جواز إضطراري
المحتويات
انفعالها وڠضبها أو حتى تجاهلها خليها تعمل اللي يريحها بس بردو فهمها أن أي حاجة مسموحة إلا أنها تبعد عنك حتى لو هي طلبت ده لأنها فعلا بتحبك
هدأ أدهم بعد كلام رامي ثم قال هي خلاص هتخرج بكره
رامي الاستشاري هيشوفها آخر النهار وهيكتبلها خروج بإذن الله
أدهم أممم طيب على العموم
شكرا على كلامك
رامي العفو
بس أنتا عرفت منين أنها بتحبني قعدت ترغي معاها وقالتلك كده
ضحك رامي بشدة وقال أنتا يهمك أنهي فيهم أنها قعدت ترغي معايا ولا أنها قالتلي كده
أدهم بعصبية الأولى طبعا
رامي وقد ضيق بين عينيه متسائلا يعني ميهمكش تعرف إذا كانت بتحبك ولا لأ
أدهم بثقة لأ لأني واثق أنها بتحبني
أدهم باقتضاب شكرا بس بردو لو سمحت متتكلمش معاها تاني
ابتسم رامي وقال بهدووء حاضر
أدهم بعد أذنك
الطبيب اتفضل
وجدها نائمة في هدوء جلس بجوارها وظل يقرأ القرآن بصوت مسموع حتى تنام نوم هاديء وتطمئن بذكر الله ..
وفي اليوم التالي خرجت مريم من المشفى وعادا لبيتهما وما أن دخلا البيت حتى نظرت له قائلة
أدهم ممكن أطلب منك طلب وأرجوك توافقني عليه
أكيد طبعا قولي
أنا محتاجة أقعد لوحدي شوية عشان أفكر وأعرف أوصل لقرار ف مصير علاقتنا وعايزة أروح أقعد ف بيت بابا لحد ما أوصل لقراري النهائي
مش هينفع وجودك معايا ف حد ذاته هيشكل ضغط عليا
خلاااص يبقا أنتي هتقعدي ف بيتك هنا وأنا هروح ف بيت عمي
لأ مش هينفع بيت بابا بعيد عن المستشفى والعيادة لكن أنا أجازة ومش هروح الشغل ف عادي
أدهم بحزم طب أسمعي بقا ده أخر كلام أنتي هتفضلي هنا في بيتك ومش هتخرجي منه أبدا وأنا هاخد منك مفتاح شقةعمي وهروح أقعد فيها ولما تعوزيني كلميني ف أي وقت وهكون عندك بس ممكن تسمحيلي آجي أزورك واطمن عليكي كل يوم
طيب براحتك يا حبيبتي ..طب ولا حتى أتصل بيكي أسمع صوتك
أنا آسفة يا أدهم بس فعلا أنا محتاجة ابعد عنك خالص وأبقى لوحدي فترة لحد ما أقرر
حاضر يا مريومتي هعمل أي حاجة تريحك وهخلي دينا وليلة يجولك كل يوم يطمنوا عليكي ويطمنوني صحيح أنا جبتلك تليفون جديد بدل اللي أتسرق وحطتلك فيه شريحة بنفس رقمك القديم ثم مد يده إليها بالهاتف الجديد
حاضر يا أدهم لو احتجت أي حاجة هكلمك
مش هتخافي تباتي لوحدك
لأ خلاص أنا اتعودت على الشقة ثم ابتسمت وأردفت وعلى روك كمان ..شكرا على اهتمامك وعلى تعبك معايا الأيام اللي فاتت
أدهم باسما شكرااا أنتي بتشكريني أنتي اللي تستاهلي الشكر على حاجات كتيير أوي يلا أسيبك بقا مع السلامة وخلي بالك من نفسك عشان خاطري
متخافش عليا أنا تمام
أقبل عليها لكنها ابتعدت عنه مسرعة وكأنها خشيت أن يدنس برائتها برذيلته كان جسدها يهرب من هذا
الجسد العاصي فقالت بأسف آسفه بس مش قادرة
ابتسم بحزن ولا يهمك سلام يا مريم
مريم
بأشفاق أتفضل المفتاح وخد بالك من نفسك أنتا كمان
أدهم وقد أكتفي بأيماءه رأسه وانصرف تاركا أياها لعقلها وهو يدعو الله أن تختاره تختار البقاء معه هو لا يطيق ألبته فراقها لكن إن كان قرارها غير ذلك ف حتما سيحقق لها ما تريد لن يجبرها على المكوث معه رغما عنها ....
