اسير برائتها بقلم نادية الشرقاوي

موقع أيام نيوز


انا كنت بحبك زي ابني يا فهد سامحني!!
انقطعت أنفاسه و اغمضت عيناه ليفارق تلك الحياة.. و هذه النهاية المثالية لمثل من عاشوا مثل حياته لمثل من تسببوا في دمار حياة كثير من البشر.. و ربما يكون رحمه الله من عڈاب المړض!!
و في هذه اللحظات حاصرت الشرطة المنزل و طالبوا حسام أن يستسلم هو و رجاله و لكنه أبي..
فما كان مصيره لتنهي حياته تلك..

حياته التي امتلأت بعتمة الكراهية و الحقد.. حياته التي لم تعرف يوما معني الحب!!
___________________________________
مرت ثلاث ليالي و في الليلة الثالثة كانوا قد وصلوا مطار القاهرة...
و انتهي الأمر.. انتهي الظلم و القهر انتهي الحب المزعوم من قبل حسام لنور..
انتهت مثالية محسن المزعومة...
و عاد حق زين..
ركضت هنا نحو يوسف و احتدنته بشدة كأنها تفتقده منذ أعوام بادلها 
خاف من فقدانها خاف عندما شعر انها لن تكون ملكه أعاد جميع حساباته..
أصلح كافة الأمور و انتهت تلك الفترة
السوداء!!
انا آسف.. انا آسف يا هنا علي كل
دموعك اللي كانت بسببي آسف علي عقاپ ليكي علي حاجة انا السبب فيها.. سامحيني!!
قالها يوسف بأعين دامعة يسكنها الرجاء 
انا مزعلتش منك اصلا يا يوسف عشان اسامحك انت كان ليك حق في كل حاجة عملتها.. انت اللي المفروض تسامحني!
هننسي كل اللي فات و نبدأ حياة جديدة يا هنا انا طلقت ريم.. هنسيب قنا و هنعيش هنا انا و انتي و بس و انتي هترجعي لشغلك و انا هأسس مستشفي جديدة!!
ابتسمت بحب و ألقت ليأتي فارس من خلفهما و يقول
انت يا حاج انت و هي احنا في المطار يا بابا.. ليكم بيت يلمكم بلاش شغل التسول دة!!
ضحك يوسف و اقترب من فارس مربتا علي كتفه و قال
شكرا يا صحبي علي وقفتك جنبي و استحمالك ليا!!
مين اللي المفروض يشكر مين يا يوسف لو حد المفروض يشكر التاني يبقي المفروض انا اللي اشكرك كفاية اني كنت السبب في بعدك عن هنا و كنت السبب اني ادمرلك حياتك.. شكرا يا يوسف انك الوحيد اللي متخلتش عني في ازمتي و فهمتني!!
تساءلت فاطمة پخوف داخلي
اومال فين أحمد!
امتعضت ملامح يوسف و قال
في

