لحن الزعفران بقلم شامه الشعراوي

موقع أيام نيوز

فطورا شهيا كما تحبيه وأن أودعك بعدها بضمة قوية عند ذهابي إلى العمل كنت دوما أتمنى تلك اللحظة التى ستعشين بها معى فى بيت واحد وأن استمع إلى تراتيل صوتك الناعمة ورنة خلخالك الراقصة على نغمات العشق كنت أتلهف لتلك الدقائق التى أقضيها بصحبتك
لم تسعفني الكلمات يوما أن أصف لك كم أحبك لكن يكفيني أن نبض قلبي إليك يصل
ف أنا لا أملك أسبابا ولا يجب أن يكون هناك أسباب من الأساس فالحب لا يعرف سببا ف أنا أحبك هكذا دون سبب أحبك لأنك أنت
لقد أحببتك بشدة حتى أصبحتي دعوتي التى أدعوها بكثرة فى كل صلاة
أحببتك بأعين مغمضة دون أن أراك كل يوم ف أنا أحبك ياأجمل نساء العالمين ياأجمل ما رأت عيني ف أنتى حورية من الجنة أتت لى حتى تنير أيامي
أحببتك بقلب يرى فيك كل شئ فأصبحتي مدينتي المنورة التى أسكن بداخلها
أحببتك للحد الذى يجعل قلبي ينبض پعنف عند سماع نبرة صوتك العابرة أحبك كل يوم وكأنني أحبك لأول مرة
فلن يغنيني عنك شيئا ولن أستبدلك بأحد ف أنت بالنسبة لى الجميع
أحبك وكفى بحبك قدرا ونصيبا وفرحا
نظرت إلى عيناه بعينيها الفيروزية الدامعة فرأته ينظر لها مبتسما ليحتويها بتلك العيون العاشقة فشعرت هى بسعادة حقيقية لأول مرة تشعر بها فقد لمس حديثه شغاف قلبها 
الحب الذى تغسله العيون بدموعها يظل طاهرا وجميلا وخالدا 
تركت ما بيدها لتركض نحوه وضمته بقوة وهى تبكي قائلة عمران اللى انا سمعته دا بجد 
طبعا ياقلب عمران أنتى حب عمري وحياتي 
رفعت رأسها ورمقته بنظرات ساحرة لتقول بخفوت وصل لمسمعه وأنا قلبي نبض ليك من اول مرة شوفتك فيها ودلوقتى بقيت حبيبي وروحي اللى مقدرش أبعد عنها 
فأبتسم ثغره بسعادة غامرة لا يشعر بمثلها فقط فى حياته لينتهي المشهد وهو يدور بها بحب شديد 
أنتهت الرواية بفضل الله
الخاتمة الأولى
فى صباح يوم جديد وتحديدا فى قصر الراشد وبعد أن تم سجنخالد وزوجته پتهمة الشروع فى قتل فيروزة لمدة ثلاث سنوات بينما كان باقى أفراد العائلة مجتمعة على سفرة الطعام فى صمت شديد نهض عمر من مكانه فأتاه صوت ابيه قائلا قومت ليه من على الاكل أنت ماكلتش حاجة 
أردف عمر بضيق وصوت عال ماليش نفس كل أنت يمكن تشبع 
نظر إليه عامر الذى قال پحده أنت ازاى بتكلمني كدا ايه مفيش احترام لأبوك 
أجابه الأخر باللامبالاة والله حضرتك دي طريقة كلامي 
وفى هذة المرة تحدثت نازلي بتحذير
الزم حدودك ياعمر ومتنساش اللى بتتكلم معاه يبقى أبوك فخلى بالك من كلامك الزفت دا 
والله لو كلامي مش عاجبكم محدش منكم يوجهلي كلام من أصله ياريت على الأقل أبقى مرتاح 
هب عامر واقفا وهو يستشيط ڠضبا ثم اقترب من ابنه ليقول بضيق وهو يجذبه من ذراعيه
الظاهر أني دلعتك زيادة عن اللزوم والله ياعمر لو ماحترمتش نفسك لتشوف مني حاجة مش هتعجبك 
أبتعد عمر عنه پعنف وهو يقول پغضب
وياترى المرة دي هتعمل فيا زي ما عملت فى بنتك فيروزة ولا لسه فى وش تانى عند سيادة اللواء مظهرش 
ساد الصمت فى أرجاء القصر إلا صوت تلك الصڤعة التى تلقاها عمر من أبيه وضع يديه على موضع الصڤعة وقد بدأت عيناه تلتمع بالدموع فقال بحزن
ايه كلامي وجعك للدرجاتي بس وجعك ده ميجيش حاجة جنب ۏجعها هى و بسببك أنت أختي مشيت وسابت البيت ولحد دلوقتي مش عارفين هى فين ولا نوصلها بسببك أنت كانت ھتموت لكن ربنا نجاها انا عمري ما هسامحك يابابا لان انت السبب فى كل اللى حصلنا 
