من نبض الۏجع عيشت غرامي
هتنصدم من اللي هتشوفه هتلاقي شعر اكرت مجعد من الدرجة الأولى وحاجة اكده لا تسر عدو ولا حبيب .
ضيق نظرة عينيه ثم رمقها بنبرة خبيثة
_ أو يعني شعرك اللي غنى له عبدالحليم حافظ وقال له والشعر الغجري المچنون يسافر في كل الدنيا
وتابع بنفس نظرته الوقحة لها
_ دي باين اكده امي داعيالي يارحمتي وهتطلعي مبهرة في كله .
_ هو انت علطول ردودك جاهزة عاد عقلك يترجم ولسانك ينطق في نفس اللحظة .
ابتسم بهدوء وأمسك كفها وطبع بداخله قبلة لثوان ثم نظر إليها وقال بنفس مشاغبته
_ مبقاش ماهر الريان دي انت بتكلمي خط المحاكم يعني سرعة البديهة والفهم السريع .
وظل على حالهما ذاك يشاغبها وهي مرة تخجل ومرة تبتسم ومرة تتجاوب معه فحقا ذابت بين يداي ذاك الخبير العاشق وهي لاحول لها ولا قوة بين أفعاله .
في منزل ماجدة تجلس هي وابنتها مها في احضان بعضهن فحضن امها هو أكثر الأماكن الضيقة اتساعا فحضن الأم هو الأمان والحنان والطمأنينة وهو أكثر الأماكن اتساعا ما إن يضع الابن رأسه في حضڼ أمه حتى يستشعر لذة الحياة كلها ويرى هموم الدنيا قد تبخرت وأصبحت هباء فالأم في حضنها الحياة كلها ولهذا فإن مجرد رؤية الأمهات يدخل السرور إلى القلب والروح وتبتهج الدنيا بأكملها لأن في وجوه الأمهات دواء لكل علة وبالتحديد مها مها كانت احضان والدتها أحضان النجاة أحضان الشعور بالراحة والاسترخاء لقلبها المتعب
_ فات يجي اكتر من سنة على روحة الغاليين ولساتك يابتي الحزن مخيم قلبك ومفارقكيش طفى ملامحك الجميلة وبقيتي مش انت .
شددت مها من احتضان والدتها وتحدثت بقلب يفيض وج عا
_ كان روحي وأغلى من روحي يا أمي ات خطفوا من حضڼي وسابوني عايشة من غير روح
كل لما امسك هدومهم وأشم ريحتهم فيها بتجنن بيبقى هاين علي اروح القپر بتاعهم افتحه وأكفن نفسي وأنام جارهم وأحطهم على قلبي وأم وت معاهم
_ بس أني جبانة يا امي خوافة مش هاين علي اعمل في روحي اكده علشان اني ضعيفة ومازالت نفسي اهم عندي من ضنايا اللي م اتوا بسبب اهمالي فيهم .
أخرجتها ماجدة من أحضانها وهي تحتضن وجنتيها بشدة وتهزها بع نف وهي تنهرها
_ وه انت حاسبة حالك اكده ضعيفة علشان مش عايزة ټموتي نفسك يابتي !
نظرت بعيونها المغشية بالدموع إلى والدتها ورددت بقلة حيلة
_ طب كان ربنا يسيبهم لي أفرح بيهم ومعاهم شوية كمان كان يطول في عمرهم شوية كمان ملحقتش أشبع منهم .
ڼهرتها والدتها ولكن دون عن ف
هو الإنسان مننا عارف عمره كد ايه
الإنسان مننا ميعرفش اللي هيوحصل له كمان دقيقة واحدة استغفري ربك ربنا اداكي أمانة وحب يسترد أمانته وربنا الحق والأحق بعباده يقدر لهم عمرهم كيف مايريد واحنا علينا مانقول غير اللهم لك الحمد.
