ابناء يعقوب بقلم ولاء رفعت حصري علي موقع أيام
المحتويات
وحدقت إليه بازدراء وأخذت تردد من نبع قلبها
أنا بكرهك بكرهك
ما هو كان لازم ده يحصل ع
نهض من جوارها قائلا
أنا مش هاخد على كلامك لأن عاذرك
ومقدر الحالة اللي انتي فيها
انحنى بجذعه نحوها وحدق صوب عينيها بنظرة شيطان لعين فأردف
بصي جمبك وهتعرفي إنه خلاص كلمة لا دى جات متأخر قوي قوي يا روقا أستأذنك بقى قبل ما خالتي تيجي سلام يا حب
حمد لله على السلامة يا حاج يعقوب أنت والأستاذ يوسف
رد يعقوب
الله يسلمك يا عرفة
الله يسلمك يا عم عرفة
كان يوسف الذي اتبع والده إلى الداخل وخلفهما عرفة فقال يعقوب إليه
خلي الرجالة ياخدوا بالهم من البضاعة ويرصوها كويس
نظر يعقوب من حوله يبحث عن شيء ما فسأله
أمال فين جاسر
لم يعلم عرفة ماذا سيخبره ويخشى أن يقول له أن جاسر لم يأت منذ يومين وهو من يباشر العمل بنفسه وذلك تجنبا لشړ جاسر
والله يا حاج
قاطعه دخول جاسر الذي وصل للتو
حمد لله على السلامة يا أبو جاسر
قالها وهو ينظر إلى شقيقه ليخبره إنه يقصد ما
أنا هروح أشوف مريم عملت إيه في حسابات آخر يومين
فأخبره عرفة
معلش يا يوسف مريم مشيت بدري عشان كانت تعبانة شوية ماكنتش عايزة تمشي فقولت لها تروح و ترتاح
رد يوسف والقلق ينضح من عينيه
أنا هكلمها أطمن عليها
عقب جاسر بسخرية
يا حنين
حدق إليه يوسف پغضب قائلا
خلاص انت وهو هتتخانقوا قدامي وفي محل أكل عيشنا
رد يوسف معتذرا
آسف يا بابا
بينما جاسر اكتفى بالتحديق نحو شقيقه بعدائية لم تتغير منذ أن كانا في مرحلة الطفولة
أشار إليهما والدهما نحو المقاعد أمام المكتب
اتفضلوا أقعدوا عشان عايزكم فى موضوع مهم
كاد عرفة أن يذهب قائلا
أوقفه يعقوب وأشار إليه نحو مقعد شاغر وأمره
اقعد يا عرفة عشان عايزك أنت كمان في نفس الموضوع
جلس الثلاثة وأنصتوا إلى يعقوب
دلوقتي يوسف خلص الجامعة والشغل الحمد لله موجود هنا وهيتعين بإذن الله معيد في الكلية وجاسر كان نفسي يكمل تعليمه بس هو اكتفى بالدبلوم اللي خده بالعافية
بما إن فيها تلقيح كلام يبقى بلاها قعدة
صاح والده بأمر
اقعد مكانك لما أخلص كلامي
ابقى قوم
جلس جاسر على مضض فأردف يعقوب قائلا
أنا عايز أفرح بيكم وأشوف أحفادي قبل ما أقابل رب كريم
ردد كلا من يوسف وعرفة
بعد الشړ عليك يا بابا
بعد الشړ عليك يا حاج
عقب يعقوب
المۏت
عمره ما كان شړ دا قدر ومكتوب علينا كلنا نيجي للموضوع المهم بصراحة كدا يا عرفة أنا عايز مريم ليوسف
ابتسم يوسف بسعادة فأردف والده
وأمنية بنتك لجاسر ابني
نهض جاسر پغضب قائلا
وحضرتك بتقرر بالنيابة عني من غير ما تسألني طب إيه رأيك أنا مش موافق ولا أقولك على حاجة أحسن خلي يوسف ابنك حبيبك يتجوز لتنين
ألقي تلك الكلمات وذهب غير مكترث إلى نداء والده الذي شعر بالحرج من عرفة فقال
حقك علي يا عرفة ابني دا من يومه وهو تاعبني وكل ما أقوله على أي حاجة يعمل العكس ما تاخدش
على كلامه وبإذن الله زى ما قولت ليك وبكرة بإذن الله هنيجي ليكم نقرأ الفاتحة ونشرب الساقع
طبعا يا حاج تيجي تشرف البيت بيتكم وليا الشرف ولادك ياخدوا بناتي بس أتمنى ما يكونش جاسر مڠصوب إنه يتجوز بنتي حضرتك ما تقبلهاش على رقية بنتك
هز الأخر رأسه وقال
طبعا لا ما أقبلش بكدا ولا على بنتك ولا على بنتي زى ما قولت ليك مجرد إنه بيعاندني وبإذن الله كله هيتم على خير
نظر إلى يوسف و أمره قائلا
روح ورا أخوك واتكلم معاه وخليه يعقل
نهض يوسف وقال بدون أن يسمع والده
يعقل مين بس يا حاج! دا لو طال يولع فيا مش هيتردد ولا لحظة قال أعقله قال!
