ندوب الهوى ل ندا
المحتويات
حقا هذه آخر مرة ستزعجه بها وستجعل حياتهم القادمة أفضل بكثير مما قد مر عليهم
أما من كانت سعادته لا تضاهي شيء حقا هي والدته ولدها الوحيد وكبيرها وحبيبها فرحة عمرها وكل ما انجبته من الدنيا كاد أن يسرق منها تحت أنظار الجميع في سكوت تام وليس هناك أي
شيء تفعله لتعود به إلى أحضانها الآن حمدا لله كثيرا وأبدا
بوجوده
لن نكون قادرين على سرد كم من شخص فرح وكيف كانت فرحته ولكن قادرين على قول أن الجميع طارت رؤوسهم في السماء مع الطيور ثم سحبت قلوبهم في البحار غير قادرين عن التعبير كيف تكون هذه الفرحة العارمة وكيف تصف
ساعة فقط من صعود زوجته إلى ذلك البيت بتلك العمارة قد حضرت عربات الشرطة للقبض عليها متلبسة في قضية شرف فعلها هو ولكن برضاء تام منها!
كان كل شيء من تخطيطه قام بكل شيء بدقة عالية وحرافية ممتازة كي لا يكون هناك أي ثقب يقع به وتخرج منه زوجته المصون كما قالت عنه طموح ويعمل بكثرة ليكون الأفضل وقد كان عقله يعمل باستمرار ليخرج بحلول غير متوقعة وقد تركها تفعل ما يحلو لها إلى اليوم لتكن الضړبة القاضية
وكم كان بارع في فعل ذلك وأصبح صوته ضعيف للغاية غير قادر على المواجهة
الآن المواجهة الأصعب! حضر قدر كبير من الصحافة المعروفة بالكاميرا يترقبون هبوط المذيعة الشهيرة كاميليا عبد السلام من منزل رجل آخر غير زوجها في قضية شرف ليكون حديث الموسم
أخذ عقله في تذكر الأيام السنوات التي مضت عليه معها في عڈاب مستمر وكأنه عقاپ ممېت من الله إمرأة غبية كريهة لا تفكر إلا بنفسها والجميع في سلة القمامة
هو من الأساس لم يحصل على شيء بشع إلا منها وحدها الآن عليها أن تجني كل ما فعلته به تعب كثيرا إلى أن أخذ هذه الخطوة وأخذ في التخطيط ليفعلها ثم التنفيذ كم ستبكي الآن! يوم! اثنين! عام! اثنين! ستبكي إلى المنتهى فهذه ڤضيحة الموسم والتي سيتحدث عنها الجميع قريب وغريب وإن بقي لها أحد التعامل معه فهكذا سيكون الله يحبها
ابتسم بسخرية فمن الأساس لا أحد يطيقها بعنجهيتها وغرورها المعروف
ضجة عالية جذبت عقله المنشغل لينظر من خلال زجاج السيارة ويرى عناصر الشرطة تهبط بها من أعلى درج العمارة الخارجي ملتفة في شرشف فراش كبير ومعها
ذلك الرجل كمثلها بالضبط يا له من شعور غريب شعور بالانتشاء واللذة يراها تبكي ووجهها ملطخ بكحل الأعين أثر البكاء عينيها بالأرضية وتتمسك بذلك الشرشف بكل قوتها وعدسات الكاميرا جميعها تصور بوضوح!
