ندوب الهوى ل ندا
المحتويات
ثابتة
لأ هعمل وهعمل كتير يا هدير وجاد هيخرج
رفعت نظرها إليه بعد أن استمعت نبرته الغريبة عليها والواثقة بخروج جاد وبأنه سيقوم بعمل شيء تسائلت بجدية مثبتة عينيها عليه كالغريق الذي يريد النجاة بأي
شيء أمامه
هتعمل ايه يعني
وقف على قدميه بعد سؤالها وتقدم ليجلس جوارها ناظرا إليها بقوة يهتف بشيء لم تتوقعه أبدا
أنا شوفت مسعد وهو داخل ورشة جاد قبل ما أمشي وكان معاه كيس وخرج من غيره ومكنش فيه حد في الورشة لأني وأنا ماشي عديت على جاد وعبده وهما في القهوة
بتقول ايه قول تاني وبالتفصيل
أشار بيده وهو يروي لها ما حدث في ذلك اليوم عندما كان ذاهب إلى الإسكندرية نظر إليها أكثر وبدقة تحدث
كنت خارج من البيت ويدوب مشيت كم خطوة ببص ورايا لقيت مسعد داخل ورشة جاد ومعاه كيس في أيده استغربت أنه داخل كده عند جاد من غير حساب بس بعدها على طول مافيش دقيقة عدت وخرج فاضي كملت طريقي وأنا ماشي لقيت جاد وعبده في القهوة ورميت عليهم السلام وقولت يمكن حمادة وطارق هناك وهما اللي قابلوا مسعد بس مجاش في دماغي أي حاجه من اللي حصلت
تلفوني تلفوني فين الشنطة فين
وقف هو الآخر وهو يراها تصيح هكذا تركض إلى الغرفة بالداخل ثم خرجت وبيدها الهاتف
تلهث پعنف والابتسامة تظهر على شفتيها مرة وتختفي الأخرى سألها باستغراب
وضعت الهاتف على أذنها بعد العبث به بيدين ترتجف بشدة وقالت بسعادة ولهفة وقلق وحب ومشاعر لا تدري ما هي ولما توجد الآن
بكلم سمير سمير لازم يعرف علشان يقول للمحامي ويروحوا النيابة
أجاب عليها من الطرف الآخر معتقدا أنها علمت بما حدث ولكنها لم تعطيه الفرصة للتحدث قائلة بلهفة وتخبط
سمير جمال أخويا رجع بيقول إنه شاف مسعد داخل الورشة يوم جاد ما اتقبض عليه وكان معاه كيس هو أكيد نفس الكيس اللي فيه البودرة وأكيد هو اللي عملها
وأنا معايا شريط كامل لمسعد وهو بيحط البوردة جوا الورشة الكاميرا جابته يا هدير وإحنا
في النيابة دلوقتي
دمعت عينيها بشدة وضعت يدها الأخرى على موضع قلبها الذي ازدادت ضرباته عڼفا وفرحة تكاد أن ټقتلها وتسائلت بلهفة وشفتين ترتعش
والله العظيم بجد
مرة أخرى تسائلت بعد أن بللت شفتيها بلسانها وقالت بلهفة وحنين
يعني جاد هيخرج
أردف
من الناحية الأخرى بسعادة يود أن يجعلها تطمئن وترتاح إلى الآن فقد تعبت كثيرا
كلها شوية إجراءات لو طولت آخرها بكرة وهيبقى عندك
صمتت ولم تتحدث فقط ذرفت عينيها الدموع بكثرة شاعرة بالسعادة المطلقة فقال سمير من الناحية الأخرى
مسحت دموعها بكف يدها قائلة بحماس
عنيا
أغلقت الهاتف ونظرت إلى شقيقها مبتسمة بسعادة وفرحة عارمة وكأنها الآن بين السحاب ثم هتفت مسرعة وهي تقترب منه
سمير في النيابة ومعاه تسجيلات الكاميرا ومسعد فيها وهو بيحط الحاجه
ابتسم بعمق حتى ظهرت أسنانه بقوة يهتف بالشكر لله
الحمدلله
يلا روح بسرعة على النيابة سمير هيحتاجك
اختفى من أمامها ووصل إلى باب الشقة ناطقا وهو عند عتبته
فوريرة
أغلق الباب خلفه بقوة فوقفت هي في منتصف الصالة تبتسم بسعادة واضعة يدها على قلبها والأخرى على بطنها مرحبة بمولودها الذي سيعرف والده بأمره عن قريب بعد أن يستقبلوه بفرحة
