تفسير (الاية الأولى) من سورة الفاتحة للشيخ الشعراوي رحمه الله

موقع أيام نيوز

أننا نبدأ أيضا تلاوة القرآن بسم الله لأن الله تبارك وتعالى هو الذي أنزله لنا ويسر لنا أن نعرفه ونتلوه فالأمر لله علما وقدرة ومعرفة واقرأ قول الحق سبحانه وتعالى قل لو شآء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به فقد لبثت فيكم عمرا من قبله أفلا تعقلون يونس 16 لذلك أنت تقرأ القرآن باسم الله لأنه جل جلاله هو الذي يسره لك كلاما وتنزيلا وقراءة ولكن هل نحن مطالبون أن نبدأ فقط تلاوة القرآن بسم الله إننا مطالبون أن نبدأ كل عمل باسم الله لأننا لابد أن نحترم عطاء الله في كونه فحين نزرع الأرض مثلا لابد أن نبدأ بسم الله لأننا لم نخلق الأرض التي نحرثها ولا خلقنا البذرة التي نبذرها ولا أنزلنا الماء من السماء لينمو الزرع 
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
إن الفلاح الذي يمسك الفأس ويرمي البذرة قد يكون أجهل الناس بعناصر الأرض ومحتويات البذرة وما يفعله الماء في التربة لينمو الزرع إن كل ما يفعله الإنسان هو أنه يعمل فكره المخلوق من الله في المادة المخلوقة من الله بالطاقة التي أوجدها الله في أجسادنا ليتم الزرع 
والإنسان لا قدرة له على إرغام الأرض لتعطيه الثمار ولا قدرة له على خلق الحبة لتنمو وتصبح شجرة ولا سلطان له على إنزال الماء من السماء فكأنه حين يبدأ العمل باسم الله يبدؤه باسم الله الذي سخر له الأرض وسخر له الحب وسخر له الماء وكلها لا قدرة له عليها ولا تدخل في طاقته ولا في استطاعته فكأنه يعلن أنه يدخل على هذه الأشياء جميعا باسم من سخرها له 
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
والله تبارك وتعالى سخر لنا الكون جميعا وأعطانا الدليل على ذلك فلا تعتقد أن لك قدرة أو ذاتية في هذا الكون 
ولا تعتقد أن الأسباب والقوانين في الكون لها ذاتية بل هي تعمل بقدرة خالقها الذي إن شاء أجراها وإن شاء أوقفها 
الجمل الضخم والفيل الهائل المستأنس قد يقودهما طفل صغير فيطيعانه ولكن الحية صغيرة الحجم لا يقوى أي انسان على أن يستأنسها ولو كنا نفعل ذلك بقدراتنا لكان استئناس الحية أو الثعبان سهلا لصغر حجمهما ولكن الله سبحانه وتعالى أراد أن يجعلهما مثلا لنعلم أنه بقدراته هو قد أخضع لنا ما شاء ولم يخضع لنا ما شاء ولذلك يقول الحق تبارك وتعالى أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينآ أنعاما فهم لها مالكون وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون يس 7172 وهكذا نعرف أن خضوع هذه الأنعام لنا هو بتسخير الله لها وليس بقدرتنا 
يأتي الله سبحانه وتعالى إلى أرض ينزل عليها المطر بغزارة والعلماء يقولون إن هذا يحدث بقوانين الكون فيلفتنا الله تبارك وتعالى إلى خطأ هذا الكلام بأن تأتي مواسم جفاف لا تسقط فيها حبة مطر واحدة لنعلم أن المطر لا يسقط بقوانين الكون ولكن بإرادة خالق الكون فإذا كانت القوانين وحدها تعمل فمن الذي عطلها ولكن إرادة الخالق فوق القوانين إن شاءت جعلتها تعمل وإن شاءت جعلتها لا تعمل اذن فكل شيء في الكون باسم الله هو الذي سخر وأعطى وهو الذي يمنح ويمنع حتى في الأمور التي للإنسان فيها نوع من الاختيار واقرأ قول الحق تبارك وتعالى لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشآء يهب لمن يشآء إناثا ويهب لمن يشآء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشآء عقيما إنه عليم قدير الشورى 4950 والاصل في الذرية
تم نسخ الرابط