ندوب الهوى ل ندا

موقع أيام نيوز

تغير كل شيء بيوم وليلة 
رفعت نظرها إلى باب السطح لتجد جاد يقف على أعتابه مستندا عليه بجانبه واضعا يديه أمام صدره مرتديا العباءة البيضاء الخاصة بصلاة الجمعة 
رسمت ابتسامة مصطنعة على شفتيها فوجدته يعتدل في وقفته ثم تقدم إلى الداخل ليقف أمامها ينحني بجذعه للأمام عليها مستندا على الطاولة الصغيرة مردفا بعتاب
ينفع أفضل طول الليل صاحي بحاول أكلمك وأنت مش عايزة تردي! 
أغلقت الكتاب ووضعته أمامها على الطاولة رفعت رأسها إليه لتهتف بهدوء
مكنتش قادرة أتكلم مع حد
استغرب حديثها قليلا فهو كان يود أن يتحدث معها للتخفيف عنها والاطمئنان عليها قال بجدية شديدة
بس أنا مش حد أنا جوزك يعني اللي هتخبيه عن الناس مش هتخبيه عني
صاحت بحدة لشعورها بأنه يفعل ذلك فقط لتلبيه لفكره وليس لقلبه
وأنا مش هتعود على الوضع ده بين يوم وليلة
وقف مستقيما أمامها ونظر إليها بجدية ولا يدري
ما الذي
يحدث داخل عقلها متحدثا بنبرة رجولية جادة
لأ يا هدير لو عايزة تتعودي عليه هتعمليها لو في ساعة حتى
وقفت أمامه بحدة وصاحت بجدية مماثلة له وأشد أيضا
أنت مالك في ايه طريقة كلامك عامله ليه كده معايا من امبارح
توسعت عينيه بدهشة واستغراب شديد مما تقوله وتفعله ليتحدث باستغراب
نعم! هو أنا عملت حاجه أنا بحاول ارضيكي بكل الطرق أنت اللي مش راضيه
والله! يعني لما شخط فيا امبارح وقولتلي مترقصيش مع أني مكنتش برقص أصلا ده اسمه ايه ولما كنت هتكسر ايدي قدام الناس
أبتعد عن الطاولة وتحرك ليتقدم منها ويقف أمامها مباشرة ناظرا إلى عينيها العسلية قائلا بصدق وجدية
أولا أنا مشخطش أنا قولت بيني وبينك لأنك كنتي بتتمايلي مع أمك وانتوا واقفين وأظن إنك شوفتي سمير وعبده وطارق وحمادة وغيرهم يعني مكنش ينفع تعملي كده ثانيا أنا ڠصب عني ضغط على إيدك يعني بدون قصد
نظرت إلى الأرضية بخجل ولا تدري ما الذي تتفوه به بعد الآن هي حقا لا تدري لما تفعل ذلك! لما لا تريد تصديق أنه يريدها لما تريد أن تخرب حياتها بيدها وهي لم تبدأ بعد 
أردف هو من جديد بهدوء وهو يتعمق بالنظر داخل عينيها بعد أن رفع وجهها إليه بإصبعه السبابة
أنا ممكن أفهم أنت عايزه ايه بالظبط
أجابته وهي تشيح وجهها بعيد عنه
مش عايزه حاجه
زفر بضيق من تصرفاتها الطفولية وكونها لا تجعله يشعر بطعم الراحة أبدا
لأ عايزه وإحنا مش هنرتاح غير لما نتكلم
استدارت له فجأة وسألته بحدة وعينيها تطلق شرار يحذره بالكذب بسبب حړقة قلبها وشعورها بالغيرة الممېتة
أنت كنت بتخطب يا جاد بنت البرنس صح
تقريبا
استنكرت رده قائلة بسخط
نعم!
