الغزال الباكي

موقع أيام نيوز

في حد ذاتها شيء كويس ومع الوقت هيكون عادي وترجعي لطبيعتك تاني  
تفتكر يا دكتور أمان هقدر ارجع غزال بتاعت زمان غزال اللي أنا نفسي نسيت ملامح روحها كانت ازاي كنت قولت خلاص هتصالحني وهتعود ليا لكن اللي حصلي مۏت اي آمل ليا انها ترجع 
تألم من حديثها وظهرت معالم الأسى على صفحة وجهه ربت على كفها بحنان وبعينان تلمعان لها هي فقط قائل
صدقيني هترجع وهترجع افضل من زمان بكتير بس انت اديها فرصة تعود من تاني افتحلها باب الأمل يا مدام غزال عشان تدخل حاربي معاها بكل قوتگ انت وقفتي على اول درجة ونجحتي اطلعي باقي الدرجات عشان توصلي لبر الأمان  
ازاي قولي اعمل اية 
كملي مشوار العلاج معايا إحنا قطعنا شوط كبير اوي ومع الجلسات هنوصل بسرعه وكمان مفيش حاجة هترجعلگ ثقتگ الكامله إلا الشغل هينسيك كل احزانگ ارمي كل الحزن جواك وحوليه لشعلة نشاط وحركة وقتها هتحسي ساعتها انگ غزال القوية المتميزة في شغلها  
مش قادره معنديش اي افكار في راسي عشان ابدع واكون متميزة زي زمان 
صاح بانفعال لكنه محتفظ بنبره صوته قائل
لا متقوليش كده بلاش نبره الاستسلام دي انتي جواك طاقة مخفيه وقت ما هتحبي تطلعيها هتطلع يا مدام غزال بلاش ټدفني نفسگ في قوقعه الحزن دي حاولي وساعديني اخرجگ منها 
رمقته بنظرات تعجب وتساؤلات تسبح في محراب عيناها فتبسم لها وقال بعد ان القى بنظرة عابره بالكشف الموضوع على مكتبه اسماء الحالات المتبقيه
ممكن بعد اذنگ بعد ما نخلص الجلسه تنتظريني اخلص اخر حالة بعدگ ونشرب فنجانين قهوة في الكافترية اللي جنب العياده
لمح التردد متجلي على وجهها فقال بترجي يستعطفها
ارجوك اقبلي دعوتي في كلام كتير اوي عايز اقوله ولازم تسمعيه 
صمتت قليلا وعندما لاحظت عيناه مترجية اومأت بالموافقه ف انشرح قلبه وزادت ابتسامته ثم نهضان ليبدأن الجلسه التي كانت ما هي إلا بداية رحلة حب جديدة تدق اول اجراس انزار بداخلها حاولت الهروب من صوت هذه الاجراس لكنها كانت أعلى بكثير عجزت على اسكاتها فبرغم ذلگ كان هناگ وميض يضئ لها الطريق يجعلها تشعر بالراحه والأمان يمتلگ كل اوصالها 
وحين انهت جلستها طلب منها أمان انتظاره في الكافية أسفل البناية مرت وقت ليس بكثير وحينما انهى آخر كشف هندم ملابسه وركض مهرولا نحوها بحث بعينان ثاقبتان ليجدها جالسه في ركن بعيد على طاوله ترتشف قدح من القهوة اقترب منها وجلس أمامها وقال بابتسامة
اتأخرت عليك
رفعت بصرها لترمقه بنظره هادئة حانية
لا ابدا يا دكتور مفيش تأخير ولا حاجة اتفضل اقعد وقولي خير عايزني في أية
جلس ووضع منظارة على الطاوله واشار للنادل
بأن يجلب له قدح قهوة سادة ثم تنحنح لينظف حلقه بينما هي مترقبه حديثه والقلق تسرب اوصالها اخذت رشفه من قهوتها وعيناها تحثه بالتفوه فلبى هذا النداء وقال بنبره متوتره لكنها مغلفه بالعشق
انا بصراحه مش عارف ابدأ كلامي منين 
ابدأ من اي جزء عايز تتكلم عنه هو الموضوع خطېر اوي كده
خطېر ومتوقف عليه حياتي وسعادتها 
ياااه للدرجة دي ! قلقتني بجد 
مدام غزال أنااا انااا 
أنت أية يا دكتور قول على طول بدون تردد انا سمعاگ 
كاد أن يتفوه بكل شيء لولا وقوف النادل الذي وضع قدح القهوة وبجوارها كوب من الماء وانصرف في هدوء ف اخذ الكوب وتجرعه على دفعه واحده كأنه بمثابة شربه بها الشجاعه فقال مره واحده
انا بحبگ جدا وطلبت ايديگ من سند ومن والدتگ وهما موافقين وفي انتظار موافقتگ 
