مزيج العشق المر
المحتويات
هى حالة فؤاد الذى سيطر الخمر فيها على عقله فلم يتمكن من الدفاع عن نفسه
قطع تأملها صوت فؤاد المترنح
وده يطلع مين ده راخر
اقترب فارس منه قائلا وهو يعقد ذراعيه بابتسامة جذابة للغاية
اهلا فؤاد باشا ازى الحال دلوقتى
لهجته ثقته طريقته تذكرها به
يوسف البدرى الذى تخلى عنها منذ لحظات
وحياة امك لدفعك التمن غالى
فرك فارس كفيه
لا يافؤاد بيه محدش هيدفع اى تمن غيرك تفتكر لو بلغنا البوليس دلوقتى هيبقا ازى الحال وياسلام بقا لو خطيبتك بنت الوزير عرفت والجوازة اتفركشت شوف انت بقا
نهض فؤاد فى تثاقل قائلا وهو يمسك جبينه يكافح الدوار بشدة
رد فارس فى برود
اه
نظر فؤاد الى ايلينا هامسا في ڠضب مكبوت وكأنه تعمد الا يصل تهديده الى احد غيرها وهو يميل اليها قبل ان يخرج
مسيرك تقعى تحت ايدى لو مكنش دلوقتى بعدين وبكرة تشوفى يا
واضاف فى تهكم
بنت عمي
وقبل ان يخرج تفاجىء بقبضة فارس الحديدية حول معصمه وهو يقول ببروده الثلجى المخيف
نظر اليه فؤاد بتوعد قبل ان يخطو مغادرا المكان فى تعب دون أن يرد
التفتت ايلينا الى فارس بابتسامة ممتنة
مش عارفة بجد اشكرك ازاى
ابتسم فارس ابتسامته الغامضة الجذابة التى طالما اثارت حيرتها فهى لاتعرف حقا أهي ابتسامة حزينة ام حائرة ام تائهة
شفتاه تبتسمان بينما عيناه هائمتان فى عالم اخر وقبل ان يرد سمعت صوت ارتطام فتفاجئت بعلي يسقط ارضا فاقدا للوعى
على الحقنى يا فارس اعمل حاجة اول مرة اشوفه كدة
تحسس فارس نبضه وتنفسه بسرعة وهو يقول لها
اهدى ايلينا هوا بس خاېف دى نوبة فزع مش اكتر حاولى تتكلمى معاه فى اى حاجة وحسسيه بوجودك
رمقته فى دهشة من أين له اين يعرف كل هذا ولكنها نفذت ما طلبه بالضبط وضمت على اليها اكثر وهى تتحدث اليه وتقبل رأسه بينما يجلس فارس على ركبتيه امامهما حتى هدأ تنفس علي المتسارع وفتح عينيه فقبلته ايلينا على جبهته وحمله فارس الى غرفته وقبل ان يذهب سألته ايلينا فى
انت ازاى قدرت تعرف اللى عند على
هز كتفيه قائلا فى بساطة
ابدا انا اخدت دورة اسعافات اولية وكنا بنعرف ازاى نفرق بين الحاجات النفسية والعضوية
ابتسمت ايلينا له فى اعجاب واضح
بجد يا فارس متشكرة اوى
شعرت فى نظراته بشىء جديد اصبح يتطور يوما بعد يوم
تزايد اهتمامه اكثر مع الوقت بينما هى كانت لاتزال تتبع اخبار يوسف رغم حنقها عليه اقنعت نفسها انه الفضول تريد ان تعرف كيف يعيش
تعرف انها الان ربما تحيا وهمها الأعظم الذى استيقظت منه على دقات بابها من فارس دق بابها و كأنه يدق قلبها يطلب الاذن بالدخول فتحت له الباب فنظر لها لحظات دون ان ينطق قبل ان يتنفس فى عمق قائلا
ايلينا تتجوزيني
الفصل السادس والعشرون
هذا اخر ما تمنت ان تسمعه فى الحياة
أغرقها بسؤاله فى حقيقة لا مفر منها ولا نجاة
حقيقة كلمة زوج التي لا تعنى لها سوى يوسف
الزواج ويوسف كلمتان مترادفتان بالنسبة اليها
رغما عنها وعن كل ما حدث لايمكنها تخيل حياتها مع شخص سواه
لا يمكنها تحمل لمسات رجل غيره
مجرد التفكير فى هذا الأمر يصيبها بالتقزز
لاتريد ان تتخلص من ذكرياتها معه
لاتملك الارادة لذلك مهما حاولت حتى ان لم يكن هناك أمل فى الوصال بينهما من جديد الا ان الأمر برمته خارج عن سيطرتها
تحبه رغم كل ما حدث
رغم خيانته
رغم جرحه لها وجرحها له الذى يذكرها فى كل لحظة باستحالة ان يجمعهما مكان من جديد