انصرف أدهم وباتت مريم بمفردها وحيدة كانت تغدو يمينا ويسارا وتسير هنا وهناك وكأنها تبحث عن طيفه تشتاق إليه كثيرا وتشعر بالوحدة بدونه لم تعتاد أن تمكث ف هذا المكان بمفردها كانت كلما حاولت أن تفكر في قرارها بعقلها يعود قلبها ويشتاق إليه ولا يفكر سوى فيه دخلت غرفته تفقدت عطره ..فراشه ..غطاؤه ..حتى ملابسه التي ظلت تستنشق فيها رائحته ل تشعر بالامان علمت أنها باتت لا تطمئن إلا ف وجوده تذكرت والدها ف بعد مۏته لم تشعر بالأمان إلا في وبيت أدهم بكت كثيرا وقضت ليلتها ف الاشتياق إليه بدلا من التفكير في الابتعاد عنه وصلت الساعة للواحدة والنصف ليلا حاولت أن تنام لم تستطع حاولت أن تفكر وأيضا لم تستطع شعرت بالۏحشة بدونه وجدت نفسها دون إرادة منها مصيرة على الاتصال به أمسكت بهاتفها الجديد واتصلت عليه دون أن تعبأ بالوقت ولا حتى بالكلام الذي ستقوله كل ما تود فعله الآن هو أن تسمع صوته ليس صوته فحسب بل تريده هو بنفسه أمامها ثم تفكر كيفما شاءت
لكن التفكير وهو بعيد عنها عبثا ولن يفلح وسينجح أشتياقها له في أتخاذ قرار البقاء معه ....
اتصلت به وما أن رن هاتفه حتى أجابها على الفور وكأنه ينتظر أتصالها هذا حاولت أن ترتب حديثها حاولت أن تفكر فيما عليها قوله في تلك اللحظة لكنها أيضا لم تفلح فتسائلت بكلمات مبعثرة تائهة
أزيك يا أدهم
أدهم بدهشة هل تتصل به في هذا التوقيت فقط لتسلم عليه الحمد لله .. مريم أنتي كويسة فيكي حاجة تعبانة
لأ الحمد أنا كويسة متقلقش أنتا رجعت من العياده
أه رجعت من نص ساعة كده..مريم في أيه
مريم وقد صمتت لا تعلم بما تجيبه .......
أدهم بقلق مريم أنتي سمعاني أنتي عايزة تقولي حاجة قولي أنا سامعك يا حبيبتي
مريم وقد أسرتها كلمة حبيبتي التي نطقها للتو وزادت من ضربات قلبها اشتياقا له فقالت أدهم ممكن تيجي
أدهم وكأنه لا يصدق ما يسمعه آجي فين
مريم تيجي بيتنا
طرب كثيرا حينما سمع كلمة بيتنا منها لكنه مازال غير مصدقا أمتا
مريم بتردد دلوقتي بس لو تعبان خليك الص....