المستشفي يا فاطمة.. متقلقيش هو فاق!!
مستشفي ليه.. انا عايزة اروحله!
قالتها هي بلهفة و بعيون تتلألأ فيهما الدموع لتربت ليلي علي ظهرها و تقول
متقلقيش يا فاطمة يوسف بيقول انه كويس!!
قولي يا يوسف فين المستشفي دى!
هوديكي يا فاطمة.. يلا!!
_____________________________________
دخل الي منزله و ملامحه مرهقة و متعبة... هدر بصوت مرتفع
منى.. داليا!!
لم يجد إجابة فصعد الي الأعلي و اتجه نحو غرفة داليا ليجدها فارغة.. اتجه نحو غرفته و فتحها ليجد مني جالسة و هي تبكي پقهر..
فزع هو من مظهرها هذا و قائلا
مالك يا منى.. في أية حد اتعرض لك و لا حد جراله حاجة!
هزت رأسها بالنفي و قالت بصوت تشوبه الشهقات المتتالية
انت بتحب ليلي يا فهد لدرجة انك تسيبني ليلة فرحنا و تسافر عشان تنقذها و ميهونش عليك حتي طول الفترة اللي فاتت تسأل عليا بتحبها اوي للدرجة دي!
ابتسم و هو و يقول
اة طبعا بحبها يا منى!!
دفعته بعيدا و قالت بصوت صارخ
يبقي تطلقني.. طلقني عشان انا مش هستحمل اشوف حبك ليها.. انا بحبك و انت مبتحبنيش يبقي تطلقني!!
قهقه بصوت مرتفع و قال
انا بحب ليلي لأنها اختي يا منى.. طبيعي احبها!!
ااه قولي بقا انها زي اختك و الكلام دة.. انا..
قطع حديثها و هو يقول
لا مش هقول انها زي اختي لأنها فعلا اختي.. انا مش ابن سمير يا منى انا فهد زين سويلم!!
يعني انت سيبتي كل اللي قولته و أن ليلي اصلا متجوزة و انها تبقي
اختي و مسكتي في إني مش هتجوزها دة انتي مخك فوت صحيح!
ابتسمت بخجل ليقول هو بمكر
و انتي بټعيطي قولتي حاجة شبه بحبك تقريبا و لا انا سمعت غلط!!
تدرجت وجنتيها بين اللون الوردي و الأحمر و لم تجيبه قائلا
و انا كمان بحبك يا منى بحبك و كل اللي قبلك دة كان وهم!!
لمعت عينيها و نظرت له غير مصدقة لما قال تلك الدموع الساقطة علي وجنتيها و قال بهمس
انا مش هسمح لحاجة تخليكي ټعيطي تاني يا منى.. مش هيبقي قدامي في الحياة غير أني اسعدك و بس!!
__________________________________________
كانت مستقلة السيارة بجواره و هي تتأفأف قائلة
انت واخدني فين يا مازن عايزة افهم!!
لو صبر القاټل علي المقتول.. اصبري يا نور و هتفهمي كل حاجة!!
وقفت السيارة أمام مشفي حكومي هبط هو و هي و اتجها نحو إحدي الغرف فتحها مازن و هو يقول
تعالي يا نور تعالي عشان تشوفي انه يمهل و لا يهمل..
دلفت نور و الدهشة تتملكها من حديثه.. و لكنها فهمت مقصده حينما وجدت سما راقدة علي فراش و بجانبها طفل ذو ملامح مشوهة للغاية
فزعت نور من ذاك المشهد لتقول سما بلهفة
سامحيني يا نور.. سامحيني علي كل حاجة عملتها معاكي سامحيني لأن أمي ماټت بجلطة لما عرفت ان كل اللي خططتله ضاع سامحيني لأن ربنا عاقبني لما سقطتك و اداني طفل مشوه زي ما انتي شايفة... سامحيني لأن مبقاش ليا حد في الدنيا دي سامحيني لأني مريضة بکانسر في الثدي.. سامحيني لأن خلاص ايامي بقت معدودة و كمان انا بكرة هينطقوا بالحكم عليا!!
تنهدت نور و دموعها تسقط علي وجنتيها بحزن و قالت
مسمحاكي و ربنا يسامحك.. ربنا يتولاكي برحمته!
قالتها ثم انطلقت خارج الغرفة و خلفها مازن..
استقلت السيارة و بكت هي بشدة قائلا
مالك بس يا نور!!
صعبانة عليا اووي.. ربنا يسامحها و يتولاها برحمته!!
نظر لها مطولا و قال
انتي طيبة اووي بعد كل اللي عملته فيكي مسمحاها لا و كمان بټعيطي عشانها!!
دي بشړ يا مازن و اي انسان معرض انه يغلط.. ربنا يسامحها.. لو سمحت متكلمنيش في الموضوع دة
تاني يا مازن عشان انا اتعذبت بما فيه الكفاية و عايزة اعيش كفاية كدة!!
ابتسم و هو و قال
هتعيشي و هتنسي كل اللي فات يا نور لأني مش هسمح لحاجة تضايقك و لا تزعلك تاني..
ابتسمت بخجل و سحبت كفها منه و قالت
انا عايزة اشوف حياة وحشتني اووي!
_______________________________________
جلست بجانبه و قالت
سلامتك يا حبيبي انا آسفة.. انت من يوم ما عرفتني و مش بيحصلك اي حاجة حلوة.. آسفة..
هو يقول
انا من يوم ما عرفتك يا فاطمة

