لحن الزعفران بقلم شامه الشعراوي
المحتويات
تنبعث من داخلها فصړخت بقوة
بس بس أسكتوا مش عايزة أفتكر أى حاجة التفتت لأخيها فقالت بهستيرية وهى تبكي وتخبط على رأسها
أنيس خليهم يبطلوا أنا دماغي بتوجعني مش قادرة أستحمل مش قادرة حاسه أني ھموت من كتر الۏجع
أمسك يديها ثم تحدث بشفقة وحزن عليها
كفاية يافيروزة كدا هتأذى نفسك فأهدى
فى تلك اللحظة أتى عامر ونازلي ليندهشوا مما رأوا فتقدم أبيها منها وهو يقول بقلق
حاول أن يلمسها لكنها أنكمشت فى حضڼ أخيها وهى تقول پبكاء ينفطر له القلب أبعد عني وإياك تقرب مني أنت مش أبويا تعرف أنا بكرهك بكرهك أوى لأن أنت السبب فى كل اللى حصلي وعمري ما هسامحك
تصنم عامر بمكانه وهو يشعر بأنه قلبه ېحترق ألما فرت دمعة هاربة من عيناه ليقول بحزن بنتي أنا لكنها قاطعت حديثه وهى تصرخ
اقتربت نازلي منها وهى تضمها إلى أحضانها فاستجابت فيروزة إليها فورا فقالت بحزن وبكى
بنوتي الجميلة كفاية عياط وانا هعملك كل اللى انتى عوزاه بس علشان خاطر ماما أهدى وارتاحي لأنك لسه تعبانه
ماما خليه يخرج من هنا أنا مش متحمله وجوده معايا
نظرت نازلي إلى زوجها بأسف فكان يهز رأسه برفض لا يريد أن يترك ابنته فى هذة الحالة فاقترب أنيس ليربت على كتفه قائلا بأسى وحزن
بابا علشان خاطري تعالى نطلع برا وسيبها لحد ما ترتاح لأن وجودك هنا هيأثر عليها بالسلب
هى مش واعية هى بتقول ايه فيروزة عمرها ماهتكرهك لأنها أكتر واحدة فينا متعلقة بيك هو بس اللى حصلها كان صدمة كبيرة ليها واحنا لازم نقف جنبها لحد ماتتخطى دا ونستحمل اي ردت فعل منها
مسحت على شعرها وهى تقول بحزن
نامي ياحبيبتي ومټخافيش وأطمني أنا عمري ماهسيبك
بعد مرور ساعتين
كان يجلس فى شرفة غرفته حزينا يضع رأسه بين يديه ولج إليه أخيه أحمد ليضع يديه على ظهره مربتا عليه قائلا لعله خير ياعامر كله هيعدي وبنتك هترجع أحسن من الأول إن شاء الله
صمت قليلا ثم أردف بصوت متحشرج بأثر الدموع
اللى واجعني أكتر أن أنا ظلمتها طول السنين اللى فاتت أنا كنت ببعدها عني وحتى ولا مرة عملت ليه حاجة تفرحها ودايما كنت بجرحها بكلامي أفتكر يوم لما لارين كان تعبانه وفى المستشفى جت فيروزة وقتها تحضني وتهون عليا لكن أنا قسيت عليها بكلامي وجرحتها لما قولتلها بنتي الوحيدة بين الحياة والمۏت ساعتها لمحت نظرة فى عينيها عمري ماهقدر انساها نظرة كلها ألم وحزن وخذلان من الراجل اللى اعتبرته أبوها لكن هو كان بيعملها بجفا وفى اليوم اللى حصلت فيه الحاډثة كانت الصبح عندي وقالتلي بابا انا خاېفة متخلنيش أرجع لرائف لكني أصريت عليها وخلتها تمشى
أخذت الدموع تتساقط من عيناه ليكمل پقهر
أنا اسوء أب فى الدنيا مفيش أب يعمل فى بنته كدا ولا يوديها للمۏت برجليها أنا موجوع اوي ياأحمد ومش قادر اتخطى اللى حصل تعرف أنا نفسي أخدها فى حضڼي واقولها حقك عليا ياقلب أبوكي والله حقك عليا متزعليش بس مش عارف اقربلها واخدها فى حضڼي وأشبع منها
التمعت عين أحمد بحزن على ما أصاب أخيه فقام باحتضانه فأخذ عامر يبكي أكثر ليهتز جسده من أثر تلك الشهقات فقال الآخر
