ندوب الهوى ل ندا
المحتويات
غير تلك الډماء التي لا تتوقف
مدت يدها اليمنى وهي تزفر بضيق وضجر شديد تأخذ منديل ورقي من على مرآة الحوض ثم وضعته على يدها لعل الډماء تتوقف
أخذت منديل آخر وآخر ولم يكن الچرح كبير إلى هذه الدرجة ولكنه يخرج دماء كثيرة
توقف خروج الډماء بعد أن ضغطت عليها مطولا بالمناديل الورقية ثم تقدمت إلى ذلك الصندوق بالمرحاض وأخذت
لفت يدها ثم خرجت من المرحاض تتوجه إلى المطبخ مرة أخرى تكمل ما كانت تفعله ولم يكن للبصلة أي دور اليوم في طعامها ولا تدري لما أخذتها من الأساس وهي قد أنهت كل شيء!
وهي تذهب إلى المطبخ استمعت إلى المفتاح يتحرك في مزلاج باب الشقة مصدرا صوت نظرت ناحيته وهي تقف مكانها في الممر القابع به المطبخ والمرحاض وأيضا غرفة النوم وجدته يجذب المفتاح مرة أخرى وباب الشقة مفتوح ثم أغلقه ودلف إلى الداخل وزال حذائه عن قدمه وتقدم ناحية علاقة المفاتيح ووضع مفتاحه بها جوار الباب
حمدالله على السلامة
ابتسم بوجهها وهو يتقدم منها
الله يسلمك
أقترب إلى أن وقف أمامها مباشرة ومال عليها قليلا مقب أعلى رأسها بهدوء وحنان مبتسما وهو يحيط وجهها بكفيه مطولا في تلك القب البريئة أكثر مما ينبغي وهو يستشعر ذلك الدفء الذي يلقاه بين يديها مهما كان يفعل وكان يود أن يراه بشدة فهي توصل إليه الجفاء بطريقة مزعجة وحتى إن كانت تحاول أن تفعل عكس ذلك
رفعت يدها الاثنين تضعهم على ذراعيه الصلبة ليبتعد حتى تتيح لها الفرصة الذهاب لترى طعاهما الذي تركته أبعد شف تيه عنها وعاد برأسه إلى الوراء ضاغطا على نفسه متصنع الابتسامة وداخله منزعج لكونها تتفهم ما الذي يريده وما الذي يتحدث به ولكن تتجاهله بجدية تامة ويظهر ذلك بوضوح وكل منهما يخفي داخله أشياء وخارجهما يحاولان وبشتى الطرق أن تكون الابتسامة مرتسمة دون مجهود
مالها إيدك
ابتسمت بوجهه لتجعله يطمئن فقد ظهر عليه القلق الشديد وهتفت ببساطة وهدوء
مفيش حاجه متقلقش دا چرح بسيط من السکينة
عاتبها بعينيه قبل أن تتحرك شفتيه متحدثة
مش تاخدي بالك
سحبت يدها منه بهدوء وأردفت مجيبة إياه بجدية
سرحت وأنا بقطع الخضار بيها
هروح أحضر الأكل
أبتعد هو الآخر إلى المرحاض وهو يراها تذهب إلى المطبخ وأردف مجيبا بود وهدوء
هغسل وأجي أساعدك
قام بغسل يديه ووجهه في المرحاض ثم قام بالتجفيف في المنشفة الموضوعة بالداخل خرج من المرحاض متقدما إلى المطبخ المتواجدة به وجدها تأخذ أطباق الطعام على صينية كبيرة متوجهة بهم إلى غرفة السفرة
إلى الناحية الأخرى من الطاولة ووضع عليها الصينية الفارغة ثم عاد وجلس على مقعده وجلست هي جواره ثم شرعت في تناول الطعام هي وإياه بعد التسمية
لم يتحدث معها بل كان يأكل في صمت وفعلت هي المثل إلى أن وصلت لمرحلة لن تستطيع الصمت بها نظرت إليه وهو يأكل بصمت وتركت الملعقة من يدها ثم ألقت عليه سؤالها كالقنبلة
أنت اللي كسرت محل مسعد
رفع عينيه عليها مثبت إياهم على نظرة عينيها تجاهه ويرى بوضوح ذلك الشك وانتظار الإجابة بفارغ الصبر ترك الملعقة وابتلع الطعام الذي بحلقه لتتحرك تفاحة آدم البارزة قابلها بسؤال مستغرب هو الآخر
ايه اللي خلاكي تسأليني السؤال ده
وضعت يدها الاثنين أمامها على الطاولة مجيبة إياه ببساطة ووضوح
سمعتك وأنت بتتكلم معاه وبتلمح لكده أنت وسمير
وهو الآخر ببساطة شديدة أومأ إليها وأكد حديثها وسؤالها قائلا
آه أنا اللي عملت كده
استغربت رده عليها بهذه البساطة ولم تكن تتوقع أبدا أنه من فعل ذلك حقا واستبعدته نهائيا أخفضت يدها ثانية ونظرت إليه بغرابة متسائلة بضيق
ليه!