على حين غرة أطلقت من بين شفتيها الزغاريد خلف بعضها بصوت عال ونفس طويل وسارت إلى الشرفة وفمها لم يصمت عن اطلاقهم فتحتها ووقفت في الشرفة تكمل ما بدأته بفرحة كبيرة وكل من مر ينظر إليها باستغراب وخرجت والدته مقابلة لها تنظر إليها من شرفتها وفوقها زوجة عمه وهي مستمرة
تسائلت والدته ووجهها يبتسم متوقعة ما الذي ستقوله عن خروج ابنها
في ايه يا هدير جاد خرج
نظرت إليها وبصوت عال وابتسامة مشرقة زفت إليها الخبر قائلة
النهاردة بكرة بالكتير وهيكون هنا جاد بريء واثبتوا براءته خلاص
على الناحية الأخرى وفور الاستماع إلى هذه الكلمات بدأت والدته بإطلاق الزغاريد مثلها ومن الأعلى زوجة عمه ووالدتها في الأسفل بعد الاستماع إلى حديثها
فرحة عارمة اجتاحت القلوب بعد معرفة خبر خروج جاد الرجل التقي الصالح انهالت عليهم المباركات من الجميع في الأسفل وفي شرفات المنازل وكم كان
جاد محبوب منهم
أغلقت هدير الشرفة وأخذت عباءة بيتيه فقط لها وخرجت ذاهبة إلى منزل والدته لتقوم هي بالاتصال بوالده وتبليغه بما حدث ليذهب الحزن منه وليبتعد عنهم فهذا يكفي وبعدها تصلي ركعتين شكر إلى الله على نعمة الكثيرة هذه
متناسبة أمر التفكير في مسعد وكيف كاميليا هي من بلغت عنه!
في المساء
ذهبت الشمس وعم الظلام على الأرض ومن عليها ينير القمر محاولا محو تلك الظلمة المتوحشة ولكن لا يستطيع فعلها وحده والبشر هنا يخفون ما كان أعظم داخل قلوبهم السوداء الذي تتماشى مع
ظلمة السماء
بصيص نور يحاول الدلوف إلى تلك القلوب كالنجوم في السماء ولكن حرارة القلوب ونارها المتشابهة مع الچحيم تمنع ذلك النور
يظنون أنهم إلى الأبد سيعيشون بذلك السواد من عاد عنه قد فلح ومن أصر عليه قد وقع في فخ من أعماله الله مطلع ويرى كل شيء وإن غفا المحسنون عما يحدث لهم فالله سيعود بحقوقهم
ومهما كان خطأك في الحياة فهي لها آخر ونهاية والآن قد حانت نهاية شړ قد ولد من داخل قلب أعمى بالحقد لا يعرف الحلال بصير بالحرام الممنوع وكما هو الممنوع مرغوب
ولكن إلى اليوم لم تستطع الحصول عليه ولن تستطيع مهما حدث فمن تربى على ذكر الله لن يخرج عن طريقه أبدا لن يترك طريق ينيره ضوء القمر كهدية من الله ليسير في طريق عتمة حالكة متعبة للأنظار
وهو كان ذلك النقي الذي لم يقع بشرها لقد خدع وأخطأ ولكن حمدالله على ما توصل إليه قبل فوات الأوان عودته تعني له كل شيء
في ظلمة الليل الذي تحدث عنها الجميع خرجت من سيارتها أمام إحدى العمارات السكنية الراقية ومن الناحية الأخرى مكان مقعد السائق وعجلة القيادة خرج رجل آخر غير زوجها فارع الطول وجسده رياضي ضخم أغلق باب السيارة سريعا وتوجه إليها بخطى واسعة عندما وجدها تستند على الباب بيدها الاثنين غير قادرة على غلقه وتترنح بقوة كأنها ستقع على الأرضية
أغلق بها الباب ثم بهدوء سار
معها إلى مدخل العمارة وهي تتبسم بطريقة غريبة وترقص بيدها عاليا على أنغام صوتها البشع وكأنها
ثملة!!
ثملة وتسير مع رجل غير زوجها تدلف مكان ليس لها وسيغلق عليهم في مكان واحد وكم من الذنوب والمعاصي قد حملت في تلك الدقائق المعدودة
من بعيد في نفس تلك الظلمة كان زوجها عادل يجلس في سيارته يتابع خطواتها معه إلى الداخل ثم نظر
إلى السيارة بهدوء غريب وببطء شديد بدأت الابتسامة تظهر على وجهه!