هزت رأسها عدة مرات لتستوعب حروفه التي قالها شعرت للتو پصدمه كهربائية اوقفت عقلها أن يستجيب لحديثه كيف له أن يختار هذا التوقيت ليصارحها بحقيقة مشاعره الآن وهي المچروحه الحزينه الباكية على فراق اعز ما لديها لا تنكر للحظة نسربت الفرحة وجرت تروي عطش حرمانها لكنها في نفس تلگ اللحظة وأدت ودفنت بداخلها ف رمقته پغضب ونهضت من مكانها رافضة لسماع كلمه واحده منه امسگ معصمها وقال لها بترجي
ارجوك اقعدي واسمعيني أنا ما صدقت اتشجع واقولگ على اللي جوايا من ناحيتگ 
سحبت يدها وقالت بتهكم
مش عايزة اسمع كلام تاني بعد اللي قولته يا دكتور 
لأ هتسمعيني لحد ما اخلص كل اللي عايز أقوله لازم ادافع عن نفسي واشرحلگ انا قولت ليه كلامي في التوقيت ده من فضلگ اقعدي 
جلست على مضض وقالت وهي تزفر انفاسها پغضب
اتفضل مع أن اللي هسمعه مش هيغير حاجة 
اتنهد بحزن على طريقة كلامها الغير متوقعه او ربما قلبه حسه أنها ستكون افضل من ذلگ ارجع ظهره للخلف وشبگ انامله ببعضها وبنظره حانيه منه جعلت اوصالها تهدأ من حاله هياج امواجها وتستكين حينما قال
بدون اي مقدمات اشرح بيها موقفي أنا مقدر جدا الظروف اللي بتمري بيها وحاسس بكل اللي جواك عارف عايزة تقولي بس أنا راجل بحب أكون واضح وادخل البيت من بابه زي ما اتكلمت مع سند اخوك قلبي مدنيش فرصة انگ تكوني واحده عادية في حياتي عصاني وعشقگ من قبل حتى ما اشوفگ بمجرد أني قرأت حروفگ ومعاناتگ قلبي رفع راية حبگ عاليه بدون ما ياخد رأي وزاد محبتگ جوايا لما شوفتگ وحبيت روحگ اللي سكنتني ومش هتفارقني ابدا 
سكت لياخذ نفسه ويتجرع ماء يبلل به حلقه لمح في عيناها عدم تصديقه لما قاله او ربما لا تريد ان تصدقة كما يظن بل كانت هي في عالم آخر ليس فيه
أحد سواه ترغب في تصديقه لكنها تخشى ان تقترب من نيران قربه فتحترق مثلما احټرقت من ذي قبل !!
لكن عقلها بثها على سماعه ليكتمل نظرته وتقييمه له بل قلبها كان ينبض بشدة اعاصير تجرفها نحوه ولا تعلم لماذا هدأت هكذا لا تنكر انه حين يتحدث يسحرها بقوله ويسلب منها ارادتها فاقت على صوته قائلا
كنت منتظرگ لحد ما تتماسك وثقتگ ترجع وكنت هفاتحگ في الموضوع لكن بعد اللي حصل مقدرتش اسكت 
قاطعته متسائلة
واية اللي خلاگ متسكتش دلوقتي وتقرر تتكلم
مال للأمام ليتقابل مع كحيلتها وينظر بداخل سوداوتها وقال وهو ملمس بكفيها
اللي خلاني اتكلم هو عشان يكون ليا الحق أني اقرب منگ واقف معاك في محنتگ اكون جزء ولو صغير في حياتگ واشغل تفكيرگ ظهرگ وحصنگ المنيع ارجوك يا غزال اديني الفرصة دي حتى لو بصفة صديق لحد ما تقرري وتحسم امرگ في تقيم علاقتنا وتأكدي اني مش هضغط عليك ابدا وهكون دايما الداعم ليك في اي حاجة 
سحبت كفيها بهدوء فقد كانت تسمعه في هذه المره بعقلها قبل قلبها لا تنكر انها رأت الصدق داخل مقلته شعرت بكل حرف قاله لها وأجمل شيء نال اعجابها وضوحه وصراحته في معرفة اخاها قبلها فهذا يدل على سمو أخلاقه لا تعلم لما تذكرت موقف مماثل لطليقها لكن اختلاف السماء والارض بين الموقفين حين عرضت عليه أن تصارح اخاها عن علاقتها به ورغبته في الارتباط بها لكنه ثار ورفض بشدة وطلب منها بالا تبلغه ويكون الأمر سرا بينهما لحين تحديد موعد للذهاب إليه حقا الفرق شتان بينهما واحدا واضح لأبعد حد يعشق النور والأخر ملتوي منافق يحب الظلام والخفا 
عندما طال صمتها راودته الشكوگ والظنون فقد خشى من خۏفها لتكرار التجربه معه فقال في تحفظ شديد
صدقيني أنا غيره اوعدگ انگ مش هتندمي ابدا لو ادتيني الفرصة اللي بحلم بيها هحسسگ بالأمان اللي بدوري عليه بصدق حبي ليك هتعيشي الحياة اللي نفسگ تعيشيها هكون داعم ليك ولشغلگ عمري ما هكسر قلبگ ولا اقلل من طموحگ 
كانت تريد أن تقول له بأنها تصدق كل حرف وتعجبت لقوله بأنه سيحسسها بالأمان!
