رواية كاملة بقلم نسمة

موقع أيام نيوز


كبيرة..
ضحكت إلهام ضحكتها الهادئة التي تدل على طيبتها الزائدة مرددة.. 
بقي أنا شقية يا خديجة يا أختي.. 
أخذت نفس عميق وأكملت بفرحة ظهرت على محياها.. هحكلكم.. أنا بحب أوي اتكلم عن إبراهيم أبو إسراء الله يرحمه..
صمتت لبرهه وأغمضت عينيها ببطء تسترجع تلك الذكريات التي لم تفارقها للحظة واحدة.. إزدادت ابتسامتها إتساع وتابعت.. 

كنت عيلة بنت خمس سنين لما أمي وأبويا ماتوا في حاډثة وخدني عمي الصغير علشان يربيني.. كان لسه متجوز جديد ومراته حامل وعلى وش ولادة.. مش هنكر هي كانت بتعاملني ساعات كويس.. جريت السنين وبقي عند عمي ولد وبنتين اعتبرتهم أخواتي الصغيرين بعد ما عمي اتوفى..بقيت أنا اللي شايلة البيت كله من غسيل وطبيخ وتنضيف وكل ما يجيلي عريس يطلب أيدي مرات عمي ترفض.. لخد ما اتجوزوا بناتها وابنها سافر كذا سنه الخليج بعد ما خلص جيش وفضلت أنا معها لحد ما قربت على السنه بخدمها كأنها أمي بالظبط..
صمتت قليلا تلتقط أنفاسها وتكبح عبراتها التي تجمعت بعينيها وتابعت..
رجع ابنها معاه قرشين كويسين اشتري بيهم شقة وخدني أنا وأمه فيها وفتح محل بقالة والدنيا بقت مستورة معاه دخل في يوم على أمه وقالها أنا قررت اتجوز.. أمه فرحت أوي وبقت تزغرط وتقوله من بكرة هجبلك دستة عرايس تختار منهم اللي تعجبك.. بس هو قالها لا متتعبيش نفسك أنا عروستي موجودة..
بصوت مرتجف..
أنا هتجوز إلهام بنت عمي.. أنا أولى بيها يا أمه.. بقت تصرخ بعد ما كانت
بتزغرط وتقوله هتاخد واحده أكبر منك بخمس سنين.. عايز تعمل فيا وفي نفسك كده ليه.. دا انت ابني الوحيد وبتمني أشوف ولادك قبل ما أموت.. تقوم تتجوز واحدة عانس قطر الجواز والخلفة فتوها..
أبتلعت غصة مريرة وسيطرت على بكائها ونظرت لوحيدتها بحب وفرحة غمرت ملامحها مكملة.. 
بس إبراهيم كان راجل شهم وجدع مسمعش ولا كلمة من اللي قالتهم أمه وصمم يتجوزني..سترني وكان ونعمة الزوج والابن البار خصوصا ان أمه ورتنا الويل أول ما اتجوزني لحد ما حملت في إسراء بنت عمري وهي رجعت تعاملنا كويس تاني لخاطرك يا ضنايا..
طيب وأبو إسراء ټوفي إزاي يا لوما!..
قالتها خديجة بصعوبة من بين شهقاتها..
اجابتها إسراء ببوادر بكاء قائلة..
هقولك أنا يا ديجا..أنا فاكرة اللي حصل كأنه إمبارح.. كان عندي وقتها 12سنهوبابا حبيبي الله يرحمه تعب فجأة..
ماما بقت تلف بيه على الدكاترة اللي اكتشفه أن عنده کانسر في مرحلة متأخرة وبدأت رحلة علاج مكثفة خدت كل اللي كنا نملكه..
أمسكت يد والدتها
امي دي أعظم أم وزوجة في الدنيا فضلت شايله أبويا بحب وخوف في مرضه هو وجدتي كمان اللي تعبت من حزنها على أبويا وعمرها ما قصرت معاهم أبدا لحد ما ربنا استرد أمانته..
اللي عملته معاهم قعدلي فيكي يا بنتي واديكي شيلاني في تعبي ومستحملاني وأنتي عارفة أني مش هعرف أقف على رجلي تاني ..
شهقت إسراء بصوت خفيض وتحدثت بتوتر قائلة..
أيه اللي بتقوليه دا بس يا ماما بإذن الله أنتي هتخفي وهترجعي أحسن من الأول كمانوالعمليه اللي المفروض تعمليها الدكتور نصحنا أننا نستني شوية علشان في علاج لازم تاخديه قبل ما تعمليها..
ابتسمت لها إلهام وتحدثت بترواي قائله..
إسراء يا بنتي مافيش داعي تكدبي عليا يا حبيبتي.. أنا وقعت الدكتورة اللي كانت متابعة حالتي في مصر قبل ما أجي هنا وقالتلي الحقيقة وأنا الحمد لله راضية بكل اللي يجبه ربنا وبحمده وبشكر فضله كمان..
هتخفي.. بأمرالله تعالي هتخفي يا ماما والله ربنا كريم وهيقومك بالسلامة ان شاء الله يا حبيبتي ..
ربتت إلهام على ظهرها بحنان وتنقلت بنظرها بين خديجة عهد وإيمان الذين اڼفجرو في نبوبة بكاء حاد وتحدثت پغضب مصطنع قائله..
أيه دا أنتو قلبتوها عياط ونكد ليه كده.. مش المفروض أنكم معزومين على حفلة انهارده ولا أنتي غيرتي رأيك يا ست عهودة..
مسحت عهد دموعها بظهر يديها بحركة طفولية وتحدثت بتقطع قائلة..
لا طبعا يا أنطي.. دا أنا مجهزه حفلة لاسراء تجننهتعجبكم أوي واللهوكنت هستأذن حالا علشان أروح اطمن ان كل حاجة تمام وهنتظركم تشرفوني انهارده الساعه 8..
نظرت خديجة بساعة يدها وتحدثت هي الأخرى بتقطع من بين شهقاتها.. طيب يله علشان نلحق نجهز.. الساعة داخلة على 6.. 
ساحرة الفارس..
هذا هو أسم اليخت الذي دونه فارس على جوانب اليخت بنفسه وبعدما أنتهي وقف على متنه يتابع الديزينر الذين يقومون بتزين اليخت بأروع وأفضل أنواع الورودوالكثير من البلونات الطائرة بمختلف ألوانها وأشكالها جميعهم مدون عليهم أسم زوجته إسراء.. 
أيه رأيك يا غفران.. 
قالها فارس وهو يشير بعينيه على المكان من حوله..
ولا أحلى من كده يا فارس.. ربنا يبارك فيه ويكفيك شره يا صاحبي .. أردف بها غفران وهو يربت على كتفه ومن ثم دفعه
 

تم نسخ الرابط