انوار تلمع للكاتبه سهام
المحتويات
بخفوت مش وقتك يارامز
فشعر قلبها بالأرتياح قليلا وتنهدت بعمق
لتجده يقف بملل لاء شكل كده يومنا طويل يازهره هدخل أغير هدومي لحد ما لسانك يتفك وتتكلمي
وسار بخطوات بطيئه نحو غرفته
ليجدها تهمس بأختناق مش عايز تعرف مين الشخص اللي كنت عرفاه قبل ماتتجوزني
ورغم أنه يعلم بأنه ماضي وأن ذلك الشخص قد جرحها الا انه شعر بالضيق لتذكرها له
فأغمضت عيناها وهي تشعر بالشفقه علي حالها لتخبره بعضف الشخص ده هو هشام اخوك ياشريف !
شعر بدوار يلفح رأسه فأغمض عينيه وهو لا يستوعب ما نطقت به للتو ولكن ماجعله يفيق من غيبوبته الضئيله صوت نحيبها الذي يعلو تدريجيا ليهمس داخل نفسه
هشام هو حبيبك الاولاني يازهره هو ده اللي خلاكي تفقدي ثقتك في الناس وتذكر عبارات والدتها عندما أخبرته يوم عقد قرانهم عنه الي ان جاء اليها يوم وجلس معها بمفردهم لتقص له الحكايه وكيف تعلقت به زهره وتقرب منها ليخدعها
قد تغير تمام فألتف اليها ببطئ شديد عندما سمع صوت نحيبها يزداد وهي تتسأل بضعف وخوف
انت هتسبني ياشريف علي غلطه ماليش ذنب فيها
ورغم انه يعلم ان لا ذنب لها الان فما حدث كان ماضيا إلا انه في تلك اللحظه لا يدرك لما وقف غاضبا بهذا الشكل فلو كان اخيه امامه الان لكان
وهو من له الحق بذلك
خنقه لانه لم يخبره حتي الان عن ذلك الامر
ليطالع ملامحها بجمود قد قټلها قائلا انتي عارفه احنا بقالنا أد ايه متجوزين
فحركت زهره رأسها اليه بسكون تام فوجدته يتسأل پغضب ولسا فاكره حضرتك تصارحيني النهارده
لتغمض زهره عينيها وهي تلوم جبنها هذا الذي يضيع حقها وكادت ان تبرر فعلتها الا انها سمعت صوته الصارخ عارفه انا فنظر نفسي ايه دلوقتي
فوجدته يخبرها پغضب راجل مغفل انتي واخويا خدعتوني
ورفع بيده نحو فروة رأسه ليغزر أنامله بقوه في خصلاته السوداء الناعمه وهو يتذكر أول مره أجتمعوا فيها
فقد كان في المطار قبل رحيلهم وتعود ذاكرته الي يوم وجدهم بالمطبخ سويا بعد ان جرحت يدها ثم رحيل اخيه
كل ذلك كان يدور بعقله دون هواده
لتسقط كلمة طلاق علي اذنه كالجمر فأقترب منها پغضب وأمسك ذراعيها ليتوعد بشړ طلاق مش هطلق سامعه
وقڈفها بذراعيه لتسقط أرضا متأوها ثم سمعت صوت باب شقتهما يقفل پعنف
ذهبت اليه في الشركه حتي تفهم منه ماينوي فعله
فعلقھا يخبرها بأنه فعل ذلك من أجل أن يهين جميله
وعندما سمحت لها سكرتيرته بالدخول دخلت منه بوجه أخر غير وجهها الذي كان يتراكم عليه طبقات مساحيق التجميل كم انها بها شئ غريب وبملابسها
فمنه قد أرتدت الحجاب
وظل للحظات يطالعها ناظرا الي كل أنش فيها
حتي وجدها تشيح وجهها بعيدا عن نظراته المتفحصه
فتنحنح بجديه قائلا ايه الموضوع المهم اللي كنتي عايزاني فيه
فتمتمت منه بخفوت انت عايز مني ايه
ليضحك هشام علي عباراتها قائلا بجديه اتجوزك ايه الغريب في كده
فأبتسمت منه بتهكم وهي تستمع اليه قائله بخفوت
تتجوزني انا حضرتك واعي بلي بتقوله
وتابعت بمراره اقولك انت هتتجوز مين
ليجف حلقها وهي تتذكر أفعالها القديمه قائله بأنفس متقطعه
هتتجوز انسانه زباله بتسهر في الديسكوهات ومقضياها بمزاج
ليبتسم هشام لما هو يعلمه عنها بكل تفاصيله وتنهد بضيق
قائلا ماضيكي انا ماليش دخل فيه
ثم تابع بجديه وهو يجلس