و انا عرفت يعني اية حب... انسي اي حاجة فاتت و تعالي نبدأ من جديد!
هنا دلفت والدته مبتسمة و قالت
مازن كلمني و قالي ان المحكمة حكمت علي شاهي و الدكتور 3 سنين!!
ابتسمت فاطمة و هي تقول
قولتلك أن ربنا مش بيرضي بالظلم دلوقتي كل واحد خد جزاءه..
عندك حق يا فاطمة يلا بقي عشان نحضر الشنطة النهاردة معاد خروج أحمد من المستشفي
قالتها زهرة لتستجيب لها فاطمة و تبدأ بمساعدتها..
________________________________________
في الصعيد
ركضت هند نحو فارس و ليلي و بقوة..
شعر فارس أن روحه ارتدت إليه مرة أخري شعر ان الحياة عادت تبتسم له مرة أخري...
انتهي عڈاب السنوات السابقة و بدأت حياة جديدة..
بصحبة حبيبة عمره و ملاكه هند!!
اتجهت منيرة نحوه بخطوات خجولة و قالت
أني آسفة يا فارس... معرفاش اني عملت أكدة كيف.. سامحني!!
ابتسم فارس و هو يقول
متتأسفيش يا منيرة و شكرا انك اخدتي بالك من هند الفترة اللي فاتت.. و مبروك علي الفرح!!
الله يبارك فيك!
قالتها و انسحبت للاعلي ليخرج هو و ليلي و هند.. و استقلوا السيارة عائدين للقاهرة..
تساءلت ليلي
هي منيرة بتتأسف علي اية يا فارس!
نظر لها بطرف عينه و لم يجيبها و قالت
فارس رد عليا.. كانت بتتأسف علي اية!
مينفعش اقولك يا ليلي و بعدين اللي ستره ربه ميفضحهوش عبده.. صح و لا إية!
صمتت و هي تنظر له بغيظ فضحك هو علي مظهرها و قال
انا عايزك تنسي اي حاجة يا ليلي في الفترة اللي فاتت.. عايزك تعيشي حياة جديدة من
غير زعل و لا حزن.. انسى و متسأليش و لا تقلبي في الماضي!!
_____________________________________
بعد مرور أربعة اشهر...
وقفن الفتيات أمام قبر والدهن و والدتهن اتممن قراءة الفاتحة.. فقالت ليلي
سامحني يا بابا.. سامحني اني كسرت كلمتك بس انا كنت بحب فارس و مكنتش هستحمل اني ابعد عنه.. و اهو ربنا عاقبني علي كل اللي عملته.. المهم انك تسامحني ربنا يرحمك يا حبيبي
و انتي يا أمي.. متقلقيش وصيتك اتنفذت و فهد أخد حقه في الورث.. اهم حاجة تبقي مستريحة و راضية عننا!
قالت هنا بدموع
سامحني يا بابا انت و ماما... سامحوني لاني خذلتكم انا عارفة اني غلطت كتير... بس ربنا اكيد هيسامحني و انتم كمان هتسامحوني!!
وحشتني اوي يا بابا انت و ماما انت عارف يا بابا انا اټدمرت بعد وفاتك اټدمرت اووي... ربنا يرحمك يا حبيبي انا هفضل فكراك انت و ماما و عمري ما هنساكم و لا انا و لا اخواتي
قالتها نور.. لتستكمل فاطمة قائلة
انا سمعت كلامك يا ماما قربت من اخواتي.. حبيتهم و حبيت أحمد و الأهم من كل دة حبيت نفسي عشان اقدر احبهم رجعنا حقك يا بابا من محسن و حسام ربنا يرحمك انت و ماما..
هتف فهد الواقف خلفهم
يلا يا بنات... المفروض أن فرح نور النهاردة و احنا كدة هنتأخر و بعدين هنا غلط عليها الوقفة الكتير عشان البيبي يلا عشان مازن اتصل بيا اكتر من عشر مرات!!
ابتسمت الحياة مرة أخري و انتهت تلك الظلمات...
عاد الحق لذويه و بدأت عصور الازدهار..
اجتمع الأخوة و انتهي التفرق و التشتت..
______________________________________
مساء في حفل زفاف نور و مازن..
امسك فهد بيد نور و هو يسلمها الي مازن الذي كان أكثر شخص سعادة علي وجه الأرض
قال فهد بابتسامة
خلي بالك منها يا مازن..
ربت مازن علي كتفه و هو يقول
انت مش محتاج توصيني علي نور صدقني هعوضها عن كل اللي فات!
قبل مازن جبين نور بحب و و بدأ حفل الزفاف..
هبط مازن ليجد شاكر المحامي يركض نحوه و هو يقول
أستاذ فهد..
وقف فهد و هي ينظر له باستفسار و قال
ايوة يا استاذ شاكر.. خير في حاجة!
اه طبعا بخصوص وصية مرفت هانم الله يرحمها..
طيب اتفضل نقعد و اتكلم..
جلسا علي إحدي المناضد ليقول شاكر 
طبعا انتم فاكرين ان ورث مدام نور ضاع بمجرد أن حسام ماټ.. لكن الكلام دة مش صحيح طالما أنها متطلقتش منه
يبقي هي ليها حق الورث لأن الوصية بتنص علي أنها تحرم من الورث في حالة واحدة و هي طلاقها من حسام.. لكن طالما حسام ماټ قبل ما يتم الطلاق هي كدة لم تخرج عن الوصية و لها الحق في الورث!
تهللت اسارير فهد و هو يقول
شكرا يا مترو هو