قاطعها قائلا بحماس حالا ..حالا يا حبيبتي هلبس وهجيلك مش هتأخر عليكي بس أوعي تنامي لحد ما آجي
مريم بقلق بس سوق بالراحة عشان خاطري
حاضر سلام يا مريومتي
أغلق الخط وهو غير
مصدقا لما حدث ارتدى ملابسه في عجالة وهبط الدرج وساق سيارته ليلحق بمحبوته ويلبي لها رغبتها في مجيئه الآن وبالفعل لم يمرأكثر من نصف ساعة وكان قد وصل لبيته أدار المفتاح بالباب وما أن فتحه حتى وجدها قد جرت عليه مسرعه وارتمت بين باكية هلع لرؤيتها هكذا فابعدها عنه برفق ليطمئن عليها وسألها وقلبه يخفق بين ضلوعه پجنون
مريم ! فيكي أيه يا حبيبتي أيه اللي حصل
قالت من بين شهقاتها بصوت متقطع تع ..تعبانه يا أد ..يا أدهم
آسف آسف يا حبيبتي ۏجعتك
مريم وقد أماءت رأسهابالايجاب وأجلسها وتحدث لها قائلا
اهدي يا حبيبتي وقوليلي أيه اللي تعبك أتصل بالدكتورة تيجي تشوفك
مريم وهي مازلت تبكي لأ بس خليك جنبي متمشيش
حاضر أنا جنبك أهوه مش همشي بس قوليلي في أيه مش أنتي اللي قولتيلي أنك عايزة تبقي لوحدك عشان تعرفي تفكري
مش عارفه أفكر وأنا لوحدي يا أدهم مش حاسة بالأمان وأنتا وحشني جدا كل حاجة حواليا بتفكرني بيك خلاص خليك معايا هنا في البيت لحد ما أوصل لقراري بس لو قررت أننا منكملش مش هقدر أقعد هنا بجد المكان هنا مرتبط
بيك وبوجودك هتعذب لو قعدت هنا من غيرك
مد يده ليزيل دمعها المنساب على
وجنتيها برقة ششششش خلاص كفاية متعيطيش أهدي عشان خاطري يلا ادخلي نامي دلوقتي واللي يريحك أنا هعمله
مريم وقد شدت من قبضتها على معصمه تعالى معايا واقعد اقرالي الورد بتاعنا زي كل يوم ممكن
أدهم بابتسامة طبعا ممكن أنا مشتاق ل كده أووى يلا يا حبيبتي
ساعدها لتدخل غرفتها ونامت على سريرها ثم دثرها بالغطاء جيدا وجذب الفوتيه الموجود بالغرفة وألصقه بسريرها وظل يقرأ لها القرآن حتى هدأت وغطت في سبات عميق أما هو ف لم يريد أن يتركها وينام بغرفته يريد أن يشبع منها أن يحفر ملامحها بداخل عقله أكثر أن يختزن ذكريات أكتر حتى يتزود بكل هذا في حياته القادمة إن كان قرارها الرحيل ....
لكنه عاد وتسائل في نفسه وهل الحياة بعدها تبقى حياه تمنى أن رحلت أن ترحل روحه معها فهذا أهون عليه من هذا الفراق اللعېن أستغفر كثيراا وظل يدعو الله في سره أن تختاره أن تبقى معه طيله عمرهما الباقي ألا يكتب عليه الفراق طالما الأرواح لازالت في الأجساد أغمض عينيه وهو مازال يستغفر ويردد لا حول ولا قوة إلا بالله ف بهم تفتح كل الأبواب وتحقق كل الأحلام نام ولم يستيقظ إلا على صوت المؤذن وهو يردد الصلاة خير من النومفتح عينيه واستعاذ بالله من الشيطان وأيقظ زوجته لتصلي وهبط هو ليؤدي صلاته في المسجد القريب ......
أما هي ف توضأت ثم وقفت أمام ربها تناجيه وتبتهل إليه ليجعلها تقرر الصواب ظلت تدعو الله كثيرا بدعاء واحد رب اختر لي ولا تخيرني وارضني بما شئت بعدما صلت الفجر صلت صلاة استخاره ف هي دوما تحب أن تستخير الله في كل شؤونها وهي على يقين تام بأن الله دوما يختار لنا الصواب حتى وإن كنا لانراه كذلك بنظرتنا الدنيوية الضيقة والمحدودة ....
كثير من الابتلاءات التي تحدث لنا يكن في باطنها كل الخير أو أنها السفينه التي تبحر بنا في بحر الحياة حتى تنجينا من الڠرق وتصل بنا للشاطيء بأمان ..
دعت في استخارتها من بين دموعها وألحاحها على الله أن يختار لها الخير فإن كان أدهم خيرا لها
متابعة القراءة