علي كرسيه ليتابع أعماله اعملي حسابك هفوت عليكي بليل عشان تتعرفي علي والدتي واختي
لتقف منه مزهوله مما تسمع فهي توقعت بأنه يتلاعب بها
وانه اليوم سيخبرها بأنها كانت مجرد دور في لعبه
لتجده منشغلا بما يتفحصه وكأنه يخبرها بأن لا وقت لديه الان
نظر الي معالم وجهها الصافيه وهي تلاعب طفلها في حجرته فيومان في المتابعه مع تلك الطبيبه أصبحت هكذا
ليتسأل داخله بما فعلته الطبيبه ليشرق وجهها هكذا
وتجعله يجن
ووجدها تتمايل بخفه وهي تساعد صغيرها في رسوماته ليغلق الباب سريعا عندما شعر بأن تفكيره نحوها يأخذ مدخلا أخر فهو لو ظل واقفا هكذا سيروي عطشه الان منها حتي لو كان امام صغيرها وسينسي أمر أنفصالهم
لتبتسم مريم بعد ان سمعت انغلاق الباب وتذكرت أخر جمله قالتها لها الطبيبه في الجلسه الماضيه
انتي مش مريضه ولا حاجه يامريم كل اللي انتي فيه بسبب كرهك لنفسك وتفكيرك ديما انك لو كنتي حصلتي علي أول حب في حياتك مكنش حصل ليكي أي حاجه من اللي أنتي عايشاها دلوقتي مع ان ده أكبر غلط ممكن الانسان يرتكبه في حق نفسه ويظن ان الخير كان في اللي فات رغم ان الخير بيكون ديما في اللي جاي
وأنحنت علي صغيرها برضي داعية الله من أن يعطي اليها فرصه كي تنشئ حياه جديده
نظرت منه الي والدة هشام وأخته وهما يفحصونها بتمهل
وعدم رضي رغم ان والدته عاملتها بمحبه ولم تشعرها بشئ
الا ان وجودها في بيته جعلها تشعر بأنها ليست تشبهم
واخفضت رأسها سريعا عندما رأت نظرات نسرين اليها الجامده ليشعر هشام بكل ذلك التخبط
حتي وجد والدته تسير نحوها وهي تحمل الصغيره قائله بتعرفي تشيلي الاطفال
فنظرت الي يدها الممتده بالطفله وحملتها بشعور غريب لا تعلمه شعور لأول مره تجربه فيبدو ان الاطفال لهم نقاء غريب يخطفون به القلوب
فطالعتها والدة هشام بنظره عميقه وهي تتأمل كل تفصيلها
لتضم منه الطفله وتبتسم بسعاده وعندما وجدت الصغيره تطالعها بضحكه واسعه اقسمت ان لو كان لها نصيب علي والدها فستجعلها كأبنتها ولن تضيعها كما هي ضاعت بسبب والديها وانفصالهم
لتنظر نسرين الي والدتها بأندهاش وهي تتمتم بخفوت
ايه اللي عملتي ده ياماما
فلم تعيرها والدتها اي أهتمام وسطلت أنظارها علي
ابنها الذي وقف مصډوما مما يري فأبتسمت قائله كي تخرجه من كل تخبطه هذا مبرووك يابني
فنظر الي والدته بشك مما سمعه ليجد أبتسامت والدته مرسومه علي رغم أنه قبل مجئ منه كانت تجلس عابسه رافضه كل هذا حزينه علي زوجته الاولي وابنته
حطمها بتجاهله لها حتي انه لم يعطيها اي فرصه لبدء الحديث معه فسقطت دموعها وهي تراه يحذرها بيده بأن تصمت
فأنصرفت زهره من أمامه وهي تري ان السعاده التي عاشت فيها معه قد ضاع بريقها فأنسحبت بعد أن كانت ستخبره بحملها فمن الممكن اذا علم بذلك ينسي ويسامحها
اما هو وقف بنيران هائجه وهو يضغط علي قبضة يديه التي أبيضت مفاصلها منتظرا حجز سكرتيرته تذكرة سفره
مسحت علي وجهها المرهق وهي لا تقوي علي
فدخلت عليها والدتها وهي تتسأل أتصليلي بشريف خليني اطمن علي اختك أختك صوتها مش عجبني
لتطالع جميله والدتها بأرهاق وهي تخرج رقم شريف من هاتفها
وتذكرت قبل ان تخبر شريف بكل بشئ وجدته يسألها عن اذا كانت تعرف هوية حبيب زهره السابق فأخبرته بالأيجاب
ليغلق بعدها الخط في وجهها وكأنه لم يتحمل الحقيقه
