ندوب الهوى ل ندا
المحتويات
معاك وأقولك حاجه مهمة
ضيق ما بين حاجبيه متسائلا باستغراب وعينيه عليها بدقة
حاجة ايه
أشارت برأسها مؤكدة أنها ستتحدث عندما يخرج فقط وحركت شفتيها مجيبة
يلا بس أما تخرج هقولك
أومأ إليها برأسه ثم تقدم إلى الداخل متوجها إلى المرحاض فهو في حاجه شديدة لأن يأخذ قسطا من الراحة أسفل المياة ليريح جسده عما تعرض إليه في اليومين الماضيين
دلف إلى الغرفة ليراها تقف أمام المرآة بعد أن بدلت ملابسها هي الأخرى إلى غيرها بيتيه مكونه من قميص طويل لونه أحمر ڼاري يصل إلى بعد منتصف قدميها من الأسفل مفتوح من الجانبين ومن الأعلى يحمل رسومات وردية زائدة على كتفيه ومقدمه صدره
ها ايه بقى الحاجه المهمة
نظرت إليه بعمق داخل عينيه وناداته بإسمه برقة ونظرتها مطولة عليه
جاد!
استغربها وهو يراها تنظر إليه بعمق تناديه هكذا تقدم من الفراش جالسا عليه وأجاب محركا شفتيه ببرود أخذا المنشفة مرة أخرى يجفف خصلاته بعد أن ارتدى البنطال
أنا حامل
ابتعدت يده عن المنشفة التي وقعت على الأرضية جوار قدمه وعينيه ثبتت عليها متسعة پصدمة كبيرة بعد
أن قالت كلمتين لم يكونوا في الحسبان أبدا
يتبع
ندوبالهوى
الفصلالثامنوالعشرون
نداحسن
فراق مرة أخرى
هل استمع إلى ما قالته بشكل صحيح هل قالت أنها حامل! تحمل داخل أحشائها طفل لها وله هل قالت هذا أم لأ
رفع حاجبيه للأعلى دون حديث وحرك عينيه بحركة تعرفها دليل على أنه يريد تأكيد الحديث مرة أخرى لكي يستوعب أنه صحيح
تقدمت بهدوء منه ووقفت أمامه وهو جالس على الفراش يرفع رأسه لينظر إليها بتركيز واستمع إليها تهتف بنبرة خاڤتة ووجهها يبتسم بهدوء
أخفض وجهه إلى الأرضية ووضع كف يده على جبينه يمسح عليه بقوة هذا صحيح! لقد أكدت حديثها أنها حامل تحمل طفل داخلها منه هو! سيكون والده! إنه سيكون أب عن قريب
سيتحقق حلمه البعيد صعب المنال الذي تأخر عنه ولكنه لم ييأس وعلم أنه له وقت وميعاد يأتي به مقدر له من الله
لقد كان هذا
أكثر شيء يريده أكثر وأول شيء يريده من الدنيا بعد وجوده مع زوجته وحبيبته يريد ولدا منه ومنها يحمل جمالها وصفاتها الرقيقة يكن له السند والعون في الحياة
بهذه السرعة التي يخفق بها
لقد كان حلم بعيد وأكثر ما تمناه ولكن ليس لدرجة البكاء ما هذا الضعف ولما لا يستطيع تحديد كلمات أو أي شيء يقوله أو يفعله لما هو هكذا!
تغلب على نفسه ورفع بصره إليها مرة أخرى ينظر إلى عينيها المنتظرة منه أي رد فعل بعد أن قالت له خبر سعيد مثل هذا ثم بعد رفعة رأسه وقف بجسده أمامها ومسح على وجهه بكف يده ثم تحدث بخفوت ونظرة مترقبة منتظرة التأكيد الأكبر
بجد يعني بجد أنت حامل
أومأت برأسها عدة مرات مبتسمة تؤكد له ما يريد التأكيد منه كي يبتسم للحياة مرة أخرى ويتناسى معها كل ما مر عليهم من حزن وقهر أقترب
منها للغاية مقدما يده اليمنى واضعا إياها على بطنها ناظرا إليها ثم صعد بعينيه مرة أخرى لعسليتها قائلا بحب
في هنا نونو
مرة أخرى تومأ له بعد أن اتسعت ابتسامتها وظهرت أسنانها البيضاء من بين شفتيها الوردية
وهي تتمسك به جيدا بعدما شعرت بأن قدميها ترفع في الهواء وكامل جسدها يدور
معه بخفه وسعادة لا توصف أصدرت ضحكات عالية رنانة بصوتها الجميل والمحبب إلى أذنه مقررا هو وهي مع بعضهم البعض أن ينعمون بهذه السعادة لبعض اللحظات اللحظات فقط!
