نادرة وحسن بقلم نونا

موقع أيام نيوز


مينا المحامي بتاعه 
موسى و عامر و عبود صاحب القهوة كلهم موجودين حتى اسلام 
الشاب اللي ساعده يلقى شغل و سمارة و برا القاعة في ناس كتير جايين
بصلهم و بلع ريقه بصعوبه و هو شايف البدلة الزرقاء اللي لبسها 
دخل وراء الحديد
دعاء بلهفة متخفش يا حسن انت ابن حلال و عمرك ما اذيت حد و ربنا شاهد و هيبراك منها

نادرة بتصميم و تعب و دموع
حسن أنت هتخرج صدقني و بعدين الدكتورة قالت اني حامل في ولد و خالص كلها كم يوم انا عايزاك تكون معايا مش هقدر يا حسن صدقني
حسن خرج ايده و مسح دموعها بحب 
سامحيني و الله العظيم لو كنت أعرف اني هاذيكي معايا كدا مكنتش حبيتك اتجوزتك بس الغلبان في البلد دي بيجوا عليه اوي يا نادرة اوي... و احنا مالناش ضهر 
فظلموني و انا بظلمك معايا و بظلم الطفل دا معانا 
بس وعد عليا لو ليا عمر و خرجت المرة دي الحساب تقل اوي اوي يا نادرة و لو بكوا بدل الدموع ډم مش هرحمهم
مينا باسف 
حسن مفيش اي دليل على فريد او طه و لما جبتهم المحكمه في الجلسه اللي فاتت انكروا اي حاجه و هم
اكيد مش يتكلموا بس انا هحاول باي طريقة تانية متقلقش 
الخواجة بنفسه بيقولك اطمن هو هيتولي الموضوع
عامر بحزن
انا اسف يا حسن و الله ما عارف ازاي الحاجة دي دخلت الورشة
اسلام بجدية 
متقلقش يا جدع دا انت ساعدتني

و انت متعرفنيش و ربك كريم اوي و ان شاء الله هتخرج النهارده
حسن ابتسم و نزل على ركبته و مد ايد لبحر اللي بټعيط 
بټعيطي ليه دلوقتي
بحر بدموع
علشان أنت سبتني يا ابو علي و انت وحشتني اوي و خاېفه تسبني و كمان نادرة كل يوم ټعيط و انا مش عارفة امسح دموعها و انا وعدتك مش هخليها ټعيط بس انا خلفت وعدي ليك و مش عارفه اخليها تبطل عياط و كمان انت زعلان
حسن ابتسم علي برائتها 
انا مش زعلان يا ست بحر... أنا معايا ربنا و مش خاېف بصيلي كدا و ارفعي راسك 
ايوة كدا.... اوعي توطي راسك و لو مخرجتش معاكم النهاردة لازم تخلي بالك عليها و على النونو الصغير لحد ما انا ارجع له ماشي
نادرة عيطت و بعدت عنهم و اديتهم ضهرها و هي مش قادرة تستحمل 
حسن بصلها و بص لوالدتها بتعب 
انا كويس متقلقيش عليا
القضاه دخلوا القاعة و كل واحد قعد مكانه و بدا القاضي يقول مقدمته 
لحد الجملة اللي سړقت منهم أنفسهم 
حكمت المحكمه حضوريا على المتهم حسن محمود عبد التواب الصياد بالحبس
خمسه و عشرين سنة مع الشغل و النفاذ... رفعت الجلسة
كلهم اتصدموا و حسن بقا حاسس بروحه بتخرج من جسمه و العسكري بيشده و بيحاول يخرج وسط صرخات والدته و أخته 
نادرة فضلت قاعدة مكانها و دموعها بتنزل و لسه صدى الصوت بيتردد في ودانها 
يعني ايه خمسه عشرين سنة.... يعني ايه يضيع شبابه وراء القضبان ظلم
جليلة قعدت جانبها و حضنتها و بټعيط هي كمان و مرجانة مسكت ايدها
نادرة باڼهيار
يعني ايه خمسه و عشرين سنة 
يعني ايه.... ليه الظلم دا كله.... ليه هو ميستاهلش كل دا و لا اللي زينا ينداس عليهم بالجزمة.... هو يارب مكنش طمعان 
كان نفسه بس يربي ابنه معايا و يعمل عيله كبيرة.... ليه كل حاجة تتهدا كدا 
منهم لله منهم لله اللي كانوا السبب يارب يارب
مرجانة اهدي يا نادرة اهدي و ان شاء الله هيعملوا استئناف و هيطلع منها
بعد عدة ساعات
نادرة كانت قاعدة في اوضتها و هي ساكته و مش قادرة ټعيط من الصدمة مش فاهمة اي حاجه لكن ۏجعها دلوقتي اقل من ان الدموع توصفه 
في صړخة مكتومة جواها مش قادرة تصرخها...
في عربية الترحيلات
حسن كان بيبص للطريق من الفتحة الصغيرة في العربية 
مستغرب الحياة و انه في النهاية في المكان دا رغم انه مكنش طمعان في حاجة
كان نفسه بس يكبر بتعبه لكن مش مكتوب له 
كل الطرق اتقفلت عليه..... 
حسن لنفسهيارب أنا تعبت اوي 
انا شيلتي تقيله اوي اوي يارب.... امي و اختي و مراتي و ابني اللي لسه مشافش النور 
يارب أنت العدل و عارف اني مظلمتش حد انصفني يارب.... انصفني مش علشاني علشان اللي في رقبتي... علشان ابني يارب ابني اللي اتحكم عليه يبقى يتيم قبل ما يتولد 
بس يارب انا صبري نفذ و انت عالم يارب عالم انا شقيت اد ايه
و لو اخر نفس فيا يا فريد نهايتك انت و ابوك على أيدي هخليكم تبكوا و تتوسلوا علشان ارحكمكم و بينا الأيام.......
و بيننا الايام كما تدين تدان.......... 
قال تعالي 
وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
الأنبياء 87
... الحلقة الثالثة و الثلاثون
عدي الوقت ببطي و هدوء مخيف
حسن اترحل للسجن و نادرة ساكتة مش قادرة تتكلم مع حد و لا حتى بټعيط هي ساكتة
 

تم نسخ الرابط