وقف جاسر بجانب سيارته ينفث سېجاره المشتعل ينصت إلى وساوس شيطانه بتمعن شيطانه الذي يسلطه على شقيقه ويجعل كراهيته نحو والده تزداد لم يشعر بشقيقه الذي اقترب منه ويسأله
ممكن أعرف سبب واحد يخليك كارهني قوي كدا دا أنا لو كنت عدوك بجد كنت هتعاملني أحسن من كدا
حدق إليه جاسر بازدراء وأجاب
طيب ما أنت عارف أهو بتسأل ليه
عقد ساعديه أمام صدره وأخبره
ألقى سيجارته على الأرض ودهسها بحذائه وقال
وهفضل أكرهك لحد آخر يوم في عمري عايز تعرف ليه لأنك
من يوم ما دخلت حياتنا وانت واخد كل حاجة الحب والاهتمام بينضرب بيك المثل في كل حاجة حلوة وأنا الشرير اللي بيجيبوا سيرته عبرة
هز رأسه بسأم وكأنه يرجع الذكريات السيئة داخل رأسه فأردف
حتى أمي انت المفضل عندها رغم إنك ابن ضرتها دا غير على طول بتقارني بيك كأنك ملاك نازل من السما وأنا الشيطان الملعۏن لا وكمان لما أبوك يقرر يجوزنا احنا لتنين يخلي الحلوة ليك والۏحشة ليا ها تحب تعرف إيه تاني
ياه يا جاسر دا انت شايل مني على الأخر بس أحب أعرفك في الأول والأخر احنا إخوات ويا ريت تراجع نفسك قبل فوات الأوان احنا ملناش غير بعض أنا وانت ولاد يعقوب
لم يجد جاسر ردا بل رمقه بوعيد وذهب من أمامه قبل أن ينفذ به ما يمليه عليه شيطانه اللعېن
تتجمع عائلة عرفة حول المائدة تستند هويدا بمرفقها أعلى المنضدة وتضع يدها على وجنتها بحزن انتبه إليها زوجها فسألها بسخرية
مين اللي ربنا يبارك له ومزعلك يا أم محمود
نظرت إليه وعقدت ما بين حاجبيها وقالت
أنت بتدعي لمين يا راجل ومين دا اللي يقدر يزعلني
تحمحم وأجاب بتوتر وإنكار
أبدا يا حبيبتي أنا كنت بدعي ليكي بقول ربنا يبارك لك وبقولك زعلانة ليه
تنهدت ثم أجابت
الواد محمود من وقت ما سافر والبيت تحسه فاضي
ابتلع ما
في فمه وعقب قائلا
دول شهرين وراجع أمال بقى بنتك ومريم لما يتجوزوا ويبعدوا عنك هتعملي إيه
هنا انتبهت أمنية التي كانت داخل المطبخ تعد الشاي فخرجت تسترق السمع بينما أجابت والدتها بسعادة
يا نهار أبيض أفرح لهم طبعا بس ربنا يقويك ويعينك على جهازهم
اقترب منها وأخبرها بصوت خاڤت
هقولك على حاجة بس ما تقوليش للبنات ولا لأي حد غير لما يجوا بكرة
سألته باستفهام
هم مين اللي جايين
يا ولية وطي حسك الحاج يعقوب لما رجع جمع ولاده لتنين وأنا معاهم وقال إنه عايز مريم ليوسف و جاسر لأمنية
صاحت بسعادة غير مصدقة
قول والله العظيم
لكزها في كتفها وقال بحنق
تصدقي بالله أنا أستاهل ضړب الجزمة إني بحكي معاكي
معلش حقك علي من فرحتي
نظر نحو الفراغ وأخبرها
أنا قلقان قوي أصل لما قال لجاسر إنه هياخد أمنية الواد قام زي اللى لدغته عقربة وقال مش موافق
طيب بقولك عشان تعملي حسابك هم جايين بالليل بكرة أبقي اعملي حاجة تشرفنا قدام الحاج وولاده
رفعت زاوية فمها جانبا ثم قالت بسخرية
حاضر يا أخويا وعلى رأي المثل جت الحزينة تفرح مالقتلهاش مطرح
عادت أمنية إلى المطبخ بعد أن استمعت إلى حوار والديها وعلمت برفض جاسر لها تجمعت العبرات في عينيها أخرجت الهاتف من جيبها ثم قامت بإرسال رسالة إليه عبر تطبيق الدردشة من حسابها الزائف كان محتواها
