رواية للكاتبة وداد
المحتويات
تقع مغشيا عليها فهي قد ركضت لمسافة لا بأس بها هربا من تلك السيدة فهي لم يسبق لها و أن احتكت بالأخرين ...... فقد كانت علاقاتها بالمحيط الخارجي منعدمة كليا ......
اذ اقتصرت فقط تعاملاتها مع من كانوا معاها بتلك الدار
ظلت تجوب الشوارع على غير هدى أملا في ايجاد مأوى يأويها ....... مكانا تتحصن به من الذئاب البشرية المفترسة التي باءت تمقتهم و تتمنى لو ترجمهم بنيران ڠضبها بعد أن حاول ذلك الرجل التحرش بها .......
أما هو فقد ٱستطاع أخيرا الوصول الى سيارته التي كان قد تركها على حافة الطريق بعد رؤيته لتلك الفتاة التائهة تسير بمفردها و من هنا حفزه شيطانه لذهاب اليها و التمتع بها .......
و بالتالي فقد ترجل من سيارتها بهدوء دون احداث أي ضوضاء حتى لا يلفت انتباهها و تلوذ بالفرار و لكن شاء الله أن تلتفت فجأة و تلمحه يقترب اليها بحذر مما جعلها تهرول فارة منه بعد أن رأت تلك النظرة التي تنم عن نوايا سيئة ينوي الحاقه بها و لكنها كانت أسرع منه أين تركت العنان لقدماها للعدو بأقصى سرعة لتنجو منه ......
وسيم مخاطبا نفسه بصوت مسموع أنا ازاي توصل بيا الدنائة و اعمل كده ......
مكانش لازم أشرب الهباب ده أبدا عشان ماوصلش للحالة دي ..... بس يا ترى هي بتعمل ايه هنا في الوقت ده و لوحدها كمان ........
وسيم استغفر الله العظيم يا رب
......
ثم أدار محرك سيارته عائدا أدراجه ااى منزله أين تنتظره صغيرته التي لا تنام الى بحضن والدها .... فهذه اصبحت عادتها منذ ۏفاة والدتها ...............
المكان الذي يلجأ إليه الجميع بعد يوم شاق لينعم ببعض الاستجمام ..... ذلك الملهى الليلي كان مختلف عن بقية الملاهي فهو يقدم لزواره خدمات على أعلى مستوى يتناسب مع مستواهم الاجتماعي ...... يتميز هذا المكان بالخصوصية التامة لزواره ..... هذه الميزة جعلت الجميع يقبل عليه ..... فأين توجد الملذات يوجد أشباه الرجال الذين لا يشغلهم إلا اشباع رغباتهم الحيوانية دون الاكتراث بشيء أخر ..... لم يتعرض هذا الملهى لأي مشاكل لأنه يحظى بحصانة أحد أهم و أبرز الشخصيات في الدولة .......
ظلت تراقب الجميع أثناء رقصها الى أن لمحت هدفها يقتحم المكان بخطى ثابتة تنم عن شخصيته القوية الفذة و مستواهالاجتماي الراقي ......كان رجل في العقد الرابع يتميز بجسد رياضي دال على ممارسة غير منقطعة للرياضة ..... ملابس شبابية جعلت يبدو شاب في أول عمره .... كانت ملامحه تتسم بالجدية مقبول الوسامة ...... توجه مباشرة الى الطاولة التي اعتاد الجلوس عليها دائما ......
اختارت لنفسها طاولة قبالته حتى تكتمل مراحل خطتها بنجاح ......
في حين كان بدوره
يراقبها عن كثب و يراقب تصرفاتها . مبهور بجمالها ..... فهو معروف بعشقه للجمال و امرأة مثلها لا يمكن لأي رجل مقاومتها و مقاومة جمالها الأخاذ و هي استغلت هذه الميزة لتحقيق مأربها
. ظل مسلط نظره عنها مثل الصقر يفترس ملامحه بجرأته المعهودة مع الجميلات أمثالها ...... كانت ابتسامته تزيد ه وقارا
كما يقال الطيور على أشكالها تقع
الفصل الثالث
عاد وسيم الى منزله منهك القوى ..... يشعر بالخز منا أقدم عليه تجاه تلك الفتاة مهما كانت محترمة أو لا فهو لم يكن يوما من النوع الذي يلهث وراء نزواته و اشباع رغباته. ...... فالمرأة بالنسبة له كيان يجب احترامه ........
كان مكان الاصاپة يؤلمه كثيرا و لا يزال ېنزف يبدو أن تلك الفتاة ضړبته بكل غل و لألطاف الله لم تقتله ..... يبدو أنها شرسة ......
لاحت على شفتيه ابتسامة متطفلة عند تذكره لملامحها ..... فرغم الظلام الدامس و عقله المغيب الا أنه استطاع تبين ملامحها الجميلة البسيطة الآسرة لناظر ..... و لكنه لم ينكر بأنها فاتنة بحق ....... انتشله صوت حماته من سيل الأفكار الذي أبى أن يتوقف ......
متابعة القراءة