اي امان يتحدث عنه وهو بالفعل وجوده مصدر لاحساسها بالأمان تبسمت له وقالت بنبره رقيقه مثلها
انا مصدقاگ بس فعلا مش مستعده للغوض في أي تجربة حاليا قلبي مفهوش مكان للفرحه خاېفة أظلمگ معايا قلبي اللي جواه حزن ملوش حدود حزين بيبكي طول الوقت في صمت بخبي دموعة جوه بير عميق بحاول ابتسم وارسم الضحكة على وشي عشان خاطر بس أمي متتوجعش عليا كفاية اللي عاشته من ألم عشاني سامحني أنا مقدره مشاعرگ النبيلة دي لكن فعلا مش هقدر 
الفصل السادس عشر
رمقها بعيناه تفيض بالحب والترجي بالا تتركه شريد وحده
بدونها اجمع حروفه الأبجدية وقال
طب خليني معاك بصفة صديق يمكن اعرف ابدل الحزن ده في يوم لفرحه و وعد مني مش هتكلم في طلبي ده غير لما احس منگ بالقبول اوعدگ 
بس 
مفيش بس لو في يوم حسيتي أني تجاوزت حدود الصداقة امنعي أي قرب من ناحيتي اديني فرصه واحده ومش هتدمي 
اومأت له اخيرا بعد ما عذبته بترددها وصمتها فردت بتلگ الايماءه روحه وجعلتها ترفرف سعادة بأول خطى خطاها في تحقيق حلمه معها تفوه بحماس قائل
وأول حاجة هقولها بحق صداقتنا انگ في اقرب وقت لازم تنزلي شغلگ ولو مش حابه ترجعي شركتگ ممكن نشوف شركة تانية تشتغلي فيها انت الف شركة تتمنى انگ تشتغلي معاهم 
طب نأجلها شوية اكون استرديت ثقتي 
مفيش تأجيل تاني ثقتگ هترجع باجتهادگ في عملگ هتلاقي روحگ بين رسوماتگ وتصاميمگ صدقيني الشغل هو الحل الوحيد تحبي ابحثلگ على عمل
لأ مفيش داعي هتواصل مع صديقة ليا في المكتب واشوف ممكن أرجع ولا مليش مكان 
ممتاز جدا دي أول خطوة حقيقية في التعافي وايجاد الذات 
رمقته بنظرة شكر هز عيناه بحب لها كأنه يقول لها لا داعي للشكر بين الأحباب كم تمنى ان يبث في تلگ اللحظه شوقه وحبه لها لكنه وعدها بالا يبوح ولا يتحدث فكيف طاوعته شفتاه بأن يتفوه بهذا الوعد فكيف له أن يغلق قلبه ويخرس صړاخ نبضاته بحبها حين تكون بالقرب منه !
ظلت عيناه تحدثها في صمت وغزال تستقبل شرارة حبه في صمت دون ان تعلق بحرف مكتفيه بهذا الفياض الذي تراه يجري داخل محراب عيناه تمنت ان تنعم به ولو للحظة واحده لكن هناگ الاف الأسباب تعوق الوصول له ظلت في حالتها الشارده تفكر فيما سيحدث في الأيام القادمة انتبهت لصداح رنين هاتفها اخرجته من حقيبتها و وجدته والدتها تطمئن عليها وسألتها عن سبب تأخرها فأجابت أنها ستبلغها حين تأتي اغلقت الهاتف ونهضت استعدادا للذهاب شاور على النادل ودفع الحساب وقام بايصالها لمنزل والدتها حيث إقامتها هناگ وعندما وصلا ترجلت من السيارة فقال لها
هنتظر منگ مكالمه تطمنيني فيها عملتي اية في موضوع رجوعگ للشغل  
حاضر 
اغلقت باب سيارته و ودعته بابتسامه ثم صعدت لشقتها وحين رأتها والدتها القت عليها وابل من الأسئلة فجلست غزال وسردت لها كل شيء كانت الأم واثقة في نبل اخلاقه واثنت عليه بحب وتقدير لموقفه وشجعتها بأن تعطي فرصة
تم نسخ الرابط