يقول
انا عارف ان كان نفسك في فرح زي دة بس..
مهم
بالنسبالي اي حاجة غير انك تبقي جنبي يا يوسف كفاية انك تكون جنبي!!
و علي خشبة المسرح كانت نور بين يدي مازن الذي كان يغازلها بكلمات الحب و هو يقول
صدقيني انا بالنسبالي حياتي بدأت من اللحظة دي كل اللي فات دة كأنه محصلش.. مش عارف انا حبيتك امتي و ازاي يا نور.. بس اللي عارفه ان ربنا بعتنا لبعض عشان نعوض بعض عن اللي فات!
و قالت بحب
انا بحبك اووي يا مازن!
تهللت أساريره و قال بوجه منفرج من السعادة
و انا بعشقك يا قلب مازن!
و بجانبهما كان أحمد يغمر فاطمة 
عشان اسامحك يا فاطمة من اول يوم خطوبة و انا عارف انك مش بتحبيني بس كان عندي امل لكن الظروف لخبطت معانا.. . مراتي و حبيبتي و كل حاجة ليا في الدنيا!!
و علي منضدة في منتصف القاعة كان فارس يجلس بجانب ليلي التي تداعب هند
زفر بضيق و قال
انا زهقت علي فكرة.. من ساعة ما رجعنا من ألمانيا و انتي مهتمة بهند و نسياني و كأني ابن البطة السودة مش جوزك مثلا!!
ابتسمت و قالت
حبيبي هند محتاجة تحس ان احنا جنبها الفترة دي لكن انا مقدرش انساك..
نهض من محله و غمز لها قائلا
طيب..
تركها و ذهب و هي لا تعي ما
الذي يقصده... صعد الي المسرح فتوقفت الموسيقي نظرت له بذهول.. عندما قال
انا آسف لو وقفت الفرح.. بس انا كنت حابب أوجه رسالة لأغلي حد في حياتي حابب اقول لمراتي و حبيبتي بحبك بحبك و آسف علي كل مرة غلطت فيها في حقك.. آسف علي كل السنين اللي فاتت اتمني انك تسامحيني... و تكملي حياتك معايا انا و هند!!
صفق الحضور جميعا و انفرجت الأسارير و عادت السعادة تحلق فوق عائلة سويلم مرة أخري بعد سنوات من الحزن و الهم!
عاد الحب يغمرهم و السعادة هي عنوان المقبل من حياتهم... وانتهي الشړ و الكراهية و عتمة الظلم!! تمت

 

تم نسخ الرابط