رواية الدهاشنه بقلم اية محمد
كبير فأرسلت اليه رسالة مسجلة والحزن والقلق كفيل بجعل صوتها مرتعش كالرعد الذي يضرب القمر فيجعله يرتعد خوفا
_أيان أنت فين من الصبح بكلمك مش بترد عليا أنت زعلان مني في حاجة.. يمكن أكون عملت حاجة تزعلك وأنا مخدتش بالي.. أرجوك رد عليا أنا قلقانه عليك.. آآ.. أنت وحشتني أوي مشفتكش امبارح ولا النهاردة.. أرجوك حاول تطمني عليك.. أنا حاسة اني هيجرالي حاجة من كتر تفكيري بيك.
على الجانب الأخر..
فتح هاتفه ومن ثم فتح الريكورد المسجل وعينيه منصوبة على الطريق بنظرات خالية من الحياة مازال يتذكر مواجهته بألد عدو له كان يقف أمامه ويتحدث إليه وتركه دون أن ينتهي منه لكم مقود السيارة پغضب كفيل بجعل السيارة تنقلب في حاډث مزري تجاه عصبيته الدامية ولكن لولا مهاراته بالقيادة لانقلبت به بالفعل استمع أيان لصوتها الباكي فشعر بوهلة بتخبط بمشاعره ما بين الفرحة والغرور بأنه سيقتص منهما قريبا وما بين التوتر والارتباك من شعوره بشيء حاد يخترق قلبه لسماع صوتها الباكي ثمة شيئا غريبا يلامس قلبه حينما يستمع لصوتها والأغرب من ذلك مشاعره التي تتحرك حينما تكون معه وبين يديه ظنها بالبداية غريزته الذكورية هي من تحركه تجاهها ولكن بات الأمر الآن غير مفهوما بالنسبة اليه فأغلق الهاتف في تحد لذاته بأنه لم يتغير بل هو مثلما كان عليه حتى انه لن يهتم برسالتها مثلما كان يفعل سابقا فبات طريقه للصعيد بمثابة حرب غير منصفة له ما بين الاتصال بها والثبات باتزانه الرزين!
_اتوحشتني يا ولدي... كيف أحوالك!
أجابه بابتسامة متسعة
_بخير يا عمي..
ثم اشار له بالصعود
_اتفضل..
صعدوا جميعا للأعلى فجلسوا بالردهة المطولة لتستقبلهماتالين بالمشروبات الباردة ومن ثم اسرعت تجاه عمتها لټحتضنها بشوق
احتضنتها الاخيرة بقوة ثم قالت
_حبيبة قلبي وانتي كمان والله وحشتيني انتي ورؤى..
وتساءلت باستغراب
_هي فين
قالت ويدها تشير على غرفتها
_جوه هي وبابا..
انعقد حاجبها بذهول
_هو خالد نزل من السفر!
هزت برأسها بنعم فتساءلت بدهشة
_أمته ده وازاي ميقوليش!
تطلع لها فهد بإشارة فهمتها رغم عدم استيعابها ما يحدث التقطت اذنيها صوت صغيرتها المنطلق بفرحة
_حمدلله على سلامتك يا بابا..
ابتسم فهد وهو يتطلع لها فترك العصا عن يديه ثم أشار لها بأن تسرع لاحضانه وبالفعل هرولت ليحتضنها باشتياق تتبعه قوله المعاتب
ابتعدت عن احضانه وهي تجيبه بدلال
_حضرتك عارف اني بكره الجو في الصعيد هنا بكون مرتاحة أكتر..
ربت على رأسها بحنان
_وأنا مبحملش غير اللي يريحك يا روح قلبي المهم تكوني مبسوطة..
ابتسمت بفرحة وهي تستند على صدره
_حبيبي يا بابا ربنا ما يحرمني منك يارب..
ضمھا اليها ببسمة صغيرة تلاشت حينما وجد الدموع تلألأ بعين
زوجته فأبعد ابنته عنه ثم قال ويديه تحتضن رأسها
انقلبت تعابيرها للضيق وبالرغم من ذلك حاولت ان تبدو ثابتة حتى بقولها
_لا هسلم.
ونهضت لتقترب منها ثم قالت بجمود
_ازيك يا ماما عاملة ايه..
نهضت رواية عن مقعدها وان كانت لم تقدم ابنتها على احتضانها فاقدمت هي ضمتها لصدرها بۏجع وشوق يتلحمان بمعركة قاسېة ثم همست لها بدموع
_كده يا روجين أهون عليكي تسيبني كل ده من غير ما حتي ترفعي عليا سماعة التليفون حتى مكالماتي مش بتردي عليها غير كل فين وفين طيب ليه يا بنتي!
ابتعدت عنها ثم قالت بابتسامة زائفة
_معلشي يا ماما انتي عارفة اني من فترة كنت بمتحن وانشغلت بالمذاكرة حقك عليا..
ربتت على كتفيها بحب
_ولا يهمك يا حبيبتي المهم انك تبقي بخير دايما.
حاولت رسم ابتسامة اخرى والدموع تكبتها داخل عينيها فمن سيصدق ان رواية كانت الاقرب دوما لروجينا ولكن الآن باتت الامور معقدة بفضل اصدقاء السوء وعلى رأسهم تقى التي سمحت لهما روجينا بالتدخل بحياتها فسيطروا عليها سيطرة كاملة ليقتلوا بها كل زرع طيب زرعته رواية بداخلها فباتت مهيئة لاستقبال ذاك الشيطان الذي ارسل لها اتباعه بالبداية ليمهدوا له طريق للدخول وها هو الآن يستحوذ عليها قلبا وقالبا..
انتبهت روجينا من غفلتها على يد آسر التي تحيط كتفيها ليشاكسها بمزح
_مستانية الأذن عشان تسلمي عليا ولا مستانية الكبير اللي يجي ويسلم على الصغير..
قالت بابتسامة مشرقة
_لا وانت الصادق بفضيلك دور خصوصي عشان أسلم وأبارك وأعين..
جذبها لاحضانه ثم استدار بها للخلف ليهمس جوار اذنيها وعينيه على تسنيم الجالسة جوار حور وتالين تتبادل الحديث معهم بانشغال
_عيني براحتك... هاا..
ضحكت وهي تهمس له بالصعيدي
_عينت قبل سابق ياخوي مهي تبقى صاحبة حور الروح بالروح بس برضك الاحتياط واجب ولازمن نعينوا تاني وتالت ورابع ولا أنت رأيك أيه!
هوى