اتسعت عينيه هو هذه المرة وهو يراها تسأله بمنتهى السهولة لماذا فعلها ألا تدري أم تتجاهل علمها كتجاهلها له هاتفها بحدة واستنكار مكملا بسخرية
ليه بتسأليني ليه وأنت المفروض
أكتر واحدة عارفه ولا عامله نفسك مش فاهمه حاجه ماهو ده أسلوبك الفترة دي
كادت أن تتحدث وترده عما يقول ويعتقده
جاد أنا
قاطعها هو بحدة ونظرته مثبتة على عينيها العسلية يضغط بإصبعه السبابة على الطاولة بعصبية وهو يتحدث
ده مكنش ردي عليه مكنش المفروض أعمل كده أنا كان في دماغي شيء تاني كان هيخلص عليه ويمسحه من على وش الدنيا خالص بس استحرمت ولقيت نفسي بشيل ذنب بشع واحد زي ده مايستحقش اشيله علشانه ولو كان وقع تحت ايدي مكنش هيطلع غير مېت ولو مكنتيش منعتيني عنه كان زمانه مېت فعلا
ألقت عليه حديثها ساخرة وكأنه يقول هكذا لن يأتي ذنب عليه
وكده مش هيبقى حرام ومش هتشيل ذنب أبشع
وضع يده الاثنين على الطاولة أمامه فاردا ذراعيه وأدار وجهه للناحية الأخرى قائلا بانزعاج وضيق يظهر على تعبيرات جسده ووجهه
أهو مماتش
حاولت أن تمتص ذلك الجفاء الذي ظهر في حديثهم فجأة وكل منهم كان يحاول مداراته سابقا رفعت يدها تضعها فوق كفه وتحدثت بلين وعينين محبة تنظر إليه
الحمدلله إنه مماتش لأني مكنتش مستعده إني اخسرك
ظهر عنفوانه المخفي معها هي دون أن يعلي صوته أو يغضب عليها بل سخر منها پعنف وتهكم شديد وهو يبصر ملامحها الجميلة
بس مستعده إنك تتجاهليني ومستعده إنك تزعلي نفسك وتقهريها بالشكل ده وتزعليني معاكي
أخذت يدها وابتعدت عنه قائلة بضيق وانزعاج وهي تزفر بحنق
جاد إحنا بنتكلم في شيء تاني
أجابها بحدة وتأكيد ليلاحقها ويتحدث فيما أراد
وأنا جاوبتك على الشيء التاني وقولتلك أيوه أنا اللي كسرت المحل فوق دماغه ودلوقتي جه دورك
أبعدت عينيها عنه لا تود الحديث في هذه الأمور حقا فعقلها مشوش بما يكفي لا تستطيع أن تستمع إلى حديث آخر منه تضعه على السابق ويشتت عقلها أكثر هي قالت ستتحلى بالصبر فليفعل هو الآخر
إحنا بكرة هنروح عندنا علشان سمير
قاطعها مرة أخرى بطريقة فظة وهو يراها تتهرب من الحديث معه فيما يخصهم
عارف متهربيش من الكلام
وضعت عينيها عليه وسألته مضيفة ما بين حاجبيها بعفوية قائلة بانزعاج
واشمعنى أنت تهرب براحتك يا جاد
قرر ما الذي سيفعله وعلم أنه لن يتهرب مرة أخرى وقليل من الوقت فقط وسيعترف لها أنه لا يحب سواها حتى لا يأتي عقلها بخرافات وتصدقها هي ببساطة قال بجدية شديدة وهناك لمعة غريب بعينيه
خلاص بطلنا مش ههرب تاني وقريب أوي هقولك اللي يريحني ويريحك معايا يا هدير بس الصبر علشان أنا عارف تفكيرك هيقولك ايه لو أنا اتكلمت دلوقتي
نظرت إليه باستغراب ولم تفهم مقصده من هذا الحديث وها هو أضاف شيء آخر على حديثه السابق يشتتها أكثر به حركت عينيها على ملامحه بهدوء ثم وقفت على قدميها لتخرج من الغرفة
أمسك معصم يدها عندما رآها وقفت ولم تكمل طعامها فتحدث بلين وحنان ظهر عليه وهو يطالبها بالجلوس وكأنه لم يكن ېعنفها منذ قليل
اقعدي كملي أكل أنت مكلتيش