بعد ما أنهى حديثه غادر المكان بأكمله تاركا خلفه تلك الصدمة والحزن الذى أحتل ملامح الكل بينما عامر شعر بثقل فى قدميها وكاد أن يسقط فاسنده أخيه أحمد الذى قال بقلق عامر أنت كويس حاسس بحاجة تعباك 
وضع الأخر يديه على موضع قلبه الذى يؤلمه بشده ليقول بخفوت لا مفيش أنا كويس 
أبتعد عنه وهو يخطو بثقل صاعدا إلى الأعلى بعد خضون دقائق دخلت نازلي غرفتها لتجد زوجها جالس على الأريكة ممسكا بيديه صورة جمعته بأبنته فيروزة وهى تحضتنه جلست بالقرب منه وهى تضع رأسها على كتفه قائلة بحزن
أنا قلبي واجعني على بعدها عني طول الفترة دي مش عارفة ايه اللى وصلنا لكدا
نفسي أشوفها 
تحدث عامر بخفوت وألم
أكيد هترجع بس هى زعلانه مننا علشان كدا سابتنا بنتنا قلبها أبيض ونقي عمرها ماهتكرهنا هى محتاجة شوية وقت ترتاح فيه وتنسى اللى حصل وبعدها هترجلنا أقوى من الأول 
أخذت الأخرى تبكي قائلة
ولو مرجعتش وفضلت زعلانه مننا قولي هقدر أعيش أزاى من غيرها دى بنتي ياعامر حته من روحي 
أحتواها بين ذراعيه وقد التمعت عيناه بالدموع ليقول بخفوت
متقوليش كدا إن شاء الله هترجع وبعدين أنا عيزاك تصبري شوية كمان لحد مانعدى الفترة دي عايز أشوف مراتي اللى دايما بتكون الدعم والسند ليا علشان خاطري يانازلي مش عايز اشوفك ضعيفة بالشكل دا لان بحس أن دنيتي بتضلم أوعديني أنك متعيطيش تانى وأنا هعمل المستحيل عشان ارجعها لحضننا 
حاضر ياعامر أوعدك 
بعد مرور عشر أيام أخر قام أدم بعقد قرآنه على سارة دون عمل حفل زفاف وسافر بها إلى إحدى البلاد السياحية ليقضوا شهر العسل نظرا لتلك الظروف التى تمر بها العائلة
بينما الأخ الفرفوش طارق جلاب المصائب
تمت خطبته رسميا على حبيبته سهر ابنة عمه أحمد التى كان لها دور كبير فى تخطيه ذاك الحزن والخزي والعاړ الذى تعرض لهما من عائلته
ومازال عمر يقاطع أبيه ويرفض أن يتحدث معه فهو يحمله كامل المسؤلية فى ابتعاد شقيقته وصديقته وكاتمة أسراره عنه ولن يجتمع معهما ثانيا إلا عندما يأتي إليه ب فيروزة
كانت تأخذ الصالون ذهابا وايابا تتوعد بعقاپ شديد إليه ظلت تقطم أظافرها بأسنانها فقد تاركها مساء البارحة بمفردها فتلك الشقة العريضة ولم يأتي حتى الآن فقالت متواعدة
ماشى ياعمران أما وريتك مبقاش أنا فيروزة بقى تسبني طول الليل لوحدي ومتجيش طيب والله ما هسكتلك بس لما تشرف 
بعد مرور بضع ساعات 
فتح عمران باب الشقة بهدوء وهو يلتفت حوله ليرى المكان هادئ للغاية فأغلق الباب خلفه وأخذ يتفحص الأركان فلم يسمع لها زفيرا علم على أثر ذلك أنها فى غرفتها تنهد بهدوء وهو يضع تلك الأشياء الذى بيديه على الطاولة ثم أقترب من غرفتها وطرق الباب بخفة فأتاه صوتها الغاضب
وأخيرا الاستاذ شرف ايه اللى جابك ما لسه بدري 
وضع يديه على شعره وقال بأبتسامة خبيثة
بجد يعنى أمشى حاضر امرك يطاع أيتها الأميرة 
أبتعد قليلا عن الباب تحسبا لأى بطش سيحدث منها وعلى أثر ذلك رأى الباب يفتح بقوة لتخرج منه وهى ممسكة بيديها عصا بينما عمران نظر إليها پصدمة من هيئتها الغاضبة ومازاد دهشته أكثر العصا التى تحملها بيديها بدأت تقترب منه وهو يتراجع للخلف فقالت بأبتسامة غاضبة
جرب كدا تمشى وأنت هتشوف ايه اللى هيحصلك 
رفع يديه أمامها ليقول بحنان
أهدي ياقلبي أنا عارف أنك زعلانة مني بسبب اني مجتش البيت بليل بس والله ڠصب عني 
وضعت يديها على خصرها ثم قالت بضيق
وايه اللى غصبك ياعنيا ميكنش شايفلك شوفه جديدة 
اقترب منها ونزع العصا من يديها ليقول برفق
