اسير برائتها بقلم نادية الشرقاوي

موقع أيام نيوز


مرة أخري لتفرض حالها عليه!!!
منذ عشر سنوات 
كانت قد أتمت عامها الثاني في الجامعة و مع كل يوم يمر عليها تزداد تعلقا به... حبه يتمكن منها يوما بعد يوم رغم أنه لا يعيرها أي اهتمام..
نظرت أمامها و هي تراه يدلف إلي الجامعة بوسامته المعهودة التي تجعل قلبها يهوي أرضا
لم تستطع البقاء أمامه أكثر من ذلك فنهضت من مقعدها متوجهة نحو المدرج الخاص بها

و لسوء حظها... أو لحسن حظها تعثرت قدمها في حفرة في الأرض فسقطت مټألمة
و كالعادة لم ينتبه أحد لها... فلا أحد يهتم بشأن الآخر في هذة البلدة..
و لكنها شعرت بشخص ما خلفها.. استدارت و هي تحاول النهوض
و لكنها رأته قادما و هو يهرول نحوها... ابتلعت ريقها بتوتر و قلبها تدق طبوله پعنف
نزل لمستواها و هو يقول بلهفة واضحة في حديثه
انتي كويسة حصلك حاجة!!
ابتلعت ريقها بتوتر و هي تعض علي شفتها السفلي...
دخل بها إلي مكتبه و وضعها علي الاريكة برفق و جلس علي ركبتيه بجانبها يتفحص قدمها بين كفيه و قال بابتسامة
مزق خفيف عادي يعني بس مش

هتعرفي تمشي عليها علي الاقل لمدة يومين..
نظرت له باستغراب و لم تتحدث فبعد عامان من التجاهل و عدم الاكتراث لها... يعاملها الآن بلهفة جالية
رفع حاجبه و هو ينظر لها بدهشة قائلا
اللي اعرفه عنك انك مش خرسة..
ابتسمت بتلعثم و قالت و هي تحمحم قائلة بتوتر
لاء بس.. اصل حضرتك بقالنا سنتين يعني عمرك ما اتكلمت معايا
أو..
ابتسم بمشاكسة و قال
متأكدة اننا عمرنا ما اتكلمنا يعني علي ما اتذكر ان احنا اتقابلنا قبل كدة في الباص و اتعرفنا علي بعض!!
فغرت فاهها و هي تنظر له مشدوهة لم تتوقع قط أنه يتذكرها أو حتي يكترث لوجودها في حياته!!
اه.. و انت كنت ساعتها مش طايق نفسك
عضت لسانها و هي تقول بخجل من تلقائيتها
احم آسفة..
ضحك و هو ينهض ليجلس بجانبها علي الاريكة و قال..
لا فعلا انا مكنتش طايق نفسي كان عندي شغل مهم و عادة مبحبش حد يكلمني و انا بشتغل و انتي بقا جيتي في طريقي معلش اتعصبت عليكي!!
ابتسمت باشراق ليسرح هو في تلك الابتسامة التي أرقته لمدة عامان عامان يراقبها فيهما و هو يحلم بها في كل يوم..
حضرتك عايش في ألمانيا بقالك قد اية!
بقالي خمس سنين مقولتليش اسمك ليلي اية!
قطبت حاجبيها باستغراب و هي تقول
هو حضرتك عرفت اسمي منين!
هو مش انا الدكتور بتاعك و لا إية!
قالت بعدم اقتناع
اسمي ليلي زين سويلم...
سلامتك يا ليلى...
ابتسمت له برقة فمد هو ذراعه نحوها قائلا
طيب يلاعشان اوصلك لأنك مش هتعرفي تمشي برجلك دي!
تحمحمت قائلة بإحراج
لا شكرا لحضرتك يا دكتور انا هعرف اروح لوحدي...
مش هتعرفي فياريت مترفضيشانا مش هخطفك يعني!!
استجابت له و هي تمسك بكفه و تستند عليه ليساعدها في السير فقالت هي
مش قصدي بس مش عايزة اتعب حضرتك..
اتجهت معا خارج مبني الجامعة.. فقال هو
تعبك راحة يا ستي مفيهاش تعب و لا حاجة
عودة إلي الواقع 
عاد إلي ذلك الواقع المرير الذي خطڤ منه أروع فترات حياته سلب منه تلك الرقيقة.. ليلي!!
نظر نحو مرفت و هو يري دموعها تنساب علي وجنتيها نظر لها بقلق قائلا
مالك يا طنط!
أمسكت كفه بحنان فطري و قالت
يعني عمرك ما هتتخلي عنها مهما تعمل!!
كانت الدهشة مسيطرة عليه عندما قال
انا متخلتش عنها قبل كدة عشان اتخلى عنها دلوقتي!!
فارس انا خلاص مش هعيش اكتر ما عش
شوية و هتبدأ تفوق.. عن أذنك
خرج الطبيب ليبقي هو بجانبها تأمل تلك الملامح الشرقية..
ذلك الشعر البندقي القصير... البشرة البيضاء الذي يسري بها حمرة طبيعية
تجرأ لأول مرة و بيد مرتعشة مد يده يتحسس خصلات شعرها برقة...
و قائلا
اهدي يا ليلي انتي تعبانة و لازم تستريحي شوية!!
هزت رأسها برفض و بدأت طبقة من الدموع تزين عينيها.. امسك كفها ماقتا لتلك الدموع التي تحجب عنه عينيها..
اهدي بس.. مالك!
بدأت تبكي پقهر و هي تقول بدون وعي
ظهرت معالم الصدمة علي وجهه هو لا يعلم عن من تتحدث و لكن بالطبع ما تقوله کاړثة!!
هنا مين.. اهدي بس علي
الطوارئ و انا محاليل عشان عندها انخفاض في ضغط الډم..
شحب وجهه بالطبع هو قلق عليها لكن ما أثار غضبه أكثر هو وجود ذاك الفهد معها
يبدو أنه يسعي لسلب قلبها منه.. و هو ما لم يسمح به قط 
اتجه بخطي مهرولة نحو الغرفة المنشودة