وقف ثابتا مرة واحدة ثم بهدوء أخفضها إلى الأرضية ولكنها لم تبتعد ولم تنظر إليه
قربها إليه أكثرا قائلا بنبرة فرحة صاخبة بالحب والحياة
ياه يا هدير من زمان أوي وأنا نفسي أسمع الكلمتين دول
شدد على عناقها مكملا بحماس وشغف حضر إليه في لحظاته الأولى ليكن معه منذ البداية
ألف مبروك يا وحش
الله يبارك فيك يا حبيبي
عرفتي امتى
وقع هذا السؤال على مسامعها ثم هوى قلبها پخوف خلفه لم تتوقع أن يسأل ولم تفكر في الإجابة ما الذي ستقوله تخبره بالحقيقة وتبدأ معه صفحة غير الأخرى المليئة بالكتمان أم تخفي هذا وسيكون آخر شيء! عادت للخلف ثم نظرت إليه بعينين خائڤة وقد ظهر عليها هذا
من عشر أيام
لم يستوعب أنها تكن علمت منذ عشرة أيام ولم تخبره فعاد مرة أخرى يقول باستغراب ينظر إلى عينيها بقوة
هو ايه اللي مش عشر أيام
أنزلت يدها الاثنين من حول عنقه ووقفت أمامه ثابتة فقط تنظر إلى عينيه پخوف وصدق ورهبة داخلها من أن تسوء
الأمور بينهم مرة أخرى
عرفت إني حامل من عشر أيام
أخفض يده الاثنين من عليها ووقف هو الآخر ثابت مذهولا يبادلها النظرات المصدومه مما هتفت به كيف لها أن تكون تعلم منذ هذه المدة وهو الآن فقط يعلم أليس له الحق فيه مثلها! تسائل مرة أخرى باستغراب أكبر من السابق قائلا بنبرة خشنة
يعني ايه من عشر أيام وأنا ليه معرفش غير دلوقتي
وجدها تنظر إليه بصمت ربما تفكر الآن لما قد فلت منها لسانها وهتفت بالحقيقة كان من المفترض أن تبدأ هي بالجديد وتلقي بكل ما حدث في الماضي بعيدا لم تجيب عليه وتنظر إليه فقط نظرة لم يفهم ما هي معاتبة! خائڤة! حزينة! لما تغيرت الآن
مالك يا هدير ما تردي بقولك ليه مقولتيش
كنت خاېفة
ضيق ما بين حاجبيه وإلى الآن لم يفهم أي مما تقوله ليقوم هو بالسؤال مرة أخرى
خاېفة من ايه يا هدير هو ده حاجه تخوف أنت مش عارفه أنا مستنى الخبر ده من امتى مش عارفة إزاي دا أنت أكتر واحدة عارفة
عادت للخلف خطوتين تدير ظهرها إليه قائلة بسرعة وخوف وداخلها تود لو تعود بها الأيام فالندم الآن لا يفيدها
كنت خاېفة تبعد عني وتسيبني يا جاد
اسيبك إزاي أنت مچنونة يا هدير ولا ايه ما تفهميني ايه اللي بيحصل
اخفضت بصرها في الأرضية وتمسكت بيدها تقوم بالضغط عليها بقوة عائدة إلى تلك
الحركة من جديد ثم رفعت نظرها إليه قائلة بقوة محاولة التحلي بالشجاعة
أنا هقولك كل حاجه بس بالله عليك يا جاد تفهمني وماتحكمش عليا بسبب غلطة زي دي
أتى بآخر ما عنده صاح بقوة بعد أن أخذت كل الصبر الذي داخله وشوشت عقله بحديث ليس له داعي من الأساس وهو لا يفهمه
غلطة ايه وبتاع ايه ما تتكلمي يا هدير الله
ضغطت على يدها بقوة وشعرت أن قدميها ترتجف فهي على وشك الإعتراف بأكبر خطأ ارتكبته في حق نفسها وزوجها خصوصا بعد أن علمت أنه بريء من كل ما تخيلته تقدمت تجلس على الفراش فاستدار بجسده معها ليكن مقابلا لها
أنا عرفت إني حامل من عشر أيام يا جاد محبتش أنك تعرف غير لما أتأكد لأن ساعات بيبقى فيه غلط فمكنتش عايزة اعشمك