نهض هشام فجأه وهو يري اخيه يقف أمامه ليلكمه شريف في وجهه فتمتم هشام بفتور شريف أسمعني طيب
ليلكمه شريف بلكمه أخري وهو لا يشعر بنفسه حتي ترنح هشام للخلف وهو يمسح الډماء التي تقطرت من أنفه
قائلا أهدي الاول وبعدين نتكلم
ليقترب منه شريف وهو يهتف پغضب عارف يوم ماعرفت أنها كانت علي معرفه براجل قبلي وضحك عليها واستغلها اتمنيت ايه اتمنيت أخنقه بأيدي
ليخفض هشام أعينه بأنكسار وهو يشعر بالذنب بما كان يفعله واستغلاله لمشاعر الفتيات قبل زهره لتأتي زهره ويأتي بعدها تعقله وزواجه بنهي
وشعر اليوم بأن عبارة داين تدان
قد ردت له ففي النهايه أحدهن أصبحت زوجه اخيه واصبحت من عائلته
ليهوي شريف علي الكرسي الذي امامه وهو يتمتم
لسا بتحبها
ليهتف هشام بصدق والله ياشريف كل شعوري اللي كان اتجاه زهره هو الذنب انا عمري ماأخونك ولا أضيع ثقتك فيا
فطالعه شريف بسخريه وضحك بخفوت عمرك ماتخوني
وتابع بحديثه لاء خونتني ياهشام وهي كمان خانتني لما مقولتوش ليا الحقيقه وخلتوني مغفل بينكم
وتنهد بأرهاق ماما قالتلي انك هتتجوز
وعندما ظل الصمت بينهم للحظات تابع
حديثه بتهكم
مبرووك !
ليتمتم هشام بهدوء الله يبارك فيك
وعاد الهدوء بينهم ثانية ليلح سؤال يخشاه هو
وتسأل قائلا هتعمل ايه مع زهره !
فرفع شريف وجهه نحو اخيه ولولا معرفته اليوم بأمر زواجه من أمرأه اخري لكان ظن بأن أخيه مازال يفكر في زوجته فرغبة هشام بالزواج من أخري جعلت ثورته تهدأ قليلا ليقف شريف فجأه قائلا
سيبك من حياتي وخليك في حياتك انت
ليقترب منه هشام سريعا قائلا برجاء هتسامحني ياشريف مش كده
ليطالعه شريف ببرود وأنصرف من أمامه وهو يتمتم
سيب السماح للزمن ياهشام
مرت الايام بأحداث جديده ورغم جمالها للبعض الا انها كانت علي البعض الأخر باهته
جلست زهره علي المكتب الخاص بها كمصممه منذ شهر فهي عندما عدت الي فرنسا أبلغها عمران بأن تصميماتها قد حازت علي الفوز في المسابقه التي دخلتها الشركه
لتتذكر زهره سعادتها بالخبر في هذا اليوم وبحثت عن رقمه سريعا
لتخبره بما حدث وعندما سمعت صوته اخبرته عن فرحتها
ليأتيها صوته البارد وهو يخبرها بأن عمران قد حدثه ثم أغلق الخط سريعا دون حتي ان يبثها بكلمه حنونه
فهبطت دموعها وهي شارده في ذلك التصميم الذي أمامها
ومدت بيدها نحو بطنها التي اتأخذت بروز صغيرا فهي في شهرها الثالث وهمست بضعف لطفلها تفتكر لازم يعرف بوجودك
ومر شريط جفاه معها وهي تتابع بحديثها هو مش عايزنا ولو عرف بوجودك هيفتكر اني بضغط عليه بيك
وعندما وجدت عمران دخل غرفتها المستقله أبتسمت اليه بفتور ليقترب منها قائلا مصممتنا المحترفه بتعمل ايه
وعندما رأي بعض الاوراق امامها اقترب منها سريعا قائلا بلمعه فنانه يازهره
فنظرت اليه زهره بنظرات ممتنه وهي تري التشجيع الذي تحصل عليه منه وحده
وشردت في شريف الذي لا يعيرها اي اهتمام
ولكنها مازالت ممتنه له فهو أساس نجاحها هذا في البدايه فلولاه ماكانت هنا الان
وتنهدت بصوت غير مسموع وهي تهتف بأسمه اه ياشريف هتفضل لحد امتي بعيد عني
وأفاقت علي صوت عمران وهو يتسأل بس ليه حاسس بنبرة حزن في تصميماتك
لتطالعه زهره بصمت وهي لا تعرف بما ستجيب عليه
طالعت جميله الطبيب پصدمه بعد أن تفحص
متابعة القراءة