانى يابنى
جاء أن يتصل بها ثانيا ولكن أنزل هاتفه عندما وجدها تدخل من باب القصر ويبدو عليها الحزن والانكسار بدأت فيروزة تخطوا خطواتها بخذلان وقهر ثم رفعت رأسها تنظر إليهم بعيون حمراء منتفخة من البكاء اقترب منها والدها سريعا عندما وجدها بتلك الهيئة المخزية وقال حبيبتى روزا فيكى ايه أنتى كويسة
نظرت إليه بعيون مجهدة عمرى ما كنت كويسة ثم أبتعدت عنه وأقتربت من وليد الذى أرتبك من نظراتها التى شعرته بالخۏف بينما هى وقفت أمامه وخلعت الدبلة من يديها والقتها بوجهه تحت صدمت الجميع
وليد فيروزة أنتى اتجننتى ايه اللى عملتيه دا
أردفت بهدوء عكس ما بداخلها بالعكس دا أكتر وقت أنا كنت عاقلة فيه
تحدث عامر پحده ممكن أفهم في ايه
تحب تقولهم ولا أقول أنا
الجدة بأستغراب تقولنا على ايه يابنتي وليه قلعتي دبلتك
عامر بنفاذ صبر حد فيكم ينطق ويخلصنا
أردفت فيروزة وهى تنظر إلى وليد بنظرات ذات مخزة فقالت مفيش حاجة يابابا هو بكل بساطة أنا مش حابة أكمل فى الخطوبة دى مش أكتر
وليد بعصبية مش بمزاجك علشان تقولى أنك مش حابة تكملى ياحلوة والجوازة دى هتم ڠصب عنك فاهمة
تحدث خالد پغضب وطى صوتك يازفت واتكلم أحسن من كدا مع بنت عمك
فيروزة بضيق وأنا مش هكمل وأعلى مافى خيلك اركبه
عامر بهدوء روزا ممكن تفهميني ليه بس مش حابه تكملى ايه اللى حصل خلاك رافضة الجوازة دى بعد ما كنتى موافقة عليه علشان بتحبيه
تحدثت بحزن قائلة كنت بحبه بس بعد ما شوفته مع واحدة فى المكتب وكانوا فى وضع مقرف نزل من نظري وبقيت أحس بالكره و القرف ناحيته أنا كنت مخدوعه فيه ومكنتش أعرف أنه شخص رخيص وخاېن بالشكل دا أنت أحقر وأزبل واحد شوفته فى حياتى ياوليد أنت بنأدم حقيير ومش راجل
أقترب منها وليد پغضب رافعا يديه وصفعها پعنف على وجنتيها وقال
ألزمى حدودك معايا يافيروزة و
لم يكمل حديثه بسبب تلك الصڤعة التى تلقاها من عامر الذى قال پغضب القلم دا علشان تجرأت ورفعت أيدك القڈرة دى على بنتي ياحيوان أزاى تسمح لنفسك تعمل كدا مش كفاية وسختك اللى بتعملها كل يوم وأنا ساكت و حذرتك كذا مرة ولكن ديل الكلب عمره ما يتعدل أنا كنت صابر وساكت بس علشان خاطر بنتى وعلشان مكسرش قلبها لكن أنت واحد زباله ومتستهلش ضفر واحد منها
تحدثت
نادية قائلة أنت بټضرب ابن أخوك علشان واحدة جايبها من
الشارع ياعامر بيه و بعدين ياخويا هو كان فى حد أصلا هيوافق يتجوز واحدة زيها وأصلها مش معروف وبعدين أنت مش شايف سنها اللى كبر ويعالم كانت هتلحق تخلفنا حتة عيل ولا لأ فهى تحمد ربنا أن أبنى أتكرم وخطبها بدل ماكان زمانها قاعدة بايرة ومحدش معبرها
نظرت إليها فيروزة بعيون باكية وبدأت تشعر بالقهر من كلامها ليكمل وليد حديث والدته فقال