لما يبتسم! لأجل صعود زوجته مكان مغلق مع رجل آخر وفي غير وعيها
ابتسامته صفراء وكأن خلفها مكائد ومصائب يرتبها لها ولكن مهما كان ما حدث بينهم ومهما كانت إمرأة سيئة لا يجوز أن يفعل ذلك لا يجوز أن يتخلى عن رجولته بهذه الطريقة المهينة تاركا زوجته مع غيره في هذا الوقت وهذه الأثناء بتلك الحالة الغريبة! ربما يكن معتاد منها على هذه الثمالة ولكن ليس هذا الوقت المناسب لتصفية الحسابات وليست هذه الطريقة أبدا فهذه طريقة دنيئة لا تخرج من رجل يحمل صفات الرجولة الحقيقية أبدا
وبتلك النظرات والحركات التي يقوم بها مع هذه الابتسامة قد ظهر أنه هو من فعلها وهو من أراد أن يجعلها تقع في شړ أعمالها بڤضيحة
كبرى أمام المتجمع بأكمله وليكن هو في موضع الضحېة وبهكذا قد يكون نال منها بأبشع الطرق وأخذ حق مظلوم لا يدري بما خطط له
تم الإفراج عن جاد الله رشوان أبو الدهب ما لم يكن مطلوب على ذمة قضايا أخرى كلمات بسيطة أدمعت لها الأعين ورقصت لها القلوب الهشة من شدة فرحتها وأصلبت الضعيف المنكسر بعودة حاميه
كان معهم محامي ليس بهين التعامل معه بذلك الدليل وكلمات جمال الشاهد على ما حدث من مسعد واعترافات كل من يعمل بالورشة وبعض الأشخاص من الحارة الذين تحدثوا عن الاسطى جاد بكل احترام وود
ذكره الجميع بكم هو رجل يعرف الله لا يريد سوى حلاله أخلاقه عاليه ولسانه طيب وليس من طبعه أن يفعل شيء كهذا بل كان دائما يحارب صاحب الأساس في هذا العمل وتحت أعين الجميع
وبكلمات المحامي وخبرته في تلك الأمور وإثبات براءة جاد قد تم الإفراج عنه واحتجاز مسعد المحتجز من الأساس في قضية التهجم على البيت وسرقته
بعض الإجراءات فقط التي سيقوم بعملها ثم يفرج عنه ويعود إلى حارته وموطنه الأصلي ويجلس داخل بيته مع أهله وزوجته رافعا رأسه أمام الجميع قائلا أنه مازال نقي
حمد جاد الله كثيرا ولم يكن السبب الأكبر أنه خرج! بل كان السبب في سعادته الكبيرة هو وقوعه في هذه الورطة التي أخذت مسعد بها لو لم يكن حدث ذلك لكان مسعد حي يرزق في الخارج ېخرب حياته ويلقي كلمات ليست لها داعي ولا تفعل معه أي شيء سوى أنها تعكر صفو مزاجه فقد كان هذا تدبير آخر من الله لينعم به عليه مع
هذه النعم الكثيرة التي في حياته والتي أيضا يعجز عن وصفها وشكر الله عليها ولكن هناك ما يعكر صفوه ويريد تفسير له كيف مسعد من وضعها و كاميليا من قامت بالتبليغ عنه!
الجميع يطير سعادة وفرحة وأمل بعدما علموا بهذا الخبر انتقلت هدير إلى منزل والد زوجها وأتت شقيقتها هي الأخرى وزوجة عمه يجلسون مع والدته في انتظاره بعد أن بلغهم سمير أنه تم الإفراج عنه قامت هدير بملئ الشارع من أوله إلى آخره بالزغاريد والفرحة على وجهها تنطق لم تعد الكلمات تعبر عن
أي شيء داخلها جسدها يحكي ونظرتها تسرد وحركاتها تقول ما لم تقوله من قبل أكل هذا التأثير منك يا جاد الله!
زوجها وحبيبها والدها وشقيقها كل ما يلزمها بالحياة هو ستحاول أن تفعل له كل ما أراد ولن ترد له طلب ولن تزعجه مهما حدث فقد أظهر لها بعدما قص عليها ما حدث منه ردا على كاميليا كم هي بشعة في التفكير به
ستكون كل ما أراد وستمحي كل ما مضى هذه المرة
متابعة القراءة