يافيروزة ياحبيبتي هو أنا أقدر اشوف غيرك انتي بس اللى مالكة قلبي وبعدين ياستي مكنش بمزاجي اني مجيش ابني سفيان كان تعبان أوى امبارح وكان لازم أفضل معاه ودلوقتى بس عرفت اسيبه مع أمي وأجيلك 
أردفت بقلق واضح فى نبرتها
سفيان تعب طب هو كويس وايه اللى حصله رد عليا 
أبتسم بخفة وتفهم خۏفها فهى الأيام الفائتة كان يأتي بسفيان إليها دون علم أحد وقد بدأت تتعلق به بينما هو قال برفق
الحمدلله هو كويس متقلقيش عليه 
نظرت إليه بحزن ثم قالت
طب ليه معرفتنيش امبارح باللى حصل بدل ما كنت سايبني كدا قلقانه وخاېفة عليك 
حقك عليا عارف أن أنا غلطان وعلشان كدا جبتلك معايا حاجة تراضيكي 
ايه هى 
أمسك يديها ليقترب من الطاولة وقام بإخراج علبة قطيفة زرقاء من تلك الشنط قام بفتحها فسعدت 
فيروزة عندما وجدت بداخلها سلسلة ذهبية على هيئة فراشة ابتسم ثغرها لتقول بسعادة
دي علشاني أنا 
أمسك عمران السلسلة بيديه وقام بوضعها على رقبتها ليقول هامسا اه ياست البنات دي علشانك أنتي وكمان جبتلك الشوكولاته التى بتحبيها 
هرولت باتجاه الشنط وقامت بإخراج كيس مليئ بالشوكولاته فصړخت بفرحة
بجد مش عارفة أقول ايه بس أنا فرحانه أوى ياعموري أبقى هاتلي كل يوم شوكولاته من دي لان
أنا بحب النوع دا أوى 
من عينيا حاضر دا أنت تؤمر ياجميل وعمران عليه انه ينفذ 
أقتربت منه بدلال وهى تقول
عشان تعرف أني مش بحبك من فراغ 
أمسك خديها برفق وهو يقول بمرح
مصلحجية أنتى ياروزا المهم سيبك من دا كله أنتى مش جعانة 
وضعت يديها على بطنها تتحسسها وكأنها تذكرت عدم وضع الطعام فى فمها منذ الصباح فقالت بجوع
اه أنا جعانة اوي ياعمران من الصبح مكلتش أى حاجة 
نظر إليها بعتاب قائلا
ليه بس مش أنا

نبهت عليكي كذا مرة متسبيش نفسك من غير أكل انتي ليه مش بتسمعي كلامي 
ما أنت عارف أن أنا مش بحب أكل لوحدي 
تنهد بهدوء ثم قال
ماشى يافيروزة اتمني ان ده مايتكررش تانى مفهوم 
مفهوم 
تحبي نطلب ايه من برا 
نفسي أكل بيتزا وشاورما لو ينفع تطلبهم ليا اطلبهم 
ماعنديش مانع بس هتقدري تأكلي الاتنين 
نظرت إليه بطرف عينياها لتقول
اه عندك مانع ياأستاذ 
ابدا والله بس
ياريت تاكليهم وماتسبيش حاجة منهم عشان عيزاك كدا تربربي 
لا ياخويا أنا حلوة كدا 
أردف بمرح قائلا يابت علشان يوم فرحنا لما تلبسي الفستان تبقى مالية مركزك 
لا ياخويا متقلقش أنا مالية مركزي من غير أى حاجة 
طبعا يابطل هو أنا أقدر أقول حاجة 
فيروزة طب ايه مش هتطلبنا الأكل ولا هتخليني جعانة 
أخرج الهاتف من جيبه وهو يقول
حاضر ياحبيبتي هطلب أهو 
فى وقت متأخر 
أستيقظ الساعة الثالثة ليلا وهو يشعر بالظمأ فخرج من غرفته متجها إلى المطبخ ليقع بصره على باب غرفتها ليرى ضوءا ينبعث منه أتجه نحوه وفتح الباب بخفه فوجدها تجلس
على الأريكة بجانب الشرفة تقرأ إحدى الروايات نظر إليها مبتسما ثم ولج إليها وأقترب منها ليقبل رأسها برفق ثم قال متسألا
وياترى رواية ايه اللى بتقرأيها النهادرة
إشارت إليه أن يصمت فضحك بخفة ليتركها ويتجه إلى المطبخ ليروى عطشه ثم أخرج من الثلاجة علبة مغلفة ليملء كأس من العصير البرتقال الذى تعشقه بشدة ثم ذهب إليها مجددا وقام بوضعه بجانبها على الطاولة بينما هو جلس على طرف الفراش ينظر إليها بكل حب فهى من سكنت روحه حتى تفارق روحه مثواها وهى الوحيدة التى تربعت على عرش قلبه فالحب هو أندفاع روح إلى روح وأندفاع جسد إلى جسد ظل يتأمل تفاصيل وجهها الطفولية فكانت تقرأ وبعض الدموع تنساب
تم نسخ الرابط