ندوب الهوى ل ندا
المحتويات
ولدها فهي منذ الذي حدث وإلى الآن وبعد الآن تشعر بالحزن والقهر الشديد على ولدها ولوعة الفراق والخۏف تدب داخل قلبها بشدة
دلفت إليها بعد أن فتحت الباب لها فابتسمت هدير أمامها بعذوبة ووجه بشوش كما قال لها زوجها لتجعلها تطمئن دون خوف بعد الآن أقتربت منها والدته فهيمة بلهفة بعد أن رأت تلك الابتسامة على وجهها تهتف بحماس
أقتربت منها وأغلقت الباب
ثم دلفت معها إلى الداخل تقول بنفس الابتسامة والهدوء
قولي يارب
جلست على الأريكة
مقابلة لها وحددت نظرات عينيها على وجهها قائلة بهدوء
بقول والله يا هدير بقول يا بنتي
ثم مرة أخرى تكمل حديثها بقوة تنتظر منها كلمات تجعلها تشعر بالفرح وتخرج من ذلك الحزن تنتظر
عودة ولدها إليها مرة أخرى
بادلتها زوجة ابنها النظرات في البداية بهدوء وخجل وهي لا تود أن تكسر بخاطرها تحدثت بجدية ثم وضعت كف يدها أمام مقدمة صدرها تهتف بإيمان
جاد بريء
يا ماما فهيمة وأنا عندي إيمان ويقين إنه هيخرج في أسرع وقت
تسائلت بيأس ونظرة أمل خائبة بعد حديثها وقد فهمت أن الوضع بقي كما هو عليه
يعني مفيش أخبار تانية
لأ يا ماما فهيمة بس جاد قالي اطمنك وأنا والله مطمنة وحاسه إنه هيخرج متقلقيش ربنا مش هيسيبه لوحده أبدا
حركت رأسها من الأعلى إلى الأسفل متحدثة
ونعم بالله يا بنتي
رفعت نظراتها مرة أخرى تتسائل بلهفة وقلق زائد وقلبها يدق لأجل فرحة عمرها الغائب عنها
ابتسمت لها زوجته مجيبة إياها
كويس وزي الفل ومش ناقصة حاجه غير شوفتك
أدمعت عيناها بقوة وهي تنظر إلى الأرضية تبتعد عنها بنظرها تهتف بقلة حيلة وحزن طاغي
يا قلب أمك يا ضنايا
قضبت هدير جبينها ونظرت إليها بحزن هي الأخرى وقلبها يدق عڼفا وقد كان ارتاح قليلا ولكن حديث والدته لا يود ذلك أقتربت منها أكثر قائلة باستنكار
رفعت نظرها إلى سقف الغرفة تهتف باستهجان وضيق
كان مستخبلنا فين بس ده كله يارب
اردفت هدير قائلة بحنان وترجي لكي تصمت عن ما تقوله وتتفائل خير بعودته
خلاص بالله عليكي يا ماما فهيمة أنا جاية من عنده فرحانه ومتفائلة بإذن الله هيخرج
مرة أخرى بقلب أم ېحترق خوفا ولهفتا على فرحة عمرها وولدها الوحيد دعت قائلة
عنيا النهاردة قبل بكرة ويرجع بيته وسط أهله ويفرحه بشبابه قادر يا كريم يارب
آمنت على حديثها داعية الله داخلها مثلها بالضبط ثم قالت بيقين وأمل وهي تنظر إليها لتجعلها تطمئن وتبعد ذلك الحزن عنها
آمين يارب هيرجع هيرجع إن شاء الله
أكملت بابتسامة ومرح حاولت تصنعه فقط إكراما لزوجها وحبيبها وكي تمنع الحزن عن قلب والدته حبيبته
ولحد ما يرجع بقى أنا هقعد معاكم هنا
تسائلت باستغراب ودهشة فهي قد طلبت منها ذلك كثيرا ولم توافق
بصحيح
أومأت برأسها مؤكدة عدة مرات مبتسمة
آه والله أنا استأذنت جاد وهو وافق وقالي إنه كان عايز كده كمان
تسائلت والدته فهيمة هذه المرة تضيق عينيها بعد أن قالت أنجاد أراد ذلك
هو عرف باللي عمله مسعد
أسرعت هدير تجيبها بالنفي مؤكدة على عدم معرفته وأنه لا يجب أن يعرف من الأساس
لأ لأ مايعرفش حاجه ومش هقوله أي حاجه
أومأت والدته مؤكدة حديثها هي الأخرى قائلة بحزن
عندك حق كفاية اللي هو فيه
نظرت هدير بعينيها في الأنحاء المتاحة لها في جلستها وتسائلت بجدية عن والده
