كله بالحلال بقلم الكاتبة أمل نصر ج 1

موقع أيام نيوز

امام والدتها على الفور لتلحق به وظلت منار واقفة بمحلها دقائق تنظر في اثرها بتفكير عميق قطعته فجأة حاسمة بأن تناولت هاتفها تتصل على احد الارقام 
سامح هو انت فاضي دلوقتي ولا لأ
بعد قليل 
وقد استقلت ليلى مقعدها في الامام بجوار شقيقها الذي كان يقود بمزاج رائق يدندن في اغنيه لعمر دياب وهي صامته تتابعه بانشداه
يوم تلات تلات بنات نادهوني
ع البساط بصات يا ناس عجبوني
قعدة وانبساط غدا وعزموني
فتفتوا الفتافيت وفتنوني
يوم تلات تلات بنات نادهوني
ع البساط بصات يا ناس عجبوني
قعدة وانبساط غدا وعزموني
فتفتوا الفتافيت وفتنوني
شكلها مؤامرة
أعشق السمرا
ولا أعشق البيضا
أم الخدود حمرا
الحياة حلوة
ويا أم روح حلوة
كلهم حلوين جننوني
عند الأخيرة انطلقت ضحكة صاخبة منها ټضرب كفا بالاخر مرددة 
الأغنية دي مناسبة اوي ليك يا عزيز أكيد عمر دياب مغنياهالك مخصوص.
ضحك يشاركها هو الأخر مرددا 
تصدقي صح يا لولو اول مرة تطلعي شاطرة في التخمين هو اكيد قرا عن انجازتي وعرف امال يا بنتي اخوكي برضوا مش هين.
غلبها الفضول لتسأله 
طب وبسمة يا عزيز انا شايفة ان في اهتمام ما بينكم يا ترى برضوا دي من ضمن انجازاتك انا مش عايزة اتدخل لأني واثقة فيها وفيك يا عزيز.
قالتها بقصد فهمه جيدا ليرمقها بنظرة غامضة وكأنه يستوعب مغزى حديثها وهذا الرجاء الذي بدا واضحا في نظرتها اليه ليريحها اخيرا بقوله 
متقلقيش يا ليلى انا فاهم انتي عايزة توصلي لإيه وعشان كدة بقولك اطمني لا انا بالدناءة اللي تخليني اجرحها ولا هي تستاهل كفاية انها صاحبتك.
شجعها تجاوبه معها لتزيد بتسألها 
يعني عشان هي صاحبتي وبس يا عزيز مفيش اي حاجة تاني
شاكسها مرواغا 
يهمك تعرفي ولا السؤال دا من صاحبتك نفسها
اجابته ببساطة 
بصراحة عايزة اعرف ويهمني اوي عشان هي صاحبتي لكن هي نفسها مش قايلة حاجة خالص.
قالت الأخيرة بكذب مفضوح جعله يضحك مرددا 
مدام هي نفسها مقالتش بتدخلي نفسك ليه انتي يا حشرية
اغلقت فمها مجبرة بعد أن افحمها بقوله وعاد هو لترديد الغناء 
سحرهم خطېر يوصف إيه كلامي
يوم تلات وبكل أيامي
كل عود وعود أحلى م التاني
قلبي لم يعود ليا من تاني
كان في إيدي عود قولت بيه أغاني
والصباح رباح ياللي عجباني
كلمة كلمتين الليل قوام ليل
عشنا يوم جميل أحلى ما أتخيل
واحدة واحدة عليا بتميل
لو هعيش عمري هنا قليل
يوم تلات تلات بنات نادهوني
.... يتبع
الفصل الثاني عشر
توقفت السيارة أمام البناية التي تقطن فيها صديقتها وقبل تستل حقيبتها جيدا لتترجل منها وجدت شقيقها يسبقها ليفتح لها باب السيارة بحركة مسرحية متمتما 
مولاتي.
ضحكت وقدميها تحط على الأرض أمامه سائلة بسخرية 
انت مالك يا عزيز ليكون مش مركز ان انا اختك يا حبيبي مش واحدة من اللي بتعلقهم.
استقام بجسده على الفور ينهرها برفق لتصمت
اعلقهم ده ايه ېخرب بيتك دا وقته تعالي تعالي هتجيبلنا الكلام.
أجيبلك الكلام .
غمغمت بها بدهشة ازدادت مع سحبه لها نحو الباب الخارجي للمنزل المفتوح ليدلفا سويا فقالت بحرج
استنى شوية يا عزيز اتصل ببسمة الأول ابلغها بحضوري يا......
توقفت الكلمات بفمها تنظر نحو الجهة التي وجهها اليها شقيقها وهي ركن بالحديقة مزين ومعد للإحتفال طاولة عليها قالب حلوى كبير وفي الأعلى عبارة ارتسمت بالبالون على هيئة العدد 20 
وصديقتها في الأسفل بابتسامة تسلب القلب بروعتها تتمتم لها 
كل سنة وانتي طيبة يا لولو.