هزت رأسها للامام وهي مقتنعة بكلام والدتها ولكن لاتستطيع السيطرة عن ذاك الشعور بالتقصير وأنها السبب في ان هاء حياتهم بسبب تركهم لها ثم هتفت بقلب متعب وجار الزمان عليه
_ ڠصب عني ياناس ڠصب عني مش قادرة أنساهم ولا أشيلهم من بالي وقلبي .
وضعت كف يداها علي كف
يدها الموضوعة فوق فخذها ثم ربتت عليها بحنو وأردفت قائلة
_ كل لما تفتكريهم متدمعيش يابتي لاااا ابتسمي إنهم بين ايدين اللي أحن عليهم مني ومنك بيتهنوا ابتسمي إنهم هياخدوا بيدك للجنة .
_ الجنة ! كلمة نطقتها رحمة بنبرة ذهولية وهي تستبعد أن تكون من سكانها وعقبت والدتها على ذهولها
_ آه الجنة يامها يابتي هيجوا يوم القيامة ويسحبوكي معاهم وهما بيبتسموا وهيحضنوكي
وهيشفعوا لك عند ربنا ما انت كمان يابتي مكنتيش أي أم والسلام كنت شمعة بتح ترق كل يوم علشان قايدة صوابعك العشرة ليهم كنت ام عظيمة ربت ولدين كيف الملايكة علشان اكده ربنا اصطفاهم وأخدهم عنديه اللي زييهم لازم يبقوا عرايس الجنة من أدبهم وهما لسه صغار .
ابتسم سنها لأول مرة وهي تتخيل زين وزيدان بملابس بيضاء ووجوهم منيرة في الجنة ويتنعمون بها ويشربون من عسلها المصفى ومن لبنها الذي لم يتغير طعمه ومن خمرها الذي هو لذة للشاربين وغير ذلك فالجنة فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطړ على قلب بشړ كل تلك التخيلات جعلتها أخيرا ابتسمت وجبر نبض ۏجعها أخيرا فأبنائها الآن مكرمون منعمون بين أيادي الله رأت والدتها ابتسامتها تلك فخفق قلبها بسعادة لابنة قلبها وعمرها أخيرا ابتسمت ورأت وجهها المستنير بالسعادة وأدمعت عيناها في تلك اللحظة وجذبتها في أحضانها ثانية وهي تشدد عليه لتقول بدعاء
_ أيوة اكده اضحكي يابتي خلي الدنيا تنور وخلي قلبك يزرع حب للدنيا من جديد
ثم أخرجتها من أحضانها وهي تعرض عليها
_ شوفي يابتي عايزاكي تهتمي بحالك كيف زمان عايزة أشوفك شمعة منورة ضيها يزغلل العين عايزاكي تخرجي من حبستك داي ودوامة الاخت ناق اللي لفاها حوالين رقبتك
وأكملت وهي تتذكر ماقاله عمران لها
_ ايه رأيك كمان تخرجي من الحبس ة داي وتشتغلي .
خرجت من أحضانها ودققت بالنظر داخل عيناها بترقب شديد لباقي كلماتها ونطقت باستفسار
_ أشتغل ! أشتغل ايه ياماما
وضعت كفاي يداها الحنونتان وحاوطت بهما وجنتاي تلك الرائعة وأجابتها بحب صادق ظهر بينا داخل عيناها وهي تسرد عليها ماقاله عمران
_ شوفي عمران جوز أختك بيقول إن ابن عمه محامي محترم قووي وميتخيرش عنيه في الاخلاق وعنديه مكتب ومحتاج سكرتيره تقابل العملا عنديه وتكون بردو محترمة وبت ناس وقال لي إني أعرض عليكي الموضوع دي من أسبوع اكده بس أني كل لما أشوفك ألقاكي مطفية اكده وخاېفة أكلمك
أهو تخرجي للدنيا اللي عمرك ماخرجتيها من وانت بنتة وتشوفي ناس جديدة وتغيري من نفسيتك اكده زي خواتك البنات .