وبعدين ياعمى أنت عمال تقول بنتى بنتى وهى ولا بنتك ولا نيلة أنت معندكش غير بنت واحدة مش دا كلامك بردو اللى ديما بتقوله فمتعملش بقا فيها دور الأب الحنين اللى بيعطف على الكل
أسكته والده خالد پغضب قائلا أتكلم عدل يازفت مع عمك
وليد أتكلم زي ما أنا عايز يابابا محدش له دعوه بيا ثم حول نظره إلى فيروزة ليقول بأشمئزاز أنا عمرى ما حبيتك أنا كان ليا غرض معين من الخطوبة دى و كنت بتسلى بيكي وبعد ما أخد اللى عاوزه منك كنت هرميكى زيهم وبعدين أوعى تنسى نفسك ياحلوة وتنسى أصلك اللى أحنا جايبينك منه أنتى جاية من ملجأ قذر وياعالم أهلك دول عاملين أزاى ولا شكلك جاية عن طريق ژنا أو فتاة ليل مقضيها مع الكل علشان كدا رموكى فى الملجأ لما اتولدتى ولولنا كان زمانك مرمية فى الشارع أنتى هنا عيشتى عيشة مكنتيش تحلمى بيها فى عمرك وأنا قولت أكسب فيكي ثواب وأتجوزك وخلاص بما إن محدش هيقبل يبص فى وشك بعد ما يعرف أنك بنت ملجأ وبعدين ياعمى أنت بتلومنى ليه وعلى ايه أنا
راجل ومسموح ليا أعمل اللى أنا عاوزه حتى لو هقرب من مية واحدة ودا
شئ ميعبنيش فى حاجة
ھجم عليه عمر پغضب ولكمه فى وجهه جعلت الأخر يسقط أرضا وجاء أن يهجم عليه مرة أخرى ولكن أمسكه على وأنيس حاول أن يبعدهم ولكنه لم يقدر فقال
أبعدو عني خلوني أربى الحيوان دا وأقسم بالله ياوليد لھقتلك اللى بتتكلم عليها دى بتكون أختى ياكلب وأنا اللى يقربلها أكله بسناني سامع
وليد بسخرية والله بقى حتة عيل زيك عايز ېقتلني وكمان علشان واحدة ملهاش لازمه زى دي ثم أشار على فيروزة المڼهارة تحدث أنيس پغضب عارم
مش معنى أنى ساكت ومانع عمر عنك يبقى أنا راضى على اللى بتعمله فيروزة مش بس أختنا أحنا بنعتبرها أمنا كمان واللى يمسها بسوء بيمسنا وأنا ياوليد عمرى ما أسمح لمخلوق واحد أنه يمس أختى بسوء وأفضل واقف ساكت كدا وأنت شكلك متربتش وأنا بقا اللى هربيك
أقترب منه سريعا فى طرف عين ليسدد له بعض اللكمات العڼيفة وهو يسبه بأبشع الألفاظ ولم يستطيع الآخر أن يدافع عن نفسه بسبب قوة أنيس الجسمانية حاول الكل أن يخلص وليد من قبضة أنيس ولكنهم لم يقدرون على ذلك
تراجعت فيروزة بخطواتها إلى الخلف وهى ترتجف ثم وضعت
يديها على أذنيها پخوف وألم وقد أخذت تلك الكلمات المؤلمة تردد بداخلها أنا عمرى ما حبيتك أنتى بنت ملجأ جاية عن طريق ژنا أنا كنت بتسلى
بيكى شعرت بوخزات تؤخز قلبها مثل الأبرة بدأت الدنيا تدور بها وعم الظلام حولها لتفقد وعيها ويرتطم جسدها بالأرض
صړخت سارة باسمها جعلتهم يلتفتون إليها تقدم منها أنيس پخوف وحملها بين يديه واتجه بها إلى غرفتها وقف وليد وهو يمسح أنفه الذى ېنزف
متابعة القراءة