أول مرة اشوفك ضعيف بالشكل دا ياعامر طول عمرنا ياخويا بنستقوي بيك
عيزاك تفوق وترجع الجبل اللى عمره ماكانت تهتز له شعريه علشان تجيب حق بنتك وأوعدك أني هكون اول واحد هيقف معاك زى ماتعودنا من واحنا صغيرين أننا ايد واحدة وهنفضل طول عمرنا سند لبعض
بعد مرور خمس أيام كانت فيروزة لا تتحدث فيهم مع أحد من العائلة لذا قررت أن تغادر هذا المكان الذى لم تعد تطيق أن تعيش فيه وبعد منتصف الليل وخلود الكل إلى النوم تركت القصر خلفها دون أن تأخذ منه شيئا فظلت تسير فى تلك الشوارع الظالمة فرأت كشك صغير على ناصية الشارع أقتربت منه وأخرجت من ملابسها ورقة ما وقامت بالإتصال على ذاك الرقم المتواجد فى تلك الورقة وبعد الانتهاء من المكالمة أعطت للرجل حسابه بينما هى وقفت بعيدا قليلا عن الكشك تحت تلك الشجرة وبعد مرور نصف ساعة ركنت سيارة بجانبها لينزل منها شخص ما وهو يقترب منها قائلا بقلق فيروزة
نظرت إليه بعيون ممتلئة بالدمع لتقول بصوت مهزوز
عمران
فأرتمت بين ذراعيه وقالت باكية
انت ليه سبتني مش قولتلك ماتسبنيش ياعمران ليه خلتني معاهم ومشيت أنا مكنتش عايزة حد معايا غيرك أنت
أحتواها بقوة بين اضلعه ليقول بحنان
أنا أسف حقك عليا مش هسيبك ابدا مهما حصل ياقلب عمران
فسمع صوتها الباكي الذى ألمه تقول
مهما حصل ماتسبنيش أرجوك
اوعدك اني مش هتخلى عنك ولا هسيبك
بعد خضون دقائق
كانت تقف فى منتصف تلك الشقة الخاصة بعمران التى كان يأتي إليها أحيانا فى أوقات العمل يستريح بها وكانت هى تنظر حولها بتوهان فأقترب منها ممسكا يديها قائلا برفق تحبي تأكل ايه ياروزا علشان اعملهولك
نظرت إليه بحزن قائلة بأرهاق
مش عايزة أكل ممكن تعرفني فين الأوضة اللى هنام فيها لأن انا تعبانه ومش قادرة أقف
أخذها من يديها ليدخلها غرفتها ثم قال وهو يشير على الدولاب
بصي دي ياستي أوضتي وهتلاقي فى الدولاب دا هدوم بتاعتي حاولي تخرجي منها حاجة تناسبك يلا غيري هدومك الأول وبعدها اقعدي استريحي عقبال لما اعملك حاجة سريعة تاكليها قبل ما تنامي
بس أنا ماليش نفس ياعمران
مفيش الكلام دا هتاكلي يعني هتاكلي تمام يلا اعملي اللى قولتلك عليه
بعد خروجه قامت بإخراج تيشيرت أسود وبنطلون بنفس اللون وارتدتهم ثم جلست برفق على الفراش وهى تتفحص الغرفة بدقة فوقع بصرها على صورة عمران الذى التقطت له مع ابنه الصغير سفيان فى عيد ميلاده وفى هذا الاثناء ولج إليه ليجدها شاردة فى تلك الصورة فوضع الصينية على طاولة صغيرة ليقول بهدوء بعد ما علم ما يدور فى رأسها
دا أبني الوحيد سفيان بعد تلك الجملة التفتت سريعا لتقول پصدمة ألمتها ابنك! هو أنت متجوز
جلس بجانبها وقال بهدوء اه أبني وكنت متجوز
يعنى ايه كنت متجوز
عمران انفصلت أنا وهى من كذا سنة وكان عمر سفيان كام شهر وهي محبتش تكمل ف العلاقة ومن وقتها كل واحد فينا راح لحاله وبقى مشغول فى حياته
فيروزة طب وابنك أنت بتشوفه يعنى هى بتخليك عادي تروح تقعد معاه وتقابله
أبتسم بخفة ثم قال
أبني أصلا قاعد معايا من ساعة ماطلقنا لأن هى سابته ليا ولحد دلوقتي متعرفش حاجة عنه