لم ولن يقدر أحد ذلك الموقف كي يبتعد بل الجميع يتنافس للحصول عليه أولا ليرتفع محلقا في سماء الإبداع والتميز بعد حصوله على صورة ومعلومة كهذه ل كاميليا عبد السلام
الجميع الآن يشكر الشخص الذي أعطى لهم الإخبارية بأن ذلك يحدث الآن ولم يكن سواه الذي تخلى عن النخوة بداخله وترك رجولته جانبا لكي يأخذ
حقه بأبشع الطرق منها راددا حقوق ناس أخرى غيره
صعدت في عربة الشرطة منكسرة عينيها لم
ترتفع ولو لحظة واحدة ثم ذهبت من أمامه في لمح البصر والصحافة من خلفها
عليه الآن أن يفكر في زوجته الأخرى حبيبته وأم أولاده القادمين
فقد انتهت حكاية كاميليا معه هنا ومع الجميع بعد أن أخذت العقاپ الأكبر في التاريخ أخذ الله حق جاد وزوجته دون أدنى اهتمام ولا مجهود
منه والله يرد الحقوق إلى أصحابها
اليوم التالي
أخذت الإجراءات في الأمس وقت طويل فتم تأجيل خروج جاد إلى اليوم وقد عاد سمير بالأمس فرحا مبتسما بسعادة ليجعل الجميع يطمئن بعد تأجيل خروجه كان محقا ليفعل ذلك بحديث ونظرات وحركات فرحة فقد شعروا بالاحباط مرة أخرى ولكنه قال للجميع بجدية أنه سيخرج اليوم بالتأكيد
نامت هدير ليلة أمس في منزل والده داخل غرفته ومكانه بعد أن أغلقت شقتها جيدا وتوجهت إليهم من الصباح الباكر استيقظت هي ووالدته ليقوموا بطبخ كل المأكولات التي يحبها تعويضا عن اليومين الذي قضاهم خارج منزله وموطنه الأصلي مستعدين لاستقباله على أكمل وجه والفرحة لا تستطيع أن تصف كيف تكون داخل قلوبهم
دق باب المنزل وهما في المطبخ خرجت هدير إلى الصالة أخذه حجابها من على الكنبة ولفته على رأسها بأحكام ثم توجهت إلى الباب تفتحه بهدوء ناظرة إلى الأرضية وببطء ترفع عينيها لترى من الطارق!
وعلى حين غرة كانت
وحشتني يا حبيبي
تعمق هو الآخر مجيبا هو الآخر بصوت رخيم
وحشتيني أكتر يا وحش
عادت للخلف بهدوء وعينيها متعلقة على كل انش بوجهه تحفره داخلها أكثر وأكثر بادلها تلك النظرات العاشقة المشتاقة إلى أرواح ابتعدت عن موضعها المعروف لتترك داخلهم ألم الفراق المعذب للقلوب
أردفت بنبرة لينة مريحة خاڤتة وهي تضع وجهه بين كفي يدها كطفل صغير تحدثه والدته
الدنيا دي مالهاش أي لازمه من غيرك يا جاد
وضع كف يده فوق يدها الموضوعة على وجهه وابتسم بهدوء وما كاد ألا يجيب عليها ولكنه استمع إلى صوت حمحمة سمير من خلفهم بصوت رجولي واضح وقد تناسى وجوده من الأساس إنه هنا معه منذ لحظة وصوله أبعد يده وابتسم بسخرية قائلا وهو يستدير إليه
خلاص عرفنا إنك هنا
ابتسمت هي الأخرى لعودة تلك المناوشات التي كانت تحدث بينهم بين الضحك والمرح وابتعدت عن الباب دالفه للداخل راكضا وهي تصيح بصوت عال
جاد رجع يا ماما فهيمة جاد رجع
وقفت أمام باب المطبخ تنظر إليها بابتسامة عريضة والدمع داخل عينيها فرحا تركت والدته سريعا ما كان بيدها وتقدمت للخارج تتخطاها قائلة بقوة وعدم تصديق
ابني ضنايا رجع
يا حبيب عمري يا فرحة عمري يا جاد
قبل أعلى رأسها وهي يحتضنها قائلا بعتاب
طب بټعيطي ليه دلوقتي
أجابته ضاحكة والدمع يخرج من عينيها بغزارة قائلة ومازالت تتشبث به
دي دموع الفرح يا واد
ضحك بقوة رافعا رأسه للأعلى مازالت تنعته بطفل
مش هتبطلي واد دي بقى
