ندوب الهوى ل ندا
المحتويات
ذهنه مثلها والتفكير بهدوء ليستطيع فهم ما الذي سيفعله معها إنها تصعب عليه الأمور عندما تفعل ذلك معه تبتعد بنظراتها وحديثها يعلم أنه ليس بيدها بل يرى أنها تحاول أن تكن معه ولكن لا تفلح في فعل ذلك
الذي جعله لا يتحدث ويعترف بحبه الذي مر عليه أربع أعوام هي! هي من جعلته يكتم ذلك داخله بسؤالها المستمر عن لما أتى لخطبتها واعتقادها الدائم أنه فعل ذلك لينقذها من مسعد والتخمين الأكبر لديها أنه ليرضي والده! غبية ألا تعلم أن والده لم يكن راضي!
وقف عند تلك النقطة وعاد يلقي المياة إلى وجهه ثم رفع عينيه إلى المرآة مرة أخرى وناقض حديثه السابق لأنه داخله يعلم أنها تريده نظراتها وحديثها وسؤالها الدائم عن رضاه عن هذه الزيجة
كل شيء تفعله يقول أنها تريده وتحبه أيضا لن ينكر أنه قرأ هذا في عينيها كثير من المرات والأكثر عندما يرى خيباتها وحزنها وهو يراوغ في الحديث
ذهب إلى الأمام ليقف جوارهم ثم استمع إلى صوت ابن عمه المرح قريبا منه ورآه يدلف إلى الورشة بسعادة أصبحت ترافقه دائما ولما لا فقد أخبره جاد بموافقة عروسه والذي أخبرته بها زوجته شقيقتها
هو فيه ايه بقى يا ابن أبو الدهب أنت معندكش شغل ولا ايه كل شوية تنط هنا وسايب شغلك ومحلات أبوك وأبويا الله
أقترب منه سمير أكثر ووضع يده على عنق جاد من الخلف بحدة يقربه منه
وأردف مجيبا إياه بغيظ وهو يضغط على أسنانه وصوته خاڤت
ارتفع صوته وهو يبتعد عن جاد إلى الداخل ويقول بشغف ظهر عليه ونبرة لعوب تخللت به
مشتاق يسطا جاد واللي زيك مايعرفش الاشتياق ما أصلها خلاص جبرت معاك
تهكم عليه جاد وهو يبتعد إلى الخارج ضاحكا بقوة
مشتاق لمين بالظبط! طارق ولا حمادة أصل دخلتك عليهم دي مش سليمة ولا يكونش عبده
دي أشكال يتبصلها يسطا جاد دا ربنا يكون في عون كل واحدة هتتجوز واحد من دول
تابع حديثه وهو ينظر إليهم واحدا تلو الآخر
ما تفك ياض منك ليه انتوا مالكوا زي اللي مايتلكم مېت
ضحكوا عليه بينما يتابعون عملهم يعلمون من هو سمير هو دائما هكذا يأتي إلى هنا ليوزع عليهم الابتسامات ويمطر مطر صناعي يحمل إليهم السعادة
هتف جاد من الخارج وهو يجلس على أحد المقاعد أمام الورشة
تعالى ياعم أقعد وسيبهم شغالين
تركهم سمير وذهب إلى جاد الذي صاح مرة أخرى بصوت عال إلى عيسى العامل بالمقهى الشعبي على الناحية الأخرى جوار منزل والده وبينهم منزلين وشارع متفرع
خمسة شاي يا عيسى
استدار سمير بجذعه العلوي بعدما جلس على المقعد جوار جاد وهتف بسخرية إليهم
ابسطوا عطف عليكم أخيرا بشاي أهو
كاد أن يأتي الرد من جاد ولكن قاطعه أبغض شخص على قلبه أبغض شخص يريد العقاپ على كثير مما فعله ولكنه لا يستطيع فعلها ولن يفعلها فهو
إذا وضعه بين يديه سيخرج چثة هامدة
ما تخليهم سته شاي يسطا جاد ولا أنت بخيل زي ما بيقول ابن عمك
وضع جاد قدم فوق الأخرى وظهر جسده الضخم وبنيته القوية أمامه ثم أردف بسخرية
آه بخيل وبخيل أوي كمان
نظر إليه مسعد بخبث وأردف قائلا بمكر محاولا العبث معه
تؤ تؤ لازم تحاول تبقي سخي شوية علشان اللي جاي في السكة
رفع جاد رماديتيه عليه بتركيز بعد أن بادل ابن عمه النظرات الضاحكة
اللي جاي محتاج كتير ولا ايه
أومأ إليه بتأكيد وثقة وهو يعتدل في وقفته
اومال كتير أوي كمان