أجابها هذه المرة وهو يعتدل في وقفته أمامها
معرفش يا هدير كانت أمي بتدورلي على عروسة فعلا وكنت هخطب
اومال إزاي بتقول أنك كنت عايزاني قبل ما مسعد يحاول أنه 
بترت حديثها ونظرت إلى الأرضية خجلا مما مرت به أمامه على يد مسعد بينما هو لم يفكر بذلك من الأساس كل ما أخذ تفكيره أنه لا يريد أن يفصح لها عن رفض والده لها وما السبب خلف ذلك فإن فعل ستكره والده على الأقل ستبغضه ولن تحترمه مثل السابق فصمت قليلا ثم هتف بصوت أجش كاذب
هو أنت عايزه ايه بالظبط بقى! مش المهم إني متنيل معاكي ومتجوزك
نظرت إليه باستغراب متسائلة داخلها هل حقا هذا تفكيره
لأ مش ده المهم المهم بالنسبة ليا إني أعرف إذا كنت بجد عايزاني ولا لأ
صړخ بصوت عال بسبب كثرة الإجابة على هذا السؤال البغيض الذي يخرج منها كل دقيقة والأخرى
قولت بدل المرة عشرة عايزك
نظرت إليه ولم تتحدث فاستدار بعصبية يرحل عن هذا المكان وهتف بحدة وهو يتجه للباب
أنا نازل الورشة أريح من الصداع ده 
هتفت سريعا بلهفة وهي تذكره قائلة بصوت ناعم رقيق بعد أن شعرت بانزعاجه الجاد
بس النهاردة الجمعة
وقف مكانه واستدار ينظر إليها وعقله لم يعد يعلم ما الذي تريده حقا أردف بجدية
عندي شوية شغل فيها
نظرت إلى الأرضية بخجل ثم رفعت رأسها مرة أخرى بعد أن ابتلعت ريقها قائلة بتوتر
بالليل فرح واحدة معرفة في الحارة هبقى أروح شويه مع رحمة
نظر إليها مبتسما بود وهدوء لا يعلم من أين أتى الآن ولكن ربما بعد أن رأى توترها وهي تستأذن منه! أردف بخشونة قائلا
متتأخريش وخدي بالك من نفسك لو اتأخرتي لبعد عشرة كلميني اجي أخدك
ابتسمت إليه هي الأخرى باتساع بعد رؤية نظرته الحنونة التي حرمت منها منذ أن رحل والدها عنها وكأنها تناست كل ما كانت تهتف وتفكر به منذ قليل لتتمتم داخلها بإسم حبيبي! 
أومأت إليه فابتعد وهبط الدرج ممسكا بالعباءة رافعا إياها عن الأرضية وهو يحاول أن يفكر في ما يحدث مع هذه البلهاء الصغيرة التي لا تفقه أي شيء وكل تصرفاتها تناقض بعضها معه 
أخذ جاد منه الفتاة الوحيدة التي كانت تتغلغل داخل أعماق قلبه وعقله بل وكان كامل تفكيره بها ليلا ونهارا حتى وإن كان مع إحدى زوجاته كان تفكيره يظل معلق بمحيرة قلبه ولا يفكر بغيرها 
كان ينتظر اليوم الذي ستوافق فيه بزواجها منه أو لا توافق حتى فيكفي موافقة شقيقها ثم تأتي بعدها موافقتها بما كان سيفعله لأجلها فقط ولأجل عينيها
العسلية التي تسكره من نظرة واحدة 
احترق قلبه بعد أن سرقها منه جاد وجعلها ملك له هو وحده يأخذ منها ما يشاء في أي وقت يريد لقد كانت برنسس الحارة كما أطلق عليها إنها لا تتناسب مع ابن أبو الدهب بل كانت تتناسب معه هو كان سيجعلها شيء آخر غير الذي عرفته عنها 
عاد إلى الخلف بظهر المقعد المتحرك وهو يطلق زفره طويلة تخرج من صدره بحرارة ڼارية داخله تكاد أن تحرقه لكنه منعها عن فعل ذلك بتفكيره الشيطاني بها 
بتفكيره الذي دفعه لرسم خطة في رأسه ليجعل جاد يبتعد عنها إلى الأبد ولا ترى في طريقها أحد سواه ليكن معها ولن يفعل ذلك
إلا برسم سمعة سيئة للغاية لها أمام الجميع حتى تعود ذليلة إليه تترجاه وتنحني أمام قدميه ليتقبل وجودها في حياته
نظر إلى مدخل محل الهواتف الخاص به وهو يجلس على مكتبه في الداخل ليرى شقيقها جمال يدلف إليه ابتسم داخله بسخرية شديدة على ذلك الأبلة الذي يحركه مثل عروس المريونت بين يديه فقط لأنه يوفر له عمل مشپوه! 