بطيئة وتسرد إليه ببطء فتحدث مشيرا بيده يحثها على التكملة بعصبية
ها كملي
تكونت الدموع بعينيها مما أدهشه وجعله يشعر بالذهول منها ومن تصرفاتها ولكن عندما استمع إلى صوتها الخاڤت المتقطع بدأ في الفهم لما هي
هكذا
لما روحت مع مريم كشفت أنا كمان واتاكدت إني حامل كنت فرحانه أوي والله العظيم وكنت عايزة اشوفك لما تسمع الخبر كان
نفسي أشوف رد فعلك زي دلوقتي كان نفسي أشوف الفرحة عليك أنا مكنتش فرحانة ليا قد ما فرحانة ليك لأن اللي نفسك فيه خلاص اتحقق
خرجت دموع عينيها على وجنتيها وثقل حديثها أكثر وهو مازال ينظر إليها بصمت يود فهم ما الذي حدث وما الذي فعلته ولا يود أن يكون ما توصل إليه
كنت خلاص هقولك والفرحة مش سيعاني بس أنت سړقت مني الفرحة دي يا جاد
أشار إلى نفسه بذهول وصدمة متسائلا باستنكار
أنا
رفعت نظرها إليه بقوة وهي تبكي بغزارة دون صوت قائلة بتأكيد
أيوه أنت خبيت عني أنك لسه على تواصل مع كاميليا بل بالعكس قولتلي أنك قطعت معاها خالص بس لما قومت
تفتح الباب وصلك رسايل منها فيها المكان اللي هتتقابلوا فيه وغيره عقلي
فكر في حاجات كتير بشعة ومن غير إرادة مني شوفت المكالمات ولقيتك مكلمها بعد ما نزلت من عندي يا جاد سألتك وانكرت يعني بتكدب عليا وبدل ما كنت هقولك إني حامل قولتلك بس على مريم
تذكر! تذكر ذلك اليوم وتلك اللحظات عندما كانت غاية في الرقة والدلال والسعادة كانت من كل جانب عليهما وهي من بدأت بذلك ثم دون سابق إنذار تحولت مئة وثمانون درجة وكأنها إمرأة أخرى غير الذي كان يجلس معها ومن بعدها بقيت على هذا الحال بعيدة عنه ولا تريد الإقتراب منه أبدا ولا تطيل معه الحديث وكثيرا حاول معها ولكنها ترفض بشدة
إذا كل ما
حدث فقط لأجل أنها رأت الرسائل والمكالمة ولكن الرسائل لم تكن مقروءة مؤكد قراتها من الخارج لها كامل الحق في أن تحزن وتشعر بالڠصب والغيرة وكل شيء ولكن إن تخفي عنه أنها حامل! أليس هذا صعب!
يتذكر أيضا كيف أخبرته أن شقيقتها حامل بطريقة لم يفهمها بحدة وقوة ونظرتها ثابتة وألقت الكلمات عليه دون سابق إنذار يتذكر ذلك جيدا وفهم الآن ما المغذى منه
وقف أمامها ناظرا إليها بضعف انتقل إليه عبر النظرات المتبادلة بينهم يتسائل بقلة حيلة وما وصل إليه قاټل ودون رحمة
وقولتلي مريم حامل وقتها بالطريقة الناشفة دي علشان توجعيني! علشان اتوجع أن سمير مراته حامل وأنا لأ مع أن نفسي في عيل من زمان حتى من قبل ما اتجوزك وأنا منايا أشوف عيل ليا
وقفت على قدميها سريعا تتمسك بيده قائلة بضعف وعينيها تذرف الدموع دون توقف نافية ما فكر به وما هتفه
أقسملك بالله أبدا اوجعك أنا اوجعك يا جاد دا أنا أموت فداك والله العظيم عمري والله يا جاد ما أفكر في وجعك دا بيبقى ليا الضعف أنت إزاي تقول كده
جذب يده منها متحدثا بحدة وهو ينظر إليها شاعرا بأنها طعنته داخل قلبه دون رحمة
وهي تتفهم إزاي غير كده ها تتفهم إزاي
متابعة القراءة