ازاى هى فى أم تقدر تتخلى عن ولادها
اه فى عادي جدا وبعدين يلا كفاية كلام وكلى ياهانم
نظرت إليه بضيق وقالت
أنت هتاكلني بالعافية
عمران أه لأن اللى فى حالتك دي لازم نتعامل معاها كدا بالعافية عشان مش بتسمع الكلام
بعد أن انتهت من الطعام تحدثت بأمتنان
شكرا ليك على كل حاجة عملتها علشاني وأنك مرفضتش ليا طلبي وقت ماحتاجتك
ربت على يديه ليقول بحب
أنت بس اؤمريني ياست البنات وهتلاقيني بنفذلك كل طلباتك أصلك متعرفيش أنتى ايه بالنسبالي بس عندي سؤال ليه سبتي البيت
اردفت فيروزة بحزن لأن كان لازم اعمل كدا من الأول أنا ماليش مكان فى بيت اللوء ياعمران وطول ما أنا هناك هفضل أفتكر كل حاجة حصلتلي وهفتكر أن باب اقصد السيد عامر أن هو كان السبب في كل اللى حصلي وهو اللى وصلني لكدا
عمران بس اللواء عامر بيكون أبوكي الحقيقي ودي عيلتك
فيروزة بدموع عارفة رائف الحيوان قبل مايأذيني قالي على كل حاجة عمران لو سمحت أنا مش قادرة اتكلم أرجوك ماتجبش سيرتهم تانى قدامي ولو وجودي هيديقك أنا همشي من هنا ومحدش هيعرفلي طريق
عمران بأسف خلاص أهدى أنا آسف
مش هجيب سيرتهم
وضعت يديه على وجهه لتبكي بأنهيار
مش عارفة ليه أنا موجوعة منهم ومش قادرة اسامحهم أنا بجد تعبت تعبت ومابقتش قادرة استحمل بتمني لو كنت مت زي ما أبني ماټ
حاوطها بذراعيه محاولا التخفيف عنها ولو قليلا مرت دقائق معدودة وهى بأحضانه لتغفل بداخله بعد ما أفرغت ما بداخلها من طاقة بينما هو قام بأرجاعها للخلف على الفراش وقام بدسها جيدا بالمفرش ثم قبل رأسها وخرج من الغرفة بعد ما أغلق الأنوار
فى الصباح أستيقظ عمران على صوت صړاخ قوي لينهض من مكانه فوجده يأتي
من الغرفة التى تنام بها فيروزة فولج إليها ليجدها ضامة نفسها پخوف وجسدها يرتجف من أثر الصړاخ
تحدث پخوف وهو يهزها برفق فيروزة سمعاني ممكن تهدي حصلك ايه بس
هدأت قليلا والتفتت تنظر حولها برهبة لتجد نفسها بجانب عمران فقالت بدموع
أنا شوفت رائف وكان هنا وبيحاول يضربني تاني أنا خاېفة اوي ليجي وېقتلني
مټخافيش عمر الزباله دا مايقدر يوصلك وطول ما أنا عايش خليك عارفة ان محدش هيقدر يقرب منك فهماني
اؤمات رأسها بالإيجاب فقام بلمس شعرها بحنان
بعد مرور شهرين تم القبض على رائف وهو يدخل بعض الممنوعات إلى البلد وحكم عليه بالمؤبد ولكن قبل ذلك تلقن درسا قويا من اللواء عامر والمقدم عمران لن
ينساه ابدا فى حياته بينما تلك العائلة كانت تعيش تعيسة بعد غياب فيروزة القصر ولا أحد يعلم أين هى
وكان عمران يفعل ما وسعه حتى يخرجها مما هى فيه وهى قدرت تتخطى ما مرت به بوجوده معاها فى أصعب اوقاتها كانت دوما تحلم بتلك الأحلام المزعجة وتنهض ليلا مفزعة بسببها فكان لها امانا وسندا وفى يوم ما قرر يصارحها بمشاعره
كانت تقف منشغلة فى المطبخ تصنع بعض الحلويات التى يحبها عمران وفى أثناء ذلك
أتاها صوته العاشق لها ليسعد قلبها عندما سمعته يقول بكل حب
ظللت أحلم بك وأتمنى ذلك اليوم الذى أنثر لك عطرك المفضل على ثيابك المميز تمنيت هذا اليوم الذى أعد لك فيه
متابعة القراءة