يعلم أن جمال شاب كسول وطائش ويفعل أي شيء لأجل الحصول على المال حتى وإن كان يبيع شقيقته إليه دون رضاها ولكن يعلم أيضا أنه له عودة سريعة وإن شعر أن عائلته تضربها الأمواج يلقي بنفسه ليكون فداء لهم 
جلس جمال براحة على المقعد أمام مكتب مسعد ليقابله الآخر واضعا يده أسفل ذقنه وهتف بسخرية وتهكم
أهلا بسي جلجل اللي ضحك عليا وعملني قرطاس بعد ما خد فلوسي وجوز أخته للمكانيكي
ألقى جمال نظرة ساخرة عليه وهو يحرك رأسه يسارا ويمينا متمتما بسخرية مثله
بلاش الشويتين دول يا عم مسعد أنا وأنت عارفين إن الفلوس اللي باخدها دي علشان الشغل يمكن زيادة حبتين بس بردو شغلي يابا وبالنسبة بقى لجوازة أختي فهي مش عايزاك كرهاك مش طايقة تبص في سحلتك أعملها ايه
تقدم إلى الأمام ضاربا سطح المكتب بعصبية وهو يصيح به
تجبهالي لحد عندي ڠصب عنها وأنا اخليها تحبني اخليها ټموت في تراب رجليا بعد العز والنغنغه اللي هوريهالها
أشاح جمال وجهه للناحية الأخرى مشيرا له بلا مبالاة بيده
لأ متقلقش مهي هتشوفه أكتر مع الاسطى جاد
وقف مسعد على قدميه بعصبية وانزعاج من حديث هذا الأبلة الصغير وأردف قائلا
امشي ياض من هنا يلا يلا ياض
وقف جمال مبتسما باستفزاز وسار للخارج فهتف مسعد بحړقة قائلا
خليك عارف البرنسس مش هتشوف يوم حلو مع الميكانيكي الجربان ده وهنغص عليها عيشتها علشان مش مسعد الشباط اللي يتعمل معاه كده وابقى اسألها أنا كنت هعمل ايه لولا الميكانيكي بتاعها لحقها
لم يعطي جمال انتباهه له من الأساس استمع إلى كامل حديثه ولكنه لم يعلقه داخل رأسه لأنه يعلم أن مسعد لا يستطيع التصدي ل جاد 
بينما الآخر دفع بيده كل ما كان أمامه على المكتب في لحظة واحدة وهو يلهث پعنف وڠضب عارم وقف يتطلع إلى الخارج والحقد يغلي داخله متمتما بحړقة
عليا الحړام ما هسيبك يا بنت ال
في المساء
بعد أن قامت بصلاة العشاء وانتظرت ما يقارب النصف ساعة ارتدت هدير فستان يجمع بين اللونين الأبيض والأسود كان يصل إلى قدميها كما كل الفساتين لديها فضفاض ولا يبرز أي شيء من مفاتنها تصل أكمامه إلى معصم يدها ويزين وجهها حجاب لونه أبيض وقليل من كحل الأعين الأسود ليس إلا 
وفي هذه الطلة كانت غاية في الجمال والرقة ملامحها هادئة وجميلة تدعوك للاسترخاء وأنت تنظر إليها 
أخذت حقيبتها السوداء الصغيرة ووضعت بها الهاتف ثم تقدمت من باب الشقة وصاحت قائلة لتستمع إليها شقيقتها بالداخل
مريم هاخد الهيلز الأسود بتاعك
ماشي
رأت والدتها تتقدم منها بجسدها المملوء قليلا وهي تنظر إليها بحب قائلة بسعادة وفرحة أم ترى ابنتها الجميلة
بسم الله ما شاء الله هتتحسدي يا بت يا هدير
ابتسمت الأخرى وهي ترتدي الحذاء مجيبة إياها بسخرية
على ايه بس يا ماما
لوت شفتيها بحركة شعبية وهتفت قائلة وهي ترفع حاجبها
على ايه على الجمال والحلاوة والله دا يا بختوا بيكي جاد
ابتسمت إليها بود ثم وقفت باعتدال بعد أن انتهت وقالت بجدية وهي تضع الحقيبة على إحدى كتفيها
أنا ماشية يا ماما
ماشي يا حبيبتي مع السلامة متتأخريش علشان مقلقش عليكي
أومأت إليها
ثم خرجت من باب الشقة وأغلقته خلفها فتوجهت بجسدها لتستدير وتذهب إلى الخارج ولكنها تفاجأت به يدلف من باب المنزل هو وابن عمه وضحكاتهم تعلو أمامها 
رأته يرتدي بنطال بيتي أسود يعلوه قميص قطني أسود بنصف كم أيضا ويرتدي سمير شورت جينز يعلوه قميص أسود مثل جاد
والعرق يتصبب منهم هم الاثنين 
تقدموا إلى الداخل فترك سمير جاد وصعد إلى الأعلى مبتعدا عنهم بعد أن ألقى عليها السلام مبتسما بوجهها لتبادله الابتسامة والتحية 
وتذكرت هي أن اليوم الجمعة وكما المعتاد بعد صلاة العشاء في المسجد يذهب هو وابن عمه إلى الصالة الرياضية الموجودة بالحارة ليعتني بجسده قليلا وليحافظ على وزنه ورشاقته 
ابتسم بوجهها وهو يقف أمامها مباشرة ناظرا إليها وإلى جمالها الذي سيؤدي بحياته أردف سائلا إياها والابتسامة على وجهه
رايحه الفرح
أومأت إليه برأسها بهدوء وهي تشبع نظرها منه ومن وسامته التي أصبحت ملك لها 
مرة أخرى يردف باستغراب وجدية
اومال فين رحمة
أنا لسه هعدي عليها ونروح من هناك الفرح قريب منها
أبعد خصلات شعره للخلف بيده وهو يهتف بصوت أجش قائلا
طب ادخلي استنيني جوا هغير بسرعة واجي اوصلك
امتنعت عن الفكرة وهي ترفع يدها تشير بها يمينا ويسارا مردفة
لأ لأ مالوش لازمة أنا هروح لوحدي
أمسك
تم نسخ الرابط