وقف أمام باب الغرفة ململما شتات أمره و هو يتنفس بعمق محاولا الا يسكب غضبه عليها فكفي بها إرهاق و ضغط نفسي..
فتح باب الغرفة دون أن يطرق و قد بدأت الخطوط الحمراء ترتسم في عينيه كدلالة علي غضبه الذي يتصاعد
فقد كان ذلك المعتوه ممسكا بكفها بيد و باليد الأخري كان يمسح دموعها..
نظرت ليلي نحوه پخوف و بتلقائية شديدة و بدون تفكير من عقلها الذي يعلم تماما انها ملك له حتي مماتها.. سحبت كفها من كف فهد.. و ارتدت للخلف بعيدا عنه
دخل فارس مغلقا الباب خلفه و عينيه مثبتة عليها حتي أصبح أمامها مباشرة علي الفراش التي ترقد عليه..
اهلا يا دكتور فارس..
قالها فهد باستغراب من تصرفاته و من غضبه الباد
لكن فارس لم يجيبه بل جلس بجانبها علي الفراش ملتصقا بها.. قائلا بصوت أجش
انتي كويسة يا ليلي!
أغمضت عينيها پألم يعلم هو مصدره جيدا لينظر نحو فهد بنظرات ماقتة و ابتسامة صفراء قائلا
آسف يا استاذ فهد بس مخدتش بالي منك كنت قلقان علي ليلي...
تعمد النطق بتلك الكلمات ليشعرها بخوفه عليها.. و ليجعل ذلك الابلة يعلم أنها ليلاه.. فقط ملكه هو!!
و لا يهمك يا دكتور هي بس ضغطها كان واطي..
قالها فهد بعدم فهم لما يدور حوله فاردفت ليلي باستفهام
هنا عاملة اية يا فارس و يوسف !
تنهد بحزن علي حال شقيقتها و يوسف فيبدو أن القدر يعاندهما و يرفض اجتماعهما
هنا فاقت الحمد لله بس يوسف لسة في العناية المركزة
حالته وحشة يا فارس!
تساءلت ليلي و هي منتظرة إجابته بترقب ليجيبها هو بحزن
عنده كسر في الحوض و خلع في الكتف و كدمات و كسور في كل جسمه.. مفيهوش حتة سليمة!!
نهض فهد لأنه يشعر أن الحوار الدائر بينهما خاص.. فلا وجود له بينهما
طيب عن أذنكم يا جماعة... هاجي بكرة إن شاء الله يا دكتور ليلي اطمن عليكي
هزت رأسها بالموافقة بينما أعلن فارس رفضه لقرارها حينما قال بامتعاض
مفيش داعي تتعب نفسك انا جنبها و أهلها كمان جنبها!!
نظرت له و كأنها توبخه بنظراتها علي انعدام ذوقه و لكن رد فهد كان كالصاعقة بالنسبة لها
بس هي طلبت مني ابقي جنبها... و انا مقدرش منفذلهاش طلبها
بالطبع فارس لن يدرك مقصد فهد انها طلبت منه مساعدتها في ورطة شقيقتها هنا بسبب علاقاته الناتجة من كونه من كبار رجال الأعمال في مصر..
أو ربما لن يدركه لأن فهد كان يتعمد قولها بطريقة ماكرة...
عن أذنكم
قالها فهد و انطلق خارجا ليتركها وحدها مع ذاك الشبح 
استدارت إلي فارس لتشرح له مقصده من تلك العبارة التي من التأكيد أنه فهمها خطأ
و لكنه كان أسرع منها فقبض علي ذراعيها بقوة تأوهت هي و قالت
فارس افهم قبل ما تحكم هو مش قصده حاجة من اللي في دماغك..
و الله اومال يقصد اية يا ليلي هانم.. بصي يا ليلي لآخر مرة هقولهالكانتي لو مكنتيش ليا مش هتكوني لغيري في يوم من الايام.. انتي ملكي انا و بس!!
قالها فارس بعصبية و غيرة واضحة... دققت في عيناه جيدا و هي تري
تلك النظرات التي تعرفها جيدا..
تلك النظرات التي أسرت فؤادها من قبل نظرات العشق المنطلقة من عيناه كانت قادرة علي تهدئة قلبها و طمأنته..
أنت ملكش الحق أنك تتحكم فيا مفيش بينا حاجة اصلا..
قبض علي خصلات شعرها لكن ليس بقوة.. بلين جعلها تنظر له باستغراب
لو انتي نسيتي حب عشر سنين يا ليلي أنا منستهوش.. و لا نسيت كمان انتي جرحتيني و كسرتيني ازاي!!
بدأت نبرة صوته تتهدج و كأنه علي وشك البكاء كالطفل الصغير
هالها حالته تلك و قالت
انت كنت عايزيني اعمل اية يا فارس لما اعرف انا ابويا ماټ و هو ڠضبان عليا عشان انا اتجوزت من وراه.. لا و مش بس كدة بعتله قسيمة
ره... كان لازم نبعد كفاية اني عذبته في حياته يبقي اريحه و هو مېت.. يمكن ربنا يسامحني!!
انا عارف ان احنا غلطنا زمان لما اتجوزنا من ورا أهلك و يمكن اللي احنا فيه دة عقاپ