عادت للخلف تضربه بخفه على ذراعه مبتسمة بسعادة لا يوجد بعدها سعادة إلا واحدة فقط
هتفضل واد طول عمرك يا واد
ضيقت ما بين حاجبيها بحنان بالغ قائلة بهدوء وفرح
حمدالله على سلامتك يا حبيبي نورت بيتك
مرة أخرى قبل أعلى رأسها مبتسما وهو يعلم ما الذي بداخل الجميع ناحيته وأولهم والدته
الله يسلمك يا أم جاد
أبعدت نظرها إلى سمير قائلة بسعادة وحماس كبير
يلا يا سمير روح هات مراتك على ما أكلم عمك رشوان يجيب أبوك ويجي الغدا عندنا النهاردة على حس جاد
هتف سمير مجيبا باقتراح
أخر لكي ينعم هذا الرجل ببعض الراحة بعد هذه الرحلة الشاقة
يا مرات عمي ادي ل جاد فرصة يريح شوية الأول
استدار ينظر إلى سمير قائلا بنبرة أصبحت مرهقة بعد وصوله إلى هذه النقطة
لأ أنا هروح
بس أخد دش كده اظبط بيه نفسي وأغير هدومي وهاجي على طول على ما الحج يوصل
ربتت على كتفه بيدها بحنان
طيب يا حبيبي يلا روح وارتاح شوية لسه بدري على الغدا
استدارت تنظر إلى زوجته قائلة
يلا يا هدير معاه وهنادي على أم سمير تنزل معايا
تقدمت منهم ووقفت قبالته مجيبة بلهفة حقا تريد أن تكون معه وحدها
ماشي يا ماما فهيمة
هتفت والدته مرة أخرى بحنان وحب بالغ وهي تقترب منه تعانقه مرة أخرى تستنشق عبير رجولته وحضوره
يلا يا حبيبي حمدالله على سلامتك يا قلب أمك انشالله آخر مرة تخرج فيها من بيتك ومكانك
بادلها العناق بقوة مربتا على ظهرها
بابتسامة كبيرة ناظرا إلى زوجته غامزا لها بعينيه
إن شاء الله يا أم جاد
خرج جاد من المنزل ومعه زوجته بعد أن هندمت ملابسها لتلائم الخروج للبيت الآخر والظهور في الشارع بينما صعد سمير إلى منزل والدته في الأعلى
دلفت إلى شقتها وأنارت الأضواء بهدوء وهو يدلف من خلفها بهدوء شاعرا
أن روحه قد عادت بعودته إلى مملكته ومكانه الوحيد الذي شهد على كم السعادة الخالصة التي شعر بها مع حبيبة عمره
أغلق هو الباب وتقدم ينظر إليها بعد أن وقفت هي الأخرى تنتظر تقدمه منها ناظرة إليه بعينيها العسلية متعلقة بكل حركة تصدر
منه تشبع عينيها بالنظر إليه ورؤيته البهيئة
تقدم بهدوء وعينيه الرمادية متعلقة بها بقوة وعمق وقف أمامها لا يفصل بينهم شيء يوزع نظرة على كامل وجهها عينيها العسلية نمشها الرائع الخلاب شفتيها التي احتوته كثيرا
إنه يفتقدها منذ أيام كثيرة مرت عليهم وهم مبتعدين عن بعضهم بقوة حمدا لله أنها تناست حزنها الذي لا يعلم سببه وابتسمت له وللحياة مرة أخرى
عاد للخلف بعد قبلته التي أخذت وقت طويل وأخفض يده الاثنين إلى خصرها مقتربا منها قاطعا المسافة نهائيا
وضعت يدها اليمنى على وجنته بحنان خالص ناظرة إليه بحب ليس
معهود على أي حد غيرهم تهتف بنبرة خاڤتة لينة رقيقة
حمدالله على سلامتك يا حبيبي
الله يسلمك يا وحش بس ايه الحلاوة والطعامه دي دا فرق سرعات عن آخر مرة خرجت فيها من هنا
رفعت يدها هي الأخرى ووضعتها على ذراعيه قائلة بهدوء وجدية تامة بعد أن فهمت كل ما حدث وقررت أنها لن تعيده مرة أخرى
أكيد يا جاد أنا عرفت كل حاجه ولازم بقى ننسى اللي حصل ونبدأ صفحة جديدة
غمزها بعينيه الرمادية ضاحكا
اعتبريه حصل
أبعدت يدها عنه محاولة العودة للخلف وهو محاوطها بذراعيه تهتف مقترحة
طيب خد دش وهطلعلك هدوم علشان عايزة أتكلم
متابعة القراءة