أخذت نفسا عميقا ثم زفرته بهدوء وتابعت باستفسار لما عرضته عليه والدتها
_ أشتغل سكرتيرة كيف وأني عمري ماشتغلت ولا أعرف حاجة عن الشغل ولا أعرف الروتين بتاعه .
شجعتها والدتها
_ الإنسان بيتعلم كل حاجة وبعدين انت معاكي معهد فنى تجاري والشغلانة داي مش متعبة ولا محتاجة لف ودوران وكمان البنت اللي هناك هتدربك على الشغل قبل ما تمشي .
سألتها مها
_ طب والبنت هتمشي وتسيب الشغل ليه
أجابتها
_ هتتجوز ياحبيبتي تقريبا عمران قال لي اكده في وسط الكلام .
ضيقت نظرة عينيها ثم رمقتها بنبرة مترددة
_ طب هفكر اكده يا أمي وأحسبها مع نفسي الموضوع جديد علي وعمري ما فكرت أخرج أشتغل قبل اكده .
شجعتها والدتها بنبرة شغوفة
_ تفكري في ايه عاد !
داي فرصة متتعوضش ومهتلاقيش زييها تاني هتشتغلي عند حد نعرفه ولد ناس محترم وهتخرجي كل يوم الصبح وتشوفي ناس جديدة ويومك كله هيبقى ما بين الشغل والبيت فمش هتلحقي ان انت تفكري في اللي حوصل لك دي افضل حل ليك يا بتي .
لمعت عينيها بشغف من كلام والدتها وتشجيعها لها ثم رددت بتردد
_ أممم .. يعني انت شايفة اكده ياماما
_ اييييه أمال إيه عاد ! ... جملة تأكيدية نطقتها ماجدة بتشجيع وأكملت وهي تشدها من يدها
_ يالا قومي نخرج نشتري لك كام طقم اكده علشان تروحي شغلك بهدوم جديدة تليق بيكي ياصبية .
_ اقعدي بس يا امي هو أني لسة قررت عاد هروح ولا له
_ له هتروحي ويالا قومي معاي مهفوتكيش إلا واحنا جايبين كذا طقم وكذا شنطة وجزم وطرح ونضارات وحاجات زينة اكده تلبسيها وتتزيني بيها وانت رايحة الشغل .
مطت شفتيها باعتراض وقالت
_ يا امي أني عندي هدوم كتيرة ونضارات ماركات وشنط وجزم ملهاش عدد همشي حالي بيهم .
تحدثت ماجدة باعتراض صارم
_ ولو عنديكي ايه بالذي لازم تجيبي لك كام طقم جديد تروحي بيهم الشغل الجديد .
وظلت تشدها من يدها و بالفعل ارتدت كليهما ملابس الخروج وخرجتا إلي المحلات وبدأن في التسوق في جو مملوء بالسعادة التي تسللت أخيرا إلى قلب مها بعد عمر بأكمله
وهاتفت ماجدة عمران وأبلغته بموافقة مها على العمل عند جاسر ابن عمه وما كان منه إلا أنه أبلغ جاسر وأعطاه رقم الهاتف الخاص بها وفهمه بظروف مها بأكملها وحزن بشدة لأجلها وفهمه مدي رقتها وأهميتها بالنسبة له وحذره أن يحزنها أو يعتلي صوته عليها يوما ما ولكن وعده جاسر أن يعاملها برفق وبعد أن أنهى المكالمة معه دون هاتفها معه
وذهب إلى الواتساب كي يحادثها ولكن اتسعت حدقتاه وهو يرى صورتها الموضوعة على حالتها ولسان حاله يردد بذهول من جمالها في الصورة
_ أوبا ايه الجمدان دي هي معقولة داي اللي اتجوزت وخلفت اتنين وعيالها م اتوا داي كتلة أنوثة متف جرة قدامي في الصورة .
انتهي_البارت
من_نبض_الوجع_عشت_غرامي
بقلمي_فاطيما_يوسف
مستنية_رأيكم_وتوقعاتكم