ربنا لينا بس يا ليلي انا استحملت فوق طاقتي خلاص و معدتش قادر اكتم اكتر من كدة!!
نظرت له بتعجب و كأنه يهذي فأكمل هو قائلا و قد طفح كيله
يا ليلي انتي مش السبب في مۏت ابوكي.. حسام كان هو السبب الرئيسي في مۏت ابوكي...
تحاملت علي حالها و قاومت ذلك الشعور اللعېن بالإرهاق لتنهض من الفراش واقفة أمامه بعين متسعة نتيجة لصډمتها من حديثه هذا
فارس انا فاهمة كويس انك عايز تشيل من عندي الشعور بالذنب و...
قاطع حديثها حينما قال بجدية
لا يا ليلي انا مش بتبلي علي حسام انا اي كلمة هقولها دلوقتي هتبقي صح و ربنا هيبقي شاهد عليا فيها..
انت بتهزر اكيد لأن اصلا حسام عرف نور و اتجوزوا من بعد ۏفاة بابا يعني هو اصلا مكنش يعرف بابا!!!
تفوهت بها ليلي بنبرة چنونية و عيون أشتعل فيهما الڠضب ليكمل فارس قائلا
كلامك صح هو عارف نور من بعد ما ابوكي ما ماټ.. لكن هو اصلا يعرف ابوكي من قبلها!!
نظرت حولها و هي تحاول استيعاب ما قد قيل ثم عاودت النظر له مرة أخري لتصطدم بنظراته الثابتة..
انتي عارفة ان حسام بيشتغل في نفس مجال الشركة بتاعتكم مفكرتيش في الموضوع دة قبل كدة!!
فتشت في ذاكرتها عن تلك المعلومة و قالت
ايوة كان بيشتغل في نفس مجال شركتنا.. بس دة اية علاقته باللي انت بتقوله!
طيب مفكرتيش اية سبب اڼهيار شركتكم من بعد ۏفاة والدك!
يوووة يا فارس.. كفاية ألغاز لحد كدة.. و كمل كلامك لو سمحت
قالتها ليلي بعصبية جالية و قد أوشكت اعصابها علي الاڼهيار
زين بية الله يرحمه قبل ما ېموت شركته كانت بتمر بأحسن حالتها كانت من أقوي الشركات في السوق وقتها... و طبعا كانت في شركات منافسة ليه عايزة تقضي علي شركته و منها شركة حسام اللي اتفق مع كذا شركة في نفس المجال علي زين بيه... باخواتك و والدتك و هددوه بيكي انت كمان رغم انك مكنتيش موجودة في مصر ساعتها بس بردو زين بيه مستسلمش لحد ما في مرة قطعوا الطريق علي عربيته و خطڤوه... حاولو يمضوه علي عقد للتنازل عن شركته بس هو رفض بس هما فضلو يضغطو عليه
 

تم نسخ الرابط