لافرار من الحقيقة ابدا فلايمكنها ان تكون لرجل بعد يوسف
مشاعرها وجسدها وذكرياتها وكل شىء قد اصبح حكرا عليه منذ زمن
رفضت فارس
رفضت غير عابئة بتقريعات عقلها الذى يصفها بالغباء المطلق فرجل مثله لايمكن لأي فتاة ان ترفضه
أبت كرامته ان يبقى امامها بعد هذا الرفض فترك المنزل بعد ان ودعها
لم تستطع ان تطلب منه البقاء فقط لأنها تحتاج الى حمايته فمن حقه ان يأخذ فرصته فى نسيانها والبدء فى حياة جديدة مع اخرى تكون له بكل جوارحها فهو اكبر من ان يكون مجرد تجربة تحتمل الفشل اكثر مما تحتمل النجاح بكثير
ومرت الأيام تلو الأيام وحياتها على وتيرة واحدة لا تتغير حتى حدث ماحدث فى هذا اليوم حينما عادت الى منزلها بعد ان ابتاعت بعض الأشياء من السوق بدلت ملابسها وانتظرت الحافلة التى تقل اخاها من مدرسته ولكنه تأخر كثيرا عن موعده هاتفت مدرسته فأخبرته انه بالفعل استقل الحافلة التى انزلته امام البيت كالمعتاد كادت ان تجن
هبطت بسرعة تبحث عنه خارج المنزل وحوله فربما فقد وعيه او اصطدم بشىء فتشت عنه في كل مكان فلم تجده
جلست على السلم الخارجى للمنزل بعد ساعات من البحث ورأسها يخيل لها كل السيناريوهات المؤلمة عن ضياعه اخذت ټضرب فخديها فى قلة حيلة وهى لا تعلم ماذا تفعل ولمن تلجأ فان ابلغت الشرطة فلن يكن هناك اى تحرك قبل مرور اربع وعشرين ساعة ضړبت على جانبى رأسها فى حزن من بامكانه ايذاء طفل كفيف ولماذا
سالت دموعها فى عجز لم تشعر به قط فى حياتها فعلي ليس مجرد اخ بل هو ولدها الذي لم تنجبه
مرت ساعات اخرى وهى على جلستها دون حركة حتى أسدل الظلام ستائره حولها
انتفضت فجأة على صوت رنين هاتفها فالتقطته سريعا دون ان تنظر الى اسم المتصل ربما كانت المشفى او قسم الشرطة او ايا كان من يخبرها بما يزيح تلك الحيرة الثقيلة عن صدرها فتحت المكالمة وهى تلهث فجاءها صوت اجش غليظ قائلا
مدام ايلينا مساء الخير ياترى اخوكى وحشك لا لسة
انتفضت واقفة وهى تمسك الهاتف بكلتا يديها هاتفة فى ذعر
على اخويا انت تعرف هوا فين
ضحك المتصل فى سخرية
فى الحفظ والصون مټخافيش بس لحد امتى ده يتوقف عليكى
اتسع ثغرها فى صدمة لقد اختطف احدهم على من يكون ولماذا
جاءها صوته المنتشى قائلا
ها تحبى نتفق ولا مستغنية عن اخوكى
تحكمت فى ارتجافها وقبضت على الهاتف أكثر
انت حيوان انا هوديك فى ستين داهية بټخطف طفل كفيف يا حيوان يا حقېر
قاطعها فى برود
كدة انا هزعل ومنصحكيش تجربى زعلى
ضغطت على شفتها السفلى في عجز لتسأله
انت عاوز منى ايه واخويا ذنبه ايه اللى بتعمله ده حرام عليك والله
تأفف المتصل قائلا
هنقلبها صعبانيات ولا نتكلم بالعقل
مسحت دموعها لتخبره في جدية
عاوز منى ايه انا مش معايا فلوس تساومنى عليها
ضحك المتصل قائلا
ومين قالك انى انا اللى عاوز الباشا الكبير هوا اللى عاوز عاوزك
تهالكت ارضا فى اڼهيار وهى لاتصدق ما تسمعه اهناك من يساومها على شرفها مقابل حياة اخيها
بتقول ايه
رد فى بروده المقيت
اللى سمعتيه انتى مقابل حياة اخوكى واختارى
هتفت فى الم ومرارة
انت حقېر وۏسخ مين ده اللى باعتك
واضافت بعد لحظات بصوت متحشرج مترقب
فؤاد صح هوا فؤاد انا هوديك وهوديه فى داهية
تنهد قائلا
براحتك بمجرد بس ماتفكرى تقلى بعقلك چثة اخوكى هتكون عندك انتى حرة