أردف سمير هذه المرة بسخرية وتهكم واضح ونبرة لعوب مضحكة ليستفزه
وده يطلع ايه بقى إن شاء الله ياعمي مسعد معلش بس أصلك كبير عليا لازم احترمك
تضايق بشدة من حديث هذا الأبلة ولكنه أخذ نفسا عميقا ونظر إلى جاد بتمعن يريد أن يرى أثر القنبلة التي سيلقيها عليه الآن نظر إلى الأعلى وهو يعلم أنها تقف تنظر عليهم أعاد نظرة إليه وقال بوقاحة
بتسألوا كأنكم مش عارفين هي مش برنسس الحارة هتجيب نونو قريب ولا ايه اوعى تكون معملتش الواجب معاها تبقى عيبه في حقنا
وقف جاد فجأة عن المقعد بحدة وصدره يتضاخم بقوة وكأن النيران الذي أشعلها مسعد بحديثه ستخرج إليهم الآن وستحرقه وحده وقف سمير سريعا يقبض على يده حتى لا يفعل شيء يندم عليه
وكان جاد داخله مقرر أنه لن يفعل شيء لن يعطي فرصة لأهل الحارة بالحديث عنه وعن زوجته وهناك رجل بالمنتصف يشوه صورتها ويجعل الجميع يتحدث عنها
ضغط على أسنانه بحدة وعصبية شديدة ظهرت عليه وهو يتقدم منه ليقف لا يفصل بينهم شيء وهتف بجدية تامة وحدة
وقسما بالله أنا خاېف عليك مني أنت فاهم إني سايبك طايح كده ليه ده علشان أنا لو مسكتك ھفعصك زي الصرصار تحت رجلي ومش هيبقالك عندي ديه وعيالك يتشردوا ومرتاتك يترملوا وأخد أنا ذنب واحد ۏسخ زيك وربنا يحاسبني عليه وهو أصلا ميسواش
رآه يقف ولم يبدي أي ردة فعل سوى أنه ابتسم لجعله يثور هكذا عليه وهو بطبعه هادئ لا يغضب سريعا وهنا جاد قرر اللعب به ويجعله يبتسم أكثر ولكن على طريقته
صحيح هو أنت لسه معرفتش مين اللي كسر المحل وكسر مناخيرك معاه
أجابه سمير وهو يضحك بقوة والسخرية تهبط من حديثه أمامه وهو يهينه بهذه الطريقة
دول بيقولوا يا ابن عمي أنها خبطة جامدة أوي زي ما يكون حد بيحبه وكان عايز يجامله بس حسبها غلط
ابتسم جاد وهو يبادل ابن عمه الضحكات القوية ثم نظر إلى مسعد الذي يقف على جمر مشتعل أسفله جلس مرة أخرى ووضع قدم فوق الأخرى كما السابق وأردف مجيبا
إياه
زينا كده يعني عايزين نجاملك تاني بس المرة دي هتبقى الحسبة مية المية
وجدوا أن عيسى يتقدم بصينية الشاي فأردف قائلا بجدية وهو يشير إلى الداخل بعد أن وضع على الأرضية كوبين من الشاي
دخل دول للرجالة جوا
أكمل بسخرية وتهكم وهو ينظر إلى ذلك الغبي الذي يقف أمامه
ابقى خد عمك مسعد في إيدك وصله أصله ياعيني كبر وخرف ومش عارف يوصل محله
نظر إليه بقوة وكره شديد وظهرت الغيرة والحقد بعينيه من كونه أخذ ما كان يريد وطاب بين يديه رفع إصبعه السبابة بوجه جاد وقال بټهديد وقوة
هتندم يا ابن أبو الدهب
لم يعطي له الفرصة ليجبب بل رحل سريعا عنهم وهو غاضب مشتغل بالنيران من حديث جاد وسخريته عليه هو وابن عمه يسير وكأنه يسير على جمر تعهد داخله بالنيل منه وقريبا
بينما جاد اشتعلت النيران بصدره وهو يراه يتحدث عنها وعنه بهذه الطريقة الرخيصة متخيلها داخل عقله المړيض بها ما جعله يود الفتك به هو رؤية الرغبة المړضية داخل عينيه وهو يتحدث عنها لم يكن يصعب عليه ضربه والنيل منه أمام الجميع ولكن لن يجعله ينال ما يريد فهكذا سيتحدث من ليس لديه لسان لأنه من قبل الزواج وهناك مشاحانات واسمها موجود بها هو سيجب ولكن على طريقته
وقفت في الأعلى تفكر بجدية تامة عن حديث سمير و جاد هل هم من قاموا بتكسير محل مسعد وجعلوه ينال الكثير من الخسائر!
