ندوب الهوى ل ندا

موقع أيام نيوز

رخامة المطبخ وقالت
يا ماما جاد مش هيتأخر دي خطوة
مرة أخرى هتفت والدتها تصر على حديثها بأن تتحدث مع زوجها لكي يأتي
الله طب ما تكلميه يا بنتي
ابتعدت عنها للخلف ثم أجابتها بهدوء لكي تهدأ وتصمت قليلا حتى ينتهوا من الطعام
حاضر بس نخلص وأكلمه يا ماما
خرجت زوجة جمال من المطبخ والتي تدعى حنان وصاحت وهي على أعتاب الباب بقوة تسأل آدم الذي كان يجلس على أعتاب باب غرفة أخرى في الشقة ويقع تحت أنظارها
آدم سيليا معاك
وقف آدم على قدميه وأتى ناحيتها قائلا بنبرة طفولية هادئة مشيرا
إلى الغرفة الذي كان يجلس بها
أيوه يا طنط حنان هناك أهي بتلعب مع عشق
انخفضت للأسفل قليلا بجسدها مقتربة منه وقالت بحنان وحب وهي تفهمه أن الفتاة صغيرة وتريد اهتمام ليس كمثلهم
خلي
بالك منها علشان هي لسه صغنونه ومتعرفش حاجه
أجاب وهو ينظر إليها بعمق معتقدا أنه يتفهم حديثها
آه ماهي زي غرام
نفت حديثه وهي توضح له أكثر قائلة بجدية
لأ غرام أكبر منها إنما سيليا لسه صغيرة أوي
نظر الآخر إلى الغرفة الذي كان بها معهم هم الثلاثة ورأى عشق تجلس مع سيليا ابنة خاله جمال فهتف وهو يتجه إليهم بنبرة رجل واثق
ماشي أنا هروح ألعب معاهم مټخافيش وهخلي بالي منهم كلهم
ابتسمت إليه قائلة بحب وهي تقف على قدميها مرة أخرى
شاطر يا آدم
أردفت مريم ناظرة إلى زوجة أخيها تتسائل عنه بعدما تركهم وذهب
اومال جمال خرج راح فين يا حنان مش هو اللي عازمنا الله بقى يعزمنا ويمشي ويسبنا
هتفت الأخرى نافية حديثها قائلة بهدوء وابتسامة صغيرة على ثغرها
لأ ممشيش ده طلع فوق قالي هجيب حاجه وأنزل
أردفت هدير من الداخل بقوة وصوت عالي لتستمتع إليها زوجة أخيها في الخارج وهي تقول بجدية
طب إحنا خلصنا أهو اطلعي شوفيه كده علشان هكلم جاد يجي وسمير على وصول
أومأت إليها الأخرى وأردفت بتأكيد على حديثها ثم ذهبت تسير إلى باب الشقة وخرجت منه متجه إلى الأعلى
حاضر
خرجت هدير من المطبخ وأخذت هاتفها من جوار مريم ثم فتحته وقامت بالاتصال بزوجها لكي تستعجله بالوصول إليهم
ألو أيوه
يا جاد ما تيجي يلا
أغلقت الهاتف بعد أن أكد عليها أنه قادم ثم دلفت إلى المطبخ وهي تصيح إلى والدتها بقوة
يلا يا ماما جاد جاي أهو
لحظة فقط ودق الباب مرة أخرى لتفتح مريم ودلف شقيقها وخلفه زوجته دلفت زوجته إلى المطبخ بعد أن رميت السلام على سمير مطمئنة على أحواله وتقدم هو إليه يعانقه بقوة يسلم عليه بحرارة 
أتى جاد هو الآخر بعد لحظات ففتح له جمال يسلم عليه بحرارة هو الآخر دلف إلى داخل غرفة أخرى صغيرة للضيوف غير الصالة ثم لحظات بينهم في الحديث ووقف على قدميه يود الذهاب إلى المرحاض لغسل يديه 
مر على المطبخ ناظرا داخله بطرف عينيه لم يرى إلا هي بالداخل وتقف بعباءة ضيقة للغاية قديمة لا تناسبها وخصلات شعرها ترفعها بدبوس كبير وليس عليها حجاب 
دلف إليها المطبخ وأردف من خلف ظهرها بقوة وجدية شديدة مستغرب من مظهرها هذا
ايه اللي أنت عملاه ده
استمعت إلى صوته خلفها فاستدارت سريعا تنظر إليه ولم تفهم ما الذي يتحدث عنه فأشار لها برأسها وعينيه على مظهرها قالت سريعا تنفي ما توصل إليه عقله مردفة بلهفة
مخرجتش بره والله وسمير جوا ولا حتى عديت من قدام المطبخ أنا زي ما أنا هنا وجايبه عباية تانية معايا
تقدم للداخل قليلا وأردف قائلا بنبرة خشنة وهو يقف أمامها بعينين رمادية حادة
ولما أنت معاكي غيرها لابسه دي ليه
أردفت بصدق وجدية
