رواية الدهاشنه بقلم اية محمد

موقع أيام نيوز


يتأمل الطريق الذي يسلكه 
_مفيش فايدة فيك! 
أتاه ردا عڼيف يسرب له ما يشعر به بتلك اللحظة 
_هي أو غيرها أي كان اللي عمل كده لازم يتحاسب يا آسر أنا مش هسمح أن العداوة تقوم بين العيلتين لأي سبب من الأسباب لإني واحد من اللي دفعوا التمن ومرضاش لحد يعيش اللي أنا عشته.. 
إنصاع إليه آسر ثم راقب الطريق بصمت تام وهو يعلم بكناية المچرم الذي يجهله آيان فربما ان تمكن هو من كشفه ومعاقبته أفضل من أن يعاقبه آسر بنفسه.. 

خرجت ماسة من غرفة العمليات وحينما وصل سريرها المتحرك أمام الغرفة التي ستقيم بها حملها يحيى ثم وضعها على الفراش ومن ثم انحنى بجسده تجاهها هامسا بقلق 
_أحسن دلوقتي ولا لسه حاسة بۏجع 
فتحت عينيها اللامعة بالدموع ثم قالت بۏجع 
_مش عارفة يا يحيى بس في ۏجع رهيب في بطني شكل البنج اللي أخدته معتش مأثر.. 
فرك يدها بحنان ثم قال 
_طب إهدي وأنا هخلي الممرضة تديلك المسكن اللي قالت عليه جوه.. 
أومأت برأسها بخفة فاتجه يحيى للخروج من الغرفة فاوقفته حينما نادته بلهفة 
_عايزة أشوف تيم يا يحيى. 
استدار تجاهها بدهشة ثم ردد بحاجبي معقودان 
_تيم! 
كانت لحظة مربكة لحواسه ليدرك هوية ذاك الضيف الجديد الذي زاد عدد عائلته الصغيرة ارتسمت على شفتيه ابتسامة جدابة ثم قال 
_حاضر هشوف سي تيم ده فين وهجبهولك.. 
ابتسمت على كلماته المازحة لها ثم ترقبت عودته بصبر طال بها لتلك السنوات.. 
بالخارج.. 
اتجه يحيى للرواق الجانبي حيث كان يستقل أركانه أفراد عائلته فخفق قلبه اضطرابا حينما وجد والدته تحمل صغيره بين يدها كاد بأن يصل إليها ولكن عمر أوقفه حينما أمسك بكتفيه وهو يتساءل بلهفة 
_طمني يا يحيى ماسة كويسة 
رد عليه ومازالت عينيه متعلقة بالصغير المختبئ خلف البطانية الصغيرة 
_الحمد لله يا خالو نقلوها من الباب اللي ورا لأوضتها. 
ردد بفرحة 
_الحمد لله.. 
كاد بالانسحاب لوجهته المشوقة فاوقفه والده جاسم تلك المرة حينما احتضنه وهو يهمس له بسعادة 
_مبارك ما جالك يا ولدي ربنا يجعله ذرية صالحة وبار بيك وبمرتك. 
تعلق به بابتسامة واسعة 
_يا رب يا بابا يارب. 
انتبهوا جميعا لصوت فهد ونبرته التي يعظمها الضيق الشديد 
_كفياكم عاد وهملوا الواد يشيل ابنه ويشبع منيه اتجمعتوا حوليه كيف الفريق! 
تعالت الضحكات فيما بينهما فتنحوا جانبا ليلحق كلا منهما فهد الذي اتجه للخروج من المشفى ليعود للسرايا التي بحاجة لمتابعة حازمة منهفما أن سمحوا له بالعبور فاتجه لوالدته سريعا وقبل أن يحمل صغيره أتى أحدا من خلفه ثم انتشله من بين يد نواره ليتأمله بحب وفرحة سرت لتنير وجهه فعنفته ريم قائلة 
_أحمد وبعدهالك ادي الواد لابوه.. 
هز رأسه نافيا 
_لا مش قبل ما أشيله أنا الأول عشان يتربى بعد اللي عمله معايا الصبح.. 
ضحكت حور ثم قالت 
_ميبقاش قلبك أسود يابوحميد. 
أجابها باستنكار 
_ده كحلي مش أسود.. هي كلمة محدش هيشيل الواد غيري.. 
وطبع قبلات متفرقة على وجه الصغير وهو يردد بحب 
_مش كده يا حبيبي اتكلم ياض وقولهم أنا مرتاح كده. 
تعلق أحمد بالصغير لم يغضب يحيى وعلى الرغم من تأكده بأنه يشاكسه كالمعتاد الا أنه كان سعيد بتعلق أحمد بالصغير فحبه وما يكنه من معزة خاصة كان واضحا على تعابير وجهه لذا ربت على كتفيه وهو يردد ببسمة هادئة 
_عقبال ما نفرح بابنك يا أحمد. 
منحه أحمد ابتسامة صافية ثم قال 
_يا ررب وتكون بنوتة عسولة كده عشان يبقى عندي ولد وبنت.. 
وكان يشير على الصغير ثم اقترب ليضعه بين يديحيى الذي حمله بحنان فتعلقت عينيه على تفاصيل وجهه الصغير فلمعت بدمع بحفه الفرح والاطمئنان لوجوده بين يديه أخيرا ثم انسحب به تجاه غرفتها فما أن فتح بابها حتى حاولت ماسة الاستقامة بجلستها التي بدت غير مريحة لها فتأوهت من الألم الذي ضربها بقوة لذا مر أحمد من خلفه ثم عاونها

على الاستقامة بجلستها لتتمكن من حمل الصغير من يحيى الذي يقدمه لها فحاولت ماسة حمله ولكنها شعرت بأنها لن تقوى على رفعه وضمھ لصدرها بالرغم من أنه يشبه عقلة الإصبع بالنسبة لها! 
ربما قيدتها الفرحة أو ازداد ارتباكها فور رؤياه فبالنهاية ما مرت به ليس سهلا بالمرة لذا كان على يحيى أن يقدم مساعدة أخرى صغيرة محببة لقلبه لذا حمله وقربه من أحضانها ومازالت يديه أسفله فوزعت نظراتها بينه وبين الصغير ثم همست بصوت باكي 
_ابني!.. ربنا عوضنا يا يحيى. 
لف ذراعيه حولها فضمھا اليه وهو يجيبها بحب 
_الحمد لله يا ماستي قولتلك قبل كده هنتجمع تاني حتى لو واجهنا عواقب العالم كله هيجي اليوم اللي هنرجع فيه مع بعض من تاني... 
اشتاقت لسماع كلمته المفضلة لها فكان على الدوام يخبرها بأنها ماسته الخاصة ألقت بثقل رأسها على كتفيه ثم ذهبت بسبات بعد ارهاق وشقاء وإي راحة ستشعر بها وابنها بين احضانها وزوجها لجوارها! 
بسرايا المغازية 
صف آيان السيارة باهمال متعمدا تجاهل البواب الذي أسرع تجاهه بالترحاب بقدومه بعد فترة من الغياب الملحوظ اندفع بخطواته السريعة للداخل باحثا بعينيه عنها وبالفعل اهتدت نظراته على ركنها المحبب لقلبها والذي بات
 

تم نسخ الرابط