هل هذا كان لينال منه بعد الذي فعله ولكنه ابرحه ضړبا واعتقدت في ذلك الوقت أنه سيموت بالنسبة إليها قد أخذ حقها منه عندما رأته لا يتردد في قټله
هل هو حقا من فعلها
يتبع
ندوبالهوى
الفصلالخامسعشر
نداحسن
وما به القلب سوى بعض الهوى
الهوى المطبوع عليه الندوب المشوهة للروح
وقفت في مطبخ شقتها تعد طعام الغداء ككل يوم لها ولزوجها الذي قارب على الصعود إليها ولكن ذهنها داهمة شيء لم يكن يخطر عليه في يوم من الأيام لم تكن تتوقعه أبدا ولم يصل إليها أنه يفعل مثل ذلك الشيء
أخذت السکين وبدأت تقطيع في الخضراوات وعينيها مثبتة عليهم بقوة وهمية وداخلها تتذكر حديثه إلى ذلك البغيض مسعد لقد قالها بطريقة غير مباشرة أنه من
فعل ذلك في المحل الخاص به!
لقد قام بتكسيره وجعله يواجه الكثير من الخسائر وليس القليل!
لا يهم إن كان يخسر أو يربح ولا يهمها من الأساس ذلك الأبلة ولكن ما يهمها هو زوجها! هل فعلها حقا أو هو يهتف بهذا الحديث ليزعجه ليس إلا
لم ترى منه فعل عنفواني كهذا منذ أن تعرفت عليه ربما فقط عندما يخرج عن سيطرة نفسه ولكن منذ سنوات وسنوات وهي هنا وتراه أمامها ولم يصدر منه فعل كهذا بل كان دائما هادئ لا يغضب سريعا ولا يفعل أشياء ليست محسوبة بل يفكر بكل شيء يفعله كثير من المرات قبل التنفيذ ويفكر في إن كان ذلك يذهب لحلال الله أو حرامه
ربما هذا عقاپ ل مسعد عما فعله وأتت على طريقة جاد ولكن أيضا هي لا تحب أن يفعل ذلك ويتحول إلى هذا الشخص الغريب عنها وعنه
أخفضت بصرها إلى طبق الخضراوات التي كانت تقطعه لحظات وانهت ما به ثم وضعته مع الطعام الذي أصبح جاهز توجهت نحو حوض الغسيل تغسل السکين الذي كانت تقطع به وأخذت واحدة من البصل لتقوم بتقشيرها وذهنها مازال يعمل في إتجاه زوجها وما تحدث به وداخل أذنيها كلماته تتردد بتواصل مستمر وعقلها يرهقها كثيرا كما قلبها بالضبط
شهقت پعنف وتفاجئ عندما شعرت بالسکين ټجرح يدها وليس البصل أبصرت يدها بعينين متسعة وتركت السکين سريعا متقدمة إلى خارج المطبخ لتدلف المرحاض
وقفت أمام حوض المرحاض تغسل يدها التي جرحتها السکين في باطنها چرح مستقيم لم يكن غائر ولكنه ظاهر بوضوح ويؤلمها كثيرا
متابعة القراءة