من ساعة ما جيت يا جاد وأنا بساعدهم في المطبخ فقولت ألبس دي علشان مفيش حد هنا
أومأ إليها برأسه قائلا
ماشي روحي بقى غيري هدومك دي والبسي طرحة
حاضر
ذهب إلى الخارج مرة أخرى يتوجه للمرحاض كما كان ذاهب من البداية بعد أن ألقى تعليماته على زوجته المصون 
دلفت والدتها وزوجة أخيها إلى المطبخ ليقوموا بوضع الطعام لتناوله ولكنها أردفت قائلة وهي تتجه نحو باب المطبخ لتخرج منه وتفعل ما قاله لها زوجها
ماما أنا هدخل البس عبايتي وانتوا حطوا ليهم الأول وإحنا ناكل بره
طيب ماشي
بعد
أن تناولوا الطعام وجلسوا سويا بعض الوقت في هدوء وراحة لم تكن معتادة سابقا ولكنها قد حدثت بفضل الله
بعد أن ألهم شقيقهم على طريق النور والخير الذي يأخذ منه كل ما هو حلال
بقدر كافي له ذهب جاد إلى عمله مرة أخرى وكذلك سمير وتركوا زوجاتهم في بيت شقيقهم يجلسون سويا بعض الوقت الأكثر من هذا يخلدون لحظات جميلة داخل ذاكرتهم غير تلك المليئة بالألم 
أردف جمال بصوت عالي وهو في صالة المنزل يهتف بإسم شقيقته هدير مناديا إياها خرجت إليه فأخذها ودلف إلى إحدى الغرف وأغلق الباب من خلفه 
نظرت إليه بعمق واستغراب ترى ما الذي يفعله وجدته يخرج من جيبه قطعة قماش صغيرة وتقريبا داخلها شيء قدمها إليها وهو بقى أمامها قائلا بنبرة جادة
خدي دول حقك وحاجتك
أبصرت قطعة القماش ثم رفعت بصرها عليه وتسائلت باستغراب
ايه دول
تنهد بهدوء أخفض وجهه إلى الأرضية بخجل ثم رفعه إليها مرة أخرى قائلا بصوت خاڤت خجل مما فعله
الغوايش اللي اخدتها منك عارف إني اتأخرت عليكي بس أنت كنتي شايفة الظروف
وضعت كف يدها على يده المقدمة إليها وعادت بها للخلف وهي تقول باستنكار ورفض تام
أنت اټجننت ولا ايه أنا مش هاخد الغوايش دي
لم يكن هو على استعداد أن تجعله يأخذهم مرة أخرى فهذا حقها ومالها ومال زوجها وهو من اغتلسه منها بالسړقة وعليه أن يعود به إلى أصحابه
عليا الطلاق لازم تاخديهم
صدح صوتها بحدة بعد أن استمعت يمينه الذي انهته عنه سابقا كثيرا
قولتلك مليون مرة بلاش تحلف على حاجه بالطلاق أنت مش بتتعلم
أجابها بهدوء وجدية ثم أكمل بخجل وهو يمد
يده إليها مرة أخرى مردفا
ياستي معلش خدي بقى الغوايش بتاعتك مش كفاية إني صغرت قدام جوزك
ابتسمت بسخرية جلية مستنكرة مجيبة إياه بصدق تهتف بما حدث حقا
جوزي تصدق بالله جاد ما سألني عليهم ولا مرة ولا يعرف أنا معايا دهب ايه ولا معايش ايه 
أومأ برأسه وقال بهدوء
عارف إنه كريم ومش بيدقق
نظرت إليه بدقة ضيقت ما بين حاجبيها مثبتة عينيها عليه تتسائل
يعني أنت أمورك تمام يا جمال لو محتاج فلوس خليهم والله أنا مش عيزاهم
أردف هو ضاحكا قم أكمل بجدية ورضا تام ظاهر في كامل حديثه
وتوقعي طلاقي وبعدين الحمدلله مستورة أوي
أمسك بكف يدها ثم وضع فيه الأسوار وأجابته هي بابتسامة راضية عنه وعن ما يفعله
دايما يا حبيبي دايما
فتح الباب بقوة كبيرة على حين غرة وظهرت منه مريم ببطنها المنتفخة الممتدة أمامها قبل دخولها هي قالت بصوت عالي يحمل داخله الحماس وملامحها تدقق عليهم
بتعملوا ايه قفشتكم
ابتعدت هدير للخلف بوجه عابس مصطنع قائلة بمرح ومزاح
ها قد أتت مفرقة الجماعات
أشارت إلى بطنها بيدها تهتف بسخرية على حالها قائلة بتهكم
أنا طب بالذمة يا جمال يا خويا أنا بمنظري ده أعرف أفرق حباية رز عن التانية
ابتسم جمال بهدوء فاقتربت هي للداخل تقف جوارهم فقال بصدق
بصراحة لأ
هتفت بمرح مجيبة عليهم وهي الأخرى تبتسم
اومال ايه
بقى بتظلموني ليه وأنا إنسان غلبان