اومال فين الحج
أجابتها وهي تعتدل في جلستها محركة يدها وهي تتحدث
نزل يشوف المحلات مع الحج عطوة حالهم وقف وسمير بيجري من هنا لهنا علشان جاد
أكملت وهي ترفع يدها الاثنين أمام وجهها تهتف بحړقة كبيرة داخلها
منه لله اللي كان السبب في وقف حالنا الورشة اتقفلت وضنايا اتحبس إلهي يوقف حالك يا اللي كنت السبب في الخړاب ده
ربتت هدير على فخذها متمتمة
إن شاء الله خير بإذن الله
حركت والدته جسدها وهي تهم بالوقوف
أنا هقوم أصلي يابنتي وادعي لجاد ربنا ياخد بايده
تعلقت هدير بحديثها تؤكد عليها ذلك فدعوة الأم معروف أثرها في الحياة والممات
آه ادعيله يا ماما فهيمة ادعيله ربنا يفك كربه
أكدت حديثها بوجه باهت وقلب مفتور ولسان ليس عليه سوى الدعاء لابنها
بدعيله من غير حاجه يا بنتي
وقفت هدير هي الأخرى بعد أن رأتها تقف أمامها تتجه إلى المرحاض لكي تقوم بالوضوء والصلاة وقالت بجدية
أنا هروح الشقة أجيب لبس ليا وهاجي أقعد في اوضة جاد
غرفة حبيبها وروحها وكل ما تملك لقد كان ينام بها عندما مرض والده ليس من فترة بعيدة مؤكد رائحته داخلها تعم الأرجاء وحتى لو لأ ستأتي بقميص له وعطره ليبقوا معها
إلى حين عودته
أردفت والدته بحب وهي تبتسم لها ابتسامة مصطنعة بالكامل وهي تعرف ذلك ولكن هذا تحسن جيد
ماشي يا حبيبتي براحتك
ابتعدت هدير ذاهبة إلى باب الشقة وحقيبتها معها تتقدم منه لتذهب إلى شقتها
عن
اذنك
ستأتي بما تريد منها ولتأتي بما تريده ويخصه هو ثم تعود إلى هنا تجلس مع والديه حتى لا يشعرون بغيابه عنهم لتكون مكانه إلى حين عودته مؤكد لن تكون مثله ولكن فقط لتخفف عنهم كما طلب منها وطلبه سيف على رقبتها ستنفذ ما أراد ومهما كان هو
مرة أخرى يعود سمير مع محامي جاد إلى النيابة العامة والفرحة داخل
قلبه تدق طبولها بقوة كبيرة وعڼف شديد ولا يرى أحد أمامه بعد رؤيته لشريط الكاميرا الموضوعة على ورشة جادمن الخارج
والذي أتوا به منذ الصباح وأظهر دلوف عبده وهو يقوم بفتح الورشة قبل جاد ثم بعدها أتى إليه جاد ساعة وأخرى ولم يأتي أحد من العاملين معهم فخرجوا هم الاثنين من الورشة معا غابوا عنها ما يقارب الربع ساعة والورشة لم يدلفها أحد إلى حين!!
إلى حين ظهور مسعد والذي كان واضح للغاية من حسن حظ جاد وهو يقف
أمام بابها يتلفت يمين ويسار ناظرا إلى الأعلى والأسفل خائڤا أن يراه أحد ونظر إلى الكاميرا بوضوح دون دراية أن هناك كاميرا مخفية من الأساس وقد استغل وجودهم داخل المقهى الشعبي بعد أن تأكد من ذلك بنفسه وتأكد أن ليس هناك أحد بها ثم وهو يقف على الباب من الداخل بعد أن تقدم ومازالت الكاميرا تستطيع أن تأتي به قام بالقاء ذلك الكيس الأبيض الذي وجدوه بين أدوات عمل جاد وكان به البودرة ذلك السم المشؤوم
ومن بعدها سار رافعا رأسه بعد أن نفض يديه وخطى خطواته بعنجهية وغرور وذهب من أمام الكاميرا يا له من خبيث ماكر الشړ يأتي من عنده بنظرة أو بكلمة ألقى هذا السم في قلب جاد لكي يتخلص منه وينال ما أراد أخذا حق ليس حقه ولكن عندما قرر فعلتها لم يخيل له شيطانه أن ابن عمه سيكون هنا مكانه وأن زوجته لن تستسلم له بهذه السهولة بل سيرى كل مر على يدهم وقد حدث بعد تسليمه واتهامه بالتعدي على المنزل وسرقته في وجود الشهود من الحارة وزوجته وشقيقتها وابن عمه الذي تولى مكانه من بعده إلى حين عودته والآن ستكثف العقۏبة حتى يعلم أن البيوت لها حرمة الجميع يقف عندها ومن قبلها عليه أن يتعلم ما لم تعلمه له الحياة في بقية سنوات عمره الذي سيقضيها داخل السچن بعد كل ما فعله