باستيعاب متأخر صدر صوتها بصيحة تلقفتها بسمة بعد أن ضمتها إليها تجدد لها التهنئة 
كل سنة وانت طيبة وبألف خير يا قلبي .
انتي اللي عملتي كل ده يا بسمة 
هتفت بها بذهول اعتلى ملامحها لا تصدق ما تراه بعينيها
ردت تجيبها هامسة بجوار أذنها 
مش انا لوحدي في واحد تاني تعب معايا.
هو فين
تمتمت بها باندفاع قبل أن تباغتها بسمة بقرصة خفيفية في خصرها لتستدرك وجود شقيقها قبل ان توجهها بحرص نحو مدخل المنزل الداخلي وأمير أحلامها يهبط الدرجات الرخامية بهيئة توقف القلب بوسامته يهديها ابتسامة ساحرة قبل أن يتجه مرحبا بشقيقها
وظلت هي أنظارها مثبتة نحوه حتى أنها نست التحذير لتعود بسمة هامسة لها مرة أخرى 
يا بنتي خلي بالك بقى اخوكي قاعد. 
ردت تزدرد ريقها بتوتر شديد وابتهاج صاخب داخلها يجعلها تتعلثم في الكلمات بانفاس غير منتظمة 
ما انا.. ما انا مش مصدقة اللي بيحصل قدامي معقول
معقول يا بسمة انتي اللي عملتي كدة وممدوح مشترك معاكي في الخطة كمان.
اقتربت منها بخبث تجيبها بصوت خفيض قبل أن تسحبها معها 
وعزيز كمان ولا انتي مش واخدة بالك
اه يا مصېبة انتي.
غمغمت بها ليلى بانبهار تام لها قبل أن تستجيب لسحبها نحو الاثنان الاخران والذي بدا التوتر جليا من لغة الجسد بينهما فهذا أول لقاء يجمعهما.
وعند الشابين فقد تفاجأ عزيز بحضور هذا المدعو شقيقها وقد خاب ظنه ان يجدها وحدها في المنزل أو بوجود والدها الذي دائما ما يبقى في الخارج نظرا لظرف لانشغاله الدائم في أعماله الكثيرة.
اتشرفت بيك يااا ستاذ ممدوح.
الشرف ليا انا بصراحة مفاجأة بسمة لصاحبتها اسعدتني أنا كمان.
انزوى ما بين حاحبيه مستفسرا لكن سرعان ما تابع ممدوح شارحا له 
البيت هنا دايما هادي وان الواحد يلاقي مناسبة للإحتفال دي حاجة أكيد تبهج الواحد خصوصا لما يحس انها بين الأصحاب.
اومأ له ببعض التفهم ليرد بامتنان 
طبعا أكيد وانا بصراحة كمان اسعدني اشوف الفرحة في عيون ليلى اختي الف شكر يا استاذة بسمة.
وجه الأخيرة نحوها حينما اقتربت منهما مع شقيقته 
والتي استغربت لهذه الرسمية بينهما والتي بدت جليا مع رد الأخرى أيضا 
مفيش داعي للشكر يا بشمهندس ليلى دي حبيبتي مش صاحبتي وبس تعالوا ياللا تفضلوا خلينا نبتدي الحفل.
رفض عزيز يدعي الحرج 
لا خلاص بقى انا وصلتها احتفلوا انتوا الاتنين مع بعض
ودي تيجي يا بشمهندس يعني تسيب اختك في حاجة مهمة زي دي.
تدخل ممدوح يجفله بكلماته 
مفيش داعي للكسوف ما انا كمان هحضر يا بشمهندس كل سنة وانتي طيبة يا استاذة ليلى.
تراقصت الفرحة في مقلتيها ترد على تهنئته بشكل اثار انتباه شقيقها والذي وافق لينضم معهما وشعور غريب اصبح يكتنفه لديه حاسة تخبره ان الأمر به شيئا ما لا يعلمه بعد.
وفي الخارج
توقفت سيارة أخرى ثم ترجل منها صاحبها ليتأكد قبل ان يخبر محدثته عبر الهاتف من الجهة الأخرى 
اخيرا لقيتها يا خالتو هي فعلا عربية عزيز اللي واقفة هنا بس دي منطقة سكنية وانا مش شايف اي يافطة لنايت كلاب ولا حتى كافيه ينفع لسهر عزيز مع اصحابه.
قالها وعيناه تجول من حوله يلتقط بأسماعه تشديدها 
يعني تفتكر راح فين راح لحد صاحبه مثلا
الله أعلم يا خالتو بس ازاي هيروح لواحد صاحبه وفي ايده ليلى مش انتي قولتي انها خرجت معاه
لم ترد وقد بدا انها تفكر بعمق فتابع لها 
ع العموم هو أكيد لو عند واحد صاحبه يبقى هيخرج ومش هيقعد كتير ما هو مش معقوله هيقضي السهرة معاه في بيته.