أقترب منهم جمال يقف في المنتصف بينهم وحاوط كل منهن بيده عانقهم بيده الاثنين عناق أخوي لم يحدث من قبل ولكنه يحدث الآن ودائما بعد كثير من الفراق والألم بعد اشتياق وعذاب كثيرا عوض الله الجميع بما يستحق بعد معافرة كبيرة وعاقب من يستحق على عمله من تخريب في نفوس البشر 
ربنا يخليكم ليا يارب
وضعت مريم يدها على صدره ومالت برأسها عليه مردفة
ويخليك لينا يا جمال
والأخرى كمثل قائلة بابتسامة عريضة وفرحة كبيرة تدق داخل قلبها بعد أن استقرت الحياة بهم في مطاف واحد كان الأفضل من الأفضل نفسه
يديمك في حياتنا نعمة يا أبو سيليا
وقفت والدتهم على أعتاب باب الغرفة ناظرة إليهم بعينين دامعة متى كانت
تتمنى أن ترى هذا! منذ زمن بعيد وهي تتمنى أن ترى ابنها الأكبر بينهم يحتويهم ويكن لهم العون والسند في الحياة والآن وبعد كثير من الأعوام الذي مضت هو هكذا يلبي طلبها ويقف جوارهم ويكن لهم خير الأخ والصديق 
رحيل مسعد عن حياتهم غير بها الكثير والكثير وكأنه كان الشيطان الذي يوسوس في النفوس ثم من بعد اختفائه عادت النفوس ملائكه ليعم الخير والسعادة الفرح والراحة وكل ما هو يطيب خاطر الإنسان ويجعله مطمئن عاد
كل ما هو جميل من عند الله الذي يعطيهم أكثر مما يستحقون بعد ذلك الصبر
صبرا جميلا من بعده حياة 
اليوم التالي
وقفت هدير في مطبخ شقتها تنهي تحضير الطعام بعد أن استمعت إلى انتهاء الصلاة في المسجد والآن سيكون زوجها وولدها الصغير متوجهين إلى المنزل 
لحظات خلف الأخرى تعد الطعام بحب وليس بيدها ترشه سعادة بعيده عن ملح الطعام تدندن بفرحة الحياة وابتسامتها السعيدة المقدمة إليها بعد أن نالت ما تستحقه منها على حق 
خرجت إلى الصالة بعد أن فتح باب الشقة واستمعت إلى أصواتهم في الخارج نظرت إليهم بحب كبير وراحة لأ نهائية شعرت بها عندما أبصرت زوجها يقف على أعتاب باب الشقة بهذه العباءة البيضاء الخاصة بصلاة يوم الجمعة ذقنه مهذبه ووجهه بشوش شعره مصفف بعناية وملامحه تبتسم بالكامل كل هذا غير عينيه الساحرة التي تجعلها ټموت داخلها 
أقترب الصغير منها ركضا يبتسم بسعادة
وكان هو الآخر يرتدي عباءة صغيرة بيضاء كوالده قد أتى بها جده رشوان إليه كان الصغير يشبه والده بالمعنى الحرفي عينيه رمادية مثله ولكنها حادة قليلا تظهر بوضوح أكثر من جاد أنفه مثله وشفتيه وكل ما بوجهه يشبهه ولكن طريقته وحديثه لا يشبه إلا جده رشوان 
أقترب منها يهتف بصوت عالي وبفرحة كبيرة
صليت صليت يا هدير
أقتربت منه جالسة على عقبيها على الأرضية وقبلته من وجنته بقوة مبتسمة بسعادة هي الأخرى قائلة بمزاح أم ودلالها الذي لا يعجبه
ياختي كبرت وبقت تصلي يا ولاد
عاد للخلف قليلا ناظرا إليها بقوة وهتف بنبرة منزعجة
ياختي مين وكبرت مين يا ماما أنا آدم
استدار ينظر إلى والده بقوة مردفا بضيق يشكي إليه من والدته الذي تزعجه دائما بحديثها كجدته بالضبط
ينفع يا بابا تقولي ياختي بيضة قدام عشق تقول عليا ايه يعني
أقترب جاد للداخل وهو يبتسم قائلا بنبرة جادة لكي يشاكسها
لأ طبعا غلط أنت راجل إزاي تقولك كده
صاح الآخر بطريقة طفولية جميلة للغاية وهو يظهر انزعاجه لهم
الله طب ما تقولها
صاح والده هو الآخر يجاريه في حديثه قائلا
منا بقول أهو
وقفت هي على قدميها ثم أشارت لهم هم الاثنين وقالت بجدية شديدة لكي تقوم بوضع الطعام كي يأكلون سويا
طيب يا حلو أنت وهو غيروا علشان ناكل
أقترب منها آدم مرة أخرى وهنا قال بنبرة خاڤتة بريئة سائلا
تم نسخ الرابط