واغلق الخط دون ان يعطها فرصة للرد احتضنت نفسها فى خوف وهى ترتعد وتهتز للامام والخلف كمحاولة للتغلب على ارتجافها المتزايد مرددة كل الابتهالات التى تعرفها
ماسمعته يعجز عقلها عن استيعابه
لم تتخيل فى اصعب كوابيسها ان تتعرض له
كيف يساومها هذا الحقېر بتلك الطريقة
كيف يستغل طفل كفيف فى خطة كهذه
ماذا عليها ان تفعل
نهضت فى تثاقل دالفة الى شقتها
ارتمت ارضا فى قلة حيلة
وضعت الهاتف امام عينيها للحظات وابتلعت ريقها فى توتر وهى تدير رقم فارس وبعد عدة محاولات وجدت هاتفه مغلقا
فكرت فى يوسف ولكنها تراجعت على الفور وهى تتذكر انه خذلها من قبل حين استنجدت به يوم ان تهجم عليها فؤاد ظلت هكذا على وضعها لساعات دون حركة وهى تتخيل ما يمكن ان يلاقيه اخوها الان على ايدى هؤلاء القساة
سدت اذنيها كأنها تسمع اناته من بعيد وهو يتلقى من قسوتهم ما يرفض حتى خيالها رسمه
انتفضت على صوت رنين الهاتف مرة اخرى فالتقطته بكف مرتعد ليأتيها صوته البغيض
ها فكرتى ولا لسة
انتحبت فى ضعف يعتريها للمرة الاولى فى حياتها
وهى تتوسل اليه
ارجوك انا مقدرش اعمل اللى بتطلبه ده خلى فؤاد يكلمنى وانا هتفق معاه
رد فى غلظة
الباشا بيقولك قدامك ساعتين يا تكونى قدامه يا تقرى الفاتحة على روح اخوكى
انتحبت اكثر فقال
من غير عياط ملوش اى لزمة ها قولتى ايه
اغمضت عينيها هامسة فى انكسار
حاضر
تنهد قائلا
هبعتلك رسالة بالمكان ولو حسيت بأي حركة غدر منك انتى عارفة التمن هيكون ايه
وانهى الكالمة لتأتيها رسالة بمكان الفندق ورقم الڠرقة التى يطالبها فيها فؤاد بالتنازل عن شرفها مقابل حياة اخيها رفعت يدها الى السماء وهى تركع ارضا
يارب ساعدنى انا مليش غيرك مقدرش اعمل كدة ابدا يارب
ومرت ساعة من الوقت وهى مشلۏلة تماما فى مكانها دون حراك ولكن عليها ان تتخذ قرار فى النهاية وقد فعلت
مسحت دموعها وادارت رقم صوفيا
تخلصت من كل انفعالاتها بصعوبة وهى تقص لها بالتفصيل ما حدث وعن نيتها التى اصابت صوفيا بالفزع وهى تتوسل اليها ان تتراجع ولكنها قد عزمت وبقوة وطلبت منها ان اصابها سوء ان تحضر الى مصر وتأخذ علي الى باريس وبلا عودة وانهت بعدها المكالمة غير مكترثة بصرخات صديقتها المذعورة
عادت الى واقعها الذى لم تتخيل ان تعيشه والى من يقف الان أمامها بنظرة ظفر وتشفى لم تتخيل ان تراها فى عينيه لها ابدا
لم تتخيل ان يكون اول من فكرت فى اللجوء اليه لانقاذ علي يكن هو خاطفه الذي ساومها على شرفها فالذي كان يقف امامها ېدخن سيجارته فى برود قبل ان يلقيها فى عشوائية ويدهسها تحت قدمه فى قسۏة وبطء لم يكن سوى يوسف البدرى
اقترب منها فى خطوات ممېته بعد أن تسمرت في مكانها كتمثال عتيق من الشمع
نظر لها بابتسامة ساخرة وهو يضع يديه في جيب سترته
ايه ده يا مدام انتى ايه اللى جايبك هنا قبلتى بالعرض وجيتى تسلمى شرفك
قطب حاجبيه باصطناع التأثر ليواصل
ازاى بس ده يحصل هوا فيه حاجة ممكن تضطر الانسان انه يعمل حاجة ڠصب عنه فيه حاجة اسمها ظروف اصلا
زفر فى بطء ليخرج بقايا الدخان التى لازالت عالقة فى صدره وهو ينظر الى عينيها التى تجمدت نظراتها تماما من الصدمة ليهمس
ليه وصلتينا لكدة
وارتفع صوته وهو يهتف فى ڠضب مشوب بالم غريب ليه وصلتينا لكدة ليه عملت فيا كدة انا محبتش حد فى الدنيا قد ما حبيتك كل اللى طلبته منك فرصة قولتلك اوعى تسيبى ايدى ابدا وخلينا نكمل طريقنا سوا
متابعة القراءة