طب انا عايزاك تستناه يا سامح 
استناه فين خالتو انا معرفش اساسا هو دخل اي بيت في المنطقة هنا ثم انتي عايزاني استناه ليه
وصله صوتها بلهجة هادئة تساهم في اقناعه 
سامح يا حبيبي انا عايزة اعرف ليلى في نفس المكان معاه ولا لأ واظن ان انت يعني يهمك أمر ليلى ولا ايه
طبعا يا خالتو يهمني أمرها. 
حلو يا قلبي يبقى تنتظر في عربيتك تشغل اغاني هادية وتستنى كدة ابن خالتك لما يخرج لعربيته عشان تعرف بقى البيت اللي كان موجود فيه وان كان ليلى معاه ولا لأ.
حينما طال صمته عادت في الحاحها 
سامح .
خلاص يا خالتو.
هتف بها يخرج عدة زفرات متتالية قبل أن يريحها برده 
أوكيه هستنى عشان خاطرك .
القت الهاتف بطول ذراعها على المقعد المجاور لننهص واضعة كفيها على خصرها من الخلف ونظرتها تركزت على شيء وهمي في الفراغ بشرود تام.
عقلها يونبئها أن خلف الأمر شيئا ما ما اخبرها به ابن شقيقتها يزيدها ارتيابا هناك ما يدار خلف ظهرها وهي لن تظل متكتفة الذراعين ساكنة حتى تفاجأ بهذا الشيء المجهول.
لن تكف عن المحاولة ولن تيأس حتى تعرف السبب الخفي في تغير ابناءها الاثنان مرة واحدة .
الله يا بسمة ايه الجمال ده
هتفت بها وهي ترفع الغطاء عن هدية الأخرى بعدما نزعت الورق المغلف عن العلبة المخملية لتمسك بالسلسال الصغير والذي تدلى منه أول حروف من حروف اسمها طالعتها بأعين مشبعة بالإمتنان 
كل ده عشاني يا بسمة
تبسمت لها الأخرى بوداعة لفتت نظر شقيقها الذي بدا يلاحظ جليا هذا التغير بشخصيتها كما أنه لم يغفل أبدا عن متابعة هذا المدعو عزيز ونظراته الجريئة لها لولا أنها أعطته فكرة سابقة عن أعجابها به مع وجود بوادر اسلتطاف بينهما بصراحتها المعهودة معه لاتخذ أمره على محمل اخر غير محمود.
واضح ان صاحبتك بتحبك أوي يا ليلى ياريتني الاقي حد من صحابي الاندال يعمل معايا ربع اللي عملته.
قالها عزيز يخطف انتباه الثلاثة له بعد أن تخلى عن جموده وحنقه من فعلتها فلم تكن تلك السهرة هي التى توقعها في خياله ان ينال حظه في
الاستئثار بها او حتى بمرافقة شقيقته كان الأمر سيصبح اكثر اثارة له لكن مع مرور الوقت أصبح يندمج معهما رويدا رويدا في جلسة جمعتهم بالركن المقام به الحفل الصغير بتقارب وتعارف جديد على الشابين.
فخرج صوت بسمة وهي تحاوط بذراعها على كتف شقيقته 
اللي يعرف قيمة الصاحب الصح يمسك فيه بإيده وسنانه اهو انا بقى معرفتش المعلومة دي غير لما قابلت وشوفت وجربت في العالم الجديد بتاع الجامعة بس في الاخر رجعتلها تاني لما عرفت قيمتها كويس اوي.
ربنا يخليكم لبعض.
تمتم بها ممدوح بصوت خاڤت يقبض على هديته هو الاخر بجيب سترته في انتظار ان يعطيها لها في وقت آخر في غير وجود شقيقها
فقالت ليلى موجهه حديثها لهما بامتنان 
اقسم بالله يا جماعة دا أحلى عيد ميلاد حصلي ماما كل سنة بتعملي حفلة وتعزم القرايب والصحاب بتبقى زحمة ع الفاضي لكن هنا انا فعلا فرحانة.
عقب عزيز بفكاهة كعادته
اه يا ستي بس انا مقدرش اطلع هديتي هنا واسيب حفلة ماما دي كانت تعلقني خليهالك بكرة مفاجأة بقى
بس ماما مقالتش انها هتعمل حفلة المرة دي 
ويعني هي من امتى كانت بتقول
ردد بها قبل ان ينهض عن مقعده باستئذان 
طب انا بقول كفاية كدة بقى عشان نروح ولا ايه يا ليلى
وقبل ان تجيبه سبقها الصوت الرجولي من ناحية أخرى قادما نحوهم 
تمشوا تروحوا فين مش تسلموا على صاحب الدار الاول.
التف الشباب نحو الرجل الستيني فصړخت بسمة بابتهاج تتلقفه .
بابا حبيب قلبي .
تعلقت بعناقها له كالعلقة قبل أن تقترب منهما وتسحبه معها 
بابا يا بشمهندس بابا يا ليلى هو أينعم طول الوقت مختفي بس أكيد تعرفيه.
طبعا اعرفه امال ايه عمي شاكر ازيك يا عمو.
اقترب منها الرجل بابتسامة ودودة تنبع من قلب طيب 
أهلا يا روح عمو انتي بقى الأمورة
تم نسخ الرابط