ذهبت إلى شقتها تأتي باغراضها التي ستحتاج
إليها في جلستها مع أهله إلى حين عودته إنها متفائلة هذه المرة عن حق تشعر أن الله لن يخذله ولن يتركه وحده بين هذه الحفرة العميقة الذي وقع بها
سيخرج وسيعود إلى مكانه وبيته وأهله رافعا رأسه بين الجميع وضعت يدها على أدويتها وهي تأخذها تذكرت أمر حملها الذي إلى الآن لا يعرفه! عليه أن يعرف في أول مقابلة له ستخبره لن تخفي الأمر عنه أكثر من ذلك وكيف هي
نسيت هذا الأمر من الأساس وكيف نسيت إخباره اليوم على الأقل كان هذا سيكون الأمل له فوق أمله في الخروج
لقد نسيت من الأساس أمر حملها وكل ما تذكرته هو جاد فقط ذكرتها شقيقتها سائلة إياها لما لم تخبره وتخبر الجميع ولكنها اعترضت في ذلك اليوم قبل القبض على جاد مستمرة في تعذيبه ولم تكن تعلم ما الذي فعله مع كاميليا
لقد أصرت عليه أن يقص عليها كل ما حدث بينهم وما قالته وما أجاب به وفعل ذلك وشعرت بكم كبير من الخجل من نفسها لما ظنته أن هناك ما يخفيه عنها تثق به ولا تثق بأحد غيره وتعلم أنه من المستحيل أن ېؤذيها ولكن غيرتها وكذبه وتلك المرأة احتلوا عقلها وجعلوها تفعل شيء مثل هذا تحرمه من معرفة أنه سيكون والد لطفل
كل ذلك في لحظاته كان صعب للغاية عليها ولا تستطيع تقبله وكرد فعل منها أخفت ذلك عنه لتعلم ما الذي سيفعله وما الذي يريده ولكنه أخجلها عندما علمت أنه قابلها
فقط لحذف كل شيء حتى قبل أن يكون موجود الجمت الصدمة لسانها وجعلتها تتناسى أخباره وهي هناك معه ولكن هي ليست حزينة بل تشعر بالأمل وستقول له وهو هنا في بيته ومنزله وسيكون هذا عن قريب
ليشعره بالفرحة الأكثر من كل شيء عهد تأخذه على نفسها الآن أنها لن تزعجه مهما حدث وستكون نعمة الزوجة الصالحة له كل ما مر عليهم اكتشفت أنه حدث بسبب عدم الحديث والمواجهة لقد كان جاد كتوم في كثير من الأوقات على عكسها ولكنها أيضا أحيانا كانت تفعل ذلك ومن اليوم فلتعتبر أنه قد محيا وهناك بداية جديدة لهم سويا
دق جرس الباب فوقفت على قدميها متجهة لتفتحه وعندما فتحته ظهر من خلفه جمال شقيقها ينظر إليها بلهفة وقلق مرتسم على ملامحه ثم دلف خطوة وتحدث
هدير صحيح جاد اتقبض عليه
لقد كان في الإسكندرية في نفس اليوم الذي تم القبض به على جاد أخبرها قبل رحيله أنه ذاهب بسبب نقله لفرع المطعم الآخر هناك والذي يعمل به أشارت إليه بالدخول وتحدثت وهي تغلق الباب
أيوه يا جمال اتقبض عليه پتهمة التجارة في الزفته البودرة
رفعت نظرها عليه وهي تجلس على الأريكة مقابلة إياه تسائلة باستغراب بعد أن استوعبت أنه لم يكن هنا
أنت رجعت ليه وعرفت منين
اعتدل في جلسته وتحدث بجدية رجل عاقل
قائلا
أنا لسه عارف النهاردة الصبح من أمي وأنا بكلمها مكنتش كلمتها من ساعة ما وصلت علشان تلفوني باظ وعلى ما غيرته ولما عرفت جيت جري
نظرت إلى الأرضية بحزن مردفة
سبت شغلك وجيت ليه بس وأنت يعني هتعمل ايه يا جمال
وضع عينيه عليها بعمق ودقة قائلا بنبرة واثقة
متابعة القراءة