شبعت الحمدلله هعمل شاي
جذبت يدها منه وذهبت إلى الخارج لتقوم بإعداد الشاي لكلاهما فوقف هو على قدميه بعد أن زفر بضيق وحنق شديد ثم حاول تهدئة نفسه
تقدم وأخذ صينية الطعام الفارغة من على الطاولة وبدأ بجمع الأطباق عليها مرة أخرى ليساعدها حتى لا ترهق نفسها أكثر من ذلك فيكفي عقلها عليها
وقفت هدير في غرفة النوم بعد الاستحمام ترتدي ثوب المرحاض الأبيض الذي يصل إلى بعد ركبتيها بقليل وتحكم إغلاقه عليها جيدا تركته منذ قليل بعدما ارتشفت من الشاي معه وذهبت لتأخذ حماما باردا في هذا الجو الحار ربما تستفيق مما هي به
أخرجت ملابسها ووضعتها على الفراش وتقدمت من المرآة ثم أخذت تمشط خصلات شعرها الطويلة الذي أصبحت باللون الأسود الحالك عندما ابتلت بالمياة حيث
أن هذه الخصلات لونها أسود يخالطه البني
جلست على المقعد أمام المرآة ثم رفعت إحدى قدميها على الأخرى وأخذت من مرطب الجسد الخاص بها وسارت تضع منه على قدمها بهدوء وراحة
فتح باب الغرفة على حين غرة دون استئذان! من من يستأذن هذا بيته وهذه زوجته! رفعت بصرها إليه وجدته قد أزال عنه قميصه القطني ليبقى بالقميص الداخلي كما كان في الورشة في الصباح
نظر هو إليها وحرك عينيه الرمادية عليها من الأسفل إلى الأعلى وتوقف تماما على ملامح
وجهها الرقيقة وجهها الأبيض المستدير وعينيها العسلية الصافية وذلك النمش البسيط الذي يرسم لوحة فنية على وجهها تظهرها غاية في الجمال والرقة
وكم
أشتاق لهذه الخصلات المتمردة دائما على وجهها
وجدته يتقدم إلى الداخل وعينيه مثبتة عليها وقفت بلهفة وتركت المرطب على المرآة متوجهة إلى الفراش لتأخذ ملابسها ترتديها
ابتسم جاد بسخرية على حركات الأطفال هذه وتقدم ناحيتها ووقف جوار الفراش معها أخذ من بين يدها الملابس ووضعها مكانها مرة أخرى متحدثا بتهكم
حركات عيالي أوي
نظرت إلى رمادية عينيه الساحرة ووجهه الوسيم الذي ابتسم يتهكم عليها وطوله الفارع وجس ده العريض الذي يخفي جس دها أمامه وجدته ينظر إلى شيء ما محدد في وجهها والرغب تكسو ملامحه متعتطشا إليها ومع ذلك يبدو الهدوء على وجهه شيء أساسي
بعد اعتراف مريم إلى شقيقتها بأن قلبها يهوى سمير أبو الدهب قامت شقيقتها بتبليغ زوجها أنها توافق عليه وبدوره هو أخبر ابن عمه الذي فرح فرحة كفرحة المچنون بخروجه من مشفى الأمراض العقلية لم يستوعب أنها وافقت عليه بهذه السهولة وكأنها تقول له أنها تبادلة نفس المشاعر التي تداهمه!
وكأنها تقول أقبل أن أحبك وادأهواك أكثر مما ينبغي! ألا يدري أنها تهواه!
ألا يدري أنها تحبه منذ البعيد وهو لم يكن يراها من الأساس فرحته لم يكن أحد يستطيع وصفها وكأنه يحبها منذ زمن ولا يستطيع الإقتراب منها
تخيله أنها ستكون له وحده وزوجته شريكة حياته ونصفه الآخر يجعله يشعر بالنصر وكأنه كان في حرب وخرج منها منتصرا على الأعداء
عندما تحدث مع والده هو وابن عمه لم يقابله بالرفض أبدا تفكير والده غير تفكير عمه تماما لم يمانع ولم يقول أنه لا يجوز بل وافق أعطى الموافقة فور أن انتهى
متابعة القراءة