لو عايز تعرف أنا مين قابلني في شارع بكرة الصبح
بينما هو كان يغط في النوم وهاتفه على الكمود فارغ من الشحن
9
كانت تائهة في درب مظلم وكان كضوء القمر
الذي أنار لها الطريق وتسير إلى فؤاده وكما هو قانون الحياة المتعارف عليه قليلا من الفرح
يقابله كثيرا من الحزن
في مطعم مطل على نهر النيل منظر خلاب حيث مياه النهر الجارية والأبنية الشاهقة في الجهة الأخرى نسمات الهواء العليل تداعب خصلاتها المتناثرة على خديها بينما هو يتأملها فما أجملها من لوحة قد رسمها الخالق العظيم
قاطع تلك اللحظات قدوم النادل الذي توقف بجوار المنضدة يمسك صينية يعلوها كأسين من العصير الطازج وضع كل كأس أمام كل منهما على حده وسأله
أي طلبات تاني يا فندم
أجاب يوسف بلباقة
تسلم
ذهب النادل فتحمحم يوسف قبل أن يتحدث ويسألها
إيه رأيك في المكان
ابتسمت والخجل يغزو ملامحها وخديها يتخضبان باللون الوردي فأجابت
حلو المنظر جدا مية النيل والخضرة على ضفافه والجو حلو قوي النهاردة
استند بمرفقيه على حافة المنضدة وأخبرها بأعذب الكلمات
وأحلى ما في المكان انتي
نظرت إلى أسفل بخجل وتوتر رفعت وجهها تتناول كوب الماء ابتسم من خجلها الجلي فقال
أنا والله ما بعاكس أنا لما ببقى شايف حاجة جميلة بوصفها من قلبي
و كأن الهرة قضمت لسانها أو ربما توقفت الكلمات على أعتاب حلقها فكتم ضحكاته وأردف
بصراحة يا مريم ومن غير لف ودوران من ساعة ما شوفتك وأنا حسيت بحاجة بتشدني ليكي ممكن دا اللي بيقولوا عليه الحب من أول نظرة لكن كنت بكدب نفسي ولاقيت الإحساس بيزيد جوايا يوم ورا التاني أتمنى إن يكون إحساسي وصلك
أنصتت إلى كلماته وكان لها الأثر القوي فقلبها خفق بقوة وسرت رجفة في خلايا جسدها استطاعت أخيرا تلملم شتاتها فعقبت
كل كلمة
قولتها بتعبر عني بالظبط
تهربت من نظراته ونظرت نحو مياه النهر ثم استطردت
يعني كل حاجة انت حسيتها أنا كمان حسيت بيها واحتفظت بإحساسي لنفسي عشان مش عايزة أعيش في وهم
تعجب من ذكرها لآخر كلمة فسألها
ليه بتقولي وهم
التفتت لتنظر إليه فأجابت
فيه فرق واضح ما بينا أنت يوسف ابن الحاج يعقوب الراوي وأنا بنت أخت عم عرفة اللي بيشتغل عند والدك ومجرد موظفة
مد يده ووضعها على يدها قائلا
الكلام اللي بتقوليه دا كان زمان أيام فيلم رد قلبي دلوقتي مفيش أي فرق و اللي عايز يوصل بيوصل لما يجتهد ويعافر
سحبت يدها بخجل وقالت
يعني لو حبينا واتعلقنا ببعض أخرتها إيه وهل الحاج يعقوب هيوافق يجوز ابنه لبنت أخت الراجل اللي بيشتغل عنده
لم يستطع كتم ضحكاته تلك المرة فأثار ڠضبها
هو أنا قلت إيه بيضحك يا أستاذ يوسف
توقف عن الضحك فأجاب بجدية
أصل الحاج يعقوب بنفسه كلم عم عرفة امبارح وقرر بإذن الله بكرة نيجي عندكم نقرأ الفاتحة
فتحت فاها وكأن على رأسها الطير فأردف
أنا من الآخر بحبك جدا وبدعي ربنا تكوني من نصيبي تتجوزيني يا مريم
يقف مع العمال ويشير إليهم نحو الرفوف الشاغرة
حط العلب دي هنا والتانية على الرفوف اللي هناك
أومأ إليه العامل وقال
أمرك يا حاج
انتبه إلى هذا القادم إليه فباغت الڠضب ملامحه سأله
أنت إيه اللي
متابعة القراءة